قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 22 آذار/مارس 2020 20:27

ضلالات العلمانية العربية

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)
العلمانية العربية حلّت محل الاستعمار و الاستشراق، تقوم بمهامهما تماما لأن وحدة الهدف تجمع الطرفين، و يكفي تتبع أعمال من يسمَّون " المفكرين المستنيرين " لرؤية المنظومة الغربية بارزة فيها على مستوى المحتوى و المنهجية و التصوّر، غير أنها منظومة تجرّدت من محاسن العلمانية الأصلية كالحرية و الحيادية تجاه الدين  و تلبّست بجميع مساويها، و همّها ينحصر في الانتصار للمرجعية الثقافية الغربية باعتبارها نهاية التاريخ، و العمل على تشويه الاسلام من كل الزوايا و بجميع الوسائط كالأدب و الفن و الدراسات الأكاديمية، و يأتي في مقدمة أولوياتها هدم الشريعة و الأخلاق و نبذهما كمرجعية و إنكار إمكانية إسهام الوحي في المعرفة الانسانية فضلا عن إدخال أحكامه في المنظومة القانونية العالمية، و لا يتورّع العلمانيون العرب – و على رأسهم " المفكرون المستنيرون " – عن الافتراء على الاسلام و شرائعه و تاريخه و تزوير حقائقه مهما كانت ناصعة، ففرج فودة – على سبيل المثال – أعاد قراءة تاريخ المسلمين من زمن الرسالة إلى اليوم فلم يجد فيه إيجابية واحدة، كيف ؟
عمد إلى الاسلوب الانتقائي الفجّ فأغفل كل ما يُحمد و التقط كل نقيصة صحيحة أو مفتعلة عبر القرون و سمّى كتابه " الحقيقة الغائبة " و خلص إلى أن الاسلام و المسلمين مصيبة كبرى نزلت بالبشرية يجب إهالة التراب عليها، و هذا ما لم يجرأ عليه أعتى المستشرقين.
إنها علمانية متوحشة تتبنّى أكثر المقولات الاستشراقية افتراء على الاسلام كربط تخلف المسلمين بتمسكهم بالدين، و كأن أقطابها لا يقرؤون لا التاريخ و لا الوحي و لا التراث، بل هم مطلعون على كل هذا لكن بقراءة تبعيضية نصفية متحيّزة لا مكان فيها للموضوعية أو الأمانة العلمية، لذلك لم تُجدهم هذه القراءة في شيء لأنهم ضحايا مزاعم القراءة المعاصرة للقرآن، فمنهم من ينكر الوحي أصلا و منهم من يدعو إلى قراءة نصوصه قراءة علمانية أي قراءة موجهة ليتلاءم مع الفكر الغربي العلماني، لذلك يرفضون تراث جميع الفقهاء و العلماء و المفكرين القدامى و المحدثين لأنهم جميعا متمسكون بالدين في قراءتهم و اجتهادهم بينما يرفض العلمانيون ذلك.
إنهم متحصنون داخل كهوفهم الايديولوجية، لم يخرجوا منها منذ قرن و نصف، لم يتغيرون و لم يتبدلوا، بقوا جامدين إقصائيين، يزعمون أنهم يمتلكون الحقيقة، و يلاحظ المتتبع لمسيرتهم أن حقدا إيديولوجيا دفينا يسكنهم، يحجب عنهم الحقائق و الوقائع.
ففي الجزائر مثلا تغافلوا على الرمز الثورية و العلمية و الأدبية عبر العصور و أحلّوا محلها رموزا أخرى فرنسية و مسيحية، و ذلك نكاية في ثوابت المجتمع و في الشعب المتمسك بدينه و لغته و تاريخه، تتوزع هذه الرموز المصطنعة بين :
-                     القديس أوغستين : وجه بارز في الكنيسة الكاثوليكية، بزعم أنه ابن الجزائر لأنه وُلد به، و تناسوا أنه لم تكن له أي صلة بشعبه بل كان عميلا للدولة الرومانية الغازية، أما الشيخ ابن باديس فقد صرحت تلك المرأة المسترجلة المدلّلة أنه " الأصولي الأول ".
-                     شارل دي فوكو : جاسوس فرنسي انتحل في أواخر حياته صفة الزاهد و سكن الصحراء و قضى سنواته الأخيرة في  النشاط التنصيري حتى قتله أحد المجاهدين الغيورين على دينهم المحبّين لبلدهم.
-                     ألبير كامو : هو كاتب شيوعي وُلد في الجزائر من أسرة من المحتلين الفرنسيين، أثناء حرب التحرير أعلن بوضوح انتصاره لأمّه كما قال ( أي فرنسا ) على حساب الحق و الحرية.
-                     ماري لويز(طاوس ) عمروش : أديبة و فنانة قبائلية ارتدّت مع أسرتها عن الاسلام و تنصّرت، لذلك يمجدونها على حساب الرموز القبائلية الأصيلة التي خدمت الاسلام و العربية وفدت بنفسها الجزائر.
إن هذه العلمانية المتبجحة بالعلم لا تستحي من التناقضات الواضحة التي تتحرك في أرجائها، فهي ترفض أن يتدخل الدين في نقد الأعمال الأدبية و الفنية لكنها تبيح لنفسها نقد الدين و الوحي و الأخلاق و المتدينين و العلماء، ترفض المقدس الديني و تصف بعض العبادات كالطواف بالكعبة بالوثنية و لكنها تقدس أتاترك، و تضع مراسيم دقيقة و طقوسا ملزمة لتعظيمه، تتبنى الحرية كقيمة إنسانية مطلقة لكنها تأبى أن ينعم بها غير العلمانيين، و الذي تؤمن به هو حرية الهدم لا البناء.
و العلمانية في البلاد العربية أسماء متعدّدة لمسمّى واحد، و إنما اختلفت العناوين عن الحقيقة و الجوهر لأن المسلمين – إلاّ أقلية ضئيلة منهم – يرفضونها في مجال الفكر و السياسة لربطهم لمفهومها بالإلحاد و مناهضة الاسلام الذي يعدّونه هويتهم و شخصيتهم، فالعلمانيون ديمقراطيون هنا، جمهوريون هناك، ليبراليون هنالك، و كلهم ينسبون أنفسهم إلى الحداثة، و هم قرة عين الاستعمار القديم و الحديث، فقد ورد في تقرير مؤسسة رند الأمريكية المشهورة أن المعتدل الذي يجب تشجيعه هو الليبرالي العلماني الذي لا يؤمن بالشريعة الاسلامية، يؤمن بحرية المرأة في اختيار رفيقها، يؤمن بحق الأقليات في تولي المناصب العليا ... ، و هذا ما تبشر به أدبياتهم و إعلامهم و أحزابهم، و كلّ من يأبى الذوبان في المرجعية الغربية فهو بالضرورة أصولي متنطع بل إرهابي لا شكّ في خطورته على الحياة و الأحياء و المجتمع الدولي!!!
إن غلاة العلمانيين العرب أصحاب أمراض فكرية مستعصية و أصحاب أهواء لا تترك مكانا للمبادئ و القيم النبيلة، صرّح أكثر من واحد من أقطابهم أنه يرفض الشريعة لأنه لا يستطيع الامتناع عن تناول الويسكي، و خلاصة تأصيل المدرسة الأركونية أن الفكر الغربي المعاصر يمثل نهاية التاريخ و على الاسلام أن ينصهر فيه كلية ليبقى مقبولا، و هذا هو التجديد الذي بشّر به أركون طول حياته و تروّجه العلمانية في بلادنا بتمرّدها على الدين و الأخلاق و الشعوب،و تصبح عدوانية ضد كل ذلك مقابل استسلامها تجاه الغرب، و لذلك فالعلماني العربي انسان متغرب متخلف فَقَد اعتباره لذاته، يخجل من انتمائه و يزدري ذاته و لا يستطيع مواجهتها، يُعجَب بقاهره فتظهر حالات التزلف و الانبطاح أمام المحتل و الدكتاتور و الظالم، يجرّ عُقَد النقص و يعجب بالمتسلط و يستسلم له في تبعية كلية عمياء، و الطامة أنه لا يكتفي بذلك بل يريد تعميم هزيمته النفسية و تبعيته الفكرية على الأمة كلها، إنه انسان مزيّف يتظاهر بأنه غربي متحضّر بينما يحمل عقلية عبد من العبيد، و خلافه ليس مع ما يسميه " الاسلام السياسي " بل هو مع الاسلام كما أنزله الله تعالى، لا يقبل الدين – إن قبله ظرفيا و تكتيكيا – إلا كبنية ثقافية لها مرتبة أي إنتاج بشري، لذلك يحب الفكر الارجائي الذي يُخرج العمل من الايمان، و يتسامح مع الصوفية خاصة المتطرفة التي حوّلت الدين إلى ترهات و شطحات فكرية و سلوكية.
رغم كل هذا، رغم الدعم الخارجي و الداخلي، الخفي و المكشوف، يبقى الاسلام شامخا بفضل تمسك الأمة به، و هذا إعلان عن  إخفاق العصرانية و العقلانية و الحداثة أمام دين الله تعالى، لأنها هي الإرهاب المسكوت عنه، و الأمة واقفة في وجه الأصنام بمطرقة  الحق.         
قراءة 952 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 نيسان/أبريل 2020 08:33

أضف تعليق


كود امني
تحديث