قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 01 تشرين1/أكتوير 2021 12:25

بين إدراك الحاجات و الانسياق وراء الشهوات

كتبه  الأستاذ مصطفي صقر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كثيرا ما يتحدث علماء الأخلاق و التربية عن ضرورة تعهد الإنسان نفسه و من يعول و ضبطهم بالأخلاق و الآداب العامة، مستعينين تارة بما ملأ القرآن الكريم من قيم و أخلاق عليا أو بمواقف من سير الأنبياء و الصالحين تارة أخرى، أو حتى بسير بعض الأولياء "الأسطورية"، مغفلين -أو متغافلين إلى حد ما- ضرورة تحقيق التوازن بين تحقيق الحاجات الإنسانية و ضبط شهواتها، حتى غدا خطاب بعضهم يؤول إلى كبت ما خلق الله في أنفسنا من إقبال على الحياة و اللهو و المرح فيها بدعوى التزهد، و مبتعدين عن المنهج الرباني {وَ ابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَ لَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَ أَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَ ا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:77].

هذا الخطاب و أمثاله لا يراعي حقيقة وجود "حاجات إنسانية" يجب على الإنسان أن يلبيها لتصلح حياته الدنيوية و ينطلق بعدها لتحقيق غاية وجوده في الأرض، و إدراك هذه الحقيقة لا يتعارض البتة مع المنهج التربوي السليم، المضبوط بالبوصلة القرآنية {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف:32]، و بالتالي وجب على الدعاة والمصلحين و مثقفي الأمة إعادة ترتيب هذا الملف الذي عاث فيه بعض الوعاظ -سذاجة منهم و قلة علم- فنشروا بين يدي الناس مفهوم التزهد بشكل خاطئ، حتى قال أحدهم -و هو يتحدث عن السباق المعرفي الذي يخوضه المسلمون مع العالم هذه الأيام- (ما لهذا خلقنا !!!) مشيرا إلى أننا خلقنا للعبادة -بمفهوم التشريعي فقط- وهو -أي المتحدث- يلبس مما لا ننسج، و يركب ركوبة مما لا نصنع، و يخرج على الشاشات التي لم ننتج، فأي المناهج هذه؟؟؟

في حين أن الشهوات (و الشَهْوَة - بالمفهوم اللغوي - هي قوةٌ نفسيةٌ تؤدي إلى رغبةٍ شديدةٍ لشيء ما أو ظرفٍ يُرضي الشعور، بينما يكون الشخص يمتلك بالفعل شيئًا هامًا آخر أو كميةً من شيءٍ مطلوب) مذمومة في النص القرآني على اعتبار أن فيها تعد على أوامر الله أو حقوق عباده، و دعي الإنسان إلى لجمها و ضبطها بمراقبة الله تعالى في السر و العلن، و صدق الله حين قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر:18].

و مما هو حري بنا معاشر أهل الإيمان أن ننظر إلى مختلف الدراسات العلمية التي سطرها الإنسان بهذا الأمر، و منها ما وضعه عالم النفس ماسلو من "هرم الحاجات الانسانية" كنموذج علمي و تفسيري ضمن دراساته المعمقة للسلوك الإنساني و أهم احتياجاته و تنوعها، أشار فيه إلى أن "عدم إشباع هذه الحاجات سيؤدي إلى ظهور جوعها على شكل تصرفات إنسانية غير سوية، و من خلال معرفة و إدراك هذه الحاجات يستطيع الانسان أن يتنبأ بسلوك الآخرين (أفرادا و جماعات و مجتمعات)".

و قسم ماسلو هذا الهرم من القاعدة إلى القمة (حسب أهمية هذه الاحتياجات لأكبر شريحة ممكنة من الناس) إلى خمس درجات:

الدرجة الأولى "الحاجات الفسيولوجية": و هي الحاجات التي لا يستطيع الإنسان الانفكاك عن طلبها أو الحاجة لها، و بها تستقيم حياته و تستمر، مثل الطعام و الشراب و قضاء الشهوة الجنسية و النوم و التنفس و الاتزان العام.

الدرجة الثانية "حاجات الشعور بالأمان": و تحل هذه الحاجات في المستوى الثاني، و هنا تبرز أهمية الشعور بالأمان الجسدي أو حب التملك أو الاستقرار الوظيفي أو المهني و غيرها.

الدرجة الثالثة "الحاجات الاجتماعية": و هنا تكمن أهمية بناء العلاقات الإنسانية المتعددة من الزواج و النسب و المصاهرة و الأعمام و الأخوال، و كذلك الاصدقاء و المعارف و الجيران زملاء العمل، و القدرة على فهم الأدوار الاجتماعية المختلفة للإنسان الواحد و التماهي معها.

و هذه الدرجات "كما يسميها بعض العلماء" = الحاجات الأرضية، لارتباطها بالمكونات الأرضية لهذا المخلوق الفريد، و يشترك بها كل الناس (على اختلاف أجناسهم و أعراقهم و ألوانهم و أديانهم).

أما الدرجة الرابعة "الحاجة إلى التقدير": من خلالها يبدأ الإنسان يرسم صورته الإنسانية الحقيقية عبر منجزاته المختلفة، فيشعر بالثقة الذاتية و ضروة البحث عن ما يجبر الأخرين على احترامه له (كالدرجات العلمية أو المناصب الوظيفية)، و يسعى نحو تحقيق منجزات مادية و معنوية تغذي لديه حاجة التقدير عند الناس.

و أعلى الهرم هو "الرضا الذاتي أو الحاجة إلى تحقيق الذات": و هذه الدرجة تعد الأصعب و الأندر في التحقيق أو حتى السعي نحوها، و تظهر هذه الدرجة بين المبدعين و المخترعين (على اختلاف مجالاتهم) و كذلك بين القادة الاجتماعيين و المؤثرين و أصحاب المشاريع النهضوية (أو التخريبية أيضا)، و يسعى الإنسان من خلالها حل مشاكل الآخرين أو ابتكار منتجات أو أفكار جديدة.

و الدرجتين الأخيرتين هما (كما يسميهما بعض العلماء): الدرجات السماوية، لارتباط مساعيهما في المجال النفسي و الروحي، و الذي لا يتغذى إلا بالإيمان (الإيمان بالخالق - الإيمان بالذات - الإيمان بالدور و المسؤولية - الإيمان بالإمكان و عدم العجز - الإيمان بالمآل و المصير).

و صدق الله حين قال {وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَ لَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) وَ مَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا (72)} [الإسراء].

و شعور الإنسان بالكرامة الوجودية له هو شرط الإيمان، فالله كرم الإنسان و رفع مقامه بين الخلق (العقل و التكليف) ليعرف حق الله عليه.

الرابط :https://basaer-online.com/2021/08/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87

قراءة 693 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 تشرين1/أكتوير 2021 10:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث