قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 11 آب/أغسطس 2018 09:18

معضلة التنمية الإستعمارية نظرات في دعاوي إيجابيات الإحتلال الصهيوني (منتزه روكفلر، الشيخ الجراح، و حاجز قلنديا) 1

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في الصورة وضع الإحتلال الصهيوني في فلسطين يلخص حقيقة إنجاز الإستعمار وفقاً لآخر معاقله التقليدية الحية، فهو يطور المستعمرة تطويراً مذهلاً كما في نموذج مدينة حيفا " حديقة البهائيين " و لكن في ذات الوقت لا يستفيد من هذه التنمية ألا المستوطنين الأغراب و ذلك بعد طرد أصحاب هذه الأرض من جنتهم الحصرية و منعهم من الإفادة منها رغم أنها في بلادهم، و تبقى المسألة مجرد تحفة سياحية للزائر المطرود يدفع فيها مبلغ و قدره من أجل التجول في أرضه، في حين تبقى البقية الباقية من سكانه الأصليين في غزة المدمرة أو في مناطق أخرى تتشابه في المستوى السيء الحال كغزة!

عشت طوال سنوات عمري في فلسطين، كبرت و شاهدت و سمعت، فلم يخيل إلي أنني سوف أصل إلى ذلك اليوم الذي وصل إلى مسمعي من بعض أبناء شعبي بكون الإحتلال الإسرائيلي نعمة و وجوده أفضل من عدمه، و قد أكد لي بعض الإصدقاء بأننا في نعمة إذا ما زالت ستحل بنا كارثة و هو مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية للحكم و هي ليست الأفضل في هذه الحالة، نعم قد تصدق و لا تصدق هذا الكلام في البداية، لكن الإحتلال الصهيوني عمل على ترسيخ هذه المعادلة في نفوس بعض من يضخم كسرات و فتات الخبز الذي يلقيها الصهيوني عليه مقارنة بمجتمعهم، فجعلت هذه المقاربة تنتشر في أبناء هذا الشعب كالنار في الهشيم حتى وصلت الدعاية الصهيونية أن وظفت وكلاء دون جهد منها يدافعون عنها و عن بعض " إيجابياتها " بحيث يستخدمها ليبيض صفحة الصهاينة من حيث لا يدري، و لهذا جاء الطلب الحثيث بفتح هذا المبحث لتصحيح النظر في العملية الإستعمارية الصهيونية من كونها تستهدف الإضرار البحت إلى كونها بحثاً عن مصالح ذاتية و التي من طبيعتها الإستئثارية كثرة الإضرار بالغير مع إمكان إفادة الآخرين غير المقصودة ما دامت تخدم المستعمر الصهيوني.

و بالتالي لم يسمع أحد نغمة جلب الحضارة و نشرها أكثر منا نحن الفلسطنيين، و من العجيب أن تلقى هذه الدعاوي صدى لمن يروج لها من أهل فلسطين أنفسهم و يسخر ممن يعارضون الصهيونية بسبب أضرارها و وصل إلى أن تسائل بعض " المثقفين " ما هو الضرر من الصهيونيين ؟ مجيباً بسخرية إن هذا الضرر الكبير هو زراعتهم الكروم بدلاً من الأعشاب البرية و إدخالهم المحاريث الحديثة بدلاً من محاريث القديمة التي تعود لعهد النبي نوح و إنشاء المصارف التي تخلص المواطنين من قيود المرابين و بنائهم المدارس و دفع أثمان مجزية للأراضي، و لو نظر هذا المثقف الذي أجاب بسخرية في هذه الدعاوى و أتسع أفقه قليلاً و نظر إلى الإمام لوجد أن هذه التحسينات كانت تستهدف من البداية المستعمرين الصهاينة و ليس للمستعمرين الفلسطينيين و ذلك لتشجيعهم على القدوم، و فيما بعد سيواجه المستعمر الفلسطيني معضلة الفناء أو الطرد لأن هذه التحسينات لم تكن تستهدفه من البداية أصلاً، و هذه هي حال جميع التطويرات الإستعمارية الصهيونية منذ نشأته و حتى يومنا هذا، لا تصنع إلا لفائدة المستعمر و لو إستفاد منها الفلسطينيين بعض الوقت فهي تسلب لب قصار النظر الذين يبهرهم البناء الضخم الذي أقامه اللص على أرضه، فقام بقتلهم و نهبهم و طردهم و صنع لنفسه بهذه الإمكانات الضخمة التي جمعها من اللصوصية قصراً على الأملاك المسلوبة و أستبعد ذرية صاحب الدار من هذه الجنة، فنسأل هنا هؤلاء الداعمين هل هذا الاستئثار يدخل ضمن التحضر؟

و بهذا نحاول بهذه المقالة إيضاح الصورة للقارئ و تسليط الضوء على مشاريع تنموية تمت في الآونة الأخيرة، لم يقصد المستعمر الصهيوني بتاتاً الإفادة منها للفلسطيينين، بل للإفادة منها لذاته هو و لو طالت هذه الإفادة من غير قصد المجتمع الفلسطيني، فرؤية كل هذا الفقر و الإذلال و الحرمان في ظل الإحتلال على أنه إزدهار و تطوير للفرص و تطوراً في ظروف الحياة من النظرات المخلة في معيار البعض، كما أن إلحاق الإقتصاد الفلسطيني بالصهيوني عمل على خلق فجوة و هوة واسعة أصبحت نعمة على من يتقاضى راتبه من الوظائف التي يعمل بها في المجتمع الصهيوني و نقمة لمن أستبعدهم الإحتلال من أهل الضفة و غزة، فشاهدت طوال سنوات حياتي مجيء أكثر من مئتي ألف عامل فلسطيني مدقعي الفقر من مناطق الضفة الغربية يعبرون يومياً من المناطق المحتلة إلى إسرائيل للعمل في مشاريعها الإستيطانية " التنموية " من أجل أن يكسب قوته اليومي الذي يكاد أن يسد رمقه و برغم سوء أحوالهم أجبرتهم قوة الغطرسة الصهيونية على العمل في أسوء الظروف الشاقة و المضنية و المهينة في بعض الأحيان، و كل هذا ينساه من يتنعم من هم من أبناء الجيل الحديث في رغد و بحبوبة العيش الصهيوني و ذلك بعد رفع الصهاينة نسبة المعاشات و توفير فرص عمل للفلسطينيين المقادسة لإعتبارين فكان الأول بأن الصهاينة يعانون من نقص في الأيدي العاملة اليهودية و خاصة في ظل تراجع أهمية العمل في صفوف الصهاينة المتديينين و إعتبار هذه الوظائف و خاصة التي لا ترقى لمستويات عالية بأنها ليست من طبيعة عرقهم الآري و الحصري، فكان و لا بد من خلق هذه الوظائف و دعمها بمبالغ تسلب لب قاصري النظر فتعمل على تحسين رؤيته للمجتمع الصهيوني بأنه لولاه لما توفر له هذه النسبة من المعاش في منطقة القدس، و لو كان يعمل في المناطق المحتلة لما أستطاع أن يحصل قوت يومه الذي يكفيه حتى للعيش في القدس، فبين هذا و ذاك أعيش و أراقب كل يوم ما يحصل في مدينة القدس من تطورات مذهلة، فمن جهة يريد الصهيوني تنمية مناطق و أصلاحها و هذا ما سيأتي الحديث عنه في تنمية منتزه روكفلر الفريدة من نوعها، و من جهة يعرف الصهيوني ما هي أهمية تطوير البنية التحتية في حين تشكوا الإحياء الفلسطينية من أقل نسبة تطوير للبنية التحتية و مشاكل عديدة من تلوث بيئي و مياه الصرف الصحي و عدم تطوير الشوارع و الأسفلت و كثرة الأوساخ و القمامة في الشوارع، و كل هذا يدفع قاصري النظر للإنبهار بما يحصل من تنمية في مناطق محددة من القدس و التي أصلاً تكون على عجلة لأنها خلقت للمرور بالنسبة له و ليس للعيش فيها، و العجيب أنك ترى أن الصهيوني ينمي مناطق التفتيش و الحواجز و ينفق المبالغ و قدرها على تطوير حواجز سببت الجحيم و المعاناة في حياة الفلسطينيين و التي سجلتها التنمية الصهيونية لحاجز قلنديا مؤخراً، و سنترك البحث في هذه المسائل للإجزاء اللاحقة، و سيكون الحديث عن ما سجله شاب مقدسي طوال حياته في مدينة القدس، و كان من الضرورة طرح هذه المقالة لفضح كذب و زيف الحضارة الصهيونية التي تدعي أنها تعمل على تمدين الفلسطيني و أنها أصلاً خلقت مجتمعاً حصرياً لا يمكن لنا الإستفادة منه إلا على سبيل الهامش و سرعان ما نكتشف أننا نعيش في القمامة و ذلك لأن الإحتلال لا يهمه و لا يكترث لهذه الإوضاع و لا ما يحزنون و سنثبت للقارئ في النهاية أن الإستعمار الصهيوني ليس تخريباً في سبيل التخريب بل تخريب لأجل الحصول على منفعة ذاتية قد تتطلب نفع الآخرين دون قصد مباشر و لكنه لن يبادر إلى منفعة الآخرين تطوعاً و مجاناً و إستقلالاً عن منافعه الخاصة لأن هذا يضر منطق الاستئثار و الإحتكار و الهيمنة، فما ينفع الإستعمار و ينفع الآخرين فلا بأس به و هو قليل، و ما لا ينفع الإستعمار و ينفع الآخرين و هو الأهم فلا يريده، و ما ينفع الإستعمار و يضر الآخرين و هو الأكثر فمرحباً به عنده، و ما يضر الإستعمار و يضر غيره يمتنع عنه " تكرماً و تفضلاً " مع أنه لم يقدم عليه بكل الأحوال، أي أن الإستعمار لن يقدم إلا ما يفيده سواء كان مفيداً للآخرين و هو الأقل أو ضاراً بهم و هو الأكثر و سيمتنع الإحتلال الصهيوني دوماً عما يضره أو حتى لا يفيده و لو كان مفيداً للآخرين و هو كثير أيضاً، و حساب الضرر يقاس بعدم الإحتكار و عدم الهيمنة و عدم الاستئثار و عدم السيطرة و ليس بعدم الحصول على أساسيات الحياة بالمعروف، و إذا أمتنع عما يضره و يضر الآخرين ملأ الدنيا صراخاً و صياحاً عن إنسانيته و إيثاره و خيرته، و هو ليس كذلك في الحقيقة، و محصلة المقدمة هو قلة الفائدة مما يقدمه الإحتلال الصهيوني من خير، و أن المأرب الأكثر هو الضرر مما يقدمه من شر أو مما يمتنع عن تقديمه من خير أو من تمننه بأمتناعه عن الشر.

و بهذا قال الأديب و المعلم الأستاذ غسان كنفاني " يسرقون رغيفك ثم يعطونك كسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم ... يا لوقاحتهم! "

قراءة 1687 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 آب/أغسطس 2018 07:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث