قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 06:31

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 2

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أولا: كيانات تعلم العلوم الشرعية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 حتى 3 يوليو/تموز 2013

ثورة 25 يناير.. من هنا كانت البداية؛ فقد أوجدت ثورة 25 يناير حالة زخم في الحراك السياسي مع جذوة الحماسة التي أشعلتها في نفوس الشباب، و بدأت رموز التيار الإسلامي تفصح عن نفسها خلال الفترة التي أعقبت تنحي مبارك، فحضر سؤال التمييز بين التيارات الدينية و السياسية المختلفة بقوة، و أصبحت الرغبة في التمييز بين التيارات الإسلامية احتياجا مُلِحًّا في ظل حالة الاستقطاب التي أوجدها استفتاء مارس/آذار 2012 ما بين الإسلاميين و غيرهم.

   

فمن خلال المقابلات التي أجراها "ميدان" مع المنتمين إلى هذه الكيانات، استطعنا تبيُّن أن الوضع السياسي فرض نفسه أمام شرائح كثيرة -لم نستطع تحديدها كميًّا لكن يمكن تتبع و ملاحظة ظهورها المتزايد عبر مواقع التواصل- غير حزبية من الشباب الذين تفاعلوا مع الحدث الثوري، لكن هذه الشرائح لم تكن تمتلك أية منهجية تستند إلى أساس معرفي تُمكّنهم من تحديد التيار الذي ينبغي دعمه، أو أي حزب أو حركة تؤيد، و على أي أساس.

   

و من هنا، تولّدت الحاجة لدى هذه المجموعات من الشباب - نقصد هنا الذين يحوزون ميولا دينية و لكنهم غير مُسيَّسين أو مؤدلجين - إلى البحث عن منهج يستند إلى الأصول الإسلامية يمكن الاحتكام إليه كمعيار للمفاضلة، بدلا من الصخب المصاحب لحالة الاستقطاب و التراشق الإعلامي بين مختلف التيارات. و بدت الساحة مهيأة لظهور كيانات تعليم العلم الشرعي، فقد ظهر العلم الشرعي كطوق نجاة لهؤلاء الشباب، باعتباره يقدّم منهجا متماسكا و مُحكما لبناء موقف سياسي/ديني وفق أسس و قواعد منهجية. (1)

  

كما كان لاستشهاد الشيخ عماد عفّت دور كبير في رواج الكيانات التي بدأت تُقدِّم العلم الشرعي لهذه الفئة من الشباب غير الأزهريين و الذين لم يسبق لهم دراسة العلوم الشرعية، بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعدت على رواج هذه الكيانات -سيتم تفصيلها تباعا-، فالشيخ عماد عفت، المُلقب بشيخ الثوار، اعُتبر رمزا مكثفا للأزهر الثوري، و ليس الأزهر كمؤسسة رسمية داعمة للسلطة و خاضغة للنظام القائم.

في هذا السياق، حضر الشيخ عماد عفت كـ "أيقونة ثورية نقية"؛ فهو الشيخ الأزهري المنتمي للمدرسة التراثية، و الذي استُشهد أثناء مشاركته في أحداث مجلس الوزراء في وقت ظهر فيه الإسلاميون مشغولين في سباق محتدم للصعود السياسي و الوصول للسلطة. لذا، و على الرغم من جهل الكثير من الشباب بالشيخ عماد قبل استشهاده، فإنهم قدّروه تقديرا عظيما؛ فقد مثّل نموذجا لـ "الشيخ الثوري" الذي يدعم الثورة دون سعي لشهرة أو لنيل مكسب كما وصفه عدد من الشباب، مما زاد ثقتهم في النهج الأزهري الذي يُمثّله الشيخ عماد، و أقبلوا على تعلم العلوم الشرعية.

تبيّن أسماء (*) في لقائها مع "ميدان" وقع استشهاد عماد عفّـت عليها بقولها: "الثورة أسقطت رموز و كيانات و خلَّت الناس متزعزعة بتدوِّر على ملجأ و حاجة تلمس روحها بعمق شديد، سمعت عن الشيخ عماد عفت، و سألت عن أصدقائه، و قررت أن أسلك الطريق الذي سلكه، فبحثت و عرفت أحد هذه الكيانات التي تدرس العلوم الشرعية و توجهت للدراسة بها".

و وفق هذا السياق المُركّب، تولّدت كيانات تعلّم العلم الشرعي التي اتخذت من الشيخ عماد عفت رمزا لها، و يتضح ذلك في اسمها أو منشوراتها على فيسبوك أو مطبوعاتها التي تضع صورة الشيخ عماد عفت عليها، مثل: شيخ العمود، و دار العماد.

مثّلت دار العماد نمطا "فريدا" في دور التعليم الشرعي، فهي تجربة ظهرت عام 2012 و انتهت في 2015 و كان مقرها المقطم، و لطبيعة مؤسسيها المنتمين للشريحة العليا من الطبقة الوسطى، فقد جذبت فئات من خريجي الجامعة الأميركية و من التيارات الليبرالية و الاشتراكية، و لم تقتصر على أصحاب الميول الإسلامية. أما شيخ العمود فهي مدرسة لتعليم العلوم الشرعية لغير المتخصصين أعلنت إشهارها بتاريخ استشهاد الشيخ عماد، و ما زالت تواصل تقديم دوراتها في العلوم الشرعية و اللغة العربية و العلوم الإنسانية و الطبيعية حتى اليوم.

  

كما أن الشيخ عماد عفت حضر كأيقونة في دار ميراث الحبيب، وهي دار تأسست بأيدي مجموعة من طالبات الشيخ عماد عفت قبل وفاته، اللاتي انتظمن في حضور دروسه بالجامع الأزهر، و توسعت "ميراث الحبيب" خلال عام 2018 لتؤسس كيانا آخر تابعا لها لتعليم العلوم الشرعية باسم "مدرسة الشيخ الشهيد عماد عفت".

و بالعودة للعوامل الأخرى التي ساهمت في ظهور و انتشار هذه الكيانات، فقد مثّل ما يُعرف بـ "سقوط الدعاة الجدد" في هاوية العمل السياسي و تخاذل مواقفهم التي لم تَرُق لكثير من الشباب الباحث عن ما يُعرف بـ "النقاء الثوري" آنذاك، مثّل عاملا محفّزا لرواج الكيانات الشرعية، باعتبارها مُمتلكة لطرح أكثر تماسكا من ذلك الطرح الذي يروّجه الدعاة الجدد الذين "سقطوا" في أزمة "مُيوعة المنهج" التي طالما أُخذت عليهم، و اعتبار خطابهم الديني تجسيدا لنموذج "إسلام السوق". تذكر "مروة"، 28 سنة، باحثة و ناشطة في مجال حقوق الإنسان، في لقائها مع "ميدان" أنها رفضت الخطاب الديني السائد الذي يقوده "الدعاة الجدد"، و كانت ترى أن خطاب كيانات التعلم الشرعي كان مختلفا؛ إذ لم يكن خطابا تبريريا أو تسويقيا، فتقول:

  

"كنت في فترة متأثرة بظاهرة الدعاة الجدد، و الخطاب الديني التلفزيوني الملوث التبريري، و كان لدي تساؤلات حول حرية العقيدة و حكم الردة، و أبحث عن الحكمة من وجود هذه الأحكام، و حضرت دروسا بالجامع الأزهر، و حينما كنت أتساءل عن هذه القضايا، كنت أجد خطابا تبريريا يتوافق مع ما كنت أراه أو ما كنت أريد سماعه، لكن بدأت علاقتي الشخصية بأحد المشايخ المؤسسين في أحد هذه الكيانات، و حينما طرحت عليه هذه التساؤلات، كان رده صادما لي بأن الإسلام ليس فيه حرية عقيدة، هذه هي الحقيقة (خذها كما هي أو دعها كما هي) "take it or leave it"، و صرت -في هذه المرحلة- أؤمن بالنهج الأزهري التراثي، و بات لدي إشكالية مع خطاب الدين "السوقي" غير الممنهج".

   

و هذا ما تؤكده "حنان" في حديثها عن أسباب انضمامها إلى أحد هذه الكيانات قبل انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، بقولها:

  

"كنت أمر بفترة من أصعب فترات حياتي: صعوبات في العمل، إحباطات متكررة من واقع البلد، محاولات فاشلة للتأقلم مع أوضاع البلد و  الإحباطات المتكررة من تغيير هذه الأوضاع، فضلا عن الشعور بالفراغ الروحي الكبير، و تزايد إلحاح الأسئلة الوجودية عن الدين في ظل سطوة الإسلاميين السياسية و فقدان الثقة في كل من يتكلم باسم الدين لأغراض أخرى، هذه الفترة كانت ظلاما دامسا، لم يكن لديّ شيء لأخسره، فلن تضرني محاولة أخرى فاشلة للبحث عن الدين. ذهبت بكثير من التشكيك و الحذر و النقد، ثم ما إن حضرت الدرس حتى تأثرت بالذكر والصلاة على النبي الذي يشيع حالة من السكينة في المكان، و كان الشيخ مرتديا الزي الأزهري و عليه من الهيبة  و الوقار ما يحثّني على الإنصات، و وجدت أن هذا الخطاب مختلف عن الخطابات الموجودة على الساحة".

  

تقودنا هذه الأفكار المطروحة أعلاه إلى سؤال مهم لا ينبغي إغفاله، فإذا ما كان سبب توجه هؤلاء الفتيات إلى تلك الكيانات التعليمية الأزهرية يتمثّل في نفورهن من الخطاب الديني الدعوي الجديد، فهل تختلف تلك الكيانات عن ظاهرة الدعاة الجدد؟ و فيمَ تختلف تحديدا؟

    الرابط : https://midan.aljazeera.net/intellect/groups/2019/11/8/%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A8%D9%8A

قراءة 1028 مرات آخر تعديل على السبت, 15 شباط/فبراير 2020 15:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث