قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 07:26

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 1

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)
التقديم

في الفضاء العام المصري، يكادُ يُجهد الباحث أو الصحفي من فرط المظاهر التي تستحق التأمل و التتبع و الاستقصاء، فلا يكاد يمر يوم في هذه البلاد التي تتناسل فيها العجائب و التغيّرات المضّطردة، إلا و تتولد لدى المتأمل أسئلة من قبيل : كيف يحتمل هذا الشعب معيشته؟ و كيف يتأقلم مع كل تلك التغيّرات التي تمس أقرب تفاصيل حياته اليومية ؟ في الحقيقة، يمكن طرح هذه الأسئلة على عدد من بُقع الجغرافيا العربية على اتساعها، و اتساع أزماتها. لكننا معنيون هنا بمصر، فكثير من التحولات الجذرية في السنوات العشر الأخيرة طالت أنماط العيش، و التدين، و الفاعلية السياسية، و الاستقرار النفسي لدى الشعب المصري الذي يحتل المرتبة الأولى في كثافة السكان من بين الدول العربية.

   

و لأننا معنيون باستقصاء ظاهرة محددة و تتبع مساراتها، فإن الحديث عن انتشار التصوف، و تصدّر رموزه للشأن الديني العام، و رعاية الدولة له في السنوات الأخيرة، و انتشار محاضنه في ربوع المحافظات المصرية المختلفة، يعني أننا أمام تغيّر بارز يستحق الوقوف عنده و رصد ملامحه. و وفق المناخ السياسي العام الداعم للتصوف بمصر، برزت على السطح ظاهرة محددّة بلجوء الفتيات اللاتي حصلن على التعليم الجامعي -على الأقل- و يتمتعن بقدر من الاستقلال المادي؛ لجوئهن للبحث عمّا يعرف في الأوساط الصوفية بالشيخ المربّي، خاصة بارتباط هذه الظاهرة بفشل مسار ثورة يناير. و قد قادتنا مساعي الإجابة عن سؤال التقرير في "ميدان" للبحث في عدد المساحات التي تتصل بموضوعنا و هي على أهميتها، نلخصها للقارئ بتبيان خريطة التقرير المطوّل حتى ينتظم المسار قبل الخوض فيه :

أولًا: رصد خريطة كيانات التعليم الشرعي في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر و أسباب ظهورها ؛ فهذه الكيانات كانت بوابة تنفذ منها بعض الفتيات للتصوف، و لبدء رحلة البحث عن الشيخ المربي. و نستمر في هذه النقطة لبيان الكيفية التي امتدت بها هذه الكيانات بعد انقلاب 3 يوليو 2013  و ما العوامل السياسية و الاجتماعية التي ساعدت على هذا الانتشار؟

  

ثانيا: عرض قصص لفتيات قمنا بمقابلتهم في "ميدان"، و هي قصص تكشف لنا دوافع الانتماء و مظاهره، فبين البحث عن بديل لغياب الأب، و بين قصة الخيبات التي كشفت عن استغلال بعض "المُربّين" لتأثيرهم استغلالا مُشينا، فإن كشف تلك الخبايا بلسان أصحاب التجربة، يعطينا مزيةَ امتلاك نظرة واقعية، و إن لم تكن شاملة، لأسباب هذه التجربة، و طبيعتها. لماذا أسمينا هذه الظاهرة بالتصوف العاطفي؟ و ذلك لفرط المبالغة في تقديس الشيخ و التعبير عن هذا التعلق العاطفي به و رؤيته كأب و سند في هذا الحياة، فنرى هنا كيف أن العلاقة مع الشيخ لا تقتصر على دوره الديني أو قيامه بتغذية الجانب الروحي لمريديه، و لكنها تعكس هشاشة اجتماعية في المجتمع المصري، و سعى الفتيات للبحث عن مأوى عاطفي و سند اجتماعي في ظل هذا التفكك و الجفاء العاطفي و غياب الآباء الذين يقومون بدورهم، فضلا عن الهزيمة السياسية و الخواء الروحي في المجتمع المصري الحالي مع طغيان الفردانية و المادية في المجتمع الحالي مع الرغبة في الانفلات من الروابط الاجتماعية  المرهقة للأفراد و البحث عن روابط أخرى بديلة.

 ثالثا: في الجزء الأخير من هذا التقرير، نركّز على بيان أسباب هذه الظاهرة وفق الاستنتاجات التي خلُصنا إليها بالمقابلات، و قد فصّلنا تلك الأسباب المتّصلة ببحث الفتيات عن الشيخ المربي في أربعة أسباب رئيسة، سيتم توضيحها خلال التقرير.

نص التحقيق:

في شهر أبريل/نيسان 2018 أُثيرت ضجة واسعة على "فيسبوك" بين أوساط الشباب المهتمين بدراسة العلوم الشرعية في مصر حول حادثة بعينها. قصة هذه الحادثة أن مجموعة من الفتيات تعرضن للإيذاء من أهاليهن بسبب التحاقهن بشيخ طريقة مغربي يُدعى "عبد الغني العمري"، ليترتب على تلك "المُشاجرة" هرب الفتيات من منازلهن، و هو الحدث الذي دفع الأهالي لاتهام "شيخ الطريقة" بأنه السبب وراء تركهن المنزل، و تصاعد الأمر حتى وصل إلى النيابة العامة، الأمر الذي رافقه تدفق متزايد للأنباء الدائرة حول هذا الحدث ما بين تهويل، و إثارة، و تجاهل.

و رغم صعوبة التواصل مع تلكنّ الفتيات أو أهاليهن للوقوف على تفاصيل هذه الواقعة و التأكد من مدى صحة ما أُثير حولها، فإن ما يعنينا في هذا التقرير المطوّل المستند إلى المقابلات الحيّة الخاصة بـ "ميدان" لعدد من المنتمين لتلك التيارات بالإضافة إلى الاطلاع على المصادر ذات الصلة، فإن ما يعنينا هو رصد هذه الظاهرة "البحث عن الشيخ المربّي" التي برزت في مصر، و بصورة جليّة، عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بين أوساط الفتيات المتعلمات و المهنيات المنخرطات في سوق العمل تحديدا، و اللاتي يحظى معظمهن بقدر من الاستقلال المادي، و ينتمين إلى شرائح عليا و متوسطة من الطبقة الوسطى، و يعملن في مجالات كالطب و الصيدلة و الهندسة و التدريس و يعمل بعضهن في عدد من الشركات الخاصة أو الشركات متعددة الجنسيات، و يتراوح متوسط أعمارهن بين 20 حتى 35 عاما. هذه الظاهرة شملت التحاق الفتيات بعدد من الطرق الصوفية و إقبالهن على تعلم العلوم الشرعية على يد مشايخ أزهريين، و ترديدهم دوما أنهن يبحثن عن الشيخ المربي.

  

و السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا تلجأ هؤلاء الفتيات للبحث عما يُعرف بـ "الشيخ المربي"؟ و لِمَ يحرصن على اتباع طريقة صوفية، و يسعين ليصبحن مريدات لبعض المشايخ المتصوفة ؟ و ما التغييرات الاجتماعية و السياسية و الثقافية في المجتمع المصري التي ساعدت على وجود هذه الظاهرة ؟ و لماذا تزايدت لدى الفتيات بعد الثورة ؟ و هل للثورة حقا دور في هذه الظاهرة ؟ و إن كان نعم، فكيف؟

   

و الحقيقة أن السعي للإجابة عن هذه الأسئلة قادنا بالضرورة للتعرف ابتداء على خريطة كيانات تعلّم العلوم الشرعية في الفترة اللاحقة لثورة يناير، ثم تتبع مسار تلك الكيانات عقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، و الوقوف على تجارب بعض الفتيات مع تلك الكيانات، و من ثم السعي لاستنتاج تحليل متماسك لفهم هذه الظاهرة، و من ثم السعي للإجابة عن سؤالنا المركزي: لماذا تبحث الفتيات المهنيّات عن الشيخ المربي؟

  

لا يستهدف هذا التقرير الاستقصائي المطوّل مناقشة التصوف كعلم أو كتجربة روحانية ذاتية خاصة بالأفراد، و لا يسلط الضوء على دراسة الحركات الصوفية التي لها تاريخ ممتد في مصر، بل يناقش البُعد الاجتماعي و السياسي لظاهرة محددة، و هي ظاهرة لجوء بعض الفتيات المهنيات للتصوف، و هي الظاهرة التي برزت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 كما أشرنا سابقا، و من الثورة ننطلق.

  الرابط :

https://midan.aljazeera.net/intellect/groups/2019/11/8/%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A8%D9%8A

قراءة 894 مرات آخر تعديل على السبت, 15 شباط/فبراير 2020 13:35

أضف تعليق


كود امني
تحديث