هنا غزّة الصامدة، هنا الرائدة، هنا الصابرة القائمة الراكعة الساجدة، هنا واحة المسك و الأرجوان، هنا الطاهرة، هنا بقعة من ضياء يحاول بوم الظلام و غربانه حرقها، و لكنها لا تبالي بهم، رغم وهج الجراح و رغم انغراس حراب القرود بأكتافها، ظلّ حمل البطولة عالي البنود يرف باكنافها.
هنا غزة الصامدة، هنا فتية يغسلون دم الشهداء، فلا تغسلوه دم الشهداء، دعوه تبخّره الشمس حتى يصير سحابا، و يمطرنا بالحياة، دعوه يصير نهيرا رقيقا، يشق الطريق الى النيل يلتقي بدماء الشهيد هناك، و يمضي الى الشام ثم الى بردى، يبكيان معا ضيعة المكرمات، التياع قلوب الثكالى من الامهات، احتراق المساجد هدم المآذن، حق الشعوب كرامة أمّه، دعوه دم الشهداء و لا تغسلوه، عسى ان يعطّر جو العروبة بالكبرياء، عسى أن يضيء لنا ليلنا المدلهم بنور الرجاء، عساه يصير شرارة حسّ تولّد فينا الغضب، ألا تعرفون الغضب ؟
أما تسمعون استغاثة أمّ يحيط بأطفالها النائمين اللهب ؟ ايا أمّة المصطفى أيها المسلمون تناشدكم غزّة سورة من غضب!!
هنا غزة الصامدة، هنا حيث خرّت مآذنها ساجدة، هنا صوت أرض بحقد اليهود تحرّق، هنا صوت طفل ينادي أباه، و سيّدة قد اعدت طعام الفطور، لتسمع صوت المؤذّن الله أكبر، و لكنها ترتقي للسماء بقصف اليهود لها، و يعلو النداء برغم المجازر الله أكبر، هنا غزة الصامدة الرائدة الماجدة، هنا جند حطين عادوا اليها، على وجهها يرسمون الصباح، فينهزم الليل و الانكسار، هنا بعث الجند فوق ثراها، يسلون سيف الثبات، و يمضون في موكب الفخر نحو الممات، فيسمع في خطواتهم الواثقات صهيل الحياة، هنا غزة الصائمة القائمة، سحور يباركه الصبر و الانقياد لرب العباد، و افطارها يتماوج مابين عطر الشهادة، و الانعتاق من الذل و الارتعاد، على صهوة المجد طار بنيها، و مدّوا الجسور و أرسو العماد، ما بين بدر و غزة يا رمضان فأشهد، فغزة صارت لبدر امتداد، و يا أيّها الماجنون اليهود، أما قد سمعتم بتلك الجنود، تمادت بظلم العباد و خانت عهود، فحق عليها العذاب و صارت حصون لها مقفرات يباب بذنب الجحود، فلا تعجلوا يا يهود، هو القتل فيكم اذا ما ينادي الحجر ثمّ خلفي يهود، و يبقى الشهيد عزيزا كريما، و يبقى اليهود يهود.
الرابط:
http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=151395