قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2020 15:31

ظاهــــــرة العنـــــف بيـــــن الأسبــــــاب و الحلــــــول

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

يقول العلماء في كلمة عنف هو: «كل تصرفٍ يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، و قد يكون هذا الأذى جسميًّا، أو نفسيًّا؛ كالسخريَّة و الاستهزاء، و فرض الآراء بالقوة، و إسماع الكلمات البذيئة، و جميعها أشكال مختلفة لظاهرة العنف المتنامية…

إنّ ما أصبحنا نعيشه يوميا على صفحات الصحف المقروءة و القنوات التلفزيونية و الإذاعية المرئية و المسموعة، عن العنف و التنمر السائد، عبر المؤسسات، و المدارس، و الجيران، و الشارع، الذي لا يخفى على أحد… و الأدهى من ذلك و الأمر، الجرائم التي ترتكب بطريقة وحشية و غير آدمية، التي تزرع الرعب بين الأهالي، من خطف للأطفال و قتلهم، أطفال في عمر الزهور لا حول لهم و لا قوة، و قتل وحشي بين الشباب و ما طالعناه و لا زلنا نطالعه على صحفنا السيارة عن حوادث مؤلمة لشباب يافع…أي عنف هذا و أي ضمير هذا… و أي عقل يستطيع أن يستوعب هذه الجرائم الخطيرة، التي تدل على أن المجتمع قد تفشى فيه هذا المرض العضال، و لا بد له من تشخيص عاجل غير آجل، لمعرفة أسبابه، و البحث عن أفضل أساليب علاج هذه الظاهرة الخطيرة التي استفحلت فيه، و التي توشك أن تقوض أركانه، و تهدم بنيانه، و الدليل على ذلك تفاقم ظاهرة الهجرة بين أبنائه، فتلك علامة دالة على أنه تحول بسبب ظاهرة العنف المتنامية فيه إلى مجتمع طارد، بسبب انعدام ثقة أهله فيه، و شعورهم بعجز هياكله عن توفير الحماية و الأمن لهم و لأموالهم فهجروه مكرهين، إلى مجتمعات يرونها أقدر على توفير ذلك لهم، و لمعرفة طبيعة هذه الظاهرة، و الأسباب المسئولة عنها، و ما ينبغي اعتماده من حلول لمحاصرتها، و الحد من آثارها على مجتمعنا.
قمنا باستطلاع آراء مجموعة من الأساتذة من أهل الاختصاص، و إليكم ما أفادونا به:
تقول الأستاذة كريمة الأخضري:
أستاذ مكون مسخر بمفتشية المقاطعة الثانية الرويسات (ولاية ورقلة): في نظري أنّ العنف بأنواعه يشكل سلسلة مترابطة جدا و خاصة العنف الأسري و المدرسي وعنف الشارع، و ذلك بطريقة التداعي.
أولا: العنف الأسري:
و له قسمان عنف لفظي و عنف مادي، حيث أن الإنسان يأخذ القدوة الأولى من وسطه الأسري أولا، فإذا ما تخلت الأسرة عن دورها الأساسي في التربية الإيجابية المأخوذة من تعاليم الدين الإسلامي، فإنها بذلك تكون قد تخلت عن غرس الأخلاق الفاضلة في أطفالها منذ بداية نشأتهم، فينشأ الطفل يرى العنف بأم عينيه بين والديه أو يطبق عليه هو شخصيا أصلا، و بهذا جعلت الأسرة دورها الأساسي يتقلص تدريجيا، بل أصبحت تحمل المدرسة المسؤولية التربوية كاملة. أضف إلى ذلك عدم متابعة الوالدين لبرامج الأطفال التي أصبحت أغلبها تتمحور حول الشر و العنف، ناهيك عن وسائل الإعلام الأخرى كالانترنت التي غزت منازلنا بنسبة كبيرة و عدم وجود رقابة أسرية على ما يتابعه طفلها.
و بهذا يظهر تداعي العنف بأشكاله في الشارع، فيصطدم المجتمع بتركيبة متشابهة في نشأة الأطفال، فيصبح بهذا منظور العنف مسيطرا على الحياة اليومية، ناهيك على المخدرات التي انتشرت بطريقة رهيبة، و أصبحت في متناول الصغير و الكبير و إلخ… من السلوكات المشينة التي طغت أيضا على الشوارع.
و خلاصة القول أن العنف في نظري يرجع إلى تخلي الأسرة عن المراقبة و التربية، وعدم ضبط الإعلام السمعي البصري خاصة قنوات الأكشن، و إلى انتشار المخدرات بصورة رهيبة بسبب عدم الحزم في التصدي لهذه الظاهرة المدمرة للشخصية.
و من أجل القضاء على ظاهرة العنف، لابد من إنشاء لجان خاصة لدراسة العنف دراسة علمية نفسية اجتماعية دقيقة، تحدد و تضبط كيفية التخلص من هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري.
و سألنا الأستاذ إلياس:
أستاذ الهندسة الكهربائية في التعليم الثانوي و باحث دكتور في أصول الفقه المقارن و إمام خطيب متطوع في مساجد أم البواقي عن الظاهرة و الأسباب التي تولدت عنها و الحلول التي يراها الأجدر للتغلب عليها فقال:
الألفة بين النّاس سنة فطرها الله في قلوب الأسوياء منهم، وحينما تغيب الحجة وتنكسر النفس وتصيبها العاهات النفسية وتفقد بوصلة القيم تلجأ لإدارة الخلاف بلغة العنف، فتحيد عن طبيعتها الإنسانية و هو ما عبر عنه الله في معرض حديثه عن ابن أدم في قوله: «و اتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من احدهما و لم يتقبل من الأخر قال لأقتلنك..»، هكذا هي الطبيعة الإنسانية لما تصيبها علل النفوس تظهر عوارضها في السلوك العنفي المخالف لفطرة التسامح و الحلم.
و لعلّ الوقوف على أسباب انتشار العنف في حل النزاعات الاجتماعية و اقتراح الحلول لذلك من أهم المسائل التي لابد للمصلحين و الباحثين الاهتمام بها، خاصة حينما تصير ظاهرة اجتماعية تتسم بها المجتمعات و ترهق ثمارها مختلف السلطات.
و من المظاهر التي كثر الحديث عنها في مختلف القنوات و وسائل التواصل الاجتماعي عصابات العنف في الشوارع و الأحياء مما دفع بالمشرع الجزائري إلى سن قوانين لردع ذلك.
و يعتبر الركود السياسي الإصلاحي دافع أساس ليأس النّاس مما يجعلهم يائسين من بروز شموس الأمل في الوقت القريب، ولد ذلك فقدان الثقة في بناء نفسية تشاركية متسامحة عند النّاس و عند الشباب بشكل أخص مما يدفعه إلى التعبير بعنف عن أي شيء يشترك مع الآخر.
و لا شك أنّ أزمة التدين ألقت بضلالها على الحالة التي يعيشها المجتمع و انخفاض منسوب الأخلاق و التدين في أوساط الشباب كان سببا في ذلك.
و معالجة هذه المظاهرة تحتاج إلى اجتماع الجهود الرسمية غير الرسمية من قادة و علماء و مصلحين حتى لا تتحول إلى قنبلة موقوتة يستغلها أعداء الأمة ليضربوا وحدتها و استقرارها.
و هذه الوضعية المشكلة تحتاج إلى عقد دراسة يجتمع حولها الباحثون حتى يقدموا الخطة الكفيلة بتقديم العلاج الشافي.
و سألنا زميلتنا الأستاذة صباح غموشي مديرة روضة عن رأيها بهذا الموضوع الهام فقالت:
«الحقيقة أنه موضوع هام و خطير يؤرقنا جميعا كأولياء و كمربين و كأفراد مجتمع بشكل عام.. و من خلال تجربتي المعتبرة كمديرة روضة لسنوات ثمّ كمديرة مدرسة قرآنية أتعامل مع كل المراحل العمرية، أقول و الله أعلم أن العنف ليس أصيلا في مجتمعنا عكس ما يريد البعض إلصاقه كطبع أصيل في الجزائريين، لكنه دخيل أفرزته عوامل عدة أذكر منها على سبيل الذكر لا للحصر بداية: غياب الحوار الهادئ تماما في بيوتنا و في مؤسساتنا بحيث يكبر الطفل على كمية مكبوتات عجيبة يخرجها بشكل عنيف و غير متوازن في كل مناسبة، يريد التعبير عن رأيه الذي لا يستطيع التعبير عنه بشكل طبيعي، كذلك ما يغرسه الإعلام من عنف واضح من خلال الرسوم المتحركة و الأفلام و كذا الألعاب الإلكترونية فيتبرمج الطفل و الفتى لا شعوريا على العنف و يترجمه بلا وعي في الشوارع و غيرها.. لا يمكن أيضا إغفال ما تقوم به بارونات المخدرات، من تضييع لعقول شباب بالمهلوسات التي تدفعهم مباشرة للعنف، في غياب شبه تام أيضا لتطبيق القوانين الردعية، على كل من يقوم بالعنف، أو بالترويج لما يدفع له.
أما الأستاذة وهيبة سلطاني:
أستاذة مكونة في مادة العلوم الإسلامية و كاتبة فهي ترى أنّ ظاهرة العنف الاجتماعي و المدرسي المتنامية في مجتمعنا تتركز أسبابها في ثلاث:
1_البيئة غير السوية التي يتربى فيها الإنسان (البيت و المدرسة و الشارع) و التي تطغى عليها لغة التعنيف البدني أو اللفظي أو النفسي سواء بين الوالدين أو الآباء و الأبناء أو المدرس و طلابه.
2_ تعرض الفرد للظلم و التنمر من قبل غيره مما يجعله ذا قابليه للانتقام و التنمر على غيره.
3_ثقافة المجتمع القائمة على أساس أن قوة الشخصية و فرض الذات و القيادة في المجتمع تتطلب ترهيب الآخرين بتعنيفهم بدنيا أو لفظيا، أما بالنسبة لعلاج هذه الظاهرة فهي.
العلاجات الآتية:
1_نشر ثقافة السلم و الحوار أثناء التعامل مع الغير في جميع منابر الحياة. مع ربط ذلك بتعاليم الإسلام السمحة.
2_التوعية المستمرة بخطورة و آثار العنف على حياة الأفراد و المجتمع.
3_توجيه و توظيف طاقات الشباب لأمور نافعة له و لغيره كالأنشطة الرياضية و الأعمال الخيرية و الخدمات الاجتماعية.
أما الأستاذ محنن فاتح، مهندس دولة في الإعلام الآلي، و باحث حر:
فيتطرق إلى العنف المجتمعي: المنشأ و المآل، بحيث يقول: تعرّف المنظّمة العالمية للصحة العنف بأنه الاستخدام المتعمد للقوة الجسدية، و التهديد ضد الآخرين أو ضد النفس، ضد مجموعة أو مجتمع، مما يسبب أو يحتمل أن يؤدي إلى صدمة أو ضرر نفسي أو مشاكل في النمو أو إلى الموت.
و بينما كل تعريف للعنف يرتكز في تعريفه على القوة و الإكراه، فإنه يتناسى التواطؤ المجتمعي في استفحال الظاهرة، إذن فهو تعريف قاصر، ينقصه جمع و منع.
فالعنف هو كلّ إكراه بدني أو لفظي أو نفسي من أجل إخضاع الآخر للسيطرة، و هو خروج عن أعراف المجتمع و قوانين الدولة المنظمة للسير الحسن للمجتمعات.
يبدأ العنف أول ما يبدأ حين يريد أحد الأطراف فرض رأيه بالقوة، فإما أن يجد رادعا من الطرف المقابل، أو من المحيط، أو يجد داعما له يزيد من حدته، و له منشأ أصلي يبدأ من البيت خارجا، ثمّ ينتقل إلى الشارع و المؤسسات المجتمعية كالمدارس، و العكس أيضا صحيح.
و لأنّ الأسرة نواة المجتمع، فإنّ الأسرة السوّية لا يمكنها تصدير مشاريع إجرام، بينما العنف المنزلي بين الأزواج هو أحد أهم أسباب العنف خارجه، فهو ليس إلاّ انتقالا للعنف على شكل صورة مكبرة لصورة مصغرة تحدث بالداخل، فالتفاضل في الأعطيات بين الأولاد، و التفرقة على أساس الجنس، تهيئة نفسية للأولاد لتقبل إرهاصات التنمر، فيرحلون بها إلى الشارع و المدرسة. و لأنّ الصاحب ساحب فإنّ الطالح يسحب معه طالحا مثله فينسخ عنه و يستنسخ منه، في حالة تضامن يجد فيها العزاء و التعويض عن الفقد النفسي الأسري السوي، في حين نرى البطالة –و هي إحدى مظاهر هذا التشيؤ – تنحى بالعنف إلى مستويات قياسية، نلحظ غياب قيمة الإنكار في نفسية المجتمع، و هو السد المنيع الذي يفترض أن يمنع تفشي هذه الظاهرة، و يحول دون انتشارها بشكل يجعلها معروفا و هي في أصلها منكر.
و لأن الموضوع يكتسي طابعا غاية في الأهمية، فإنه من المهم بمكان البحث عن حلول تعيد للمجتمع أصالته المفقودة، و يمكن تلخيصها في نقاط سريعة نترك للمتخصصين بعدها، فرصة التأصيل و التفصيل:
تفعيل دور المؤسسات المجتمعية ابتداء من الأسرة، المسجد، المدارس، و الجمعيات، و إخضاع الأخيرتين لمنطق الكفاءة و الكيف لا الكم.
مساهمة الدولة في رفع المستوى المعيشي للأسر حتى تجفف منابع العنف بكل أشكاله.
رفع مستوى وعي المجتمع للوصول به إلى مستوى الأمر بالمعروف و إنكار المنكر، من تلقاء النفس دون الحاجة كل مرة إلى رادع قانوني.
فتح فضاءات فكرية و رياضية لشغل وقت الفراغ، و إحياء فريضة القراءة.
و لأن الموضوع أكبر من أن يحتويه مقال بهذا الحجم، فإن عودة إليه كل مرة و كلما سنحت الفرصة من التربويين و الإعلاميين و ذوي الاختصاص و الشأن المتصل، سيكون أكثر من ضرورة، لأنه سيسهم في تعزيز المناعة المجتمعية ضد هذا السلوك الدخيل على مجتمعاتنا الإسلامية.
إنّ النتائج التي قد تعكسها حالة العنف المجتمعي في حال تطورها و انتشارها كارثية و خطيرة على المجتمع و الدولة، لذلك فإن هذا الأمر يتطلب الاهتمام الجدي بالبحث عن الحلول، و ليس الاكتفاء بتشكيل لجان، أو إصدار التصريحات، فذلك لن يجدي شيئا في وقف هذه الظاهرة الخطيرة، التي باتت تنخر في المجتمع، و لا يتأتى ذلك إلا بمعرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور العنف، و مختلف العوامل التي ساعدت على انتشاره، ثمّ التكفل ببذل الجهود المطلوبة للحد منه، فذلك هو المنهج الصحيح لوضع حد له و تجاوزه، و غير ذلك لن يجدي فتيلا في التخلص منه.

الرابط : https://elbassair.org/11316/

قراءة 1050 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2020 16:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث