قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 12 أيار 2018 09:20

"نحن" ومحاولة الانقلاب في تركيا

كتبه  الدكتور عزمي بشارة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان كافياً، في خمسينات القرن الماضي و ستيناته، أن تحتل مجموعة من الضباط الشباب من الرتب الوسطى و الدنيا مبنى الإذاعة و التلفزيون، أو أن يتوجّه رتل دباباتٍ إلى العاصمة، و أن يُعلن البيان رقم واحد، لكي ينجح انقلابٌ عسكري في أي دولة عربية.

في تركيا المعاصرة، و تحديداً يوم أمس، الموافق 15 يوليو/تموز 2016، قام تنظيم مركّب متعدّد الأذرع داخل الجيش و الشرطة (تغلغل سابقاً في جهاز القضاء و أجهزة الدولة الأخرى) بمحاولة انقلابية، فقد احتل مئات، (ربما آلاف) الجنود مبنى هيئة الأركان و الإذاعة و التلفزيون و ميادين مدن كثيرة، منها أنقرة و اسطنبول. و مع ذلك، فشل الانقلاب.

ادّعى بيان الانقلابيين الحرص على الديمقراطية و حقوق الإنسان و علمانية الجمهورية، أهدافاً لتحركّهم؛ فذكّرونا ببيانات الانقلابيين في بلادنا في القرن الماضي، و هي تدين فساد السياسيين و تعدّد قبائحهم من عمالةٍ و خيانة، و تؤكد تمسّكها بتحرير فلسطين. لكن الشعب التركي لم يستمع لكلمة واحدة من البيان. لم يهتم كثيراً بما يقوله هؤلاء. كان الأمر الوحيد المهم و ذو العلاقة هو أن البيان صادر عن انقلاب عسكري على حكومةٍ منتخبة، فهو إذا أمر سيئ. هذا ما رسخ في الذاكرة التاريخية لشعبٍ عانى من حكم العسكر. و هذا ما تجذّر ثقافةً سياسيةً عند الناس الذين يعتبرون الانقلاب العسكري، بغض النظر عن حشد مفرداته و ألفاظه و جاذبية شعاراته، انقلاباً على إرادتهم و حقهم في اختيار من يحكمهم. و بلغةٍ نظرية، إنه انقلابٌ عليهم، كمجتمع مدني من المواطنين في الداخل هو أمة نحو الخارج. إن وجود قوة عسكرية تتحكّم بالبلاد هو أمر سيئ، و نذيرٌ بحدوث ما هو أسوأ. فهي تبدأ بإعلان حالة الطوارئ و حظر التجوّل، ثم تحلّ البرلمان، و تعتقل النشطاء السياسيين، و تغلق الصحف، و بقية القصة معروفة. و لا أحد يريد الخوض في هذه المجازفة، و الاعتماد على وعود البيانات.

الأحزاب التركية المعارضة (من اليسار و اليمين)، و في مقدمتها حزب الشعب الجمهوري، لا تحب الحكام الحاليين، و تعتقد أن سياستهم سيئة للدولة داخلياً و خارجياً، لكنها رفضت أن يعزل الجيش الحكومة. دافعت عن نظام الحكم الديمقراطي، فهي تعرف أن حكم العسكر خطر على الحياة السياسية المدنية برمتها. و هي تفضّل انتظار الانتخابات المقبلة على أن يقوم الجيش بإطاحة خصومها السياسيين. و هذا لعمري سلوكٌ مناقضٌ تماماً لسلوك أحزاب المعارضة المصرية عام 2013. فهذه كانت مستعدّة أن تنسّق مع النظام القديم، و أن تتعاون مع انقلابٍ عسكري، لكي تتخلص من خصومها السياسيين. إنها ثقافةٌ سياسيةٌ مناقضةٌ لثقافة الأحزاب التي تنافست على السلطة بعد الثورات العربية عام 2011، و تنتج مقاربةً مختلفةً جذرياً للدولة. فهي تميّز بين نظام الحكم و مبادئه التي تضمن نمط حياةٍ سياسيةٍ و مدنيةٍ و قواعدها المتفق عليها على الرغم من الخصومة، و بين الحكام الحاليين و الخلاف معهم.

لقد أنجز الجيش التركي، في العقد الأخير، مراحل مهمة في التخلي عن الطموح السياسي، و التحوّل نحو المهنية، و تبني الدفاع عن النظام المنتخب، كما تجذّرت الثقافة الديمقراطية لدى النخب السياسية، و المجتمع السياسي التركي المؤلف من الأحزاب و القوى السياسية الفاعلة و أجهزة الإعلام الرئيسية. و كان الانقلابيون بحاجةٍ لتزوير توقيع قيادة الجيش و إرادتها، لكي يعتقد الناس أن الجيش كله يقوم بانقلاب. فهم يعرفون وزن الجيش على المستوى الوطني.

أما في بلادنا العربية، فما زال الطريق طويلاً أمام الجيوش و المجتمعات السياسية، ففي عام 2013 نجح انقلاب عسكري قادته قيادة الجيش نفسها في مصر، فلم يعد متخيّلاً أن تقوم مجموعة ضباط صغار بالانقلاب. تطوّرت بنية الجيوش العربية و أنظمة الرقابة و الضبط فيها، بما في ذلك مخابراتها العسكرية، بحيث لم يعد في وسع ضباط برتبة رائد و عقيد أن يقوموا بانقلاب، أما قيادة الجيش نفسها فتقبض على السلطة، و تجتمع و ترشح رئيساً. هذا هو "التطوّر" السياسي الذي حصل للجيوش العربية.

أما عن وسائل الإعلام، فحدّث و لا حرج. فبعض وسائل الإعلام العربية المدعومة جيداً من دولٍ بعينها لهذه الأغراض تحديداً، احتفى بالانقلاب من دون خجل، و أعلن نجاح المحاولة في حالة انتشاءٍ سابقة لأوانها، و عيّن نفسه، طوال ليلة أمس، في منصب الناطق باسم الانقلابيين.

و حتى في هذه الليلة الطويلة، لم ينقسم العرب بين مؤيدين للديمقراطية و معارضين لها، بل بين مؤيدين و معارضين لأردوغان، فبيان هيئة علماء المسلمين مثلاً لم يكن دفاعاً عن الديمقراطية بالتأكيد. و لكن، لوحظ وجود تيار ديمقراطي عربي صاعد قد يختلف مع حزب العدالة و التنمية، لكنه يؤيد الديمقراطية و يعارض الانقلاب، أو يؤيد "العدالة و التنمية"، لكنه حريص على الديمقراطية أكثر من حرصه على الحزب، و لا يريد أن يستغل أردوغان فشل الانقلاب لكي يزيد من مركزة السلطات في يديه. و لهذا المعسكر الديمقراطي الصاعد وسائل إعلامٍ تعبر عنه، أسعفت المجتمعات العربية بمعلومات أكثر دقة ليلة أمس.

ما عبّر عن وضع "نحن" أصدق تعبير هو القلق الذي كان يصل إليّ من مصادر عدة على مصير "اللاجئين" و المنفيين في تركيا، من سورية و مصر و غيرهما من بلداننا العربية. هذا كان التعبير الأبلغ عن هموم العرب الحالية.

الرابط :

https://www.azmibishara.com/ar/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7

قراءة 1461 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 22 أيار 2018 08:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث