قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2018 08:23

المعارضة القوية هي الشرط الأساس لقيام حكم راشد

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن الحكم الراشد هو مطمح كل الدول و جميع شعوب العالم، لما يكفله لمواطنيه من عيش في دعة و سلام، و أمن و طمأنينة، و لكنه لم يتحقق إلا بدرجات متفاوتة، و لقلة قلية من تلك الدول و الشعوب، و ذلك لكونه يتطلب الوفاء بجملة من الشروط الضرورية، التي تشكل القاعدة الأساسية التي يقوم عليها بنيانه، و تثبت عليها أركانه، و لعل من أهم الأسباب التي حالت دون قيام حكم راشد في البلاد العربية قاطبة، هو افتقارها إلى وجود معارضة فاعلة و قوية، حيث أن امتناع أو غياب مثل هذا النوع من المعارضة، يدفع السلطة إلى الرضا بالواقع، و عدم التفكير في تطويره و استبداله بما هو أفضل و أمثل، يشهد على ذلك أن المعارضة في الديموقراطيات الحديثة، تلعب دورا هاما في دفع السلطة القائمة في أي مجتمع من مجتمعاتها إلى التنبه لأخطائها، و الالتفات إلى سلبياتها، و حاجتها إلى ترتيب أولوياتها، من خلال ما توجهه إليها من انتقادات، سواء أتعلقت تلك الانتقادات بنمط التسيير و الإدارة، أم بالأهداف و الغايات التي تتجه إليها، و تركّز عليها، كما أن تلك المعارضة هي التي تحمل السلطة على تجنب السرف و التبذير، و أن تتوخى الحذر في الإنفاق من المال العام، حيث تطالبها باستمرار بلزوم الشفافية، و التصريح بطبيعة المشاريع التي تمول من الخزينة العامة، للتّثبت من صلاحية المشروع و استجابته الفعلية للصالح العام، و ذلك من شأنه أن يمنع و يحول دون تبديد و إهدار المال العام، و يمنع اعتبار السلطة أن لها مطلق الحرية في التصرف في المال العام، و تذكيرها أنها تتصرف فيه بتفويض من الشعب، ومن ثمة لا ينبغي لها أن تنفق منه إلا برضاه، و لنا من تاريخنا الإسلامي شاهد على ذلك، فهذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وقف في وجه الخليفة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه، يوم اعتبر ما في بيت مال المسلمين مال الله، و أصر على أنه مال المسلمين، حتى يقطع الطريق على معاوية في التصرف فيه وفقا لهواه،  كما أن هذه المعارضة هي التي تسهم بقدر كبير، في حمل السلطة على احترام ثقافة المجتمع و مقوماته، و مراعاة أعرافه و تقاليده، و الامتناع عن كل ما من شأنه أن يضر بوحدته و تماسكه، و يهدد انسجامه و تناغمه، و يضعف من قدرته على مقاومة عدوه.

إن المعارضة القوية الفاعلة لا يقتصر دورها على ذلك فحسب، بل هي تحمل السلطة على الاعتراف بالسيادة للشعب، و تجبرها على احترام إرادته و عدم التمرد عليها.

كما أن المعارضة هي التي تمثل الحاضنة التي تنشأ و تربى فيها الطبقة السياسية التي سيقع على عاتقها تولي الإشراف على تسيير الشأن العام، فالمعارضة هي المدرسة التي يتمرس فيها السياسي و الشباب بفنون القيادة و يتعرفون فيها على آلياتها و أساليبها و ما تشترطه من قدرات و كفاءات، و ذلك من شأنه أن يضمن للدولة و المجتمع خلافة القيادة التي يغبها الموت أو العجز.

فضلا عن أن المعارضة القوية الفاعلة هي التي تمنع السلطة من التغول و تحول بينها و بين الاستبداد في الحكم، و تذكرها أنها تحكم باسم الشعب فليس لها أن تمتهنه أو تسيئ إليه، و أنه هو صاحب السيادة الفعلية، و أن عليها باعتبار ذلك أن تعتبر رأيه، و تحترم إرادته، و لا تتجاوز رغباته.

و لعل هذه الحقيقة هي التي حملت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه القول لمن انتهر من قال له: اتق الله يا عمر، أتقول لأمير المؤمنين اتق الله؟ ” دعه، فلا خير فيه إن لم يقلها، و لا خير فينا إن لم نسمعها “

و هو يعني بذلك: أن المجتمع الذي لا يوجد فيه الجريء الذي ينتقد الحاكم و يبصره بأخطائه و ينبهه إلى تجاوزاته، هو مجتمع سلبي لا يرجى منه خير، كما أنه لا خير في سلطة تستنكف من سماع النصيحة، و لا ترحب بما يوجه لها من نقد، فتلك سلطة غير مؤهلة لتسيير الشأن العام و هي سلطة متعسفة و سينجر عن تعسفها ذلك زوالها طال الزمن أو قصر لأن المجتمع سيتمرد عليها و يتصدى لها و يعمل على التخلص منها.

و إذن لا غنى للحكم الراشد عن وجود معارضة قوية فاعلة، تسهر على تسديد خطاه، و تجنيه مراتع السوء، و مواقع الزلل، و تحمله على تجنب التقاعس و الكسل، و تدفعه إلى الأخذ بأسباب الجد و العمل، فتشتد أركانه، و يعلو بنيانه، و يبزغ نجمه، و يمتد سلطانه… 

الرابط : http://elbassair.org/637/

قراءة 1325 مرات آخر تعديل على الخميس, 13 أيلول/سبتمبر 2018 08:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث