قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 17 أيلول/سبتمبر 2020 18:52

لن تسلم البلاد إلا بالقضاء على أسباب الفساد…

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعجب الناس من حال الجزائر، بلاد أكثر سكانها من الشباب، فسيحة الأرجاء، طيبة الهواء، كثيرة الثروات، متنوعة التضاريس، شبهها بعضهم بالقارة، و مع كل ذلك فاقتصادها متدهور، و الكل فيها يشكو و يتذمر، يدعو ربه صارخا ضارعا:” ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا”.

فلا أحد فيها راض بما قسمه الله له من نصيب، و لا أحد للعيش فيها يستطيب، بل الجميع يشكو من سوء الحال، و يتوجس خيفة من بؤس المآل، حتى أن أكثرهم فر منها هاربا، يطلب لنفسه النجاة، من شدة ما يلقاه فيها من ضنك الحياة، و ما كانت لتنتهي إلى هذا المآل، مع ما خصها الله به من خيرات، و حباها به من إمكانيات، لولا ما انتشر فيها من فساد، عم و طم، فأربك المشاريع و الأعمال، و بدد الثروات و الأموال، و أعيت مقاومته النساء و الرجال، حتى أن بعضهم بات يرى، أن ليس لها شفاء، من هذا المرض و الداء، إلا بمعجزة من رب الأرض و السماء، أما أن يتولى إصلاح حالها الرجال فذلك هو المحال.

لكن إذا سلّمنا بأن ما من شيء يحدث إلا و له سبب، لزاما أن نسلّم كذلك بأن ما شاع في الجزائر من فساد، لم يحدث صدفة و لا طفرة، و لكن مكنت لظهوره ظروف و ملابسات، و أننا من خلال تعرفنا إليها يمكن أن نهتدي إلى العوامل  و المؤثرات التي مكنت لظهور الفساد و تلك التي ساعدت على تفاقمه و انتشاره، و إذا تحقق لنا ذلك، بات بمقدورنا القضاء على هذه الظاهرة و ذلك بالقضاء على أسبابها، و إذا فعلنا ذلك فسوف نجد أن ما ساعد على ظهور الفساد في الجزائر و استشرائه العوامل التالية:

1ـ فساد الحكم السياسي، و لا نعني بفساد الحكم خيانة الحاكم، و إنما افتقاده لمقومات الحاكم، من علم و استقامة و رشاد و قوة و حزم و قدرة على استشعار الخطر و التمكن من دفعه بأيسر السبل و أقلها تكلفة مثل تصدي أبو بكر لمانعي الزكاة، و تصدي عمر بن الخطاب لجائحة القحط و انعدام القوت، و تصدي المعتصم لغزو الروم لمدينة عمورية.

2ـ غيبة التخطيط، لا غنى لأي بلاد أو مجتمع عن التخطيط، و لا يمكن أن تُسيّر شؤونها باعتماد سياسة الارتجال و الحلول الآنية، فذلك لن يحل ما يعرض لها من مشاكل، بقدر ما يرهقها و يتسبب لها في إهدار الجهد و الوقت و المال، و الحاجة إلى التخطيط المحكم الدقيق، تمليها حاجتنا إلى ربح الوقت و الاقتصاد في الجهد، و توفير المال و حفظه، و لأنه يتيح لنا إمكانية المتابعة و المراقبة مما يجعلنا قادرين على ملاحظة الأخطاء، و التمكن من التدخل لإصلاحها و تلافيها، كما أنه يسمح لنا بالتدرج من الأهداف الصغرى، إلى الأهداف و الغايات الكبرى، أيمن سهل الإنجاز إلى ما هو أصعب، و غني عن البيان أننا كلما أنجزنا هدفا، تضاعفت إمكانياتنا و ازددنا قدرة على إنجاز ما هو أصعب.

3ـ رداءة التعليم و البحث العلمي، إن رداءة التعليم و تخلف البحث العلمي له علاقة بتمكن الفاسد و انتشاره، لأنه يفسح المجال لتولّي غير الأكفاء للوظائف و المناصب، فيتسببون في ارتكاب أخطاء فادحة و كثيرة، ترتد سلبا على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية، و لا خلاف على أن أبرز أهداف التعليم تكوين المواطن الصالح و الصلاح المقصود هنا، هو صلاح العقل و صلاح الأخلاق، فإذا كنا اليوم نجد مواطنا عاجزا عن القيام بعمله المنوط به، فذلك العجز مرده إلى خلل في تكوينه العقلي، و إذا وجدنا مواطنا يكذب و يخلف الوعد و يخون الأمانة أو يرتشي، فمرد ذلك إلى سوء تكوينه الأخلاقي دون ريب، و إذا كانت مؤسساتنا الاقتصادية غير منتجة و غير محققة للأرباح، فمرد ذلك إلى افتقارها إلى الضوابط العلمية في التسيير و الإنتاج، و هكذا تتبين علاقة التعليم و البحث العلمي بالفساد الاجتماعي و الاقتصادي.

4ـ سياسة اللاّحساب و اللاّعقاب، تعتبر من أشد الأسباب تأثيرا في التمكين للفساد في المجتمع، و من أكثرها مساهمة في نشره و توسيع دائرته، و ذلك لأنها تقتل الإحساس بالمسؤولية لدى الفرد، و تدفعه إلى الاستهتار بالحق العام، فالحساب ثم العقاب من أهم الآليات التي تحتاج إليها الدول في تسيير الشأن العام، بل إن الله سبحانه و تعالى أمرنا بمعاقبة المفسدين في الأرض و ذلك لما يلحقونه من أذى كبير بالبلاد و العباد، و هل هناك أذى أكبر مما لحق بلادنا من اضطرار بنيها إلى هجرتها و طلب العيش فيما سواها، فلو أننا حاسبنا المفسدين و عاقبناهم على إفسادهم لا انتهى الآخر و لسلمت البلاد، و أمن العباد، و لنا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أسوة حسنة، فقد كان لا يغفل عن أهل الفساد من مواطنين أو ولاة و كان يضرب على أيديهم بيد من حديد حتى و لو كانوا من ذوي القربى، و ذلك ما جعل الأمور تستقيم له في عهده و أصبح عهد يضرب به المثل في استقرار الأحوال و حسن المآل، و هذا ما يجعلنا نعتقد أنه لن تسلم لنا البلاد إلا بالقضاء على أسباب الفساد…

الرابط : https://elbassair.org/50/

قراءة 811 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2020 10:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث