قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 20 تموز/يوليو 2019 15:31

كيف تُنشِئ عدوا في بيتك !

كتبه  الأستاذ حميد بن خيبش
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تطرح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل محتدم و متواصل، عددا مهولا من المقاطع المرئية التي تعكس مشاعر الدفء الأسري، و صورة الطفل/ قرة العين، و الطفل/ فلذة الكبد، الذي حوّل والداه كل حركاته و سكناته إلى إنجاز يُدر آلاف المشاهدات.

طبعا يشكل ميلاد الطفل منعطفا استثنائيا في رتابة الحياة بين زوجين، فتنتقل إلى رصيده كل مفردات الحب و مشاعر البذل و الفرح و السعادة، غير أن الخطاب القرآني يؤرجح العلاقة بالأبناء بين تعبيرين بالغي الحساسية: الأول هو “زينة الحياة الدنيا”، و الآخر هو “الفتنة”. و الملاحظ أن التعبير الأول هو الأكثر هيمنة في الواقع اليومي، مما يعطل دلالة التعبير الثاني أو يطرحها جانبا تفاديا للإحراج و التخوف الذي يثيره لفظ الفتن !

كان الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي (ت 73هـ) إذا أراد الجهاد اجتمع حوله أولاده و بكوا وهم يقولون: إلى من تدَعُنا، فيرقُّ لحالهم و يقيم، فنزل قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم﴾ التغابن:14. و هذه الآية الكريمة تُنبه إلى المسار الذي قد تفضي إليه الموازنة بين العاطفة و المبدأ، حين ترجح كفة الاختيار الأول فتودي بالمرء إلى الخسران. يقول القاضي أبو بكر بن العربي، في تقريبه لمدلول العداوة المقصودة : هذا يبين وجه العداوة؛ فإن العدو لم يكن عدوا لذاته و إنما كان عدوا بفعله. فإذا فعل الزوج و الولد فعل العدو كان عدوا، ولا فعلَ أقبح من الحيلولة بين العبد و الطاعة.

و يُفرد القصص القرآني مساحة دالّة على خطورة هذا المنحى التربوي في العلاقة مع الأبناء، فقصة نوح عليه السلام مع ابنه الذي فضل الاعتصام بجبل على اتباع الحق، شاهدٌ على تغليب المبدأ على العاطفة، في مشهد يذوب له القلب أسى.

و خبر الغلام في رحلة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، دليل قوي على أن من الأبناء من يكون فتنة قد تعصف بحياة الوالدين إن لم يتداركهما الله تعالى برحمته. يقول الشيخ متولي الشعراوي في تعليقه على القصة:”و الفتنة بالأولاد تأتي من حِرْص الآباء عليهم، و السعي إلى جعلهم في أحسن حال، و ربما كانت الإمكانات غير كافية، فيُضطر الأب إلى الحرام من أجل أولاده. و قد عَلِم الحق ـ سبحانه و تعالى ـ أن هذا الغلام سيكون فتنة لأبويه، و هما مؤمنان و لم يُرِد الله تعالى لهما الفتنة، و قضى أن يقبضهما إليه على حال الإيمان.”

و من التصرفات النبوية التي تؤكد هذا المسلك، ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:” أتى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم تمرٌ من تمر الصدقة، فأخذ الحسن بن علي تمرة فلاكها(مضغها)، فأدخل النبي صلى الله عليه و سلم أصبعيه في فيه فأخرجها و قال: ( كخ، أي بني أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة). رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة (3295).

نتوقف في هذا الحديث مع لفظتين تؤشران على خطورة الأمر، أي تقديم المبدأ على التصرف العاطفي الذي لا تحتمله بعض المواقف؛ فالنبي صلى الله عليه و سلم أدخل أصبعيه في فم الحسن بعد أن مضغ التمرة و سرت حلاوتها في لعابه، و هو تصرف يمكن لكل الآباء القيام به، إن كان للتمرة ضرر على صحة الطفل لا على دينه و خُلقه. ثم أن الحسن صبي لا يميز، و قد استعمل النبي صلى الله عليه و سلم لنهيه لفظةً تقال عادة للصبيان و هي “كخ”، و بذلك يُبطل ما ألفه بعض الآباء من تبريرات لأفعال الصغار، و التي تؤشر على خرق المبدأ و انتهاك الحدود !

تركز العديد من الإنتاجات الدرامية، سواء العربية منها أو الأجنبية، على تجليات تضحية الآباء من أجل الأبناء. و أغلب تلك التضحيات تتمحور حول ارتكاب المعاصي و انتهاك المحرمات، من سرقة و نصب و سفك للدماء. و الرسالة التي تتشربُها العقول يكون مفادها في الغالب إيجاد عذر لأحد الوالدين في انتهاكه للمعايير الدينية و القانونية، من منطلق أن عاطفة الأمومة أو الأبوة بمثابة تيار جارف لا يصمد أمامه العقل و المنطق.

لكن، هل نحن ملزمون حقا باتباع هذا النهج في علاقتنا بصغارنا؟

و هل يجوز لعاطفتي الأمومة و الأبوة، مهما بلغ سمو دورهما في الحياة، أن يُعطلا أو يخرقا ميثاقا إلهيا قوامه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟

ألم يكن حريا بماشطة ابنة فرعون أن تُظهر الكفر و تُبطن الإيمان حتى ينجو صِغارها من عذاب فرعون؟

ألم يجدر بالخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أن يطعم بناته الصغار مما لذ و طاب، بدل أن يكون عشاؤهن العدس و البصل، حتى أنهن تحاشين الإقبال عليه كي لا تؤذيه الرائحة الكريهة ؟

تندفع عشرات الأسئلة كالسيل الهادر أمام توجيهات و نصائح تدس السم في العسل، و تُرتب أضرارا نفسية و صحية مبالغا فيها، إن أصر الآباء على الوقوف في وجه ميول صغارهم الاستهلاكية، و حاجة الأسواق إلى زبائن صغار لا يملون من التسوق و تكديس المنتجات !

إن القضايا المرتبطة بحقوق الطفل، و معايير التنشئة في بيئة تربوية آمنة، هي أمور ينبغي التصدي لمعالجتها من منظور يراعي خصوصيات الأمة، و مقومات دينها الحنيف. فتعزيز الولاء للعقيدة و المبدأ أمر لا يمكن التهاون فيه بتاتا، و كل حق من حقوق الطفل لا ينبغي أن يُسقط بالمقابل واجبا أو قيمة، أو سلوكا حسنا مما نص عليه الكتاب و السنة.

الرابط :

https://islamonline.net/30513

قراءة 1025 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 24 تموز/يوليو 2019 17:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث