قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 نيسان/أبريل 2022 08:36

المساواة و التمكين| النسوية اليهودية.. قيادة الموجة الثانية (12)

كتبه  الأستاذ محمود عبد الهادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنطلقت الموجة النسوية الثانية في الولايات المتحدة الأميركية أواخر الستينيات و خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي، و هي الفترة التي شهدت في الولايات المتحدة اضطرابات عديدة، و تحولات كثيرة، و ظهور عدة حركات فكرية و اجتماعية، كحركة الحقوق المدنية، و حقوق السود، ومناهضة الحرب، و كان من بينها ما يعرف بالموجة الثانية لثورة الشواذ من أصحاب الميول الجنسية المنحرفة (المثليين و المتحولين)، و التي كانت تطالب بإيقاف أعمال العنف و التمييز الموجهة ضدهم، و إلغاء التشريعات المحرّضة على ذلك من القانون الأميركي. و قد كان للنسوية اليهودية و المثلية الجنسية اليهودية الدور البارز في قيادة هاتين الموجتين.

شكلت محاور الاهتمام والتركيز لدى الحركة النسوية اليهودية رؤية تحولت إلى ما يشبه منهج عمل، لتعزيز الفكر النسوي وإحداث التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة اليهودية خاصة، والمرأة في جميع أنحاء العالم بشكل عام، الذي كان له أثر كبير في توجيه الفكر النسوي في الدول العربية، وخاصة في العقود المتأخرة.

إستراتيجية القيادة

شكّلت محاور الاهتمام و التركيز لدى الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة أبعاد الرؤية الإستراتيجية للتقدم و النجاح و السيطرة، و قد تحولت هذه الرؤية، إلى ما يشبه منهج عمل، لتعزيز الفكر النسوي و إحداث التحول السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للمرأة اليهودية خاصة، و للمرأة في جميع أنحاء العالم بشكل عام، و الذي كان له أثر كبير في توجيه الفكر النسوي في الدول العربية، و خاصة في العقود المتأخرة.

و نتناول هنا أبرز أبعاد هذه الرؤية:

قيادة الحراك التحرري و الحقوقي

في تلك الفترة، انتشرت مجموعات التحرر النسوية بشكل كبير في الولايات المتحدة، و من بين تلك المجموعات التي ضمت أعدادا كبيرة من اليهوديات النسويات "اتحاد تحرير نساء شيكاغو"، و"ريدستوكينغز" في نيويورك، و"خبز وورود" في بوسطن، و كان عدد اليهوديات النسويات يصل في بعض مجموعات المدن الكبيرة، إلى 3 أرباع أعضائها. و ساعدت مجموعة من النسويات اليهوديات في تقديم نظريات و نماذج للفكر و العمل النسوي الراديكالي الذي برر لهن الانخراط في الحركة النسوية في الولايات المتحدة، من دون حاجة إلى تقديم أنفسهن -في البداية- على أنهن يهوديات، مكتفيات بالرؤية العالمية للأخواتية المشتركة، بدلا من الهويات الخاصة، و من بين هؤلاء النسويات اليهوديات شولاميث فايرستون، و إلين ويليس، و روبن مورغان، و أليكس كيتس شولمان، و نعومي وايسستين.

كان العديد من قادة و مفكري الحركة النسوية الأميركية في الستينيات من اليهوديات علمانيات إلى حد كبير، و كان لهن دور كبير في قيادة حركة حقوق المرأة في الستينيات و أوائل السبعينيات، لأنهن كن الأكثر تعليما بين جميع النساء الأميركيات. و لفترة طويلة، كانت النسويات اليهوديات من بين النشطاء الذين قادوا الحملات من أجل الحقوق المدنية و نزع السلاح النووي و السلام. كان الوعي "النسوي البدائي" يتصاعد من داخل حركة الحقوق المدنية، و ربط نشطاء، مثل النسوية اليهودية بيلا أبزوغ، الحرب بالعنف ضد المرأة، و اعتبار الحرب قضية نسوية.

و هكذا أصبحت المعرفة التنظيمية للنسويات اليهوديات و بناء التحالفات الماهرة أدوات أساسية في تطوير النسوية لتكون حركة جماهيرية. و قد انتخبت أبزوغ لعضوية الكونغرس عام 1970، و أعيد انتخابها عامي 1972 و1974، حيث قادت الكفاح في الكونغرس من أجل تعديل الحقوق المتساوية، و من أجل الحرية الإنجابية. و كانت إحدى لحظات الذروة في حياتها المهنية في الكونغرس إحضار الحاخامة النسوية سالي بريساند لقيادة الصلاة اليهودية في افتتاح الكونغرس الأميركي عام 1971، و هي أول امرأة يهودية تقوم بذلك. و تَعتبر أبزوغ أن صِلتها بتراثها اليهودي شكّلت مسار حياتها المهنية و السياسية، بالرغم من كونها علمانية معروفة بشدة على أنها صهيونية عمالية. و قد ترأست أبزوغ وفد الولايات المتحدة الأميركية في أول مؤتمر دولي للمرأة في مكسيكو سيتي عام 1975.

و استمرت نشاطات الحركة النسوية اليهودية بوصفهن قائدات و مشاركات في الاحتجاجات المناهضة للعنف، و المطالبة بتعزيز حقوق الإنسان، و إصلاح نظام الهجرة، و المطالبة بالعدالة البيئية و الحقوق العمالية، و مكافحة الفقر العالمي، و العنصرية، و معاداة السامية، و التحرش الجنسي، و الاعتداء الجنسي، في المجتمعين العام و اليهودي.

القيادة الدينية و الفقهية

سعت الحركة النسوية اليهودية إلى حق المساواة في المناصب الدينية بكل مستوياتها، و إلى تقديم تفسيرات فقهية نسوية للنصوص التوراتية. في لقاءات منفصلة مع الحاخامات و زوجاتهم، أصدرت نساء عزرات ناشيم "دعوة للتغيير"، طُرحت فيها الأجندة المبكرة للنسوية اليهودية. و شددت هذه الأجندة على "المساواة في الوصول" إلى الأدوار العامة في المكانة و الشرف للنساء و الرجال داخل المجتمع اليهودي، مع التركيز على القضاء على تبعية النساء في اليهودية، و مساواة حقوقهن في قوانين الزواج و الطلاق، و احتسابهن في النصاب اللازم للصلاة الجماعية، و تدريبهن على مناصب قيادية في الكنيس كحاخامات و ناشطات.

و استخدمت النسويات اليهوديات عددًا من الأساليب لطرح قضية المساواة بين الجنسين أمام المجتمع اليهودي؛ إذ قدم المتحدثون النسويون حججهم في عدد لا يحصى من المعابد اليهودية و شاركوا في نقاشات حية في مراكز الجالية اليهودية و الاجتماعات المحلية و الوطنية لمنظمات النساء اليهوديات. كما نقلت النسويات اليهوديات رسالتهن إلى جمهور أوسع من خلال الكلمة المكتوبة.

كما عملت "حركة الإصلاح" عام 1972 على ترسيم أول امرأة حاخامية في أميركا، و هي سالي بريساند، التي خرجت أول حاخامة لها عام 1975. كما تبعتها حركة "إعادة البناء"، حيث رَسّمت ساندي أيزنبرغ ساسو حاخامًة عام 1974. و كانت لجنة القانون اليهودي و المعايير التابعة لمجلس الحاخامين المحافظين، قد قضت عام 1973 بأنه يمكن احتساب النساء في نصاب الصلاة ما دام الحاخام المحلي وافق على ذلك.

أصبحت إيمي إيلبرغ -التي أكملت معظم متطلبات الرسامة- أول حاخامة محافظة عام 1985، و قد تم الترحيب بالنساء في تجمع المحافظين عام 1987.

في حين أن الكثيرات من الحركة النسوية اليهودية الأميركية ركّزن على فتح المزيد من الفرص الدينية للنساء، أثارت النسويات اليهوديات أيضًا قضايا تتجاوز قبول النساء في مناصب يحددها الرجال من الظهور و القوة. فمنذ الثمانينيات، عملت بعض قيادات النسوية اليهودية على إعادة تشكيل طبيعة القيادة و الطقوس اليهودية بدلا من اتباعها ببساطة، كما عملن على تفسير النصوص اليهودية الكلاسيكية. كما أنشأن تفسيرًا نسويًا للنصوص التوراتية و التلمودية. و قد تحدت عالمات الديانة اليهودية، مثل جوديث بلاسكو، و راشيل أدلر، و إلين أومانسكي، المفاهيم التي يهيمن عليها الذكور في اللاهوت اليهودي، و لغته التي استندت إلى التصورات و وجهات النظر (الذكورية).

بحلول التسعينيات، تم إنشاء المركز اليهودي النسوي في لوس أنجلوس عام 1991 ليصبح مقرًا لمجموعة من دورات تعليم الكبار حول اليهودية من منظور نسوي. و شيئا فشيئا، تزايد عدد المؤسسات التي شرعت في تعزيز طقوس نسوية يهودية مبتكرة، و توسيع دائرة القيادة الدينية النسوية.

تأصيل الفكر النسوي

حرصت النسوية اليهودية في الولايات المتحدة على أن يكون لها كذلك أدوار قيادية داخل الحركة النسوية في الربع الأخير من القرن العشرين و حتى الآن. و أسهمن بدور كبير في العديد من الكتابات التي أصبحت معالم واضحة لأعضاء الحركة النسوية. من بين هذه المساهمات، أثرت مقالة النسوية اليهودية جوان والا سكوت بعنوان "النوع الاجتماعي كفئة في التحليل" على أجيال من العلماء، من خلال جعل النوع الاجتماعي مركزًا لفهم حياة المرأة. كما شكّل عمل أليس كيسلر هاريس عن المرأة في التاريخ الاقتصادي، وجهات نظر جديدة حول العمل الجنساني، و قدّم كتاب "لا عودة للخلف: تاريخ النسوية و مستقبل المرأة" للنسوية اليهودية إستيل فريدمان تاريخًا واسعًا للنسوية كسلسلة مستمرة من الإجراءات الفردية و الجماعية.

هذه الكتابات و غيرها من كتابات النسويات اليهوديات أصبحت نقاطًا بارزة في البحث النسوي عامة في جميع التخصصات. كما لعبت النسوية اليهودية أيضًا دورًا بارزًا في تنظير التعددية الثقافية و سياسات الهوية. وعام 1984، ركّز "الكونغرس اليهودي الأميركي" حواره السنوي بين الولايات المتحدة و إسرائيل في القدس على موضوع "المرأة كيهودية، و اليهودية كنسوية"، و قد أدت المناقشات الواسعة النطاق إلى تأسيس "اللجنة الوطنية لمساواة المرأة"، تحت رعاية الكونغرس اليهودي الأميركي، مع بيتي فريدان و ليونا حنين بوصفهما رئيستين مشاركتين. و كان هذا تمهيدا لعقد المؤتمر النسوي الدولي الأول لتمكين النساء اليهوديات، الذي عقد في القدس عام 1988، و شارك فيه 350 امرأة يهودية من أكثر من 20 دولة، و قد أُعطيت الكلمة الرئيسية للنسوية اليهودية و عضوة الكونغرس السابقة بيلا أبزوغ.

كما قدّمت النسويات اليهوديات وجهات نظر جديدة حول التفاعل بين النوع الاجتماعي و النسوية و الحياة اليهودية في الأدب الشعبي. و كان من بين النساء اليهوديات الأخريات اللواتي ساعدن في تعريف النسوية المعاصرة ريبيكا والكر التي صاغت -في مقالتها بمجلة "السيدة" عام 1992 تحت عنوان "أن تصبح الموجة الثالثة"- مصطلحًا يستخدم على نطاق واسع لوصف المنظورات الناشئة لجيل أصغر من النسويات ما بعد الموجة الثانية. و قامت جاكلين فريدمان، مؤلفة العديد من الكتب الأكثر مبيعًا حول تمكين الحياة الجنسية للمرأة، بالتأسيس و الإدارة التنفيذية لمشروع "المرأة و العمل و الإعلام".

إن هذه السلسلة الطويلة من الأفكار و الأعمال و الفعاليات أثرت كثيرا في الفكر النسوي على مستوى العالم، و سرعان ما أخذت أصداؤها تتردد في جنبات المؤتمرات الدولية برعاية منظمة الأمم المتحدة، بل انعكست بوضوح على الفكر العربي و الإسلامي، حيث بدأت الكثير من الأقلام تنقل هذه الأفكار و تسقطها على المجتمع العربي و الشريعة الإسلامية.

 الرابط : https://www.aljazeera.net/opinions/2022/4/5/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-2

قراءة 657 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 نيسان/أبريل 2022 08:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث