قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 05 تشرين2/نوفمبر 2017 14:54

رحلة إيران بين الموجود و المنشود "نموذج الرؤية و هيكلة الأساس"

كتبه  الأستاذة وحيدة برينيس من تونس الشقيقة
قيم الموضوع
(2 أصوات)

كان ذلك في أحد أيام شهر أكتوبر من رحلتي إلى إيران و تحديدا إلى العاصمة طهران يومها إلتفت إلينا السيد حامد و هو أحد مسؤولي المؤسسة العلمية التي دعتني و مجموعة من الطلبة التونسيين إلى هذه الزيارة و قال: غدا سنزور البرلمان، كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر حتى أجيب على كل الأسئلة التي شغلت تفكيري حول السياسة الإيرانية و خاصة السلطة التشريعية لذلك سيكون يوما مشهودا بالنسبة لي و فعلا عند وصولي إلى نزل إنقلاب بطهران صعدت إلى غرفتي مباشرة دون ان أتناول العشاء حتى أنام لأكون صباحا في كامل حضوري الذهني لأستطيع نقل الوقائع بموضوعية و أستمع لأعضاء المجلس بإنتباه.

جاء الصباح بإشراقة ربيعية و لاحظت أن الوفد الطلابي أدرك أهمية هذه الزيارة،ركبنا حافلة خاصة متوجهين إلى مبنى البرلمان حيث وجدنا أحد الموظفين في استقبالنا و طبعا كانت الإجراءات الأمنية و الحراسة مشددة خاصة بعد الواقعة الإرهابية التي استهدفت البرلمان و سقط فيها عدد من الشهداء من الجيش الإيراني ،كان الإستقبال مشرفا و حين دخولنا إلى ساحة المجلس تذكرت صديقتي الكاتبة الجزائرية عفاف عنيبة و قدراتها الخارقة في السرد فهي تخوض في التفاصيل و أنا بطبعي أخوض مباشرة في الأفكار و تعلمت منها من خلال أسلوبها في الكتابة أنه يستوجب التأمل بعمق في التفاصيل المادية أولا ثم المعنوية و الفكرية فقررت أن أركز اهتمامي في التفاصيل حتى أكون أقرب ما يمكن إلى الموضوعية في نقل الصورة و بعدها سأخوض في الأفكار.

و نحن في طريقنا من البوابة الرئيسية إلى المبنى و هي مسافة لابأس بها توقفنا قليلا عندها رأيت مجموعة من الرجال من خلال زيهم عرفت أنهم أكراد دخلوا المجلس و استقبلهم اخوانهم الإيرانيين بحفاوة فإلتفت إلى المترجم و سألته "هؤلاء أكراد أليس كذلك؟" فأجابني" نعم جاؤوا لتقديم مطالبهم للنواب و هناك من يمثلهم طبعا و هذا أمر عادي".أعجبني ما رأيت و سمعت و حينها فكرت فيما يدور حولنا من مآسي و حروب و محاولات حثيثة لبث الفتنة في الدول الإسلامية و خاصة إستهداف الدولة الإيرانية.

في البداية أخذنا الموظف إلى متحف البرلمان الذي يلخص تقريبا كل الحقب التاريخية و ذلك بلوحات تشكيلية و مجسدات و رموز فيها من الدلالات مايحكي روايات ألف ليلة و ليلة لكل الذين حكموا الإمبراطورية الفارسية و كل الأعراق و الملل التي خلدها التاريخ،مكان عانق فيه التاريخ الهوية و الفن مع الإبداع فكل زاوية تروي حكاية و كل نقش يحكي ملحمة، بألوان أبهرتني و نقوش أسرتني و رموز دوختني.

بعدها إنتقلنا إلى مبنى البرلمان الإيراني القديم و هو بسيط في هندسته لكن ما لفت انتباهي البلور المزخرف و طبعا كان السيد أبو جواد و هو المترجم المرافق لنا طول زيارتنا عارفا بالتاريخ و السياسة و الجغرافيا تارة أنتبه لما يقول و يروي و غالبا ما أفضل التأمل وحدي و البحث عن الإجابات في كل الذي حولي لما لي من دراية سابقة و بحث في تاريخ الحضارة الفارسية و سياسة الدولة و لكن كلما وجدت شيئا مبهما أستنجد بأبو جواد، صراحة كنت أنتظر بفارغ الصبر ذهابنا إلى المبنى الجديد للبرلمان حتى أنني كنت أسير في المقدمة بخطى سريعة مع الموظف حتى أصل سريعا و أخيرا وصلنا فإلتفت المرافق و قال للمترجم من فضلكم التصوير بالداخل ممنوع،طبعا لا مشكل المهم عندي أن أتفحص المكان الذي أشاهده عبر التلفاز ،وجدتها قاعة واسعة جدا بهندسة معمارية إيرانية راقية أساسها حرف" لا" يعني لا لأمريكا لا لإسرائيل، بأرضية خضراء و مقاعد خضراء مريحة أقل ما يقال عن هذا المبنى أنه رائع و كلما تحدث أحد النواب يلتفت إلينا أبو جواد و يترجم ما يقول و يذكر المحافظة التي يمثلها، مكثنا برهة من الزمن و بعدها خرجنا و في طريقنا إلى أحد مكاتب المجلس للإجتماع بعدد من النواب و تبادل الأراء و طرح الأسئلة عليهم انتبهت لوجود مصلى للنواب مباشرة على يمين قاعة المداولات...

انتقلنا من المداولات المباشرة للبرلمان إلى أحد مكاتب المجلس حيث وجدنا في انتظارنا ثلاث نواب و ما لم أكن أتوقعه ان يطلب مني السيد حامد المسؤول و المرافق لوفدنا الطلابي  إفتتاح الجلسة و هو موقف لن أنساه أبدا حيث نالني هذا الشرف العظيم،"بدأت طبعا بإلقاء التحية و عرفت بنفسي ثم أكدت على سعادتنا بالحضور بينهم و تحدثت عن ما لمسته من مكانة بارزة للمرأة في البرلمان و أن ما عاينته يعد فخرا للمرأة المسلمة الملتزمة كما أكدت على النجاح في تكريس التعددية و تمثيل الأقليات الدينية في المجلس مع وجود كل المذاهب و أخيرا تحدثت عن ضرورة توطيد العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات و مزيد الإرتقاء بصورة المرأة المسلمة و مواصلة كسب رهان التعايش السلمي بين الأديان و المذاهب"

و بعدها تباعا تحدث كل فرد من الطلبة التونسيين ليبدأ النواب بالتعريف بأنفسهم النائبة السيدة طيبى سيافوش عضو اللجنة الثقافية و النائبة السيدة زهراء سعيد عضو اللجنة الإجتماعية و النائب السيد يوناتن بت كليا ممثل عن الأشوريين المسيح و أمين عام الإتحاد الأشوري العالمي، شعرت بالفرح لأنني تناولت في حديثي مواضيع متعلقة بمهام النواب دون علم مسبق و طبعا قدم كل النواب مداخلات قيمة و راقية فكريا و أجابوا على كل الأسئلة و خضنا في عديد المسائل خاصة الإعلام الخبيث الموجه و دوره في تشويه صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية و تزييف الحقائق لتشتيت الأمة الإسلامية و إثارة الفتنة، و بعد إنتهاء الجلسة سأل النائب الأشوري هل تريدوا زيارة الكنيسة ؟ فأجبت أبو جواد قل له بكل سرور فكانت وجهتنا التالية الكنيسة الأشورية بطهران و هي زيارة غير مبرمجة و ما إن وصلنا وجدنا النائب المحترم بإنتظارنا نزل من سيارته و دخلنا و هي لحظة رائعة بالنسبة لي تجولنا في كل ركن و سألته بعض الأسئلة و بعدها خرج الجميع إلا انا حيث بقيت لأتصفح كتابا أثار فضولي تبين ان فيه اناشيد خاصة بالأشوريين و كنت محظوظة ايضا لأنني اكتشفت خارج الكنيسة مكان أخر و راء المبنى فيه مجسد السيدة العذراء و مكان يشعلون فيه الشموع للدعاء فرحت كثيرا لما احمله في هذا اليوم من جرأة و حب الإكتشاف و شعرت بالسكينة و التقارب بين الأديان السماوية فكل مكان يعبد فيه الله هو مكان مقدس تحفه الملائكة و هو مكان يجمع النفوس الطاهرة المؤمنة المحبة لله و للإنسانية.

قراءة 1986 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 تشرين2/نوفمبر 2017 09:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث