قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 17 حزيران/يونيو 2019 10:12

المسلمون و إهمال العلاقات الدولية

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تترك نصوص الوحيين أصلًا من الأصول التي تقوم عليها الحياة إلا و نبهت المسلمين إليه، وحثتهم على الإحاطة بها، و يزداد شأن المذكور شرفًا و خطرًا كلما كثر ذكره، و من الأصول التي أشار إليها القرآن في مواضع كثيرة أصل: «العلاقات الدولية»، و لعل أبرز سورة تناولته هي سورة الروم، دون أن ننسى سورة الإسراء التي تتحدث عن الصراع المستمر بين المسلمين و اليهود، و غير ذلك من المواضع القرآنية التي أتت على ذكر خواص العلاقات الدولية بيننا و بين أهل الكتاب، كما أن السنة النبوية تناولت هذا المجال الخطير بالذكر و التوجيه، و من ذلك على سبيل التمثيل حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام: «فَارِسُ نَطْحَةٌ، أَوْ نَطْحَتَانِ ثُمَّ لا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَ الرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلَفَ مَكَانَهُ قَرْنٌ، أَهْلُ صَخْرٍ وَ أَهْلُ بَحْرٍ هَيْهَاتَ لآخِرِ الدَّهْرِ، هُمْ أَصْحَابُكُمْ مَا كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ».

سورة الروم..و العلاقات الدولية:

إن الآيات الأولى لسورة الروم يمكن أن تكون بحق: اللبنة الأولى لفهم مدى اهتمام الإسلام بالعالم المجاور أو المحيط بالمسلمين و تأثيره عليهم، يقول تعالى{الم1غُلِبَتِ الرُّومُفِي أَدْنَى الأَرْضِ وَ هُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَفِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْـمُؤْمِنُونَبِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَ هُوَالْعَزِيزُ الرَّحِيمُ[الروم١ - ٥].

و أول ما يشد المتأمل للسورة أنها نزلت في المرحلة المكية، حيث كان المسلمون فيها قلة مستضعفة، و كانت أعدادهم قليلة، و لم يكن لهم دولة بعد، و لم يتبلور عندهم حتى مفهومها، و هنا مربط الفرس، فبرغم ضعف المسلمين و الحرب الشرسة المفتوحة عليهم من قريش إلا أن ذلك لم يكن مانعًا لهم من الاهتمام بالأحداث الدولية الكبيرة التي كانت تجري على الساحة العالمية، لذلك لا يحق لمسلم أن يبرر إهمال هذه الحلقة المؤثرة بالضعف الذي تعيشه أمة الإسلام اليوم.

ثاني الإشارات التي يجب الوقوف عندها هي قوله تعالى: {فِي أَدْنَى الأَرْضِ}فهذا نص في وجوب اهتمام المسلمين بالجغرافيا عمومًا و بالجغرافيا السياسية خصوصًا، خاصة أنها صارت علمًا قائمًا بذاته يدور على أكثر من عشرين أصلاً أبرزها: دراسة الحدود و التخوم، و العالمية، و بناء الدول و الإمبراطوريات؛ كل ذلك لأجل معرفة القوى الحاكمة و المسيطرة و المؤثرة على أجزاء البسيطة، و لا يتصور فهم الآخر دون معرفة جغرافيته و دراستها وفق مناهج علمية عميقة صبورة، و قد تنبهت مؤسسات و أجهزة الاستخبارات الغربية لذلك، فخصصت لأفرادها حيزًا مهمًا جدًّا لدراسة الجغرافيا السياسية في البرامج التكوينية المقررة عليهم، و لم تتأخر المراكز الغربية العالمية في تبني ذلك، بدليل تخصيصها فروعًا لها بكل القارات، و تخصيص أقسام خاصة داخل الفرع نفسه لدراسة مكونات الجغرافيا السياسية لأجزاء القارة؛ من أجل معرفة الفواعل و العوامل التي تتحكم في المشهد السياسي و الاجتماعي و الثقافي للدول، فأين المسلمون من ذلك؟!

و في قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ}تحدث عنهم بمفهوم الأمة، و في ذلك تنبيه واضح إلى أن مواجهة الأمم الأخرى لا تتم إلا بتحقق مفهوم الأمة الإسلامية، و هنا نلحظ أن القرآن يلفت انتباه المسلم إلى أن الصدام مع القوى الكبرى في العالم أمر لا مفر منه، و عليه وجب العمل على تقوية مفهوم الأمة المبني على الولاية و النصرة و الوحدة، ضمن كيان جامع يحمي بيضة المسلمين من شر قوى الاستعباد العالمية.

لماذا أهمل المسلمون المجال الدولي؟

إن مما يؤسف له ترك المسلمين و نخبهم ميدان العلاقات الدولية لأعدائهم يديرونه وفق مخططاتهم المعادية للإسلام و البشرية جمعاء، و من علامات ترك نخب العالم الإسلامي له: غياب تصور واضح له، و إهمال دراسة فواعله، مما شجع نصارى العرب و العلمانيين و الشيوعيين على الانفراد به و تصدره.

و لعل من أهم أسباب إهماله عدم إدراك المسلمين لتأثيرات الوقائع و الأحداث العالمية على حياتهم الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية، و عادة الناس أن يولوا اهتمامهم للأمور القريبة، و الواضح أثرها عليهم، أما الأمور التي لا يظهر أثرها المباشر عليهم فإنهم يهملونها، و هي سمة إنسان الدولة القومية الذي يحبس اهتمامه و شغفه ضمن حدود ضيقة، و هي أيضًا صفة إنسان زمن الماديات الذي لم يعد يهتم حتى بالأحداث الكبرى ببلده، بل يهتم بالأخبار النفعية ذات الصلة بالقطاع و المجال الذي يعمله فيه، حيث تكرس في حياته نفسية التواصل مع المصدر الذي يحقق له النفع المباشر، و غابت عنه المبالاة بالأمور الأخرى بما أنها لا تحقق له شيئًا ملموسًا يحسن حياته، لكن أن يصل الإهمال نخبة العالم الإسلامي المعول عليها في إعادة بعث ريادة الأمة فهذا من الأمور المرفوضة، و هو علامة بيّنة على عدم نضج المكون الحالي لمشروع النهضة الإسلامية، بدليل حصرهم فهمهم للعلاقات الدولية في الحديث عن المؤامرات و فضحها لا غير، و هذا مفهوم سطحي؛ فاتخاذ موضع المتفرج على العدو و عدم قراءته و دراسته لاختراقه و التعامل معه لا يمكن أن يغير الواقع، بل لا يمكن أن يخفف الأضرار بالقدر المأمول في ظل عالم مفتوح، و ها هي المؤامرات تتوالى على المسلمين حتى صارت كل فاجعة تنسيهم أختها، و المؤسف أن أعداد المتمكنين الذين ينافحون عن الأمة من خلال الفهم و القراءة و التحكم في خيوط العلاقات الدولية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل صار ملايين المسلمين ينتظرون فلانًا من الناس ليشرح لهم ما يدور في العالم من خلال منهجية واضحة غير معقدة تربط الأحداث ببعضها و ترسم صورة واضحة لجماهير الأمة الإسلامية.

 الصراعوية سمة الحياة:

المتدبر في الآيات التي تتحدث عن نوعية العلاقات بين المسلمين و بين أهل الكتاب عمومًا و اليهود خصوصًا، يستنبط منها ملمحًا مهمًا، و هو أن البناء العلاقاتي عندهم يتأسس على معاداة الإسلام، باعتباره الدين الحق، الذي جاء لكسر شوكة الاحتلال و الاستغلال و الاحتكار و الاستصغار بين البشر؛ لذلك يتميز تاريخهم معنا بالعدوان على كل شيء يمت بصلة إلى إسلامنا، حيث تعددت اعتداءاتهم عبر التاريخ لتشمل المجالات الاجتماعية و الثقافية و السياسية، و لهذا فإن نصوصًا مثل: {يُرِيدُونَ أَنيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ[التوبة32]،{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ[النساء89]،{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[آل عمران118]،{لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلًّا وَ لا ذِمَّةً} [التوبة10تدل دلالة قاطعة على أن الصراع بين الحق و الباطل مستمر و لن يهدأ، بحكم: {وَ لَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَ لا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة120]، و قد وجه القرآن إلى الحل العملي لمواجهة ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعَا[النساء71]،{وَ أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَ مِن رِّبَاطِ الْـخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ[الأنفال60كلها نصوص تؤكد على وجوب الاستعداد المستمر لما ستثمره خرجات نفسية الاستعداء التي تسكن العالم الآخر.

و هاتان الكلمتان {وَ أَعِدُّواو{تُرْهِبُونَتشيران إلى مسألة حساسة، و هي عدم الركون للآخر و تصديق المصطلحات التي يضعها كواجهة في علاقاته معنا، بل إن المطلوب هو الاستحضار الدائم لسمته التي تميزه، و هي القابلية للاعتداء، مما يؤكد على العمل على حضور عنصر الاستعداد الدائم، لأن غيابه يعني دخول المسلمين في مرمى مخططاته، و تحولهم إلى محل للحرب، و تبقى هذه المسألة تاريخيًّا المغير و المؤثر الأكبر في العلاقات الدولية، و كم من دول تقلصت أو زالت أو كبرت بفعلها.

 و هنا يحسن القول إن الاهتمام و التحكم بزمام فواعل العلاقات الدولية من صميم الاستعداد للمواجهة ضد عدو متوثب لا يكل كما وصفه رسول الله عليه الصلاة و السلام: «الروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن آخر».

و من هنا فإنه يتقرر أن الأصل في العلاقات الدولية غياب الثقة، و هو ما تفهمه الدول الكبرى في عالمنا القلق، و لهذا نرى تسابقًا محمومًا بينهم على التسلح و الأخذ بالقوة، للهيمنة على العالم، و الاجتهاد في دراسة العلاقات الدولية و كل العوامل المؤثرة فيها.

العلم و الرغبة و القوة و أثرها على العلاقات الدولية:

إن شيوع الاهتمام بمجال العلاقات الدولية لدى عامة المسلمين، و بروز الشغف بها لدى نخبتها، سيولد معرفة بمدى أهميتها، و سيثمر ذلك رغبة في التلبس بها و التمكن من فواعلها، وصولًا لفهم أهمية القوة - بكل أنواعها في تقرير مصير العالم أجمع، كما سيولد طاقة دفع ذاتية لدى غالبية نخب الأمة للعمل بجد لتحقيق هذا الهدف الشريف.

و ما دام الإسلام دين الرحمة فإن غيابه اليوم أفسح المجال لانتشار الحروب و الدمار و انحسار الأمن و الاستقرار، و لو تمكن المسلمون من مرابط النظام الدولي التي تعطيه القوة للتحكم بمصير البشر فإن ذلك سيكون له تأثير على البشرية جمعاء، حيث إن الأمة الموعودة بالعاقبة، لا يجوز لها أن تسلم حاضرها و مآلها لعقلية النائمين الذين يبنون حياتهم على الأحلام و تفسير الحياة وفقها. إن أمة فيها حديث الفسيلة لا يقبل منها القعود عن العمل أو الركون للتفكير بالرغبة و ركوب نفسية المتمني القاعد، بل يصل الليل بالنهار ليستمر له التحكم برقاب البشرية أجمع.

إن فتح عقول المسلمين خاصة الشباب على الاهتمام بالعلاقات الدولية و فواعلها و تعريفهم بخطورتها على الحياة، و تأثيرها المباشر عليهم سيشكل دفعًا قويًّا للأمة نحو النهوض من سباتها في ظل عالم متآمر يأخذ بالسنن المادية للسيطرة على العالم لصالح فئات شرسة مريضة بمرض التلذذ بإثارة الحروب و سفك الدماء و التلاعب بمصير الدول و البشر، و هذا لن يتحقق إلا بتبسيطه و توسيع مجال المخاطبين ليشمل المثقفين من شباب الأمة و يدفعهم للاهتمام بهذا الميدان الإستراتيجي و الحيوي.

رابط المقالة : http://www.albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=4787

قراءة 1090 مرات آخر تعديل على الخميس, 20 حزيران/يونيو 2019 07:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث