قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 28 كانون1/ديسمبر 2018 08:13

أزمة الستر الصفراء: قراءة معمقة في المسببات

كتبه  الأستاذ ميثاق مناحي العيساوي/مركز الفرات للتنمية و الدراسات الاستراتيجية
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن استمرار الاحتجاج الفرنسية للأسبوع الرابع على التوالي اعطى دينامية واضحة لحركة المحتجين اتجاه حكومة ادوارد فيليب، و قد عُرفت حركة الاحتجاج الفرنسية هذه، باسم اصحاب "الستر الصفراء"؛ و ذلك بسبب ارتداء المحتجين الستر الخاصة بالرؤية الليلية لسائقي الشاحنات، و هي حركة احتجاجية فرنسية عفوية اخذت رمزيتها من خلال ارتدائها للستر الصفراء تعبيراً عن طريقة الاحتجاج ضد سياسة الحكومة الفرنسية الحالية.

هذه الحركة لم ترتبط بحزب سياسي معين، على الرغم من اتهام مروجيها بأنهم من اتباع اليمين الفرنسي المتطرف الذي تتزعمه ماريان لوبان "زعيمة حزب التجمع الديمقراطي" التي نافست الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية.

ظاهرياً لا تحتاج فرضية المقال الكثير من السرد و التحليل؛ لأن مطالب المحتجين الفرنسيين كانت واضحة، و أن مسببات الاحتجاج و اهداف المحتجين كانت واضحة جداً؛ فالمتظاهرون أو اصحاب الستر الصفراء خرجوا ضد قرارات الحكومة الفرنسية التي وضعت مشروع قانون في موازنة العام 2019، يوصي بزيادة الضرائب على الوقود و المحروقات، إلا أن حركة احتجاجاتهم توسعت في مطالبها بعد أن أنظم لها شرائح مختلفة من المجتمع الفرنسي، و اخذت تندد بنظام الضرائب الفرنسي بشكل عام، متهمين الرئيس الفرنسي بابتعاده عن ارياف فرنسا.

و على الرغم من أن الحكومة الفرنسية قامت بإلغاء الزيادة الضريبية التي فرضتها على الوقود، إلا أن اصحاب الستر الصفراء استمروا في حركة احتجاجهم و تمكنوا من الوصول إلى قوس النصر يوم السبت الماضي و اثاروا اعمال الشغب و التخريب في شوارع باريس. و بناء على ما سبق ربما نصل إلى فرضية المقال الاساسية، فهناك من يسأل عن سبب استمرار احتجاج اصحاب الستر الصفراء على الرغم من تراجع الحكومة الفرنسية عن الزيادة الضريبة التي فرضتها على الوقود في موازنة العام المقبل؟

لعل زيادة أسعار الوقود و سياسة الرئيس ماكرون الاقتصادية، يعدان السبب المباشر لانتفاضة اصحاب الستر الصفراء ضد سياسات الحكومة الفرنسية، و أن تراجع الأخيرة في قراراتها مع توسع حركة المحتجين رفع من سقف المطالب بشكل أكبر، لكن إذا ما عدنا إلى الخلف سنجد بأن أصل المشكلة لا تكمن فقط بسياسة الحكومة الحالية، و إنما بمجمل سياسات الحكومات الفرنسية السابقة.

ربما جزء من المشكلة يعود في الوقت الحاضر إلى السباق الرئاسي الفرنسي و طبيعة تنافسيتها، و طريقة وصول الرئيس ماكرون إلى الرئاسة الفرنسية، فماكرون جاء بأصوات الفرنسيين الرافضين لسياسات الحكومة التقليدية و السياسة الليبرالية و الرأسمالية التي اتبعتها الحكومات السابقة التي قسمت المجتمع الفرنسي إلى طبقات.

و إن ترشيح ماكرون كان يحمل في طياته الرفض المعلن لسياسة الحكومات السابقة، لاسيما فيما يتعلق بسد الفجوة الكبيرة التي خلقتها السياسة التقليدية بين السلطة السياسية و المواطن الفرنسي؛ و بهذا فإن غالبية الفرنسيين الذي رشحوا ماكرون في سباقه الرئاسي كانوا يأملون منه بأن يطرح نموذج فرنسي جديد يتم التخلص من خلاله عن كل الشوائب السابقة التي سيطرت على السياسة الفرنسية في الحكومات السابقة، و أن لا يبقى اسيراً للسياسة التقليدية "الفرنسية و الأوروبية" على حداً سواء.

فالمسألة هنا تتعلق بالنموذج الاجتماعي و السياسي الذي يريده المحتجون من الحكومة و الرئيس ماكرون، بعيداً عن الاحزاب التقليدية التي رفضها الفرنسيون في الانتخابات الرئاسية الماضية، فما يحتاجه الفرنسيون من ماكرون أن يعي المشكلة الداخلية في فرنسا، لاسيما المشاكل المتعلقة بالجانب الاقتصادي و التوجه إلى طبقات المجتمع الفرنسي البعيدة عن المدن و عن العاصمة الفرنسية باريس، و التقليل من سطوة الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد الفرنسي. و لهذا فإن مطالب المحتجين ظاهرها يكمن في الاحتجاج على ارتفاع اسعار الوقود، إلا أن باطنها يعكس السخط الجماهيري على سياسات الرئيس الفرنسي و رئيس حكومته ادوار فيليب.

إن استمرار حركة احتجاج اصحاب الستر الصفراء في الاسابيع القادمة و اتساع رقعتها، ربما ستجبر الرئيس ماكرون الى الابتعاد عن الحلول الجزئية التي لم تعد ترضي المحتجين، و نتيجة لذلك قد يذهب الرئيس إلى اقالة حكومة ادوارد فيليب و حل البرلمان. اما في حال تراجع المحتجين مقابل إصلاحات الحكومة و تراجعها عن القرارات الضريبية، فربما يلجأ ماكرون إلى سياسة الانفتاح على اصحاب الستر الصفراء من أجل الوصول إلى حلول توافقية لا تكلف الرئيس ماكرون و رئيس حكومته الكثير، كتلك التي تكلفه في حال استمرار الاحتجاجات.

و بغض النظر عن دينامية الاحتجاجات، و عن سيناريوهات التعامل معها، فأن شعارات أصحاب الستر الصفراء التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بمطالبتهم بجمهورية سادسة تتيح المزيد من التواصل بين السلطة و المواطنين و تقلص الفجوة التي خلفتها السياسات الفرنسية السابقة في تحقيق عدالة اجتماعية بين طبقات المجتمع الفرنسي و ليس طبقة دون أخرى، تشبه كثيراً تلك الشعارات التي رافقت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية، و التي انتخب بموجبها الرئيس ماكرون.

فما يريده المحتجون هو تعديل مسار السياسة الفرنسية على الصعيد الاقتصادي  و الاجتماعي؛ و ذلك من أجل إحداث توازن "على أقل تقدير" في سياسات الرئيس ماكرون بين طبقات المجتمع الفرنسي، فضلاً عن الموازنة بين السياسات الداخلية و الخارجية، لاسيما تلك السياسات التي تتعلق بالاتحاد الأوروبي.

* باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/2004-2018

www.fcdrs.com

المصدر : عن المدونين العرب

قراءة 1386 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 كانون2/يناير 2019 22:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث