قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 27 آب/أغسطس 2018 17:38

بطل شيشاني يترجل ..يوسف تيميرخانوف

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في الوقت الذي تزداد فيه التفاهة بين الكثير من الشباب -الذي صار يتهافت على أتفه الأشياء، كتنافسه على تقليد رقصة كيكي الغربية- تظهر بين الفينة و الأخرى بارقة أمل في هذه الأمّة العظيمة، و لعل ما حصل في الشيشان هذا الأسبوع أحد المبشرات بعودة الأمة الإسلامية إلى دينها و رشدها عاجلا أم آجلا.

و لا شك أن ما حدث في أرض الشيشان هذا الأسبوع أحد المبشرات التي تنبئ بعودة المسلمين إلى دينهم؛ رغم كل الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأمة في مختلف بقاع الأرض.. و قبل التعريج على هذا الحدث، فإنه ينبغي علينا التذكير بما حدث قبلها حتى يكون القارئ في الصورة.. إن الأحداث التي مرت بها أرض الشيشان في الحرب الثانية كانت مأساوية إلى الحد الذي يجعل حصرها و وصفها أمرا صعبا، و لعل أبرز تلك الأحداث، ما ارتكبه العقيد الروسي يوري بودانوف من جرائم سيذكرها مسلمو القوقاز زمنا طويلا.

* بودانوف مغتصب المسلمات:

يوري بودانوف أحد أكبر مجرمي حرب الشيشان الثانية، و قد اشتهر أثناء الحرب الشيشانية الثانية بظهوره أـمام المراسلين الحربيين و هو يصدر أوامر القصف الوحشي للمنازل الشيشانية، و قد كان يظهر دائما سروره بأفعاله و استمتاعه بقتل و تعذيب المسلمين على أرض نوختشيشو.

ففي شهر مارس، قامت قوات روسية بقيادة العقيد يوري بودانوف بهجوم كبير على قرية تانغيشو الشيشانية، بعد أن استمر حصارها أربعة أشهر كاملة نتج عنه وفاة 450 على مستوى الأطفال و فقدان سبعين بسبب البرد و الجوع و الأمراض، و خلف الهجوم الروسي عشرات القتلى و الجرحى من السكان، كما ألحقت المدفعية الروسية و سلاح الهاون دمارا هائلا في المنازل، جعل السكان يهجرون قريتهم.

غير أن أبرز حدث في تلك الأيام، ما فعله العقيد بودانوف يوم 26 من شهر مارس 2000، حيث قام باختطاف الطفلة إلسا كونغايافا، و البالغة من العمر 17 سنة، بينما تحاول الصحافة الروسية رفع عمرها إلى 18 عاما لأغراض معروفة، ثم قام باقتيادها إلى مركز وحدته؛ ليقوم بتعذيبها بوحشية، ثم خنقها حتى الموت، ثم باغتصابها بسادية بعد قتلها، ما أثار غضبا شديدا بين المسلمين على هذه الأرض المباركة، و ضجة كبيرة، انتهت بالقبض عليه و محاكمته محاكمة صورية سنة 2003، و قد اعترف للقاضي بجريمته، و برر ذلك بأنه ارتكب جريمته بعد أن فقد غضبه بسبب مقتل عدد من جنوده على يد القناصة الشيشان، و أنه اشتبه في أن الفتاة من هؤلاء القناصة.

و انتهت المحاكمة بإسقاط تهمة الاغتصاب عنه، و الاكتفاء باتهامه بتجاوز حدود السلطة العسكرية الممنوحة له، و هو ما ضاعف الشعور بالمهانة لدى الشعب الشيشاني، مع العلم أنّ التقرير الطبي الذي قدمه خبراء مركز الطب الشرعي في موسكو و الذي نقلته وكالة الأنباء الروسية و قدم لمحكمة روستوف، قد أكد أنّ ألسا كونغاييفا اغتصبت بعد خنقها، لكن الروس حاولوا بطريقة ما الإمعان عمدا بإهانة مشاعر المسلمين الشيشان.

* بودانوف يتحول إلى بطل قومي:

احتفى القوميون الروس بجريمة بودانوف، و أطلقت الحركة القومية الروسية عليه لقب "أفضل رجل روسي" كما صدرت في مدحه الأشعار و الأغاني التي تمجد بطولاته في أرض الشيشان. و انبرت جمعية علماء النفس الروس للدفاع عنه، إذ جاء في تقرير لهم: أن العقيد بودانوف كان "غير مسؤول" وقت وقوع الجريمة، و لم يكتفوا بذلك، بل طالبوا بالعفو عنه. أما هيئة الدفاع الروسية المكونة من محامين روس تطوعوا للدفاع عن بطلهم و ليس موكلهم فقط، فقد طالبت بالإفراج عنه، لأن التهمة غير مؤسسة قانونيا.

* موقف فلاديمير بوتين من بودانوف:

بعد تلك الحادثة بأيام معدودة تمكن الشيشانيون من نصب كمين كبير ضد نخبة القوات الروسية الخاصة، في منطقة جاني فودينو جنوب العاصمة الشيشانية غروزني، و قد تكبد الروس خسائر مادية و بشرية كبيرة، حيث أدّى هذا الكمين إلى مقتل حوالي 43 عسكريا روسيا، و القبض على 9 جنود روس. و بعد هذه العملية القوية طالب الشيشانيون رسميا تسليمهم بودانوف مقابل إطلاق سراح الجنود التسعة، و قدموا مهلة تنتهي فجر يوم الثلاثاء 06/04/2000، و إلا تم إعدامهم.

كان فلاديمير بوتين المسؤول الأول عن الحرب الشيشانية، و المسؤول عن كل القرارات الصادرة إلى الجيش الروسي في الشيشان، فكان قراره رفض تسليم العقيد بودانوف للشيشانيين مقابل إطلاق سراح جنوده، و هذا غير مستغرب، فهو مستبد و اشتهر بتصريحاته الخطيرة في تلك الحرب، و مما قاله: "سنستمر في الحرب، و لو لزم الأمر محاربة الله لحاربناه". و قد كان قرار بوتين تشجيعا صريحا لجيشه بأن روسيا ستمضي قدما في حماية قادتها حتى لو ثبت أنهم ارتكبوا أبشع الجرائم. و في فجر الثلاثاء نفذ الشيشانيون و عيدهم، و أعدموا الجنود الروس بعيد انتهاء المحددة لحكومة بوتين.

* الشيشانيون لا ينسون أعداءهم:

في 15 يناير عام 2009، أعلنت مديرية السجون و الإصلاحات بمقاطعة أوليانوفسك إطلاق سراح بودانوف، بعد أن قضت محكمة مدينة ديميتروفسك بذلك، مع العلم أنه لم يكمل محكوميته، لتثور ثائرة الشيشانيين، الذين رأوا أن بقاءه حيّا هو امتهان لكرامتهم، و قد باءت محاولاتهم برفع دعاوى قضائية ضده بالفشل. ما جعل بعض الشيشانيين يترصدون له، حتى تمكن يوسف تيميرخانوف من قتل قائد كتيبة الدبابات في الحرب الشيشانية الثانية مجرم الحرب يوري بودانوف في موسكو صباح 10 يونيو 2011، في عملية جريئة تثبت أن أهل القوقاز أهل حرب و شجاعة بالدرجة الأولى، و بعد عملية حثيثة تم القبض على يوسف تيميرخانوف، و حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة في 2013؛ إلا أنّه توفي، قبل أيام، حسب ادعاءات السلطات الروسية في السجن إثر أزمة قلبية، الأمر الذي يشكك فيه بعض العارفين بالعقلية الروسية التي لا تتسامح مع من يقتل أحد رموزها.

* بوتين و الكابوس الشيشاني:

لم يكن أحد من الروس يتصور أن الشيشانيين الذين أُخرجوا بالآلاف في عيد ميلاد بوتين، قد يتجرؤون و يخرجون بالآلاف لتشييع جنازة قاتل العقيد الروسي بودانوف، إلا أن هذا قد حدث فعلا، حيث انتشرت في مواقع للتواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تدفق آلاف الشيشانيين من مختلف البلاد إلى قرية غيلداغان مسقط رأس يوسف تيميرخانوف، لحضور جنازة البطل الشيشاني و منقذ شرف الشعب كما أطلقوا عليه، و قد اضطر وكيل الإدارة الروسية رمضان قاديروف إلى حضور مراسم التأبين، و تعزية أهله، كما حضر  فيسا كونغاييف، والد الضحية إلسا كونغاييفا، و هو الذي يقيم أساسا في النرويج، مع أنه كان قبل سنوات يقول و هو خائف: "لم نسع إلى قتل المجرم الذي قتل ابنتي، أردت أن ينال عقابه وفق قوانين روسيا"، لكنه حضر في النهاية ليودع البطل الذي انتقم لابنته و شعبه.

أحدث التفاعل الرهيب مع رحيل يوسف تيميرخانوف زلزالا في روسيا و على كافة المستويات، إذ لم يتوقع الروس أن يحدث ذلك؛ بسبب وجود إدارة محلية تعلن تبعيتها المطلقة لروسيا بوتين، و تنتهج أشد أساليب القمع لقتل كل من يشك في عدائه لروسيا.

لقد أثبتت الأيام أن الشعوب المسلمة لا تموت، و أنه مهما حاول العدو الخارجي و أذنابه طمس نور الإيمان و الحق من قلوب المسلمين؛ فإن جهوده إلى زوال، و لا شك أن الإحباط و اليأس قد ملأ قلوب ساسة روسيا بعد أن رأوا الشعب الذي ظنوا أنهم قد دجنوه يحتفي بمن قتل أحد رموز روسيا في حربها على الشيشان.

إن هذه الأحداث تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن المستقبل للمسلمين يقينا و حقا، و أن الشر و معسكر الباطل تندحر قوته و مساحاته فعلا و واقعا؛ حتى يمكن الله المؤمنين من سيادة الأرض و إقامة العدل فيها و نشر الخير و السلام في ربوعها.

الرابطhttp://alasr.ws/articles/view/20351

قراءة 1902 مرات آخر تعديل على السبت, 01 أيلول/سبتمبر 2018 08:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث