قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 24 أيلول/سبتمبر 2017 08:49

البشرية في ظل شريعة الذئاب

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ربط القرآن تغيُّر المجتمعاتِ بتغيُّرِ الإنسانِ، فقال تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ١١]، و لا يمكن أن تتغيرَ المجتمعاتُ دون وعيٍ أبداً، فالوعيُ من أهمّ مقوماتِ صناعة فعلِ التغييرِ. و من الأمور التي تجب معرفتُها: حقيقة العصر الحالي؛ خاصة أنّ رسالةَ الإسلام عالمية، ما يستلزم الإحاطةَ بحقيقة السياسات العالمية، و من يقف وراءها، و أهدافها، و لذلك يأتي هذا المقال لينقل الوضعية البائسة التي وصل إليها العالم في أهم المجالات، و يرسم الحلول الممكنة و العملية.

صحيح أن العالم اليوم عبارة عن مجتمعات و دول لها حدود و جغرافيا، غير أن العالم تحت راية النظام العالمي الجديد و بعد سيطرته على العالم بشكل أكبر بعد نهاية الحرب الباردة، فإن المشهد العام للحياة في ظل النظام العالمي لا يخرج عن ثلاثة عوالم - سنتعرض لها لاحقاً - تشكلت جرّاء سياساته التي لا تراعي العمل الأخلاقي، ما ألبس الحياة المعاصرة لباس الخوف و الشقاء الحضاري، و لعل أصدق وصف له قد جاء على لسان المنظر السابق للعلمانية البروفيسور ليستر ثورو: «نظام لا تحكمه مبادئ بل تحكمه المصالح، و لكل شيء ثمنه، يخلق غابة من المجتمع، ينتج عنه الإجرام، و التشرد و الظلم الاجتماعي»[1].

 العالم العربي والإسلامي.. عالم الحروب!

و هو العالمُ الذي يمثل بالنسبة للنظام العالمي خزان الطاقة الهائل، حيث يحتوي على أكثر من 60% من الطاقة، إضافةً إلى تنوع خيراته و موارده، و هو العالم المقدس بالنسبة للمتطرفين من الصهاينة و الإنجيليين، باعتباره أرض النبوات، و مهد و ملتقى الحضارات؛ الأمر الذي جعله محل صراع و تنافس قوى النظام العالمي.

و قد كانت صفقات التسلح الكبرى - مع تمكين أهمّ دول العالم الإسلامي و العربي من أسلحة فتاكة - ترمي إلى تحقيق جانبين خطيرين، الأولتهيئة هذه المنطقة لحروب و نزاعات مسلحة مستقبلية خادمة لمخططاته، و الثانيالاستفادة مالياً من هذه الصفقات الضخمة.

و لقد كان الثمن الذي دفعه العالم الإسلامي جراء هذه السياسة الخطيرة فادحاً، فقد تسببت صفقات السلاح الموجهة، و النزاعات و الحروب - التي غذّاها النظام العالمي بمكر شديد - في موت الملايين، و في تفكك المؤسسات الاجتماعية و البناء الاجتماعي للعالم الإسلامي، و امتد أثر مخرجات هذه السياسة الخطيرة ليفتك بنفسيات سكانه، حتى استوطن اليأس النفوس، و هو أمر مقصود لشل الشعوب عن كسر طوق القهر، و دليل ذلك دعمه للحركات المضادة لثورات الربيع العربي؛ من أجل بث القنوط و طرد الأمل من النفوس.

و يمكن الإحالة - كدليل و مثال - إلى كتاب المحلل السياسي الأمريكي وليام بلوم: «قتل الأملالتدخلات العسكرية و المخابراتية الأمريكية منذ الحرب العالمية»، و كتاب: «دولة الشر» للمؤلف نفسه، و كتاب«رمال الإمبراطورية.. السياسة الأمريكية و مخاطر طموحها»، لمؤلفه روبرت ميري - رئيس تحرير مجلة الكونغرس الفصلية -، و قد تحدث فيه عن الحرب على الإرهاب، و صدام الحضارات، و المحافظين الجدد، و الهيمنة الأمريكية، للوقوف على شهادات موثقة لمدى فساد سياسة النظام العالمي الجديد، و استعداده المستمر لشن حروب دموية من أجل مصالحه.

إفريقيا و آسيا.. السوق العالمية للنخاسة:

أما إفريقيا و آسيا فهما تمثلان الوجه البائس للكرة الأرضية، فالشركات العابرة للقارات لا ترى في سكان القارتين سوى مجموعة من «عبيد الصناعة»، لهذا يسمونهم بالأيدي العاملة الرخيصة، فهي تشتغل في ظل نظام عمل لا يختلف في جوهره عن روح الاسترقاق، التي كتب عنها البشر مئات الروايات.

و لقد أظهرت التحقيقات التي قامت بها كبرى القنوات مشاهد الاعتقال الأليف (العمل المعاصر) في القارتين، حيث يمضي العمال في مصانع الشركات المتعددة الجنسيات أغلب حياتهم في العمل دون حقوق تذكر، فلا راحة، و لا ضمانات اجتماعية، إضافة إلى رواتب حقيرة جداً، هذه الأخيرة تمثل صورة حقيقية للنظام العالمي الجديد، الذي يبحث عن البشر الذين يضحون بكل شيء مقابل منصب عمل أجره لا يساوي ما يخصصه الغربي لكلبه أو قطه في الأسبوع الواحد، فأجر 20 عاملاً في هذه الشركات و لعقد مدته سنة واحدة، يساوي متوسط راتب رجل غربي في شهر واحد، الأمر الذي يصلح ليكون تفسيراً لقولهم: نريد عمالة رخيصة، و تكلفة أقل، و أرباحاً أعظم. فسلعهم اليوم تنتج بأرخص التكاليف، ثم تباع للضعفاء بأغلى الأثمان، حتى تستمر الهوة السحيقة بين عالم الضعفاء و عالم السادة في النمو المطرد.

و كمثال على ما سبق فإن تقرير «التنمية البشرية»[2] السنوي، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 2013، يشير إلى حقيقة الفقر الذي يلف جنوب آسيا مثلاً فيقول: «في جنوب آسيا يعيش 44.4 في المئة من السكان - أي حوالي 730 مليون شخص على ما بين 1٫25 و 2٫50 دولار في اليوم»، وفقاً لهذا التقرير، فإن هذه المنطقة تعد اليوم أفقر منطقة بالعالم، بفعل سياسات النظام العالمي الجديد، و يمكن أن نوضح ذلك بمثال من الواقع، ففي الصين تتحكم فئة مجهرية بحياة أكثر من مليار صيني، حيث أفاد تقرير «هورون» الذي تصدره مجلة«غلوبال ريتش ليست» أن عدد المليارديرات في الصين ارتفع بواقع 242 خلال عام ليصل إلى 596، حيث انضم الكثير من المديرين التنفيذيين في مجالي التكنولوجيا و الصناعة لقائمة الأكثر ثراء»[3].

و حتى لا يُنافس أرباب النظام العالمي على خيرات إفريقيا، فإنهم يعمدون إلى استعمال السلاح البيولوجي، للتقليل من عدد السكان من جهة، و تنفير غيرهم من المجيء إلى هذه الأرض للاستثمار.

إن حالة آسيا و إفريقيا في ظل النظام العالمي الجديد تحقق ما قاله الاقتصادي الأمريكي ليستر ثورو، و الذي كان من أنصار العولمة: «البحث في أقطار العالم كله عن أرخص الأمكنة إنتاجاً و أكثرها بيعاً، و أوفرها ربحاً، و ذلك باستعمال التكنولوجيا الجديدة في الإنتاج و التجارة، و الاتصال و التعليم، و الإدارة، و تأهيل الإنسان، و تدريبه، على التكيف مع هذا كله»[4]، و يمكن تفسير قول ليستر بكلام طويل لبيتر جارفيس ملخصه: «تشكل ذلك طبقاً لمصالح الشركات العالمية الضخمة التي برزت مفرطة القوة بعد انتهاء الحرب الباردة»[5]، إنّ اثنين من أغنياء العالم يملكان ما تملكه إفريقيا الفقيرة، الأمر الذي لا يمكن وصفه بأكثر من كونه أحد أبشع فترات التاريخ مالياً و اقتصادياً و أخلاقياً.

أمريكا اللاتينية و أوربا الشرقية.. سوق الرقيق الأبيض:

أما أوربا الشرقية و أمريكا اللاتينية، فإنهما لم تتخلفا عن التلبس بمظاهر الفساد التي خلفتها سياسات النظام العالمي، فهما بشقيهما تمثلان مصدر عالم الإباحية، و تجارة الرقيق الأبيض حتى بلغت الأرقام التي تطرحها المنظمات الغربية الملايين[6]، و يدعم هذا انتشار الخمور و المخدرات القادمة أيضاً من أمريكا اللاتينية.

إن الإحصاءات المنشورة في تقارير التنمية البشرية يمكن الرجوع إليها للاستزادة تشير إلى أرقام مرعبة حول خفايا هذا العالم البائس، الأمر الذي أدرك خطورته عقلاء الغرب، و جعلهم يصرخون في الشعوب لتنقذ نفسها من النظام العالمي، حيث يقول هانس بيتر مارتن، و هارالد شوفمان في حديثهما عن العولمة«إنها - سياسة - تقسيم العالم إلى مجتمع الخُمس الثري، و مجتمع الأخماس الأربعة الفقراء.. إنه في ظل هذا التقسيم صار كل شيء في هذا العالم موجوداً في كل مكان، و لكنه محكوم بدكتاتورية قوامها شريعة الذئاب، و إعلامها الأكاذيب المخدرة للضمائر»، و لذلك يهيب المؤلفان بمجتمعات العالم التي تقع ضحية هذا الظلم أن تنقذ نفسها، و إن كان الشك بقدرتها كبيراً لأن هذه المجتمعات وقعت في قبضة العولمة و ديناصورات المال»[7].

حلول عملية لمواجهة سياسات النظام العالمي الجديد:

إن تقرير الحالة التي انتهى إليها العالم لا يعني بالضرورة أنه محاولة لتكريس اليأس، لكنه خطوة تسبق العمل، و قبل ذكر الحلول، فإنه من الواجب إعادة التذكير بالحقائق التالية:

أولاًلا يوجد حلول سحرية، فالحياة مبنية على سنن كونية واضحة.

و ثانياًتقرّر أنّ الحلول الموسمية العنيفة لم تزد هذا النظام إلا توحشاً.

ثالثاًنزول آية «اقرأ» في ظرف زمني مشابه للظرف الذي نعيشه هوإشارة إلى أن الوعي أفضل سلاح؛ لأنه يلامس المكان و الزمان و الإنسان.

التوصيات:

•    إثارة هذا الموضوع وسط النخب العالمية المناسبة، من خلال عقد مؤتمرات دولية تجمع أهم خبراء المسلمين و عقلاء وأحرار العالم، و هذا أبرز حل حالياً؛ لأن هذه الملتقيات كفيلة بوضع الآليات و الخطط المناسبة لهذه المعضلة العالمية، و لا يمكن لمقالة صغيرة أن ترسم الحل الأمثل.

•    الانضمام لكل الجهود الجدية التي تدعم المشاريع المناهضة للقطبية الواحدة، و السعي لإحداث توازنات داخل كل المؤسسات العالمية المهمة.

•    إحياء المسلمين سنة الوقف؛ و سبب التركيز عليه أنه وسيلة مهمة لاستقلال جهود المثقفين و المصلحين، و يتيح تفرغهم لمجابهته بالوسائل المناسبة.

أخيراً، يجب أن يتقرر في الذهن أن مواجهة هذا الخطر تحتاج وقتاً و صبراً طويلاً؛ حتى تصل الجهود غايتها.

  http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=5618

قراءة 1913 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث