قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 13 شباط/فبراير 2019 10:45

العرب الروس و البروباغندا

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عود تاريخ الهجرة الفعلية للعرب إلى روسيا و تكوّن جاليات عربية ضخمة في هذا البلد إلى سنوات الستينات و السبعينات، عندما تمّ ابتعاث أكثر من 45 ألف طالب عربي،  من أجلّ الدراسة و اكتساب الخبرة التقنية و المهنية و العسكرية، و استمر الأمر إلى نهاية الثمانينات، حيث خفّت موجات الهجرة إلى روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، و انهيار الوضع الاقتصادي في هذا البلد، و تفشي الجريمة و العنصرية و عصابات المافيا، مع هذا التغيّر ظهر على الساحة الروسية فئتان من العرب الروس، فئة عادت إلى العالم العربي، و فئة استقرّت في روسيا.

الجالية العربية في عهد بوتين:

و مع ارتفاع النّفط و تحسّن المعيشة في روسيا، و انتهاج فريق بوتين نهجا واضحا يستهدف استرجاع ما يقول الرّوس أنّه مجدهم الضّائع، عاد العرب الرّوس إلى دائرة الضوء و النّشاط الإعلامي، و التدوين عبر الانترنت، و المقصود بالعرب الرّوس تلك الفئة العربية المهاجرة التي تعمل ضمن القنوات و المواقع الإعلامية الروسية، و المعرّبة، أو التي تعمل على مستوى المراكز البحثية و الأكاديمية، و لا نقصد بالحديث جميع العرب الذين يعيشون في روسيا، فكيف تم ترويس هذه الفئة؟ و لصالح أيّ مشروع تعمل؟

روسيا أوّلا و قبل كل شيء:

أمّا القسم الأوّل من العرب الروس، فهم  المبتعثون إلى روسيا في ستينات و سبعينات و ثمانينات القرن العشرين، و الذين رفضوا العودة إلى العالم العربي بعد انتهاء دراساتهم؛ لأسباب تتلخص في كون أغلبهم تزوّج من روسيات رافضات للعيش ضمن مجتمع مسلم أو تقاليد إسلامية، كما أنّ حصول الكثير منهم على الإقامة، و السكن الذي توفر لهم بفضل حصولهم على الحق في الإقامة الدائمة، و حصولهم على معونات هامّة من الدولة مثل منح الأطفال، و حصولهم على وظائف ضمن الدوائر الإعلامية و الثقافية و الاجتماعية الحكومية، و اندماجهم شبه التّام في المجتمع الروسي و عاداته،  أسباب جعلتهم يقررون البقاء في حضن الفدرالية الروسية، و العيش فيها و العمل لأجلها، و رغم فشلهم في تكوين كيان عربي خاصّ بهم، و عدم نجاح أي تجربة لهم على مستوى الجاليات، إلّا أنّ أهمّ ما يلفت النّاظر في أحوالهم أنّهم يعشقون روسيا و يمجدونها، و يروجون لأيديولوجيتها، و ينافحون عنها بشراسة في مجالسهم و مقالاتهم، و قد أثبتوا ولاءهم التّام لها في كل المواقف التي اتخذها الكرملين، خاصّة في حرب العراق و الحرب ضد جورجيا و احتلال جزيرة القرم و شن الحرب على شرق أوكرانيا، و مع بداية  التدخل الروسي في الثورة السورية، رجعت أصواتهم النّشاز للظهور في القنوات و في الصحف، تمجد رئيس روسيا الحالي فلاديمير بوتين، و تصفه بأفخم الألقاب و الأوصاف، و تروج لمقولة : روسيا صديقة العرب و عدوّة الغرب، و رأس الحربة في محور الممانعة و المقاومة، و المطلّع على المقالات التي تنشرها عشرات المواقع الروسية المعرّبة مثل موقع سبوتنيك و روسيا اليوم، يجد مقالاتهم تنتصر لروسيا أكثر من الرّوس، و قد ظهر عداؤهم الشّديد للثورات العربية التي رفضها الكرملين من أوّل يوم، فهم على سبيل المثال عند تناولهم الوضع في سوريا، فإنّهم يقفون ضد الثورة باسم محاربة التطرّف و الانتصار للشرعيّة، و في اليمن يعملون بجد لتشويه ما يعرف إعلاميا بقوات الشرعية و التحالف العربي لنصرة الشرعية، و وصمه بأبشع الأوصاف، و ينشرون ما يسمونها انتصارات الجيش اليمني الذي يقوده الحوثيون و المخلوع علي عبد الله صالح، و يحتفون بمقتل الجنود العرب هناك، كما دعموا بقوة الحراك الجنوبي الانفصالي قبل الثورة اليمنية، و كان السّفير الروسي من أكثر المسؤولين الأجانب تأييدا لهذا الحراك، هذه الفئة ترفع شعار: "مع روسيا ظالمة و مظلومة" فعلى سبيل المثال بعد الثورة الأوكرانية التي رأتها موسكو مهددة لوجودها، ركبت هذه الفئة موجة التشويه المكثف و الموجّه ضد الأوكران؛ و وصفهم بالانقلابيين و عملاء للغرب، و لم يعترفوا حتى بالانتخابات التي خرج فيها ملايين الأوكران لاختيار رئيسهم، و يرددون أطروحات روسية ضدها، و يمارسون نفس الكذب و البروباغندا التي تروج لها السلطات الروسية.

الإعلام العربي الروسي و أهدافه:

هذه الفئة تعتبرها روسيا رأس الحرب في نشر الدعاية الروسية داخل العالم العربي، و قد سخّرت لها روسيا أموالا طائلة، و آلات إعلامية ضخمة، يتابعها الملايين من العرب بإعجاب و انبهار، و تعمل هذه الآلة الإعلامية على نشر مفاهيم معيّنة تخدم الأهداف الروسية الرامية إلى استرجاع "مجدها المفقود" على حساب المسلمين، كما تعمل على ضرب حقائق ثابتة، و رسم صورة نمطية مزيفة عن روسيا في الوعي الجمعي للجيل الحالي، فهي تسوّق لروسيا الصديقة، و روسيا المحبة للمسلمين، و التي تبني لهم المساجد و تساعدهم بالأسلحة ضد أمريكا، كما تعمل على التركيز على الإسلام السّني الصحيح، و قد وجدت في أحداث الربيع العربي مطيّة لتوجيه السّهام إلى ما تسميه الإسلام السياسي، و وصمه بالتطرف و الإرهاب، و وجوب محاربته و تجفيف منابعه، و يزداد خطر هذه الأبواق بسبب تجاهل النخب العربية لهذه الآلة الدعائية الضخمة، خاصّة مع انشغال الداخل العربي و الإسلامي بالمشاكل الداخلية و الصدام مع المشروع الأمريكي و الإيراني و الصهيوني بالمنطقة، ما يجعل إمكانية ظهور كتلة مسلمة محتضنة للمشروع الرّوسي غير مستبعد، و الذي يتصفح مواقعهم يفاجأ بحجم التفاعل العربي مع البروباغندا الروسية، خاصّة أنّ الكثير من المسلمين لا يملكون تصوّرا صحيحا عن حقيقة روسيا، بسبب جهلهم بتاريخها الدّموي مع المسلمين، بل إنّ أبرز ما يتصوره المواطن العربي عنها أنّها بلاد الحسناوات، و بلاد الفودكا و البلطجة؛ و لهذا ينبغي الالتفات إلى السّموم التي تطرحها هذه الفئة التي ترفع شعار روسيا قبل كل شيء، من ترويج لأطروحات المستشرقين و إعادة إحيائها، و نشر الإلحاد في العالم الإسلامي، و تسخير جهود جبّارة لنشره بين أبناء الأمّة الإسلامية.

المبتعثون من  العرب الرّوس يعودون:

أمّا القسم الثاني من العرب الرّوس فهي الفئة التي عادت إلى العالم العربي بعد أنّ أنهت دراساتها، و هم الذين أرسلوا للدراسة في الاتحاد السوفييتي في القرن الماضي، و قد عاش هؤلاء سنوات طويلة في أرض الشيوعية و الإلحاد، و تشبّعوا بمبادئها المصادمة للإسلام و حضارته، و قد أشرف على ملف المبتعثين العرب المخابرات الروسية بالتعاون مع المخابرات العربية، و ساهم الجهازان في تخريج الكثير منهم ضمن دفعات خاصّة همّها الأوّل و الأخير فصل الأمة عن ماضيها و هويّتها، غير أنّه و بانهيار الاتحاد السوفيتي قلّت الأضواء الموجهة إلى هذه الفئة، حتّى ظنّ الكثيرون أنّ فكرهم الذي عُجن في مخابر الرّوسنة قد زال. فهل هذا الظنّ في محله؟

هل اختفت الأقلام الشيوعية من العالم العربي؟

يعتقد الكثيرون أنّ زوال الاتحاد السوفياتي أدّى بالضرورة إلى تغيّر فكر الكثير من العرب المبتعثين إلى روسيا و الذين يؤمنون بالفكر الشيوعي، و هو ما تكذبه الوقائع و الحقائق، فالذي حدث هو أنّ المد الليبرالي اكتسح السّاحة، غير أنّه لم يلغي هذه الفئة من الوجود، و أكبر دليل على هذا الكلام عودة هؤلاء إلى مسرح الكتابة الصحفية و التدوين، مع ظهور الروس مرة أخرى على مسرح الأحداث العالمية، من جورجيا مرورا بأوكرانيا وصولا إلى سوريا،  و هو الظهور الذي بثّ الرّوح فيهم، و أعاد إليهم نشاطهم، غير أنّ كتاباتهم هذه المرّة تتسم بالمخاتلة، فهم يكتبون انطلاقا مما يدعونه مناكفة الشرّ الأمريكي، و الوقوف مع روسيا الممانعة و الأخلاق بوجه الإباحية الغربية- خاصّة مع تبني الغرب زواج المثليين- رغم أن روسيا و خاصّة مدنها الكبرى تعج بالفساد الأخلاقي و الخيانات الزوجية أكثر من أي دولة أخرى، فهي الدّولة التي تضم أكبر عدد من الأغنياء في العالم، و الأكثر تناولا للخمر بين سكّان الأرض، كما يتخذون من شعار محاربة الأحادية القطبية منطلقا لكتاباتهم و جذب الجيل الجديد من الشباب العربي نحو اعتناق مبادئ موسكو، إلّا أنّهم  قبل هذا التدخل الروسي في الأمّة الإسلامية، كانوا يتخذون التقية الصحفية عند الكتابة عن الإسلام وسيلة لتجنب غضب المسلمين، فهم كما يكتبون يحترمون  " النبي المجيد" و لا يعترفون  بالإسلام كنظام حياة و حضارة، إلا أنّ المتابع لكتاباتهم منذ ظهور الثورة السّورية خاصة، و تسليط روسيا و الغرب الضّوء على أفعال تنظيم الدولة في سوريا، عادوا إلى الطعن في الإسلام، و مهاجمة القرآن و السنّة، خاصّة أنّهم تشبّعوا بفكر المستشرقين الروس، و لذلك فإنّ  الاعتقاد بزوال أقلام أبناء روسيا الشيوعية و الإلحاد من بني جلدتنا ما هو سوى ثغرة خطيرة، وجب سدها و إعطاؤها حقها من الكتابة و المواجهة، حتى لا يتسلل منها الروس و أذنابهم إلى العالم العربي و الإسلامي.

و تجدر الإشارة إلى نقطة هامّة و هي أنّ الأحزاب الشيوعية العربية الناشطة آنذاك، استغلّت فرص الابتعاث الرسمي إلى الاتحاد السوفياتي، و أرسلت خيرة كوادرها للدراسة و التكوين في روسيا، بالتنسيق مع الأجهزة الرسمية العربية و الرّوسيّة، و حرص الروس على أن يندمج المبتعثون المصنفون ضمن دائرة "مبتعث خاص" في الحياة المنحلة، حتّى أصبح الكثير منهم أسوأ من الرّوس أخلاقيا، و بقي الكثير منهم على هذا الحال حتى بعد رجوعهم إلى الدول العربية و تبوئهم مناصب وزارية هامّة و تمكنهم من مراكز عسكرية سامية في الدّول العربية، و ساهموا في إفساد الحياة و محاربة الإسلام و تقتيل الشعوب، و هي النقطة التي يغفل الكثير من متتبعي الشأن المحلي عن التركيز عليها لفهم خلفية هؤلاء الواقفين خلف تلك الجيوش العربية التي تخرج ضباطها من الاتحاد السوفياتي، و التي ارتكبت مجازر مروّعة في حق شعوبها مثلما حدث في سوريا، دون التقليل من المجازر الثقافية و التربوية في حق أجيال من المسلمين.

العرب الروس ليسوا أقل خطرا من التغريبيين:

إنّ الحديث عن العرب الروس، الذين تمّ ترويسهم، لا يقلّ أهميّة عن التغريبيين العائدين من الغرب، فالهدف المشترك بينهما واحد، السيطرة على خيرات العالم العربي و إقصاء الإسلام، و ضرب المسلمين في عقيدتهم و مسخ هويّتهم؛ لأجل ذلك حقّ على الغيورين من أبناء الأمة الإسلامية، الالتفات إلى روسيا و وكلائها؛ خاصة و أنها قد التفت إلى العالم العربي لكن بأنياب تقطر دما و قلب مليء حقدا و غلا، و لن تدخر جهدا في حربها على المسلمين و السيطرة على خيراتهم، بعد أن عبّرت الكنيسة الأرثوذكسية عن رأيها في الحرب على المسلمين السّنة من أنّها حربا دينية مقدسة، و ها هي الآن بعد أن احتلت سوريا، تستعد لفعل ذلك في ليبيا.

الرابط :https://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-237070.htm

قراءة 1261 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 19 شباط/فبراير 2019 06:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث