قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 19 شباط/فبراير 2018 14:24

ما أحوجنا لفقه التاريخ وفهمه و الوطني منه خاصة…

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قد يرى بعض الناس في التاريخ أنه مجرد سرد لأحداث وقعت في زمن ما و في مكان ما، أو روايات و قصص و حكايات تروى في المجالس، تمضية للوقت، و دفعا للملل، و إن صح ذلك فإنه لا يصح على مطلقه، و إنما هو كذلك لتجل واحد من تجليات التاريخ كما يتبدى لنا، حيث أن للتاريخ تجليات أخرى كثيرة و متنوعة، يمكن أن نعد منها أنه منبع للعظات و العبر، و ذلك جانب نبه إليه القرآن و أكد عليه في أكثر من آية من مثل قوله تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}[النمل69]، و منه أنه تعريف الإنسان و تنبيهه أن عزة و منعة الأمم و تمكينها في الأرض ليس رهن بالوسائل المادية وحدها مهما كانت وفرتها بالغة ما بلغت من التقدم و التقنية، بل ذلك مجرد مطلب واحد من مطالب التمكين يستوجب أن تحقق مطالب أخرى إلى جانبه ليتحقق التمكين للأمة، و ذلك ما أشار إليه القرآن في قول الله سبحانه{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ أَثَارُوا الْأَرْضَ وَ عَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }[الروم/9]، و منه أن التاريخ مصدر هام للقيم الإيجابية تبعث الهمم و تفعّل الإرادات، و تدفع الفرد و المجتمع على حد سواء إلى طلب الأفضل و الأمثل و التوق إلى الأجمل و الأكمل، و منه أنه شاهد صادق على أن انهيار الحضارات و سقوط الدول، و ذهاب ريحها، يسببه ما يتطرق إلى أخلاقها العالية من ضعف، فإذا هوى بنيان أخلاقها، فشا فيها الفساد، و كان ذلك إيذانا بسقوط البلاد و ضياع العباد، و منه أنه دليل و برهان على أن الحدث التاريخي ليس هو بحد ذاته بشيء، و إنما الإنسان الذي ورائه هو كل شيء، و من ثمة علينا أن نبحث عن الأفكار و العواطف و المشاعر المتوارية خلف الحدث، لأن الأحداث التاريخية محركها الأساس هو الإنسان، ففهم الحدث التاريخي يتطلب إذن فهم الإنسان الذي صنعه و تسبب فيه، و منه أيضا أنه شاهد حي على حاجة الفرد للجماعة و حاجة الجماعة للفرد، من ذلك أنم الفرد مهما كان ذكاؤه، و كيفما كانت عبقريته، فإنه في حاجة إلى الجماع، ليستعين بقوتها المادية و المالية، لتحقيق ما ارتضاه لنفسه من أهداف و غايات، كما أن الجماعة لا غنى لها عن قائد يقودها و ينسق بين جهودها حتى تتمكن من بلوغ مقاصدها في هذه الحياة، و منه أنه مبعث للفخر بما يحتوي من أمجاد و مآثر أنجزها الآباء و الأجداد و ذلك يحرك في الأفراد نزعة الانتماء لهم و الانتساب إليهم، كما يبعثهم على منافستهم في ذلك، و يدفعهم إلى الغيرة على أمتهم و الحرص على أن لا يلحقوا بها سبة تصمها، أو الإتيان بفعل يشينها.

تلك هي تجليات التاريخ و فلسفته الحقة و ليس عجيبا أن نرى الأمم الحية اليوم تعنى بتاريخها كل العناية و تعنى بتدريسه و تعريف ناشئتها بما انطوى عليه من أمجاد و مآثر، لينشأوا على حب أمتهم و الاعتزاز بالانتماء إليها، بل هي قد رأت فيه سلاحا استراتيجيا فاستعانت به في تقوية شوكتها و إضعاف و كسر شوكة خصومها و أعدائها، و تاريخنا شاهد على ذلك فكلنا، نذكر كيف أن المحتل الفرنسي حرمنا من التعرف على تاريخنا الوطني و فرض علينا دراسة تاريخه هو على أنه تاريخنا، ليذيبنا في مجتمعه و حضارته، و لا تزال القوى العظمى اليوم تتلاعب بتاريخ الأمم المغلوبة على أمرها كالبلاد العربية و الإفريقية  و حول اهتمامها إلى دراسة التاريخ القديم بهدف إضعاف انتمائهم للأمة الإسلامية الكبرى على أساس أن أصولهم مختلفة و أنهم ليسوا عربا و إنما عربهم الإسلام و أنه هو الذي هدم حضارتهم و أزال دولهم و ذهب بسلطانهم و لذلك استثمر روكفلر أموالا كثيرة في الدراسات الفرعونية في مصر و بذلت بريطانيا بسخاء على الدراسات التاريخية و الأثرية في مصر و العراق.

و هذه إسرائيل شاهد حي على ما للتاريخ من أثر قوي و فعال في المساعدة على إنشاء الدول، و فرض وجودها و التمكين لبقائها و ديمومتها، حيث استعانت بالتاريخ لإقناع اليهود في الشتات بالمجيء إلى فلسطين و الاستقرار فيها، ثم وظفته في إقناع المجتمع الدولي في أن لها حقا في فلسطين، و هي توظفه الآن للاستيلاء على ما بقي من أرض فلسطين.

و نحن في الجزائر ضحية لاستخدامهم معارفهم التي تراكمت عندهم عن تاريخنا الوطني في تقسيم صفوفنا و ضرب وحدتنا حيث استثمروا في الخلاف اللغوي، و شغلونا بالصراع المفتعل بين الأمازيغية و العربية بدل أن يكون الصراع بين العربية و الفرنسية، و استثمروها في الخلاف المذهبي فأثاروا الفتنة بين الإباضي و المالكي، و كادت الفتنة أن تشتد و تعم لولا أن الله قدر و لطف، و استثمروا في التفاوت بين الشمال و الجنوب، و هم لن يتوقفوا عن ذلك أبدا.

لذلك نحتاج فعلا إلى إعادة النظر في تاريخنا الوطني و تنقيته من كل ما يشوبه من شوائب يمكن أن يستغلها العدو في الكيد لنا و ضرب وحدتنا و تقسيم صفوفنا، و نحتاج إلى إعطائه المعامل الذي يليق به في منظومتنا التربوية بما يجعل الأبناء يعتبرونه مادة أساسية لا ثانوية، و نحتاج إلى العناية بمن يتلون تدريسه في مدارسنا حتى نطمئن إلى كفاءتهم و قدرتهم على الإقناع.

إن التاريخ لمن يفقه كنهه هو المنجم الذي نستخرج منه القيم النفيسة التي نعول عليها في صناعة المستقبل و بناء الأمة و تفعيل الإرادة، و بعث الهمة للتحرر من التبعية لمحتل الأمس، و امتلاك القدرة على التصدي للعدو المتربص.

http://elbassair.org/2017/09/05

قراءة 1767 مرات آخر تعديل على السبت, 24 شباط/فبراير 2018 11:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث