قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 08:18

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 4

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ويتوازى مع دائرة الشيخ علي جمعة وتلاميذه دائرة الشيخ محمد مهنا الذي يتبع الطريقة المحمدية الشاذلية، وكلٌّ من الشيخ علي جمعة والشيخ محمد مهنا من تلاميذ الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية الذي أسس "العشيرة المحمدية".

هذه الدائرة الخارجة من عباءة العشيرة المحمدية، وهم تلاميذ الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، مثل الشيخ علي جمعة والشيخ محمد مهنا، ليسوا على وفاق تام مع باقي الطرق الصوفية؛ فهم يختلفون عن غيرهم، فدوما ما يؤكدون أن الطرق الأخرى قد حادت عن الطريق السليم، بينما يلتزمون هم بالنهج الصحيح للتصوف ولا يفصلونه عن العلم الشرعي ونهج السلف الصالح، بينما تراهم الطرق الصوفية الأخرى متسلّفين، فيُلقّبونها بـ "سلفيةالصوفية". وهذا التلاقي بين الأزهر والصوفية كما في العشيرة المحمدية والخلاف بين السلفية والصوفية ليس ظاهرة عارضة، وإنما خلاف له تاريخ قديم ممتد، يحتاج إلى مزيد من التفصيل والتتبع.

  

ولكن ما يهمنا هنا هو رصد خريطة هذه الكيانات من بعد الثورة حتى اللحظة الراهنة، ويمكن تلخيصها فيما يلي: كيانات وُجدت قبل الثورة مثل العشيرة المحمدية، وأخرى ظهرت بعد الثورة وارتبطت بالشيخ عماد عفت بعد حادث استشهاده في أحداث مجلس الوزراء كدار العماد وشيخ العمود، وكيانات تولّدت من بعض المشايخ الذين درّسوا في شيخ العمود مثل أكاديمية وحي والطبري ومنارة ابن القيم وغيرهم، وكيانات تأسست بعد 2013 وارتبطت بالشيخ علي جمعة وتلاميذه، والشيخ محمد مهنا وتلاميذه. ونلاحظ من خلال تتبّع مسيرة هذه الكيانات منذ نشأتها حتى اللحظة الراهنة أنه منذ العام 2013 تحديدا حدث اختلاف جليّ في الأزياء، وطريقة الحضور التي يحرص عليها الشيوخ الذين يُلقون الدروس داخل تلك الكيانات التعليمية، وهو ما يعطينا مؤشرا مهما وقويا في بيان علاقة هذه الكيانات بالتصوف. فما مظاهر هذا التغير؟

أما على مستوى الخطاب، فإن هذه الكيانات تتّسم ببُعدها عن الممارسة السياسية المباشرة ومعارضة أي فعل ثوري، ويقتصر تركيزها على "الجوّانيات" كالحديث عن النفس وتزكيتها وإصلاحها، بالإضافة إلى تأثيرات المحبّة. وهنا لا بد من إشارة مهمة، فتأييد النظام لوجود هذه الكيانات ودعم السلطة لانتشارها يصحبه تأييد من فئة الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وهتفوا لإسقاط النظام لهذه الكيانات، إذ لقي هذا النمط من التدين الصوفيّ رواجا وقبولا من هذه الفئة تحديدا عقب هزيمة موجات الربيع العربي. ومن المفارقات أن يتلاقى النظام والشباب المعارض له في مصر معا في قبول هذا النمط من التصوف، أو التدين.

   

إلا أن أسباب قبول الشباب لذلك النمط من التدين الصوفي تختلف عن السلطة؛ فبينما أرادت الدولة القضاء على الإسلام السياسي بالسماح لهذه الكيانات بالانتشار، فقد وجد فيها الشباب محضنا وملجأ عقب إغلاق المجال العام، رغبة في البحث عن ذواتهم التائهة في المجتمع الهش المتفكك اجتماعيا، باعتبارها مساحات آمنة تستوعب احتياجاتهم غير المُلبّاة وانهزاماتهم وإحباطاتهم. وبالتأكيد، لا يمكن اعتبار كيانات تعليم العلوم الشرعية كيانا واحدا، ورغم وجود مشتركات كثيرة بينهم، فإنهم ليسوا سواء في السمات أو الخلفية الاجتماعية والسياسية لمؤسسيها أو المترددين عليها من الطلاب والمشايخ، فما أوجه الشبه والاختلاف بينهم؟

أوجه الشبه والاختلاف بين هذه الكيانات:

تختلف هذه الكيانات عن بعضها بعضا في عدة سمات، منها: نوعية الطلاب الموجودين بها وخلفيتهم الاجتماعية والطبقية والثقافية، فقد انجذبت الشرائح العليا من الطبقة الوسطى لبعض الكيانات، بينما انجذب الطلبة المغتربون من جامعة الأزهر، وطلاب الجامعات الحكومية -الذين ينتمون للشرائح الدنيا والوسطى من الطبقة الوسطى- لكيانات أخرى، إلخ. ويتفاوتون في درجة الاهتمام بالتصوف ونمط الدراسة فيها، ونسبة التوازن بين العلوم الشرعية بها وعلوم التصوف، فجميع هذه الكيانات قد فتحت الباب أمام انتشار التصوف بين شباب الطبقة الوسطى المهنية، فبعض هذه الكيانات يُعدّ مكانا للتصوف، والبعض الآخر يكتفي بدوره التعليمي.

  

إلا أن ما يجمعهم، هو مركزية المشايخ في كل كيان منهم، واحترام العلم الشرعي، فالبعض يجعل العلم الشرعي قارب النجاة وطريق الخلاص الدنيوي والأخروي، والاستفادة من الفضاء الإلكتروني وخاصة فيسبوك كوسيلة للانتشار، وضعف السؤال السياسي، ولكن ثمة كيانات مثل الدوائر المقربة من الشيخ علي جمعة يعتمد خطابها في جزء أصيل منه على إعلان المعارضة الصريحة للإسلام السياسي والكراهية له كجزء مركزي من الخطاب المتداول على صفحاتهم. لكن المشترك الأكبر بين كل هذه الكيانات هو كثرة الفتيات المنتظمات في الحضور بها. فعلى الرغم من أن بعض هذه الكيانات ليست مكانا للتصوف ولا يوجد بها مشايخ يُقدّمون أنفسهم في صورة الشيخ المربي، فإن هذه الكيانات جميعها كانت البوابة الأولى التي تعرّف من خلالها كثير من هؤلاء الفتيات على طريق التصوف.

الرابط :

https://midan.aljazeera.net/intellect/groups/2019/11/8/%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A8%D9%8A

   

قبل عام 2013، حرص كثير من المشايخ الأزاهرة على الظهور بالزي الأزهري التقليدي (الجبة والقفطان)، وهو الزيّ الذي يؤكد وحدة المنهج الذي يتبعونه، إلا أن هذا الزي بدأ بالتغير تدريجيا منذ عام 2013، ليبدأ ظهور الجلباب المغربي والعمامة الخضراء أو الملونة. ويمكن وصف مرحلة ظهور كيانات التصوف والعلم الشرعي ما بعد 2013 باعتبارها مرحلة الجمع بين العمامة الأزهرية والجلباب المغربي، حيث استبدل كثير من المشايخ حضورهم العام وزيهم الأزهري التقليديّ المعتاد، ولبسوا الجلباب المغربي بدلا منه، ويظهر هذا التحول بوضوح بمتابعة هؤلاء المشايخ ودروسهم من 2011 حتى اللحظة الحالية في 2019. وبذلك، يعد ظهور الزي المغربي والعمامة الخضراء دلالة على تصدير الانتماء للتصوف وإعلانه كنمط التدين الرائج حاليا.

 
قراءة 1220 مرات آخر تعديل على السبت, 15 شباط/فبراير 2020 07:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث