قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 11 كانون1/ديسمبر 2016 19:12

سيناريوهات السياسة الروسية المستقبلية بعد فوز ترامب

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هل كان ارتفاع أسهم بورصة موسكو بعد فوز دونالد ترامب مجرد صدفة، خاصة أن أسهم أشهر بورصات العالم مثل بورصة لندن و باريس و طوكيو قد عرفت انخفاضا بعد إعلان فوز دونالد ترامب؟ و لماذا أظهر القادة الروس فرحا شديدا بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ؟ خاصّة أن هذه الفرحة قد ظهرت بشكل واضح في تصريحات رأس السياسة الروسية فلاديمير بوتين، الذي كان من أوائل المتصلين بدونالد ترامب، و لماذا أظهر الروس حماسة منقطعة النظير في التبشير بعهد ترامب؟ و كيف ينظر الروس إلى مستقبل العلاقات الدولية بعد تغيُّر الإدارة الأمريكية ؟ سنحاول في هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة، مع الإشارة إلى مستقبل السياسة الخارجية الروسية في مختلف الملفات.

هل ساهم الروس في فوز ترامب؟

عندما كان الصراع بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون و مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب على أشده، لم ينتبه الكثير من المتتبعين إلى الحرب السيبيرية –هجمات عبر الانترنت- التي شنتها روسيا ضد أهم الشخصيات الأمريكية، بالإضافة إلى قرصنة أبرز المواقع السيادية الأمريكية خلال الشهور التي سبقت الانتخابات الأمريكية، حيث استهدفت مواقع و شخصيات أمريكية رفيعة، و التي كان من نتائجها تسريبات خطيرة أضرت بالسمعة السياسية لهيلاري كلينتون، المعروفة بعدائها لسياسات الكرملين، و بعد تكتم و صمت طويل، انتهت التحقيقيات الأمريكية إلى إصدار اتهامات رسمية ضد روسيا، محملة الحكومة الروسية عواقب الهجمات السيبيرية ضد المصالح الأمريكية، بعد ثبوت تورط روسي مؤكد في الحرب السيبيرية ضد المصالح الأمريكية، و محاولتها التأثير في الحملة الانتخابية الأمريكية، و قد صدر بيان مشترك عن وزارة الأمن الداخلي و مدير مكتب الأمن القومي -يتبع البيت الأبيض- جاء فيه: " إنّ الأجهزة الاستخبارية الأمريكية واثقة من أن الحكومة الروسية أمرت مؤخرا بكشف رسائل إلكترونية لمواطنين و مؤسسات أمريكية، بما في ذلك تلك القادمة من منظمات سياسة أمريكية"، و توعد نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في مقابلة مع قناة إن بي سي الإخبارية الأمريكية بالرد بقوة على موسكو، متوعدا بوتين بقوله: " إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعلم بأن هذا الرد قادم من الولايات المتحدة"، دون تحديد موعد له، مكتفيا بالقول إنه "سيكون خلال وقت نحن من نحدده".

أدركت إدارة أوباما و الديمقراطيون أن هدف الهجمات السيبيرية الروسية تأليب الرأي الأمريكي ضد المرشحة هيلاري كلينتون -التي توعدت الروس بالمزيد من العقوبات- و رفع نسبة نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي ظلّ لأشهر يغازل الكرملين؛ لذلك جاءت البيانات الرسمية شديدة اللهجة ضد الروس.

و تظهر الكثير من الاستطلاعات أن التسريبات التي كان وراءها القراصنة الروس، قد أثّرت بشكل ما على مجريات الانتخابات الأمريكية.

كما اعترف الروس أخيرا و عن طريق المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أعضاء السفارة الروسية في أمريكا كانوا يلتقون بأعضاء حملة ترامب، و هو اعتراف خطير، يؤكد ضمنيا مساهمة الروس في التشويش على المرشحة الديمقراطية، خاصة أن للروس خبرات كبيرة في التشويش الإعلامي و ممارسة البروباغندا ضد خصومهم.

كما حاول الإعلام الروسي رسم مشهد غريب داخل روسيا، يؤكد من خلاله على أن روسيا قد أثرت بشكل مباشر على الانتخابات الأمريكية؛ من أجل حشد المزيد من الدعم الشعبي لسياسات روسيا الخارجية.

لهذا فرح الروس بفوز ترامب:

و يفسر الحماس الذي ظهر على القادة الروس في مساندتهم لترامب في حملته الانتخابية، ثم بعد فوزه بالرئاسة بالاختناق الاقتصادي، و العزلة السياسية التي تعاني منها روسيا، و التي ركزت في قمة العشرين الأخيرة -و التي انعقدت في الصين هذا العام- على إحداث بعض الاختراق الدبلوماسي، من خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس الروسي مع بعض رؤساء الدول المشاركة في القمة؛ لأجل تخفيف حدة العزلة الدولية داخل النظام العالمي، و إيجاد مخرج لمعضلة العقوبات، التي ينذر استمرارها بسقوط روسيا في أزمة اقتصادية، قد تعصف بنظامها الحاكم في السنوات القادمة، و هو ما يدركه قادة الكرملين، الذين دخلوا في سباق مع الزمن لإيجاد حل لهذه المعضلة، التي تهدد استمرار النظام البوتيني الشمولي المغلف بصبغة الاقتصاد الحرّ، حيث حاولوا المراهنة على الأحزاب اليمينية في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، من خلال فتح خطوط الدعم المالي لهذه الأحزاب المتطرفة، التي تتوافق مع السياسات الروسية، و ترفض السياسات الأوروبية الحالية، خاصة فيما يتعلق باستقبال اللاجئين و العقوبات الأوروبية، غير أن هذا الحل لم يكن فعالا بما يكفي؛ لهذا راهنوا على إضعاف الموقف الأوروبي و إحلال الانقسام محل التوافق بين قادة أوروبا، من أجل إيقاف العقوبات الاقتصادية، التي ظلّ التماسك -الذي طبع المواقف الأوروبية- سببا في استمرارها، ثم راهنوا أخيرا على تسخير مجموعات محترفة من الهاكر لقيادة هجمات سيبيرية تضعف احتمالات فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، و رموا بكل ثقلهم الإعلامي و المالي لدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث جعلوا الدعاية الروسية في خدمته، بعد أن تعهد برفع الدعم الأمريكي عن أوكرانيا في صراعها ضد روسيا؛ لأنها لا تدخل في استراتيجية واشنطن حسب رؤيته، ما يعني بالنسبة للروس تخلي أمريكا عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، و بالتالي اعترافا في الواقع ببسط روسيا يدها على شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، و التي احتلتها بالقوة ربيع 2013م، ثم نظمت استفتاء شكليا لضمها إليها، لم تعترف به دول العالم.

هل ستتغير سياسة روسيا بعد فوز ترامب؟

في حال جسد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعوده، بالتحالف مع بوتين في سوريا، و رفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا، و التخلي عن دعم أوكرانيا، فإن هذا يعني تغيّرا جوهريا في الساحة الدولية، يمكن أن نلخصه في هذه النقاط:

روسيا و سوريا:

لا يثق الروس في خصومهم أو أصدقائهم ثقة تامة، و هي خاصية تُعرف بها السياسة و الدبلوماسية الروسية منذ أيام بطرس الأكبر؛ لذلك يضعون احتمال تنصل ترامب من وعوده لهم، خاصّة أنّ الجمهوريين أشدّ حرصا على تدجين روسيا و كفّ خطرها، و يرفضون التصالح مع روسيا، و باعتبارهم الأغلبية في مجلس الشيوخ و الكونغرس فإن احتمالات تأثيرهم في السياسة الخارجية يظل احتمالا قويا؛ لهذا لا يعوّل الكرملين على الدخول إلى قاعة الانتظار التي ظهرت بظهور ترامب؛ لذلك فإنه من المرجح أن نشهد تدخلا روسيا أكبر لصالح نظام الأسد و الميليشيات التي تقاتل ضد الثورة السورية، و هو ما قد يتجسد في الأيام القادمة، التي ستكون صعبة على الشعب السوري، من خلال تكثيف القصف على حلب، و فتح معركة كبرى في إدلب، و ريف دمشق من خلال دكها جوّا، و يؤكد هذا التوجه إرسال الروس المزيد من الطائرات الاستراتيجية و القاذفات إلى سوريا، و قد صدر أمس 17نوفمبر بيان من وزارة الدفاع الروسية جاء فيه: "أن سربا من الطائرات الاستراتيجية قد غادر روسيا و قطع مسافة 11 ألف كلم "فوق مياه البحار الشمالية و شرق الأطلسي" دون أن يوضح سبب سلوك الطائرات هذا الخط؛ و هو ما يؤيد سيناريو التصعيد الذي سيلجأ إليه الروس، في غمرة انشغال الأمريكان و العالم بزلزال ترامب.

روسيا و شبه جزيرة القرم:

 كل المؤشرات تشير إلى أن روسيا تريد استباق الجميع، و رسم سياسات خاصة بها، و التأثير في السياسة الخارجية الأمريكية، قبل تولي دونالد ترامب الرئاسة في 20 من شهر جانفي/يناير 2017، من خلال تنفيذ خطوات مؤثرة تجعل الخصوم يرضخون لسياسة الأمر الواقع حسب رؤية صقور النخب الروسية الحاكمة، و يبدو ذلك جليا في قضية احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، حيث قرر الروس الانسحاب من محكمة الجنايات الدولية، و جاء قرار بوتين بعد يوم من إدلاء المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بتصريحات أثارت غضبا و استياءً شديدا في موسكو، إذ وصفت بنسودا الأحداث التي أدت إلى ضم روسيا شبه جزيرة القرم بأنها كانت "حربا شنتها روسيا ضد أوكرانيا"، و اعتبرت القرم منطقة محتلة، ما يعني أن روسيا لن تتخلى دبلوماسيا عن احتلالها لشبه جزيرة القرم، و سوف نشهد المزيد من مظاهر عسكرة الجزيرة، من خلال نشر المزيد من الأسلحة، و نشر أسلحة نووية أخرى على الجزيرة، ما قد يفاقم التوتر في البحر الأسود في المستقبل القريب.

روسيا و اليمن:

في حال أنجز ترامب وعوده نحو روسيا فإنّ روسيا التي تحلم أن تصبح لاعبا دائما في الشرق الأوسط، قد تلجأ إلى التأثير في مجريات الأزمة اليمنية لصالح إيران، و المؤشرات على هذا التوجه عديدة، منها : الدعاية الروسية لصالح إيران، و محاولة تشويه السعودية باستمرار، و تكثيف نشر الأخبار التي تريد روسيا من خلالها رسم صورة سوداوية عن الحلف العربي في اليمن، و قبل ذلك كانت روسيا احتجت بشدة على التدخل في اليمن، التي تراها أحد القواعد العسكرية التاريخية المفقودة، مع العلم أن السفير الروسي كان يستقبل قبل أحداث الثورة اليمنية أقطاب الحراك الجنوبي، و كان من المساهمين في تأزيم الأوضاع باليمن، في غفلة من القوى الإقليمية. و هذا السيناريو يبقى أيضا رهينا للموقف الذي ستتخذه إدارة ترامب من الملف الإيراني.

روسيا و أوروبا:

الصدام بين روسيا و أوروبا لن يهدأ في السنوات القليلة القادمة على الأقل؛ لأن الخلافات بين روسيا و أوروبا أكبر من المصالح المتبادلة، فالروس يعتبرون مصالحهم الحيوية في أوكرانيا خطاً أحمر، بينما يرى الأوروبيون أن خرق مباديء النظام الدولي، و زعزعة نظام الأمن الأوروبي، و تغيير الحدود خطوطا حمراء، لا يمكن السكوت على تجاوزها، الأمر الذي يشير إلى بقاء الخلافات و تصاعدها بين الجانبين.

خلاصة القول أن روسيا ستعمل على استثمار فترة الانتظار في إنشاء واقع يصب في خدمة مشاريعها؛ لأن احتمالات تنفيذ ترامب لوعوده قد تصطدم بتوجهات صقور الحزب الجمهوري، و إن تمّ لروسيا ما تمنته فإنّ السيناريوهات التي أشرنا إليها سابقا قد تجد طريقها نحو التجسيد.

قراءة 1902 مرات آخر تعديل على الخميس, 25 أيار 2017 18:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث