قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 21 تموز/يوليو 2018 14:53

دراسة: جيوبوليتيكا أوكرانيا: قراءة في الصراع العالمي بين الغرب وروسيا 1/2

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الملخص

لم يكن أحد يتوقع أن يؤدي رفض الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق الشراكة التجارية بين أوكرانيا و الاتحاد الأوروبي -بفعل الضغوط الروسية إلى مواجهة عالمية- عالية الأفق بين روسيا الطامحة إلى استعادة نفوذها السابق في الجمهوريات السوفياتية السابقة –خاصة أوكرانيا- و بين الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي حاولت باستمرار استغلال الثورات الأوكرانية لمحاصرة روسيا و عرقلة مشروعها الأوراسي الروسي لصالح المشروع الأوراسي الأطلسي، و قد تطور الصراع بين الطرفين بشكل مطرد، و تراجعت محاولات التقارب السابقة لصالح التصعيد العسكري من خلال تكثيف المناورات، و بعث سباق التسلح من جديد، و شهد هذا الصراع تغير عقيدة الجيش الروسي، و تلاشي فكرة أوراسيا الأوروبية، و اقتناع الأمريكان بعدم جدوى التقارب مع روسيا، و أدى استمرار هذه الأزمة إلى التأثير في المجتمع العالمي، و مختلف القرارات الدولية. و سنحاول في هذه المقالة التركيز على دور الجغرافيا السياسية لأوكرانيا في هذا الصراع العالمي المشتعل.

المقدمة

قبل الشروع في الحديث عن جيوبوليتيكا أوكرانيا، فإن من المهم الإشارة إلى حقيقة هامة هي: أن أهم ما يميز الدول العظمى قراءتها لما يحيط بها إقليميا و عالميا قراءة تراعي الجغرافيا السياسية أو الجيوبوليتيكا، ما يساعدها على وضع تخطيط استراتيجي طويل المدى، و عميق من حيث التفاصيل؛ خاصة أن الأمر يتعلق بالمصالح القومية الاستراتيجية لها، و هو الأمر الذي يغيب عن الدول الضعيفة، التي لم يتبلور عندها مفهوم التخطيط الاستراتيجي على ضوء الجيوبوليتيكا؛ لأسباب كثيرة، لعل أبرزها- على ضوء المدرسة الواقعية- غياب مفهوم الدولة ببعده الشامل و الناضج، و الاستمرار في التبعية الشاملة للقوى الكبرى.

و بفضل التخطيط الاستراتيجي المبني على قراءة صحيحة للجغرافيا السياسية من مراكز صناعة القرار في الدول الكبرى، التي تعتبر دول المركز في أدبيات السياسة المعاصرة، فإن دول الأطراف-الدول الصغرى- تعاني من أزمات كبيرة سببها صراع الكبار على الجيوبوليتيكا، بينما تعتقد نخب و شعوب هذه المناطق الضعيفة أن الأمر يتعلق فعلا بأزمة معينة، ذات أفق محددة.

و لهذا فإن معرفة الجغرافيا السياسة لأي منطقة صراع، يسهل علينا الإمساك بالخطوط المحركة للحروب الباردة أو العسكرية بين المتصارعين الكبار، و يتيسر على ضوء ذلك قراءة الأبعاد و التأثيرات و السيناريوهات المحتملة لأي أزمة.

فأوكرانيا بلد مهم جدا من ناحية الجغرافيا السياسية لكل من روسيا، و الاتحاد الأوروبي و أمريكا. بعقب انهيار الاتحاد السوفياتي ظلت -روسيا باعتبارها الوارث الأهم للإرث السوفياتي- تعمل على الحفاظ على تأثيرها في الفضاء السوفياتي السابق، معتبرة إياه منطقة نفوذ تضمن لها مصالحها الاستراتيجية؛ و أظهرت استعدادها لتجاهل مباديء القانون الدولي إذا اقتضى الأمر حماية فضائها الاستراتيجي، فتدخلت في 1991 في مولدافيا و احتلت ترانسنيستريا، ثم في جورجيا "سوخومي و تسخينفالي"، و ساندت يوغسلافيا في 1995 ثم 1999، ثم عادت لتهاجم جورجيا في 2008 و تحتل 20% من أراضيها، وصولا إلى احتلال القرم ربيع 2014، و إشعال الحرب شرق أوكرانيا، و اعتقد الغرب أن السكوت عن التدخلات الروسية سيغير سياساتها، إلا أن روسيا باحتلالها لجزيرة القرم ربيع 2014 و إشعال فتيل الحرب شرق أوكرانيا، بعد سقوط نظام يانوكوفيتش الموالي لها، و صعود السياسيين الموالين للغرب، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي و كندا، و اليابان تطوي صفحة الصمت، و تتخذ سلسلة من العقوبات الاقتصادية و المالية في حق روسيا، و استمر الصراع بين الطرفين إلى اليوم، و هو ما يجعلنا نحاول التعامل معه من خلال إبراز الدور الجيوسياسي لأوكرانيا في هذا الصراع.

الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا

تقع أوكرانيا في منطقة استراتيجية جذابة و حساسة، فهي تصنف ضمن الدول العازلة، أي التي تعزل بين قارتين، ضمن حزمة من الدول التي تقع بين أوروبا و روسيا، و هي على قسمين، الدول الحدودية الضيقة و التي تفصل بين أوروبا و روسيا، و هي فنلندا، بيلاروسيا، أوكرانيا، و دول البلطيق، كما يمكن أن نضيف إليها دول القوقاز، بدء من جورجيا، أما القسم الثاني الذي شكل حدودا متقدمة بين روسيا و أوروبا فيشمل الدول ذات التوجه السوفييتي سابقا" الاشتراكي" أو ما تعرف في أدبيات التاريخ السياسي بدول أوروبا الشرقية.

تبلغ مساحة أوكرانيا الكلية 603.700 كم2 أي "233.100 ميل مربع" و بشريط ساحلي يبلغ طوله 2782 كم "1729 ميل" مما يضعها في المرتبة 44 عالمياً من حيث المساحة بعد جمهورية أفريقيا الوسطى، و قبل مدغشقر. كما أنها أكبر دولة تقع بأكملها في أوروبا و ثاني أكبر بلد في أوروبا بعد الجزء الأوروبي من روسيا و فرنسا المتروبوليتانية"

يتكون المشهد الجغرافي الأوكراني في معظمه من سهول خصبة -أو السهوب- و الهضاب، تعبرها أنهار مثل دنيبر، سيفيرسكي دونيتس، دنيستر و بوغ الجنوبي حيث تتدفق جنوبا إلى البحر الأسود و بحر آزوف.

تشكل دلتا الدانوب إلى الجنوب الغربي الحدود مع رومانيا، جبال البلاد الوحيدة هي جبال الكاربات في الغرب، أعلاها هو هورا هوفرلا عند 2,061 متر "6,762 قدم"، و تلك التي في شبه جزيرة القرم، في أقصى الجنوب على طول الساحل، و يمنح لها ساحلها الجنوبي و الشرقي و الذي يفوق في طوله 2700 كم موقعا استراتيجيا جذابا لروسيا و أوروبا على حد سواء.

كما تتمتع أوكرانيا بكثافة سكانية كبيرة، تصل إلى حوالي 45 مليون نسمة، ما يجعل منها قوة بشرية هائلة، خاصة أن نسبة الشباب فيها عالية مقارنة بباقي دول أوروبا العجوز، لكن هذه الكثافة غير منسجمة، فقد أثرت فيها المساحة المترامية شرقا و غربا؛ خاصة أن أوكرانيا لم تكن دولة ثابتة على هذه المساحة، فقد تشكلت من عدة مناطق سنة 1922، فمدينة لفيف منحت لأوكرانيا من النمسا، أما أوكرانيا الغربية، فضمت للاتحاد السوفياتي سنة واحدة قبل الحرب العالمية الثانية، بينما ضم القرم لأوكرانيا سنة 1956 ما جعلها قابلة لنشوء أزمات اجتماعية و ثقافية، تتجاذبها ثقافة الشرق و ثقافة الغرب، و هو ما يفسر انقسام الأوكران بين معسكر شرقي موالي لروسيا و يسعى إلى تعزيز علاقته بها، و آخر غربي موالي لأوروبا و يريد توثيق علاقاته بها، و قد ساهم الاستقطاب الإعلامي الحاد بين المعسكرين في استمرار الأزمة و تصاعدها.

الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا بالنسبة إلى روسيا

إن أوكرانيا بمساحتها الضخمة، و تضاريسها المميزة، و التي تشكل السهول منها أكثر من تسعين بالمئة 90 % -إذا استثنينا جبال الكاربات في الغرب، و هي السلسلة الجبلية التي تشق حدود سبعة دول من بينها أوكرانيا- و إطلالها على المياه الدافئة، و نعني بحر آزوف و البحر الأسود، جعلت النظرة الروسية إليها ثابتة، حيث تعتبرها الحديقة الخلفية لها، فنسبة الطاقة التي تسوقها روسيا لأوروبا عبر أوكرانيا تبلغ 80% ، كما أن تراجع مخزونات الطاقة في الشرق الأوسط و حاجة الاقتصاد الغربي إلى المزيد من إمدادات الطاقة مستقبلا، جعل روسيا تعمل بأقصى جهد للحفاظ على أوكرانيا كمعبر لأنابيب الطاقة، خاصة أن روسيا تريد وضع يدها على نفط بحر قزوين و توريده نحو أوروبا، و قطع الطريق على المشروع الأوروبي التركي المسمى بـ "تاناب" الذي يعتبر مشروع القرن، و الذي يهدف إلى تخلص أوروبا من صداع الممر الأوكراني، من خلال الاستفادة من نفط بحر قزوين، و جعل المشروع روسيا تركيا، بما يعني في النهاية استمرار حاجة أوروبا إلى روسيا.

و تعتبر أوكرانيا البوابة الأخطر في تاريخ روسيا، حيث تملك روسيا جغرافيا ثلاث بوابات على العالم الخارجي، آسيا الوسطى، القوقاز، و الباب الثالث و الخطير هو الباب الأوكراني، و قد تعلم الروس من خلال الحروب التي شُنت ضدهم في 400 سنة الأخيرة، أن كل الغزاة مروا من سهول أوكرانيا، فالتتر مروا من أوكرانيا في طريقهم للسيطرة على روسيا، و جيوش الامبراطورية السويدية مرت من سهل بولتافا العظيم، حيث جرت حرب الشمال العظمى في بداية القرن 18، و نابليون مرّ من أوكرانيا، و هتلر مر من سهول خاركوف شرق أوكرانيا، فكل حملات الغزو التي واجهتها روسيا-تاريخيا- كانت تمر عبر الجغرافيا الأوكرانية.

كما تعتبر روسيا أوكرانيا بلدا استراتيجيا لروسيا من الناحية العسكرية باعتباره بلدا عازلا بينها و بين دول حلف الناتو، و احتلالها لشرق أوكرانيا هو تمهيد لخوض أي حرب برية ضد الناتو على الأرض الأوكرانية، التي تعتبر في النهاية خط الدفاع الأول بالنسبة لروسيا، و الأرض التي ستسهم في الحفاظ على سلامة العمق الروسي، أما من الناحية البحرية، فهي موطن أسطول البحر الأسود الروسي، المرابض في مدينة سيفاستوبول التي يسميها الروس مدينة "المجد الروسي"؛ لهذا ضمت جزيرة القرم. و لم يقف ضم القرم بالقوة عند هذا الهدف، بل إن لروسيا ثلاثة أهداف أخرى من ضم القرم الأوكراني، هي، أولاً: جعل القرم وسيلة لتحجيم أي دور جورجي ضدها، و تسهيل مهمة تحقيق أي انتصار عسكري في أي حرب مستقبلية ضد جورجيا، و الثاني هو العودة إلى البحر الأبيض المتوسط، الثالث: منع انضمام أوكرانيا و جورجيا إلى حلف الناتو؛ بالتالي فالقرم في الخريطة الخارجية لروسيا هو الضامن لاستقرار جنوب روسيا، و هو المؤثر على سياساتها الخارجية خاصة على الدول المطلة على البحر الأسود كتركيا و رومانيا و بلغاريا و جورجيا.

و لم يكن الخطر القادم من العالم الخارجي عبر أوكرانيا هو السبب الوحيد الذي جعل روسيا تصر على التمسك بأوكرانيا، بل إن الروس يدركون أن موقعهم الذي يتميز بغياب ممرات مائية -روسيا من دول اليابسة التي لا تملك منافذ بحرية-، و من يملك المرابض المائية يمكنه التحكم في حركة التجارة العالمية، و بما أن جنوب أوكرانيا يطل على المياه الدافئة -ساحل البحر الأسود-، و التي تتصل في نهايتها بمضيق البوسفور، فإن الروس جعلوا من السيطرة على أوكرانيا أولوية مقدمة في سياستهم الخارجية، فأوكرانيا هي التي تضمن لهم إمكانية تصدير السلع التجارية الروسية، و تحقيق الأمن الاقتصادي.

و يمكننا الاستدلال بمادتين هامتين من وصايا بطرس الأكبر، الذي يعد أول من أدخل معالم التحضر إلى روسيا، و تعد وصاياه الأربعة عشر أحد أهم أسباب بقاء روسيا، التي تحرص على تطبيقها قدر الاستطاعة إلى اليوم، يقول بطرس في المادة الثامنة:" على الروس أن ينتشروا شمالًا على سواحل بحر البلطيق و جنوبًا على سواحل البحر الأسود يومًا فيومًا" فهو يؤكد هنا على أهمية السيطرة على الحدود الملاصقة لروسيا، و يضيف في المادة التاسعة: "ينبغي الاقتراب بقدر الإمكان من إستانبول و الهند، و لأن من يحكم إستانبول يستطيع أن يحكم العالم بأسره، فلذلك ينبغي إعلان الحرب باستمرار على الدولة العثمانية تارة و على بلاد فارس تارة أخرى، و من الضروري السيطرة على البحر الأسود شيئًا فشيئًا، لإنشاء دار للصناعات البحرية عليه..." ففي هذه المادة يؤكد بطرس الأكبر، أهمية السيطرة على البحر الأسود، الذي يقع جنوب أوكرانيا، و يفصل بينها و بين تركيا، التي يرى أن السيطرة عليها تتيح السيطرة على العالم، و يقصد بذلك التحكم في التجارة الدولية، باعتبار تركيا تقع بين آسيا و أوروباـ و تسيطر على مضائق مائية هامة و استراتيجية، و كل هذا يمكن أن يتحقق بالسيطرة على أوكرانيا أولا.

إذن الموقع الجغرافي لأوكرانيا جعلها تقع ضحية حسابات و تخطيطات سياسية لدولة كبيرة هي روسيا فلاديمير بوتين، و ليست هذه هي المرة الأولى، فالتاريخ الأوكراني يشير بوضوح إلى أن أوكرانيا بقيت ممزقة منذ القرن 14، بعد أن تقاسمتها الممالك البولندية و الليتوانية، و السويدية، أما في تاريخها المعاصر، فإن أوكرانيا وقعت أيضا ضمن دائرة تجاذبات خطيرة بعد استقلالها سنة 1991، لعل أبرز مؤشراتها اتفاق بودابست سنة 1994، الذي وقعت عليه روسيا و بريطانيا و أمريكا، و تضمن تفكيك الترسانة النووية الأوكرانية، مقابل ضمان سيادتها و وحدة آراضها، و قد كان له فيما بعد أثر سلبي بالغ عليها، بعد أن جردها من سلاح الردع، و جعلها لقمة سائغة لروسيا.

الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية

أما الغرب و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يرى في أوكرانيا الأرض التي من خلالها يمكن نقل النموذج الغربي إلى روسيا و من ورائها القوقاز و آسيا الوسطى، من أجل التمهيد الفعلي للسيطرة على الخيرات العظيمة التي تحويها آراضي ما يعرف في الغرب بأوراسيا الأطلسية حيث تتوفر مناطق آسيا الوسطى لوحدها على أكثر من 34 % بالمئة من احتياطي الطاقة العالمية.

إن نظر الولايات المتحدة الأمريكية لا يتوقف عند حدود أوكرانيا أو القوقاز، و لكنه يرى أن أوكرانيا هي مفتاح السيطرة على طريق الحرير، الذي يعتبر مؤشر السيطرة الحقيقية على العالم، أي أن السيطرة على الأراضي الواقعة ما بين أوروبا الغربية و أوروبا الشرقية مرورا بالقوقاز و آسيا الوسطى وصولا إلى الهند و الصين، إنما يمر عبر السيطرة على أوكرانيا، و منافذها البحرية.

كما يدرك الأمريكيون أن الوقوف في وجه المشروع الأوراسي الروسي، يتحقق بضم أوكرانيا إلى الفضاء الغربي؛ لأن روسيا دون أوكرانيا عرجاء، و مشروعها ميت كما يقول المنظر الروسي ألكسندر دوغين، و الذي دعا صراحة إلى احتلال أوكرانيا باعتبارها الجزء الأهم في مشروع أوراسيا الروسي؛ لأن فقدان أوكرانيا يعني أن الخاصرة الرخوة لروسيا ستُفقدها السيطرة على أغلب المقدرات الموجودة في أوراسيا، فالمناطق من أوكرانيا إلى كازاخستان تعتبر السلة الغذائية للعالم، خاصة أنها تسيطر على إنتاج القمح، كما تحوي أوكرانيا لوحدها على 40 % بالمئة من التربة السوداء على مستوى العالم، و تحوي دول آسيا الوسطى و أوكرانيا والقوقاز على 10 ملايين كم من الأنهار، مع مخزون هائل من الغاز و النفط.

و بقضم روسيا للقرم، و جعل شرقها مضطربا انتهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قناعة شبه نهائية و هي أن روسيا لا يمكن أن تكون شريكا موثوقا لأمريكا، و أن روسيا تظل منافسا هاما لأمريكا، و هذا ما يفسر الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا.

الرابط: http://www.albayan.co.uk/rsc/Article2.aspx?id=3589#

قراءة 1647 مرات آخر تعديل على الأحد, 29 تموز/يوليو 2018 09:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث