قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 11 شباط/فبراير 2020 06:45

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 6

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وتضيف أسماء: "أعرف أحد المشايخ الذي كان يسلك نهجا غريبا في تعامله مع المريدين سواء كانوا فتيات أو شبابا، فكان يهتم بهم ويحتويهم ويقترب منهم ليربطهم به ثم يبتعد ويختفي فجأة بلا مبرر، هذه الحالة المتقلبة من البعد والقرب تزيد حالة التعلق، وهذا التعلق القلبي بالشيخ، والقرب لحد التماهي، واستشارة الشيخ في كل أمورنا الخاصة، ليس من التصوف في شيء. التصوف يعالج الروح، فالروح تتعب كما يتعب الجسد، فإذا لم يكن الشيخ على معرفة جيدة، سيفسد علاجه، كطبيب يعطي مرضاه جرعات خطأ، فالشيخ طبيب، ولكن الشيخ الصادق المتحقق هو الطبيب للمريدين. ولكن هذه الحالة من الاستسهال في اعتبار أي شيخ شيخا مربيا، وتنزيه كل شخص يدّعي التصوف، هو الذي جعل الظاهرة تتخذ هذا المنحى العاطفي".

     

هكذا تُجمع الفتيات في لقائهن مع "ميدان" على أن ثمة حالة من المبالغة في تقديس المشايخ وتنزيههم عن الخطأ والتعلق بهم، والإفراط في التعبير عن هذا التعلق، كما يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن "سماح" ترى أن هذه الحالة مبررة، فليس على المحب لوم بحسب تعبيرها، فقد كانت هي نفسها مثل هؤلاء الفتيات في أول طريقها في التصوف، ولكن مع الوقت نضجت وعرفت أن التصوف ليس تعبيرا عن العاطفة بهذا الشكل، وأن هؤلاء الفتيات سيكبرن يوما ما.

  

أما أسماء فتقول: "التصوف ليس له علاقة بالعواطف، التصوف رياضة نفس ومجاهدة وطريق شاق. الناس مفتقدة المحبة، فتبحث عنها في أي شيء، ولكن المحبة أعلى مقامات المعرفة، والأمر لا يقتصر على الإعجاب بشيء يمس عاطفتي، الموضوع أصبح فيه رعونة عند بعض الشيوخ وبعض المريدين على السواء، وصار يحق لأي شخص الحديث عن التصوف، الناس موجوعة وتعبانة وعايزة ترتاح فتذهب لمساحات الراحة، فتنتقل من شيخ لآخر بتخبط وبلا هدف، فالوضع العام فيه رعونة، وأبرز مظاهر هذه الرعونة هو فصل بعض المريدين ومشايخهم بين الشرع والتصوف، رغم أن التصوف والشرع علاقتهما وثيقة ببعضهما بعضا، فالإمام مالك يقول: "من تصوف ولم يتفقّه فقد تفسق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق"".

  

وتُواصل أسماء حديثها لــ "ميدان" قائلة: "لذا أنا أتفهّم موقف البعض السلبي من التصوف، فمن كفر بالتصوف له عذره، فكيف يأخذ شخص كل هذا التقديس ويمتلك سلطة كبيرة على الآخرين، لا أحب الحديث عن شيخي مباشرة، ولكني أذكر أنه في أول مرة أخبرنا: "إني بشر والبشر يخطئون، ولو رأيتم مني منكرا فراجعوني فيه"، وهو لا ينسب الفضل لنفسه في شيء، بل ينسبه لشيخه محمد زكي الدين إبراهيم. وأحسب أني قد تدرجت مع مسيرة التصوف بحيث إنني لو وجدت خطأ من الشيخ فلن يمنعني هذا من إكمال طريق التصوف. فالأمر وسط؛ لا محاربة ومعارضة تامة للشيخ، ولا التماهي التام وتسليم أمر نفسي له كليا.

مثلا مقام سيدي أبو الحسن يمر عليه الخير والشر، فتجد واحدا مخبولا لا يأكل ولا يصلي، ويعتقد أنه رُفع عنه التكليف، فكيف أعتبر هذا النموذج وأراه شيخا؟ فالمريد لا يسلم نفسه للشيخ، ولكن عليه أن يكون يقظا، ولا تتعارض اليقظة مع التصديق والثقة في الشيخ، والشيخ ليس مطالبا أن يتدخل في كل تفاصيل حياتي الشخصية، فلا يوجد أحد يمتلك أغلى من روحه، فلا ينبغي أن يسلمها لأي أحد. وفي الآخر التصوف هو فكرة الاستقامة، والاستقامة على أمر الله أعظم كرامة، مهما حصل مستقيم وعنده صدق توجه لله سبحانه وتعالى، وليس فرضا إلزاميا على كل أحد أن يكون متصوفا، ويمكن لمن يمتلك إرادة قوية أن يستعين على الاستقامة بالصحبة الصالحة".

  

تُجمع الفتيات في لقائهن مع "ميدان" على أن وجود الشيخ المربي المتحقق، مهم، "لأن ثمة فارقا بين المعلومات وبين المعرفة، فقد نسمع الكثير عن المحبة والرضا والكرم، ولكننا نريد نماذج متحققة، وبهذه المعاني نكتسب المعرفة، لتصبح جزءا من تكويننا. فالعلوم الروحية علوم حقيقية، فهي معرفة تربط بين الغيب والشهادة. وفي هذا الزمن نحتاج إلى مَن يعالجنا على المستوى النفسي والروحي، رغم كل الفتن في هذا الطريق". "فالمريد كالمريض، والروح كمن أقام في ظلام فترة طويلة، ولن يساعدها على الخروج للنور إلا من يمكث في النور، لذا فالمعرفة المنقوصة من المشايخ وعدم التحقق خلل وليس مساعدة"، أو بحد تعبير إحداهن بالدارجة المصرية: "نص المعرفة دي هزار".

  

أما عن صفات هذا "الشيخ المتحقق" فقد وضعت الفتيات في حديثهن بعض المؤشرات التي يرونها دالة على أن هذا الشيخ مُربٍّ وليس شيخا مُدّعيا للتصوف، ومن هذه الصفات أنه يفعل أكثر مما يقول، فكثيرون يتحدثون عن الرضا والمحبة ولكن قليل من يتحقق بالمحبة، يغضب لله وليس للنفس، وثمة جوانب ظاهرية يمكن الحكم على الشيخ المربي فيها، مثل: صلاح البيت، وحسن معاملته لأهل بيته، زوجته وأبنائه، أن يكون فقيها في الدين، كريما، يُراعي الشرع ولا يتجاوزه. وتؤكد الفتيات أن التفاصيل الصغيرة كاشفة عن الادعاء والتحقق، فلا يمكن لأحد أن يخدع الآخرين لفترة طويلة، كما أن الشرع حاكم في العلاقة بين الشيخ والمريدين، فلا ينبغي تجاوزها، فالشيخ "أغيار" وهو دال على الطريق ولكنه ليس وسيطا بينه وبين الله.

  

رابعا: التحليل الاجتماعي للظاهرة: لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟

رغم حديث الفتيات عن تجاربهن مع التصوف، يظل سؤال "لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟" محتاجا إلى مزيد من الإيضاح والتفسير لبيان أسباب هذه الظاهرة والتحولات الاجتماعية والسياسية التي أدّت إلى انتشارها. ويمكن تلخيص هذه الأسباب في 4 عوامل لوجود هذه الظاهرة، وهي:

1- استعادة الدور الأبوي المفتقد في علاقة الشيخ بالمريد.

2- تيه الفتيات في ظل تفكك المجتمع.

3- الفراغ الروحي والحاجة إلى الدين.

4- خلق دوائر اجتماعية جديدة تُمثّل محاضن اجتماعية آمنة، وخلق قوقعة متشابهة ومحاولة لاستعادة السند الاجتماعي.

  

أولا: استعادة الدور الأبوي المفتقد في علاقة الشيخ بالمريد.

تعتبر الفتيات أن الشيخ هو الطبيب المداوي والأب المفتقد، فمن التعبيرات المتداولة لوصف المشايخ: "سيدي طبيب الروح"، "الحمد لله على نعمة بابا سيدي..."، "حبيبي يا مولانا الإمام رزقي من الودود"، و"هكذا وجدنا فضيلته بفضل ما آتاه الله من حكمة قد أقنع العقول، وهامت به القلوب فسلّمناه أمرنا ورضينا به إماما ومولى".

  

وتتحدث فتاة تنتمي للطريقة الصديقية الشاذلية عن شيخ الطريقة وتصفه  بأنه أب، قائلة:

"في ٢٠١٥ كان بقالي سنتين سامعة عن التصوف وحاباه بس مش لاقية شيخ آخد منه الأوراد لحد ما وصلت لمولانا، وساعتها بس حسيت قد إيه إن صبري كان نهايته خير، حسيت إن ليا أب وسند بعد والدي الله يرحمه، وحسيت إن ربنا بعت لي أب حنين يساعدني ويأخد بإيدي. قبل ما أعرف مولانا وأدخل الطريق كنت ماليش هدف وعايشة كده وخلاص، وكنت غرقانة في مشاكلي الشخصية، إنما بعدها مهما زعلت أو كان عندي مشكلة بطمن إن ليا خط أمان أقدر أمسك فيه يشدني للبر".

   

وتقول فتاة أخرى تنتمي للطريقة نفسها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك":

"سيدي بالنسبة لي وبالنسبة لأولاده ومريديه أب مش شيخ بس، سيدي يعني الرحمة والطيبة والحنان، مقصدتش حضرته في شيء شخصي بجانب العلم أو الدين إلا ولقيت حضرته سند، ومرة من المرات كان عندي مشكلة لقيت حضرته بيتصل يطمن علي ومش مرة لا مرتين، سيدي ساعات بستغرب إزاي بمشغولياته دي كلها وتعبه ومسؤولياته بيفضي وقت ووقت كبير كمان لينا إحنا ولاده وبناته، وأما كمان بنغلط مش بيعاتبنا بيرشدنا بكل عفو وحنو أب لغلطنا، يمكن غيري بيهتموا بعلم حضرته واتكلموا عليه، لكن حضرتك كالنور والشمس يعني مش علم وفتوى وفقه لا، ده كمان سيدي بيعلمنا وبيربينا بإنسانيته وحنيته كأب".

ولفهم هذه الحالة من السعي لتحويل علاقة الطالب بالشيخ إلى علاقة أبوية يمكن الاستعانة بطرح هشام شرابي عن بنية الاستبداد والسلطوية في العالم العربي؛ فوفقا لشرابي فإن عالمنا العربي، يحوي بنية خفية لا شعورية للتبعية، والسلطوية هي التي تُعين على فهم مفتاح الشخصية العربية المزدوجة الغريبة عن نفسها لأنها متقلبة بين شيئين، إلا أنها تتكيف مع ذلك وترضى عن نفسها بفضل الوساطات، مثل الأم التي تتوسط بين الأبناء والأب، أو الواسطة بين الحاكمين والمحكومين. (2)

  

وتحتل صورة رب الأسرة عند شرابي مركز العلاقات الإنسانية، حيث يتأصل نفوذ الأب والأخ وزعيم القبيلة والزعيم الوطني داخل الأنا الاجتماعي العربي فينشأ في الأسرة وعبرها. ويؤكد علي زيعور كذلك العلاقة الجوهرية بين الابن والأب، فيما يتعلق بإسهام العادات والتقاليد الأسرية في تشكيل المشترك الجمعي وفي ديناميته، فيتولد نمط من الاستبداد ليس فقط على مستوى السياسة، بل في فلك اللغة والتواصل، وينشأ أسلوب تمرير الاستبداد والقهر، فيقوم الرجال بتمرير القهر الذي يتلقونه إلى النساء والأطفال والفقراء، وهكذا، فإن كل مَن لديه سلطة، يستخدمها في قهر غيره. (3)

  

ويكتمل الأمر باهتزاز صورة الآباء في الطبقات المتوسطة والفقيرة، حيث أهانتهم الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية مع استمرار الرغبة في الحفاظ على السيادة، فلم يعد الحديث عن أبوية تبدو متجاوزة للنموذج الأبوي التقليدي. فيذهب شرابي إلى أن الأبوية الجديدة مرحلة انتقالية وغير قادرة. هذه الأبوية المستحدثة التي تجمع بين الطاعة وتزرع في الأفراد التحدي في الوقت ذاته، فتفتح بنفسها سبل الانعتاق لأبنائها.

  

وفي ظل حالة انفكاك الأفراد عن كل ما هو جمعي، حتى على مستوى الأسرة النووية التي بدأت تتفكك، فقد بدأ أفراد الأسر المصرية في كثير من الحالات، خاصة في الآونة الأخيرة، يشقون طريقهم الخاص دون الاعتماد على أسرهم أو انتظار مساندتهم، وبالتالي ظهر استقلال كثير من الفتيات عن أهلهن تماما، الأمر الذي لم يكن مألوفا من قبل، خاصة في أوساط العائلات الملتزمة دينيا والمحافظة اجتماعيا.

  

فصورة الأب المستبد لم تعد مُهيمنة على الفرد بالخوف أو التهديد، ولكن من الملاحظ كذلك أن غياب هذه العلاقة لم تُنتج حالة من التعايش والتكيف في أوساط الشباب خاصة، بل ولّدت حالة من الفراغ والرغبة في البحث عن نمط جديد من العلاقة، يكون فيها الفرد تابعا. مما يُظهر احتياجا عند هؤلاء الشباب إلى أن يكونوا تابعين، لا مستقلين، فنجد توليدا جديدا لعلاقة الشيخ بالمريد داخل هذه الكيانات لدى البعض الذين تحرروا من علاقة تسلطية، ويريدون استبدالها بعلاقة تستند إلى أساس الدين، حتى وإن حملت جانبا تسلّطيا، باعتباره نمطا تطهريّ ومناطا بالقداسة وسبيلا للصلاح.

   

فمن الملاحظ تجمّع كل مجموعة من الطلاب حول شيخ بعينه، ينتظمون في حلقاته الدراسية ويَلْزَمونه، فهذه الرغبة في الانقياد الذي يحمل أبعادا عاطفية -وليس مجرد القابلية للانقياد- تزداد في الطلاب حتى وإن رفض الشيخ نفسه أن يكون "المخلص" أو "القائد المطاع". وتظهر هذه الرغبة في الانقياد لسلطة الشيخ، وتسليم النفس لمن يتولى مسارها في اللغة المتداولة في هذه الكيانات، فمن أكثر المفردات المتداولة بين المريدين والطلاب هي "مولانا، سيدنا، شيخنا، ..."، هذه اللغة هي إعادة خلق وتكريس علاقة تستحضر سلطة الشيخ والمعلم، ورغم أن أفرادا كثيرين قد تمردوا على كل العلاقات والمؤسسات فإنه يتم استحضار هذه السلطة الغائبة، في محاولة لاستعادة السلطة الأبوية المفتقدة بين أبناء هذا الجيل.

فنجد أن علاقة الشيخ بالمريد هذه يُعاد تمثّلها في المجال الديني لأبناء الطبقة الوسطى تحديدا، وهي تختلف جذريا عن نمطها في الطرق الصوفية التقليدية من زيارة الأضرحة والطقوس المتعارفة في الزاوية، لتأخذ أشكال المتابعة والاستشارة في الحياة اليومية والمهنية وخيارات التعليم والزواج وأمورهم الخاصة.

  

ولا يتماثل الأمر مع تفسير الأنثروبولوجي عبد الله حمودي في كتابه "الشيخ والمريد: النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة" لعلاقة الشيخ بالمريد في الزاوية في المغرب العربي بأنها علاقة خضوع مؤقتة للحصول على السلطة، حيث يشبه حمودي طاعة المريد للشيخ بالطاعة الأنثوية، أي إن المريد يصبح في طاعته للشيخ كطاعة الأنثى للرجل، ولكن هذه الحالة من الخضوع تتحول إلى سلطة ذكورية حينما يصبح المريد نفسه شيخا. إلا أن ظاهرة التصوف للفتيات وبحثهن عن الشيخ المربي ليست علاقة خضوع مؤقت من أجل نيل السلطة، وإنما تُمثّل بحثا متواصلا عن علاقة تملأ فراغ تفتت السلطة الأبوية والرغبة في استمرار إزاحتها في الآن ذاته.

  

هذا التناقض هو ما يسيطر على كثير من فتيات/شباب هذا الجيل، فهم يطمحون إلى الاستقلال في ذات الوقت الذي يتوقون فيه إلى التبعية، ويظهر ذلك جليا في تصريح الفتيات أنفسهن، فهن اعتدن الاستقلالية المادية التي تساعد فيما بعد على الاستقلال المعنوي عن البيت في حالة شعورها بالانسحاق فيه. وهي كذلك لا تشبه سير المتصوفات الزاهدات اللاتي لا يرين في الحياة إلا سبيلا للخلاص الأخروي والتعبد والعشق الإلهي، إنما تُعبِّر عن رغبة في الحياة لكنها رغبة متعثرة، وشعور بالاستحقاق لكنه لم يجد منفذا لتحقيقه كاملا.

  

ولا يغيب مشهد سوق العمل والتعليم عن أن يكون مفسرا أيضا في تلك الحالة من الدعاوى للبحث عن الشيخ المربي، ورغبة بعض الفتيات والشباب في الانقياد إلى الشيخ بعبارات "شيخي ومولانا" والحرص على التقرب، خاصة في حالة امتلاك الشخص لشخصية كاريزمية مؤثرة أو مشاهدات ظاهرية من طريقة الزي (الأزهري أو الخطاب الأبوي)، هو اعتياد على الواسطة التي تفشّت في سوق العمل والتعليم في مصر فصارت جزءا من الذهنية الملاصقة لدى البعض أنك لن تحصل على تعليم جيد ولا فرصة عمل جيدة ولا علاج ولا إنهاء أوراق من الأجهزة البيروقراطية إلا من خلال الواسطة، فصار الطريق الموصل إلى الله يرتبط بواسطة، لا بد أن يتكبّد الفرد مشقة البحث عنها.

  رابط المقالة :

https://midan.aljazeera.net/intellect/groups/2019/11/8/%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A8%D9%8A

قراءة 1032 مرات آخر تعديل على الإثنين, 17 شباط/فبراير 2020 07:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث