قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 07 تشرين1/أكتوير 2013 06:16

إنما خلقت هذه الأيدي لتعمل...؟

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ينظر الكثير من الناس إلى العمل باعتباره وسيلة لتحصيل الرزق، بل هم غالبا ما يقصرونه عليها، ويحصرونه فيها، في حين أن كونه وسيلة لذلك ما هو إلا مجرد أثر جد محدود من بعض آثاره الكثيرة الأخرى، وهو بالتأكيد ليس أهمها على الإطلاق، فالعمل علاوة على كونه وسيلة لتحصيل الرزق وتحقيق الاستقلال الاقتصادي عن الآخرين، هو قبل ذلك من أهم الأدوات التي يعتمد عليها الفرد في تأكيد وجوده في وسطه الاجتماعي، ذلك لأن الفرد إن لم يكن له دور يؤديه، ومهمة ينهض بها في المجتمع، فإنه لا يؤبه له ولا يلتفت إليه، وهذا ما حدا بالفيلسوف الفرنسي"مان دوبيران" (Maine de Biran) أن يرد على مقولة الفيلسوف الفرنسي الآخر"ر. ديكارت" (René Descartes) "أنا أفكر فأنا إذن موجود" مستدلا فيها على الوجود بالقدرة على التفكير، فناقضها بقوله:" أنا أفعل فأنا موجود" ليشير بذلك إلى أن التفكير قد يثبت للذات وجودها، لكنه غير كاف ليثبته للآخرين، وأن الفعل وحده هو الذي يفرض على الآخرين الانتباه إليها، و العلم بها، إذ أن هؤلاء لا ينتبهون إلينا إلا بقدر ما نؤثر فيهم و ما نسببه لهم من لذة أو ألم، من نفع أو ضرر، عندها فقط ينتبهون إلينا، و يتعرَّفون علينا، و يقرون بوجودنا، ثم أن العمل من أهم دعائم الاستقرار النفسي، من حيث أنه يضمن لنا التقدير الاجتماعي، الذي بدوره يحقق لنا الرضا عن أنفسنا، لكوننا نقوم بأدوار نافعة ومهمة بالنسبة للآخرين، فنشعر بالحياة ونجد لها لذة وطعما، ثم هو يجعل حياتنا أكثر انضباطا وتنظيما، وهو الشيء الذي يفتقده البطال والمتقاعد عن العمل، الذي تضطرب حياته، لأنه ليس له مهام محددة ينهض بها في حياته، و يكرس لها نشاطه، و لا ينبغي لنا أن ننسىأن العمل هو الذي يتيح للفرد بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تولد لديه الشعور بالانتماء لفيئته و مجتمعه، و تمكنه من الاستعانة بغيره لمواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها، فمنها يستمد الاحساس بالقوة، والشعور بالأمان، والقدرة على مواجهة المواقف مهما كانت بالغة الصعوبة، وهو بالإضافة إلى ذلك يوفر للفرد دخلا يمكنه من إشباع حاجاته البيولوجية والنفسية، التي لا غنى له عن الاستجابة لها، لأن إغفالها يعرض وجوده البيولوجي وتوازنه النفسي للخطر الأكيد، ومن هنانتفهم قيمة العمل وضرورتهبالنسبة لأبنائنا وبناتنا،فإقدامهم على ركوب البحر والمقامرة بأنفسهم، أو انخراطهم في مظاهرات احتجاجيةوتعريض أنفسهملقوات القمع، أو ولوجهم عالم الجريمة على الرغم مما يكتنفه من تهديدات وأخطار،يؤكد أنهم يفعلون ذلك تحت ضغط الحاجة إلى تأكيد الوجود، والإحساس بالحياة، فالعمل بالنسبة للإنسان ضرورةوليس ترفا، ومن هنا نقول أن المجتمع الذي لا يهتم بتوفير العمل لأبنائه ويعرضهم إلى البطالة هو لا يسيء إلى أفراده فحسب ، بل هو يسيء إلى نفسه كذلك أبلغ الإساءة، بل هو يصيب نفسه في مقتل ويعرض نفسه إلى خطر جسيم، فما من مجتمع انعدمت فيه فرص العمل، وفشت فيه البطالة، إلا ارتد ذلك سلبا على استقراره السياسي، وأمنه الاجتماعي، وانتشرت فيه الجريمة، وشاع فيه العنف، فالتصدي للبطالة ومحاربتها، لا ينبغي أن ينظر إليه المسؤولون على الشؤون العامة في المجتمع، على أنه منة منهم وتكرما على حشود العاطلين في البلاد، بل يجب اعتباره شرطا واجبا لاستتباب أسباب الحياة، واستقرار المجتمع، وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي، ولله در عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-الذي قال لوالٍ من وُلاته: " ... إن الله استخلفنا على خلقه لنسدَّ جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست فيالمعصيةأعمالا، فاشغلها بالطاعة قبل أن تُشغِلَك بالمعصية" فهل يا ترى يستوعب مسؤولنا هذا الدرس العمريَ وينتفعون به فيبادرون بالتصدي فعليا لأزمة البطالة التي يوشك تفشيها أن يودي بالبلاد والعباد.

قراءة 2476 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2018 14:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث