قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 تموز/يوليو 2016 06:52

على مشانق القومية

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد إسقاط الخلافة الإسلامية على يد العميل أتاتورك، عمل الغرب الصليبي الحاقد، على تقسيم الأمة و تفكيكها؛ حتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك، فقام بإنشاء دويلات قومية، تحت وصاية الدول الملحدة تحت ما يعرف باتفاقية سيكس وبيكو، و عمل بمكر بالغ و خبث شديد، على أن يضعف الصلة الروحية بين أفراد الأمة، و اجتهد في أن تنفصل كل دولة عن الأخرى روحيا، حتى لا يعود لمفهوم الأمة الواحدة أي معنى على أرض الواقع.

لقد كانت الأمة في ظل الخلافة الإسلامية، تتواصل أطرافها بدون أي حرج أو مشكلة، و كان أفرادها يتنقلون، و يصلون بعضهم البعض دون أي عقبة، و لم يحل اختلاف الولايات و الأمراء في ظل الخلافة الإسلامية في تنقل الأفراد بين أراضي الأمة الواسعة، فالعضوية فيها بـ : " لا اله إلا الله محمد رسول الله " من قالها كان له ما للأمة و ما عليها، إن شرقا و إن غربا، و كان المسلم مقدما على غير المسلم في أي أرض الإسلام حل و ارتحل، فالعروة الوثقى هي المقدمة، و الشعار المرفوع هو: ( و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين)، فكان المسلم يتاجر في أي أرض الله شاء و يتزوج من أي أرض الله شاء، فقد كان الإسلام هو مبدأ و أساس التعامل و منتهاه.

هكذا شنقوا الأخوّة الاسلامية
و لقد لاحظ الغرب الصليبي ذلك، خلال تربصه بديار الإسلام، و ترصده لأهله، فامتلأ حقدا و كراهية، و قرر أن يقطع وشائج الوصال بين المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، فقرر أن يستفرغ طاقته في إحلال الشعور بالروح القومية مكان الروح الإسلامية، و بذل وسعه في إحلال المواطنة كقيمة للتعامل و التواصل بدل الإسلام، فنالت الجنسية في القلوب من تقديس ما نالته “لا اله إلا الله محمد رسول الله” من قبل و أكثر، و أُصيبت الأمة في مقتل عظيم، فلا أحد يجهل قيمة الروح الإسلامية في تاريخ الأمة، فقد كانت من أعظم أسباب بقائها بعد حفظ الله تعالى لها.
كان من نتائج ذلك أن المواطنة صارت أعلى من الإسلام، فالقبطي المصري مقدم على السوداني المسلم، و اليهودي المغربي مقدم على الموريتاني المسلم، و النصراني السوري مقدم على الفلسطيني المسلم، بعد أن كان المسلم مقدما على غير المسلم عبر قرون طويلة من الزمن.

عندما احتلتنا القومية قلوبنا
و صارت الحقوق تعطى على أساس القومية، فالكافر صاحب جنسية تلك القومية، مقدم على المسلم الذي جاء من بلد آخر، بل وصل الأمر إلى التفريق بين المسلمين، فأخرجوا مصطلحات جديدة مثل الوافد، و المقيم، و بعد أن كانت لا إله إلا الله كافلة، و كفيلة المسلم، صار المسلم لا يقيم في دولة إلا بعد أن يجد له بشروط مرهقة و تعجيزية صارت تشترطها دول العالم الإسلامي، و كأنها تتعامل مع أهل الذمة، أو كافر مستجير، و صارت تنقل مسلم من بلد إلى أخر يشبه المغامرة و المخاطرة، فسوء المعاملة ينتظره باعتباره غريبا، و من الدرجة الثانية، و صارت البيروقراطية تقتل مجرد التفكير في السفر إلى بلد مسلم مجاور، لما ترسخ في العقل من سوء المعاملة و الاستقبال، و بذلك حُرِم ملايين المسلمين من التعرف على الأمة الإسلامية و تمتين العلاقات بين مكوناتها الغنية بتنوع فسيفسائها من عرق و لغة و عادات و تقاليد محمودة، و خصائص إيجابية.

و ماذا بقي من الشعور الإسلامي..
و كان من نتائج ذلك، أن صار الشعور القومي لا ينافس الشعور الإسلامي فحسب، بل قد يزحزحه في كثير من المناسبات و المواقف، فصرنا نرى شعبا مسلما من قومية معينة، يعادي شعبا مسلما من قومية أخرى بسبب كرة قدم، و صرنا نشاهد معاداة شعب مسلم لآخر مسلم، بسبب سوء معاملة فنان تافه في كيان قومي أخر، و لم يعد للعلماء احترامهم كعلماء أمة، بل صار العالم في وعي الأمة، خادما لجنسية معينة، أكثر من خدمته لقضايا الأمة المشتركة، فتستبيح جماهير قومية معينة عرض عالم من جنسية بلد أخر، بسبب موقفه الإسلامي الذي لم يرضي حكام تلك القومية.

و صارت قوانين قومية بلد مسلم، تمنع زواج رجالها، أو نسائها من مسلمي القوميات الأخرى، حتى يُخَيَّلَ للمرء أن الزواج هو بين مسلمين و كفرة، لا بين مسلمين و مسلمين، و ضُرب بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة و في الأرض و فساد كبير) عرض الحائط، و استبدل الأدنى بالذي هو خير، و بدل أن توطد الأمة وشائج الرحم أكثر بين نسيج الأمة، فإنها مالت إلى التقاطع و التدابر، و فقدت عنصرا من عناصر الاجتماع الهام في حياتها و قوتها.

باسم القومية تستباح أعراض المسلمات
و لقد وصل الأمر مبلغا خطيرا جدا، فقد صار من المعروف بل ومن المواضيع التي تحبها الصحافة العرجاء القذف الجماعي لأعراض المسلمات و هتك سترهن عبر الانترنت، حتى صار المسلم يجلس وراء شاشة الحاسوب، يتتبع عورات المسلمات من جنسيات القوميات الأخرى، فتجده يبحث عما يسمى فضائح بنات البلد الفلاني، بعد أن غاب عن وعيه أن اللاتي يتتبع عوراتهن هن مسلمات مثله، هن أخواته في الإسلام.
لقد أمر رسول الله –صلى الله عليه و سلم –الصحابة أن يقتلوا كعب بن الاشرف اليهودي، لأنه كان يتغزل بنساء المسلمين، بل أذن للصحابة في سبه فداه أبي و أمي؛ حتى يصلوا إلى ذلك اليهودي اللعين،  و اليوم يستبيح المسلم عرض المسلمات، لا لشيء، إلا لأنهن لسن من جنسية قوميته و العياذ بالله، كل ذلك يوم أن زال الشعور بالانتماء الإسلامي و حل محله شعور بقومية جاهلية الأثر.

باسم القومية خذل المسلمون قضاياهم
لقد مزق الشعور بالقومية، النسيج الواحد الذي نعمت به الأمة قرونا طويلة جدا، و خسرنا بذلك الكثير من العز و المجد، و لحق بنا العار و الشنار و الدمار، لقد كانت الأمة الإسلامية ينصر بعضها بعضا، و كانت بحق في مستوى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى) فكانت صرخة المسلمة في شرق الأرض، تزلزل نخوة المسلم في غرب الأرض، فيجيبها بجيش أوله عندها، و أخره عنده، أما اليوم فقد تغير الحال، و قعد المسلمون عن نصرة بعضهم بعضا، بعد أن صار الولاء لكيانات، و قوميات، و جنسيات وضعية مقدسة واقعا، و صرنا نرى شعبا مسلما يُقتَّلُ تقتيلا، و شعبا مسلما آخرا مشغولا بمباراة فريقه الوطني القومي، أو بمهرجان رقص تافه، و غناء ماجن، أو باحتفالات أعياد الميلاد، و كأنّ دماء ذلك الشعب المسلم هي دماء هندوسية أو بوذية، هكذا آل الحال بعد تجفيف الشعور الإسلامي من القلوب، و هكذا باتت الأمة الواحدة، قوميات متناحرة متناكرة، ينكر بعضها بعضا، بل و يعمل بعضها على ضرب بعضها الآخر؛ لا لشيء إلا لاختلاف الجنسيات.

الشعور الاسلامي والوحدة قبل فوات الأوان
أمة ربها واحد، و نبيها واحد، و قرآنها واحد، و قبلتها واحدة، و سلفها واحد، أمة ماضيها واحد، و مصيرها واحد، ممزقة و مشتتة، و مشغولة بالكيد لبعضها البعض، بينما اجتمع الكفار في كيانات اقتصادية، و حربية، رغم أن مستوى ما يجمعهم، لا يصل ما عند الأمة أبدا، و لكنهم اجتمعوا على حربنا و هم أهل الباطل، و تفرقنا في صدهم و نحن الأمة الواحدة.
إنها صرخة عز، تطير الغفلة التي طال وجودها في قلوب الغافلين، و تعلن بجلاء : أن لا عزة للمسلمين إلا بالإسلام، و كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه ” نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله” فالله الله في أمتنا الغالية، و لا بديل لنا عن إحياء الشعور الإسلامي و إحياء الولاء و البراء في قلوب المسلمين، و عقولهم، و مناهجهم التربوية، و الثقافية، و شعاراتهم اليومية، على أساس الأخوة الإسلامية الراقية، و ليس على أساس الشعارات المفرقة، و النعرات الجاهلية؛ من أجل لَمِّ شتات الأمة، و تجهيزها لمرحلة الوحدة؛ التي فيها عزها، و خلاصها من الهوان الذي بات يؤرقها، و دفعها نحو ركوب مسيرة البناء و الانتصار و الريادة.

قراءة 1701 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 آب/أغسطس 2016 15:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث