قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 أيلول/سبتمبر 2016 13:57

العلم والإيمان متعة العقل والروح

كتبه  الأستاذ عطري بن عزوز
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن الحق عز و جل قد منح الإنسان القدرة على العلم و المعرفة و التمييز بين الأشياء، فخلق له الأدوات التي يتمكن بها من تحصيل العلم و اكتسابه. و بعد أن قدر الله للإنسان أن يكون عاقلاً مميزا عالما مختارا و منحه أدوات العلم و التمييز، أمره أن يسلك سبيل العلم و أن ينتفع بأدوات العلم لديه، و أن لا يتبع أمراً لا علم له به، و أنه سيكون مسؤولاً عن الانحراف. إذ لا عذر لإنسان بعد ذلك إذا سلك طريق الضلال، قال تعالى: ﴿بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَ لَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾(القيامة:14-15). و إذا كان الحق عز و جل هو الذي منحنا السمع و البصر و العقل، أفلا يجدر بهذا الإنسان أن يستخدم هذه الأدوات التي خلقها له ربه في معرفة خالقه سبحانه و تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم قبل أي معرفة أخرى، فيأخذ عقيدته بعلم و يقين حتى يكون من أهل الإيمان الراسخ الذي لا يتزلزل، و ليكون من أهل العقول الذين أبصروا بالعلم حقائق الإيمان بالله و رسوله، و بذلك يتذوق و يتمتع حلاوة العلم و الإيمان؟!

العلم و صناعة الإنسان المؤمن.
لقد جعل الله تعالى الطريق للإيمان به و برسوله يأتي عن طريق العلم و هو الطريق الموثوق للوصول إلى الغاية المقصودة، قال الحق عز و جل: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ﴾(محمد:19). إذن فالإيمان هو المنطلق الصحيح لتصرف الإنسان في هذه الحياة، المحقق للسعادة في الدنيا و الآخرة. و كل تصرف ينطلق من غير الإيمان لا يثمر إلا الشقاء و الخسران. و لهذا علق الله الفلاح و الفوز به، و علق الخسران و الشقاء بفقده، كما قال تعالى: ﴿وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾(العصر:1-3).
فالعلم من أجلّ نعم الله تعالى على الإنسان، حتى أصبح جزء من حياتنا اليومية نحتاجه في أعمالنا، و لا حديث في هذه الأيام إلا على التطورات التكنولوجية. و هنا يطرح السؤال، إلى أي مدى يمكن أن نقدس العلم و نحترمه؟ هل هو مطلوب لذاته؟ و هل هو وسيلة أم غاية؟ إن الناظر إلى واقع الحال سواء في البلاد الغربية أو العربية يجد عجباً؛ الناس يكاد أن يؤلهوا العلم، فتنة بما وصل إليه من تطورات مذهلة، فإن قلت لأحدهم: "يقول الدين كذا و كذا"، يقاطعك قائلا: "دعك من هذا، إن هذا أمر غيبـي". و تجد كلاما كثيرا.. أما إذا قلتَ: "قال العلم كذا و كذا"، فيسكت متقبلا كل الكلام الذي تقوله و يؤمن به إيمانا راسخا لا يتزعزع. فالدين أو الإيمان في نظره غيبـي و تخلّف و رجعي، و العلم عنده تطور و حضارة و رقيٌّ. إذن فما الذي حدث؟ إن هذه الفكرة وليدة سلسلة أحداث تاريخية ترجع إلى القرون الوسطى، حيث كانت الكنيسة تحارب العلم، و حدث صراع كبير بين رجال الكنيسة و رجال العلم، و انتصر رجال العلم و كفروا بكل الغيبيات، و كان موقفهم هو معاداة الإيمان، كما انطلقت النهضة العلمية المعاصرة من منطلق مادي صرف معاد لكل معاني الروح، لا يقبل غير المادي.
و نحن نعلم أن الغيبيات في الكون الذي نحن فيه، أكثر من الماديات، و لذلك انغمست هذه الحضارة في الماديات، مع العلم أن هؤلاء الغربيين استخدموا المنهج القرآني -و هو المنهج العلمي التجريبـي الذي أسسه علماء الإسلام- و لكنهم سخروه في المادة فقط، فبنوا الإنسان المادي، و غفلوا عن الجانب المهم فيه و هو الروح، و نتج عن ذلك الشقاء و الفراغ الروحي و سقوط القيم و تحلل الأسر، و زيادة الأسلحة المدمرة التي تهدد الإنسانية بأكملها. و كل هذا من سمات هذا العصر الذي سمي بعصر التقدم العلمي.
و هكذا أصبح العلم أداة في يد الغربيين لزعزعة الإيمان عن طريق إقناع الشباب بأن العلم وحده كاف للتحضر و التقدم و المدنية و من ثم الوصول إلى السعادة بعيدا عن قيود الدين. إذن فما مدى صحة هذه الرؤية، فهل صحيح أن العلم وحده كاف لسعادة الإنسان؟

محدودية العقل
ففي قصة موسى عليه السلام دلالة واضحة عن محدودية العقل، حيث برهن القرآن للعقليين بالتجربة الحسية، ضعف العقل. فقد طلب موسى عليه السلام الرؤية، و لما تجلى الله للجبل اهتز و كاد أن يقتلع من جذوره، و أغمي على عقل موسى لأنه لم يستوعب الرؤية. و التعليل واضح و هو أن العقل عاجز عن الوصول إلى كثير من الحقائق، قال تعالى: ﴿وَ لَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَ لَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
(الأعراف:143). و هكذا يبقى العقل دائما عاجزاً عن إدراك حقيقة الأشياء ما لم يستعن بالوحي. فالعلاقة بين العقل و الوحي تأتي من خلال التعرف على كيفية تعامل العقل مع الوحي، أي كيف تتعاون مصادر العلم مع بعضها للوصول إلى الحقيقة. و في بيان هذه العلاقة يقول الدكتور النجار: "إن العقل لكي يقوم بدوره في تفهم الوحي لابد أن يعتمد أسساً تهديه إلى الفهم، و هي أسس راجعة في أغلبها إلى خصائص الوحي ذاته أو إلى خصائص العقل. و انخرامُ أحد الأسس يؤدي إلى خلل في الفهم، و بالتالي إلى الانحراف في فهم المراد الإلهي".(1)
و القرآن لم يجئ ليعلمنا العلـوم، بل جاء ليحث العقول على تعلم العلـوم و النظر في الكون و الإنسان لتنكشف الأسرار الغامضة، على أن يتعاون الوحي مع العقل في استقراء الحقائق من الكتابين. فالقرآن كلام الله و كتابه المسطور، و الكون خلق الله و كتابه المنظور، و الحقيقة مبثوثة فيهما.

الإدمان على المعرفة و العلم
بقيت مسألة مهمة و هي لماذا بعض الناس دون غيرهم، لديهم هوس بالعلم و الإيمان و شغف بالتعمق فيهما؟ في حين نجد الأغلب ينفرون منهما و يركنون إلى حياة الخمول و الجهل. طبعاً الجواب مستمد من الملاحظة و استقراء الحال، و هو أن من تعوّد على البحث و القراءة و التعلم و حل المسائل و التفكر في مخلوقات الله تعالى المبثوثة في هذا الكون، يجد في نفسه متعة و راحة يعجز اللسان عن التعبير عنها، لأنه أمسى مدمنا على المعرفة، يحس بحلاوة الإيمان و يتمتع بالبحث العلمي. علماء الأعصاب قدموا لنا تفسيراً منطقياً و سهلاً لتأكيد أن ثمة متعة حقيقية تجتاح الدماغ، و يُحس بها الإنسان عندما يلتقط المعلومة أو يفهم شيئاً جديداً. و أيضاً قدموا لنا الآلية التي يتم بها نشوء المتعة في الدماغ، و شبهوا الأمر بالإدمان على الأفيون. و لذا فإن مدمني الأفيون لا يحتاجون هذه المادة من الدماغ، و يغدون أشخاصاً كسولين و خاملين علمياً. أما تعليل الإدمان على المعرفة فقد وصف العلماء الإدمان بلغة بسيطة، و هو الاعتماد على شيء معين كمصدر للحصول على اللذة أياً كان نوعها. و لا تنشأ الحالة إلا لدى من تكرر استخدامه لهذا المصدر، و تعودت نفسه عليه و أحس بالفرق حين حرمانه منه، و هو ما ينطبق على علاقة الدماغ بالمعرفة.
الباحثون من جامعة جنوبي كاليفورنيا يقولون: "إن الدماغ يأخذ مكافأة ذاتية عند التقاطه معلومة جديدة أو حله لمسألة ذهنية صعبة. و المكافأة هذه عبارة عن جرعة من مادة الأفيون تعمل على البدء بسلسلة من التفاعلات الكيميائية السريعة، و تنتج في نهاية الأمر دفقة من مادة طبيعية شبيهة في مفعولها على الدماغ بالأفيون"، و ذلك على حد قول بروفسور العلوم العصبية بجامعة جنوبي كاليفورنيا، الدكتور "إيرفنغ بيدرمان" الذي وضع فرضيته الجديدة في نتائج البحث المنشور في العدد الأخير من مجلة: "العلماء الأمريكيون".
و يوضح قائلاً: "حينما يحاول أحدنا فهم نظرية أو معلومة صعبة، فالأمر غالباً شاق و ليس مجرد مرح، لكن بمجرد فهمها و التقاط تلك المعلومة بشكل سليم، ينتاب الإنسانَ شعور عارم بالرضا و السعادة". لذا فحاجة دماغ الواحد منّا إلى ما يعيد الهدوء و السكينة إليه أو ما نصفه بالعامية "فلان يحتاج أن يعدل دماغه" هي الدافع للناس كي يرفعوا إلى أقصى حد من قدرات الاستيعاب الذهني لديهم للمعلومات و المعرفة. و يعلق البروفسور بيدرمان قائلاً: "مزاجنا الذهني مفتون بتجميع المعرفة في كل ثانية كما هو حال تجار القطع الأثرية في الحرص على اقتناء القديم و القيم منها".

الإدمان العلمي و الإدراك الذكائي
و فرضية "بيدرمان" حول الإدمان المعرفي و العلمي لها قيمة تطورية قوية، و مرتبطة جداً بمستوى الإدراك الذكائي، و يحتاج الأمر إلى عناصر ضاغطة بشكل قوي، كالجوع مثلاً، كي يُؤجل الدماغ رغبته في البحث عن المعرفة. و على حد قوله فإن نفس الأمر ينطبق على تقدير الجمال الفني البصري و المتعة في التفاعل معه.
أساس الفرضية و فرضية البروفسور "بيدرمان" مستوحاة من نتائج بحث تم إهماله منذ ربع قرن حول مستقبِلات المواد الأفيونية الطبيعية في خلايا الدماغ، أي نقاط جدار الخلية الدماغية التي تشبك و تعلق عليها مواد اللذة هذه، لتقوم حينها ببعث الشعور باللذة في الخلايا الدماغية. و هذه المستقبلات تكثر في الخلايا الدماغية لمنطقة "حزمة أعصاب الطريق البصري الجوفي"، و هي جزء من الدماغ معني بملاحظة و تحليل الصور و ترجمة معانيها للذهن وفق آليات غاية في التعقيد. و المستقبلات هذه مجمعة و مركزة بشدة في خلايا الحزمة العصبية في المناطق المعنية بفهمِ و إدراكِ معاني الصور المرسومة أو المكتوبة. و لا توجد في المناطق المعنية باستقبال الدماغ للصور المرئية في أول الأمر، أي إنها توجد في مناطق تعمل في مراحل متقدمة من عملية التحليل الذهني لمعاني الصور المشاهَدةِ و تحديد مدلولاتها، فلا يُثيرها إلا ما يستدعي التحليل و الفهم و ليس مجرد الاستقبال الأوّلي المبدئي. و لذا فالباحثون يقولون: "كلما كثر النشاط العصبي في أثناء الجهد للتحليل و الفهم في المنطقة الغنية بمستقبلات الأفيون، كان الشعور باللذة أعظم عند نجاحها في الوصول إلى الفهم و حل الغموض".
و في سلسلة من صور متفرقة لمناطق متنوعة من الدماغ بالرنين المغنطيسي لمتطوعين عُرضت عليهم أنواع عدة من الصور، فوَجد فريق البروفسور "بيدرمان" أنهم فضلوا بشدة الصورَ التي أثارتهم بشكل ملفت لتحليلها و فهمها، و زادت من نشاط الإفراز في المناطق الغنية بمستقبِلات الأفيون، كما لاحظ البروفسور "بيدرمان" أن تكرار عرض الصور الجذابة للشخص في البداية يُؤدي إلى تدن تدريجي في إثارة مناطق إفراز المواد الشبيهة بالأفيون مع تكرار العرض، و بالتالي قلة إفراز المواد الكيميائية الباعثة على الشعور باللذة من فهمها.
إذن، فقراءة الكتب و الإقبال على العلم و المعرفة تعني مزيدا من الإيمان، و من ثم تتأكد متعة العقل و الروح حيث يشعر الإنسان بحلاوة الإيمان، و هذا هو السر في مقولة المغني الإنجليزي الشهير الذي أسلم و سمي بـ"يوسف إسلام" حينما سئل عن شعوره بعد إسلامه فقال: "يعجز اللسان عن وصف السعادة التي تغمرني و التي طالما بحثت عنها في جميع الأديان".

الرابط: http://www.hiramagazine.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD

قراءة 2126 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 أيلول/سبتمبر 2016 10:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث