(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 22 كانون2/يناير 2015 09:32

رسالة إلى وزارة "محمد" و"عيسى"

كتبه  الأستاذة وداد طالب*
قيم الموضوع
(2 أصوات)

لا يماري أحد في كفاءة الدكتور محمد عيسى العلمية و الإدارية, مما خوله القدرة على تسنم منصب وزير الشؤون الدينية عن جدارة و استحقاق, فقد خبرناه أستاذا ملما بالفقه الإسلامي و بالخصوص المذهب المالكي, و إداريا حكيما يختار رجاله بعناية, و هو إذ اليوم على رأس وزارة المسلمين و المسيحيين (وزارة محمد و عيسى عليهما السلام) فهو ينوء بعبء ثقيل جدا, أثقلته أخطاء سابقيه الذين لم يستطيعوا أن يربأوا بالوزارة عن مستوى خطب الجمعة إلى دورها الريادي في الفتوى و إصلاح المجتمع في جميع أحواله و حتى السياسية منها.

لم أشأ أن أطري هذا الرجل لحاجة في نفسي لأن هذا ليس من طبعي بل أحاول قدر الإمكان الترفع عن ذلك, و ما شهدت إلا بما علمت و لكنها مجرد معطيات ألج من خلالها إلى موضوع بالغ الأهمية, هو أننا نريد من هذا الرجل أن يُخرج هذه الوزارة الحساسة من العموم الذي أغرقت فيه قصدا (الشؤون الدينية) إلى خصوص شؤون الإسلام, هذا الدين الذي يشهد الدستور في أول فصل منه على الإطلاق و في البند الثاني منه أنه: "دين الدولة", و أنه ملّة كل الجزائريين دون استثناء.لكن للأسف فإن هذا القانون الأول في الدستور يُنتهك و يداس عليه دون مراعاة للملايين من الجزائريين, و تمتطى صهوته باسم الإبداع و الحرية :" و لئن سألتهم ليقولون إنّما كنّا نخوض و نلعب, قل أبالله و ءاياته و رسوله كنتم تستهزؤون. قد كفرتم بعد إيمانكم. إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين" (التوبة آ 65- 66).

و لتثق يا معالي الوزير بأن ما أسلفته لم يكن ردة فعل عمّا قاله ذلك " الدَّاوود" المغمور الذي لم يجد طريقا للشهرة إلا عن طريق الطعن في الإسلام, و قد وجد فعلا من يروج له. بل إنك قد قطعت له قطعة من الحلال, و لكن هذه الحادثة شجعتني فعلا على البوح بما كان يختلج في قلب كل دارس للدين, بأن وزارتك تحتاج حقا إلى أن تمتد صلاحياتها إلى ما من شأنه التشريع للمستجدات التي تتنافى و الإسلام, و الضرب على يد كل من يطعن في هذا الدين الحنيف الذي ملأ الدنيا سلما و علما و حرية و جمالا, و لكنه شوّه عمدا.

و دونك ما نشرته الصحف عن الخمور و الٍأرقام المهولة  التي تبين بأن 80 بالمئة من إنتاج " أمّ الخبائث" يوجه للاستهلاك المحلي ( الشروق اليومي 27/02/ 2010 ), ناهيك عن بيوت الدعارة المنتشرة في كل ربوع هذا الوطن الحبيب و غيرها من المحرمات التي تتفادى وزارتك الحديث عنها و كأن الأمر لا يعنيها, فهل انتهت كل مشاكل المسلمين حتى راحت وزارتك تهتم بشؤون اليهود في الجزائر الذين لا نكاد نسمع لهم وكزا و قلة عددهم لا تستدعي العمل على استصدار قانون لإعادة فتح معابدهم و كفالة الحماية الأمنية لهم, بل إنهم لايستطيعون الظهور و ممارسة طقوسهم في الجزائر لأنه البلد الوحيد الذي يئس اليهود أن يعبدوا فيه, و لعله من الخطر عليهم أن يبرزوا فدعهم يتسترون و ينخنسون.

فلا تكن يا وزير شؤون الإسلام مجرد زبون لدى قصر الرئاسة و لكن كن على قدر علمك و شرف وزارتك و كما قال الطغرائي في لاميته:

قد رشحوك لأمر إن فطنت له      

                      فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

و يضيف ابن الوردي:

فالولايات و إن طابت لمن        ذاقها فالسم في ذاك العسلْ

نَصَبُ المنصِب أوهى جلدي     و عنائي من مُدارَاةِ السَّفَلْ

فالمناصب تكليف لا تشريف كما قال الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله في مذكراته, و إذا هي مشقة و تعب لا لذة و طرب و إذا الموظف أسير مقيد بالذهب و إذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من حلاوة السلطان (ذكرياتى علي الطنطاوي – مقالة نشرت سنة 1959).

* باحثة و إعلامية

قراءة 3198 مرات آخر تعديل على الخميس, 18 حزيران/يونيو 2015 21:32