قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 07:56

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 7 و الأخير

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ثانيا: الفتيات التائهات في مجتمع مفكك:

 

حينما فسّر آصف بيات هذا الحضور الطاغي للنساء، وخاصة من الطبقات البرجوازية، في العمل الخيري ودروس الدعاة الجدد مقارنة بالنساء بفترات الثمانينيات والتسعينيات، قال إن النساء قد وجدن في هذه المساحة من العمل الخيري ودروس الدعاة الجدد الرأسمال الرمزي مقارنة بالرجل الذي يجد رأسماله الرمزي في عمله البيروقراطي أو المهني، فضلا عن الوازع الديني والرغبة في التطهر الذاتي، ولكن هذه الأسباب ليست مفسرة لإقدام الفتيات المهنيات لتعلم العلوم الشرعية وسعيهن للتصوف. (4)

  

ولتفسير هذه الظاهرة من الإقبال على كيانات العلم الشرعي فإن ذلك يستلزم فهم التحولات الاجتماعية التي مرت بها المرأة في المجتمع المصري منذ العهد الناصري حتى اللحظة الراهنة من خلال المقارنة بين الأجيال المختلفة، وإدراك تأثير الجيل الأكبر من الأمهات على بناتهن، وتتبع مسار عمل المرأة وانخراطها في سوق العمل ومسار التعليم.

   

وقد رصد صنع الله إبراهيم في رواية "ذات" التحولات التي مرت بها المرأة في المجتمع المصري خلال الستين عاما السابقة، وذلك من خلال تتبع تفاصيل حياة الفتاة "ذات" ومقارنتها بالأجيال الثلاثة: والدة "ذات" خلال فترة الستينيات، ومرحلة "ذات" نفسها خلال الانفتاح في السبعينيات والثمانينيات مع السادات، وابنتها خلال فترة التسعينيات، في علاقتها كامرأة بسوق العمل وما ترتب عليها من أعباء ومن تغير تصوراتها عن نفسها وعن دورها في الحياة.

  

فبينما كانت والدة "ذات" تعيب فكرة خروج المرأة للعمل، وترى أن النفقة عليها كاملة واجبة من قِبل زوجها، كانت "ذات" نفسها تعمل موظفة بجانب واجباتها المنزلية لزيادة الدخل، وتنجب "ذات" بنتين، إحداهما ترفض العمل المهني، أما الأخرى فتعيد تعريف "كينونتها" من خلال سوق العمل. وكلتا البنتين رد فعل لصورة الأم "ذات"، فمن رأتها مقهورة في العمل رفضت منظومة العمل وفضّلت الاستقرار في البيت، والأخرى التي تشبعت بمقولات أمها حول المستقبل والصعود الطبقي المعتمد على الوظيفة والتعليم تمسكت بعملها ومشوارها المهني. وتُعبِّر "آلاء" (25 سنة) عن تلك الفكرة أيضا قائلة: "تربينا أننا نكون رقم 1 في كل حاجة"، وهي هنا تشير إلى التفوق الدراسي بالأساس.

وتُعبِّر فتاة أخرى عن هذه التيه قائلة:

"إحنا مش مركزين إحنا مشتتين بين الطرق، ومفيش طريق بنكمله لآخره، وشاغلين نفسنا بقضايا فكرية كبرى وإحنا أصلا مش عارفين على وجه التحديد عايزين إيه ولا القضايا اللي مفروض تشغلنا.. احنا للاسف عايشين بنفسية الرجال وفكرهم!".

  

هذا التشتت الذي تعاني منه هؤلاء الفتيات نتاج للتناقض الذي أفرزته تربية جيل السبعينيات الذي عاش في ظل منظومة متناقضة بين القيم التقليدية التي ترسّخت في ذاكرته من الحقبة الناصرية، وما أفرزه الانفتاح والهجرة لدول الخليج من أنماط معيشية متفاوتة وقيم استهلاكية طاغية.

   

والنظرة إلى الوراء لفهم التكوين الاجتماعي والنفسي لهذه الفئة مهم في تفسير المآلات، فقد نشأت هؤلاء الفتيات في بيئة طبقة وسطى، حيث يُمثّل التعليم السبيل الوحيد للصعود الاجتماعي، وكان الاهتمام بالتعليم على حساب أشياء أخرى، فتعلّمن تحمل المسؤولية ولكن لم يلتفت أحد إلى احتياجاتهن الأنثوية، أو مساعدتهن في مواجهة شعورهن بالخجل منها، أو الحديث معهن عن سن المراهقة والتغيّرات التي تحدث فيها، فتشعر كثير من الفتيات بالخجل من كونها أنثى في مجتمع خانق، بعدما تصل إلى تحقيق المرتبات الأولى سواء في التعليم والعمل، والعمل الخيري والتنموي إلخ، ولكنهن لم يجدنه كما تصوّرنه كسبيل للتحقق الذاتي الكامل، وزاد الأمر تعقيدا بعد انسداد المجال العام، فتنتبه الفتيات في وقت متأخر إلى تعريفها كأنثى واحتياجاتها غير المُلبّاة في مجتمع يتراجع فيه نموذج الرجل الذي يتحمل المسؤولية، فتفتقر شعور كونها ابنة مقربة أو زوجة مُقدرة، لذا فحينما تجد الاهتمام بها والإنصات إليها من شيخ تجده في صورة الأب، أو في صورة الرجل الذي تفتقد دوره في حياتها، ترسخ أقدامها في هذه المساحة.

  

فقد كان واضحا -وفق تجارب كثير من الفتيات- أن ثمة شيئا ناقصا، وأن الأخذ بالأسباب والوصول لغاية لا يشبع النفس، بل يزداد شعورها بالاغتراب، فقد بدأوا مسار الدراسة وأثبتن فيها تفوقا ثم لم يجنين شيئا يعود على أنفسهن بالاكتمال، وكذلك مسار العمل المهني، ثم لم يجدن شيئا، وساعدت الثورة على مساءلة كل البديهيات، ماذا بعد العمل والأسرة والدراسة؟ يضاعف من ذلك الشعور بالاغتراب شعورهن بالفراغ العاطفي، وسعيهن الحثيث نحو براءة كاملة في هذا العالم يصنعنها بأنفسهن، ولكن لا براءة كاملة في العالم، فيصبح توهم البراءة في عالم غير مادي منفذا للروح المجهدة والعقل المضطرب والعلاقات الهشة التي لا تحمل صاحبها على الوقوف على الأرض.

فالأكثر ملاحظة في هذه الظاهرة هو اعتبار الشيخ هو الأب المفتقد، فالتصوف يُمثّل للفتيات استعادة لدور الأب والرجل، ويساعد على اختراع سند للاعتماد عليه في ظل علاقات هشة أو مأزومة أو احتياجات غير مشبعة من العاطفة في مجتمع مفرط في الجفاء. لذلك ترحب بعض الفتيات بهذه العلاقة مع الشيخ باستعادة دور الرجل في حياتها، وخاصة كأب في شيوع حالة من الارتباك، وخاصة لدى الفتيات الأكثر تدينا ومحافظة، فتُعبِّر عن عدم القدرة على فهم الاختلاط بالمشايخ، فنجد البعض يعبرن عن ذلك على صفحات الفيسبوك مثل قول إحداهن: "إحنا محتاجين تذكير لينا كبنات بتجديد النية قبل كل درس عشان بلاحظ حاجات لا تليق بطلبة العلم"، إشارة منها إلى الاختلاط على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الدروس، وتُعبِّر أخرى عن هذا الهاجس المتناقض بداخلها بين حضورها في مجتمع مختلط: "تروح بركة الدرس بأعمالنا وربنا يحرمنا منها بس كل شخص رقيب على نفسه"، لتأكيد حالة الارتباك لعدم الاعتياد بشكل منفتح ومكثف على الاختلاط بين الجنسين مقارنة بالسنوات الماضية.

   

ثالثا: الفراغ الروحي والحاجة إلى الدين

يُعبِّر التصوف عن الحاجة إلى سد فراغ روحي في عصر حداثي تتزايد فيه قيم الفردانية والنزعة المادية، وتتزايد فيه الأعباء على الفرد، فضلا عن شعوره بالسيطرة على أقداره، وتزايد هشاشته وانهزامه، فيأتي التصوف ليعيد موضعة الغيب/اللا مادي في هذا العالم والتصديق فيهما، ويعلن عن عدم القدرة على التعايش مع هذا العالم المادي وقيمه الاستهلاكية والتصارع على فتاته، فالتصوف يبدو كإعلان عن الحاجة إلى الدين وليس انفلاتا منه.

  

فيعتمد التصوف على اللا مرئي ويُعيد الاعتبار إلى الجانب الغيبي، فيكثر الحديث عن "الكشف والمدد"، والارتباط بمشايخ قد رحلوا منذ عقود أو قرون. ويهتم التصوف بالروح والإيمان بالرؤى والأحلام والبركة. كما أن العلاقة بالشيخ علاقة روحية وليست مادية، لن يستوعبها أحد لم يسلك طريق التصوف، حيث تؤكد الفتيات في حديثهن مع "ميدان" أن التصوف علاقة فريدة وتجربة ذاتية خاصة، يصعب نقلها أو وصفها والتعبير عنها.

  

رابعا: خلق دوائر اجتماعية جديدة تُمثّل محاضن اجتماعية آمنة، خلق قوقعة متشابهة ومحاولة لاستعادة السند الاجتماعي.

عملت هذه الكيانات على توفير بيئة مشابهة تُمثّل قوقعة للعيش مع مجموعة تبدو متجانسة تدعم هذا الشتات الروحي والضغوط المتلاحقة في العمل وعدم الاستقرار في العلاقات خارجها، فبدت للكثير من الرواد لها محاضن اجتماعية آمنة أكثر من مجرد دروس لتلقي علم أو دراسة متون أزهرية. فيمنح التصوف حالة من الانتساب للمجموع في مجتمع تتفكك فيه كل الروابط، حتى إذا كانت روابط متخيلة أو غير حقيقية، ولكن درجة التصديق بها تُعين الفرد على مواصلة الحياة، كروابط نسب روحية من سلسلة ممتدة حتى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ويساعد الوجود في بيئة هذه الكيانات الشرعية والانتساب إلى طريقة صوفية على بناء دائرة علاقات اجتماعية تُمثّل سندا، فالشيخ وأسرته عائلة جديدة ودائرة اجتماعية يجدون فيها بعض الاهتمام، والإحساس بالبنوّة، لتُعبِّر إحداهن عن شعورها بأن الشيخ وأسرته هم "أماننا وسر سعادتنا".

وترى سارة -طالبة بأحد هذه الكيانات- أن مجتمع هذا الكيان مثّل لها المجتمع الشبيه بالسمت الذي تُفضّله، فلا تشعر بالغربة بداخله مقارنة بمجتمعات أخرى: "مبسوطة باللي شبهي، كنت بلاقي نفسي هنا ومش قادرة نفسيا أختلط بالناس بره". ويعيش بعض الأفراد في هذه الكيانات بين عالمين متوازيين، عالم هذه الكيانات ودوائر التصوف والمشايخ، والعالم الخارجي سواء في دوائر أقاربه أو عمله أو ما دون هذه الدوائر.

  

ويعتقد بعض المنتمين إلى هذه الكيانات أنهم قد وصلوا إلى جزيرة الخلاص، وأنهم انتقلوا من الخارج المدنس إلى الداخل المقدس، ولكنهم يكتشفون -بعد نضوب العاطفة والحماس- مظاهر أخرى ويحتكّون بشخوص ويمرون بتجارب تُجبرهم على إعادة النظر في مجمل وضعهم وشكل انتمائهم الجديد. وهنا تبرز الفروق الفردية، فإن كان الفرد قليل الحساسية، وبطيء الاستجابة للمُثيرات الفكرية والثقافية والمنهجية، وقليل التساؤل والكلام، منخرطا في ظروف خاصة تستفرغ لديه كل طاقات التساؤل والقلق، ويجد في الجماعة إشباعا عاطفيا أو أمنا اجتماعيا أو ظهيرا معيشيا أو غير ذلك، فسيجد أكثر من مبرر للمكوث والاستمرار. (5)

  

ملاحظات ختامية:

ختاما، يمكن تسمية هذه الظاهرة بالتصوف العاطفي، ونقصد بالتصوف العاطفي الحالة التي يُكثر فيها الإفراط في التعبير عن التعلق بالشيخ والتعبير عن العاطفة التي يحملونها له، سواء كانت تقديرا أبويا أو منحه تقديرا يتسم بالمبالغة.

  

فوجود ظاهرة التصوف العاطفي مؤشر قوي على وجود جفاء في العلاقات الإنسانية داخل المجتمع مع التعطش الشديد والاحتياج إلى هذه العواطف التي لا تُصب في موضعها، سواء بين الأب وأبنائه وبناته، أو بين الزوج وزوجته، أو خلال علاقات التنافس والصراع في العمل، والشعور الشديد بالاغتراب، مع تغاضي المجتمع في التعبير عن عواطفه تصبح مساحة التصوف هي المساحة التي يمكن التعبير بها عن هذا الاحتياج، وتكتسب تلك المشاعر مصداقية وثقة لارتباطها بالدين، وانتشار تصور أن المشايخ ليسوا كبقية البشر، فيجعل هؤلاء الشباب والفتيات الشيخ في منزلة عليا، فمثلا في المعتاد قد تخجل الفتاة من إطلاق ألفاظ مثل سيدي/حبيبي على أي رجل، ولكن مع الشيخ لا تكون هناك أي غضاضة في ذلك. ويصاحب هذا استخدام مقولات وعبارات الحب من أئمة التصوف وتداول عباراتهم بصورة مستهلكة، مثل "أدين بدين الحب" وغيرها من عبارات ابن عربي وجلال الدين الرومي، تلك العبارات التي يتم استهلاكها حد الابتذال.

كما أنه لا ينبغي أن نتجاهل أن فئة غير قليلة من الفتيات اللاتي تأخر سن زواجهن يلجأن إلى هذه المساحة، فالبيوت غير مؤهلة لعيش فتيات فوق الثلاثين فيها، أو تعرضن لتجارب عاطفية سيئة، مع الاحتياج إلى مشاعر الأمومة ووجود عاطفة غير مُشبَعة، خاصة مع فقدان الأب المحتوي الذي بإمكانه منح الأمان وتلبية تلك المشاعر عند الفتاة، فتلجأ تلك الفتيات لمساحات التصوف لتلبي ذلك الاحتياج إلى الاحتواء والاهتمام والسكينة.

  

فما يُقدِّمه التصوف العاطفي هو الحديث المفرط عن المحبة والاهتمام بالأفراد، وبيئة اجتماعية تُشكّل محضنا له صبغة دينية في ظل خلل العلاقات وهشاشة المجتمع الحالي، يكون الشيخ هو المركز للعلاقات فيها، ويدور من خلالها استعادة للروحانيات التي لا يُلقي لها العالم المغرق في ماديته بالا. 

  

أخيرا، ليس كل الفتيات المنتميات للطرق والكيانات الصوفية ممن يتعرضن لمخاطر مادية ومعنوية، فقد وجدت فيه الكثير من الفتيات طريقا آمنا للعيش وعلاجا لخواء الروح، لكن نقاش هذه الظاهرة يخبرنا أن هناك مشكلات حقيقية داخل المجتمع المصري تتمثّل في غياب العلاقات الآمنة في البيوت، العاجزة عن احتواء أفرادها. 

-----------------------------------------------------------

هوامش:

* الأسماء الواردة في التقرير غير حقيقية حفاظا على خصوصية أصحابها.

** خرجت هذه الكيانات من مشايخ درسوا في مدرسة شيخ العمود فترة ثم أسسوا كيانات خاصة بهم مسؤولون عن إدراتها بأنفسهم.

المصادر :

  • 1مصطفى-عبد-الظاهر،-ما السياسي في الإسلام، (القاهرة، مرايا للإنتاج الثقافي،2018.
  • 2هشام-شرابي،-"النظام-الأبوي-وإشكالية-تخلف-المجتمع-العربي"،-ترجمة-محمود شريح، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، 1993
  • 3علي زيعور، التحليل النفسي للذات العربية، دار الطليعة، 1987
  • 4آصف-بيات،-"ما-بعد-الإسلاموية:-الأوجه-المتغيرة-للإسلام السياسي"، ترجمة: محمد العربي، دار جداول، 2016
  • 5عبد-الله-النفيسي،-الحركة الإسلامية: ثغرات في الطريق، الكويت، مكتبة آفاق، 2012
  • 6صنع الله إبراهيم، ذات، دار المستقبل العربي، ط3، 1998
قراءة 966 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 18 شباط/فبراير 2020 07:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث