قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 29 شباط/فبراير 2020 18:26

صالون الحلاقة للرجال: بين الماضي والحاضر

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإنسان بطبيعته يميل إلى كل ما هو جميل و براق، فتراه يحاول دائما أن يظهر بمظهر لائق يرضي به الطرف الآخر سواء كان أنثى أو ذكرا، أو يرضي به المجتمع الذي هو نقطة فاعلة فيه، حتى لا يقال عنه أنه لا يعرف قيمة الزمن الذي يعايشه، أو أنه من الزمن “القديم”.

يقول الدكتور وليد سرحان:” إن الاهتمام بالمظاهر و حب الظهور بين الناس من الأمور الشائعة التي لا تصنف عادة كأمراض نفسية، و إنما هي أنماط في الشخصية قد تكون في حدود و لا تؤثر كثيرا على حياة الناس، و قد تكون شديدة و تشكل جزءا من اضطراب الشخصية النرجسية أو الهستيرية”.

و لفت الانتباه إلى أن هناك أشكالا فردية و جماعية للظاهرة، منها:

– المهتمون بالملابس و علاماتها التجارية و الساعات و الكماليات، لدرجة أن ما يتم إنفاقه على هذه الأمور يفوق الإنفاق على أساسيات الحياة، و مثل هؤلاء يكونون مهزوزي الشخصية.

– المهتمون بالظهور بشخصهم، فلا يتركون مناسبة إلا أكدوا فيها على قدراتهم و معرفتهم و مكانتهم و اتصالاتهم و علاقاتهم، لدرجة أن الناس يملونهم و ينفرون منهم.

– الذين يحاولون أن يغطوا على نقص معين في المظهر و الشخصية و الإمكانات، بكل الوسائل و الطرق المقبولة و غير المقبولة و المشروعة و غير المشروعة، و هؤلاء قد يكونون عرضة للوقوع في الديون و الأخطاء أو استغلال المجتمع لهم.

فإذا اليوم و ما جاءت به الموضة المنتشرة بين الشباب في اللبس و في فن الحديث و المشي و الضحك، و التفنن في حلاقة الشعر، حتى أصبح الشخص في بعض الأحيان لا يفرق بين الذكر و الأنثى، و على سبيل المثال لا الحصر، تقول امرأة من حين لآخر آخذ أصغر أبنائي إلى صالون الحلاقة، عندما يكون أباه ليس لديه الوقت و غير متفرغ،  و كنت دائما أستأذن من صاحب الصالون أن انتظر ابني حتى ينهي حلاقته، و بينما أنا على هذا الحال، لفت انتباهي ورقة معلقة على جدار الصالون، و بها بنود و أمامها سعر كل بند، و إذا بي يدفعني الفضول لأقرأها كلها فكانت الصدمة مما قرأت ..حيث قرأت فيها كيفية نزع الشعر من الوجه و بطرق متنوعة، و كيفية ترطيب الوجه بداية من الماسكات إلى ترطيب البشرة، فصدقا تقول انزعجت و دعوت أن يحفظ الله أبناءنا من هذا التخنث الذي زاد عن حده..

ينبغي أن نفكر بطريقة أكثر عملية في حياتنا، فالشكل الخارجي للأشياء يزول بعد فترة من الزمن، فالجمال زائل، و الديكورات الخارجية للأعمال زائلة، و المظاهر البراقة زائلة، و لا يبقى إلا الأصل، فهو الذي يجب أن تتوجه له المقاصد، و تبذل من أجله الأوقات و الأموال، و بهذا نسهم في تقدم الأمة و رقيها.

و مما يجدر ذكره في هذا الصدد، أن السلف الصالح لم يكونوا أقل اهتماما منا بمظاهرهم، فلقد كانوا حريصين على ذلك حرصنا نحن اليوم عليه، فكانوا يستجيدون الثياب، و يتنافسون في اقتناء العمائم، و يبذلون لأجلها الأموال الطائلة، إكراما لهاماتهم، و يتحرجون كل الحرج من أن تتلطخ ثيابهم، بآثار أكل أو غيره، يشهد لذلك ما روي عن ابن مقلة الكاتب و الوزير و الخطاط، أن استضيف عند أحدهم فقدم له حلوى مغمورة في العسل و الزعفران، فقطرت منها قطرة على ثوبه، فقال له المضيف أعطني الثوب أغسله لك؟ فقال:

ـــ لا عليك، جئني بدواة فقط؟

فلما جاءه بما طلب، غمر القلم في الدواة و وضع قطرة من المداد على اللطخة، فقال الرجل:

ــ ماذا صنعت؟ فأجاب مشيرا إلى البقعة على الثوب:

ــ إن الأولى أثر شراهة، أما الثانية فأثر صناعة. و قد كان سلفنا الصالح يأخذ ذكوره بحزم و يُكرِّه لهم التشبه بالنساء، و جاء الإسلام فعزز ذلك بما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:” لعن الله الرجال المتشبهون بالنساء و النساء المتشبهات بالرجال“(أخرجه البخاري).

و أثر عنهم أنهم كانوا يقولون:” زينة الرجال فيما تحلوا به من خصال، و زينة النساء فيما بدا و ظهر و شد إليه البصر”.

و هذا الشاعر العباسي مسلم بن الوليد، حينما أراد أن يمدح القائد يزيد بن مزيد الشيباني، نسب إليه الخصال التي يتمادح بها الرجال فقال عنه:

يغشى الوغى و شِهابُ الموت في يده

                   يرمي الفوارسَ و الأبطالَ بالشعل

مُوفٍ على مُهجٍ في يوم ذي رَهجٍ

                    كأنه أجلُ يسعى إلى أمل

لا يرحل الناسُ إلا نحو حُجرتِه

                   كالبيت يُفضي إليه مُلتقَى السُّبل

فنسب إليه كما ترون الشجاعة و الإقدام، و النفع العام، ثم نفى عنه الركون إلى التنعم و التشبه بالنساء في الإفراط في التطيب و الاكتحال فقال:

لا يعبقُ الطيبُ خَدَّيه و مفرقَه

           و لا يمسحُ عينيه من الكُحُل

فيا ليتنا نأخذ أبناءنا اليوم بهذا المبدأ الذي يجعل الواحد منهم أحرص ما يكون على التحلي بالقيم الفاضلة، و الخصال الكريمة، مما يوافق رجولته، و يسمو بهمته، و أن ينشغل بالاهتمام بمخبره، عوض انشغاله المبالغ فيه بمظهره، و الله الموفق و هو وحده يهدي السبيل…

الرابط :

https://elbassair.org/7834/

قراءة 1119 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 04 آذار/مارس 2020 16:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث