قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 نيسان/أبريل 2021 16:51

هبة باب العامود... ملحمة مقدسية جديدة

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما أجمل وأكمل نفحات الشهر الفضيل حين تتزاوج نسائمه الروحانية التي يحلّق المسلم في سمائها فتنعكس على سلوكه عزة ورفضا للضيم وانتفاضة ضد من يمسّ كرامته ويهدد دينه ووجوده بأرضه.

   لقد كانت مدينة القدس -والمسجد الأقصى في قلبها-من أبرز أهداف السياسة الصهيونية تحقيقا للسيادة الإسرائيلية عليها وتعزيزا الوجود اليهودي فيها، نظرا لارتباط ذلك بتكتيكات سياسية ونظرة استراتيجية مبنيّة على عقائد توراتية باطلة توجب إحكام السيطرة عليها وطرد المسلمين منها تحضيرا لما هو أشنع، كما كانت المدينة والمسجد محور كثير من الأحداث الكبيرة والانتفاضات نتيجة تصاعد الانتهاكات الصهيونية فنذكر هبة محمد أبو خضير 2014، انتفاضة السكاكين 2015، هبة باب الأسباط 2017، صفقة القرن 2018، هبة باب الرحمة 2019، ونحن نعيش هذه الأيام المباركة هبة باب العامود.

   لقد كانت الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس متصاعدة منذ أن تمّ الاحتلال الكامل للمدينة في 1967، ثم أخذ الأمر في التأرجح والشدّ والجذب نتيجة الانتفاضات التي عاشتها المدينة وخاصة الانتفاضة الثانية سنة 2000، ثم دخلنا مرحلة المحور التصاعدي للانتهاكات العلنية على المسجد الأقصى ومدينة القدس والتبني السياسي لها إثر انتخابات الكنيست في 22-01-2013 التي منحت " جماعات المعبد " قوة سياسية أكبر استخدمتها في الضغط على أجهزة الدولة لتحقيق تقدُّم في أجندتها السياسية والدينية.

ورغم ذلك سجّلت الأحداث توالي انتكاسات الإدارة الصهيونية في تسيير ملف القدس والمسجد الأقصى المبارك، هذا الملف الذي يعتبر عورة الاحتلال ومنفذ هشاشته التي لن تنجبر، فالدولة –زورا وبهتانا-التي لا تستطيع تنظيم الأمور الإدارية لعاصمتها لا يمكن أن تسمى دولة ولا أن تدّعي أن تلك المدينة عاصمتها.

فالقدس المدّعاة أنها عاصمة الكيان الغاصب لم يمكنه تطبيق التقسيم الزماني والمكاني في مسجدها الأقصى على مدار عقود من الترصّد ومئات المحاولات الفاشلة، ثم حدثت انتفاضة السكاكين المباركة سنة 2015 التي استدعى الصهاينة لإخماد فورة شبابها قوى الشرق والغرب ولم يفلحوا، بعدها كانت هبة باب الاسباط في جويلية 2017 التي أراد الاحتلال اتخاذ حادثة طعنٍ كذريعة لإقامة بوابات إلكترونية يفحص بها كل الداخلين للمسجد الأقصى ويزيد من إذلالهم، فقامت جموع المرابطين بوقفات أجبرته –وهو ذليل- على رفع البوابات الالكترونية وفتح كل الأبواب أمام المصلين ليدخلوا من أيها شاءوا، ثم كانت هبة باب الرحمة في فيفري 2019 التي أعادت مصلى باب الرحمة إلى سابق عهده بعد إغلاق دام 16 سنة وتبخرت أحلام الصهاينة بإقامة كنيس يهودي في تلك المنطقة الطاهرة، وقد عشنا قبل أيام انتكاسة جديدة للاحتلال عنوانها ساحة باب العامود.

بدأت هذه الأحداث الأخيرة منذ اليوم الأول لشهر رمضان حين بدأت قوات الاحتلال في استفزاز المقدسيين واقتحام الشرطة المسجدَ الأقصى في أول ليلة من التراويح وقطع الأسلاك عن مئذنتي باب المغاربة وباب الأسباط – بابان من أبواب المسجد الأقصى- ليقطعوا الصوت عن المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، كما اقاموا حواجز حديدية في منطقة باب العامود لمنع المقدسيين من التواجد هناك، وهي منطقة سمر رمضاني يتجمع فيها المقدسيون في ليالي رمضان للترويح عن النفس كما يعدّ الباب مدخل العديد من الأحياء الفلسطينية لمنطقة البلدة القديمة، هذه الشرارة التي أشعلت نار المواجهة الشعبية التي أضرمها الشباب المقدسي لمواجهة الشرطة الإسرائيلية وقطعان المستوطنين المساندين لهم، واستمرت المواجهات اليومية 10 أيام كاملة من بعد التراويح إلى وقت الفجر بداية من ليلة أول رمضان (12 أفريل) إلى ليلة الجمعة 23 أفريل حين بلغت الأحداث ذروتها وخرجت أفواج المستوطنين في مسيرات تحت الشعار الإرهابي " الموت للعرب " من شارع حيفا في غربي القدس تحت شعار " استرداد الشرف القومي اليهودي "، هذه الليلة ذاتها عجّت ساحات المسجد الأقصى بحوالي 70 ألف مصل في صلاتي العشاء والتراويح، وما أن وصل المستوطنون للحدود الفاصلة بين شرقي القدس وغربيّها حتى تداعى المقدسيون للرباط بمنطقة باب العامود وما حولها واستمرت المواجهات إلى حدود الفجر تحت شعار " ليلة إذلال المستوطنين "، انتقلت فيها الأحداث بين أحياء القدس ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وتبنّتها الفصائل الفلسطينية بمواقف التأييد أو بالمشاركة.

لقد كانت ليلة الجمعة - 11 رمضان – تاريخا طويلا من البطولة وحلقة من سلسلة إساءة الوجه الصهيوني وتتبير الاستعلاء الغربي لن ينس المقدسيون فصول عزتها ولن تنمحي من جبين العنجهية الصهيونية المتهالكة آثار ذلتها.

إن الاحتلال الذي عجز فيما مضى عن إحداث تغيير في المسجد الأقصى وساحاته، يسجل اليوم عجزه عن إحداث تغيير في محيط البلدة القديمة وأبوابها، كما يقدّم المقدسيون كل فترة درسا مختصرا مفاده أن الضغط الشعبي والمقاومة الجماهيرية هي الكفيلة بالقضاء على خطط الاحتلال الرامية إلى بسط السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة.

ومن بركات هذه الهبّة وسابقاتها أن جعلت المسجد الأقصى ومدينة القدس محور الصراع مع الإدارة الصهيونية وليس المظالم الاجتماعية والتضييقات المالية التي ينوء عاتق المقدسيّ بها، فالمقدسيّ الذي يعيش مجموعة مظالم متراكمة فهو يضيَّق عليه في معيشته وصحة أولاده، كما يهدده الاحتلال بالطرد من مدينته ويفرض عليه الضرائب الباهظة والرسوم الكبيرة، ويحول دونه ودون الحياة الكريمة التي تعيشها الحيوانات -فضلا عن الإنسان-، ولكنه يدرك أنها ضريبة الرباط والتواجد على أرض القدس ويقاومها بالصبر والجلَد والتواجد رغم اغراءات الاحتلال وخيانات القريب والبعيد، ولكن بالمقابل لا يستمرئ أبدا أدنى مساس بالمدينة المقدسة ومسجدها المبارك.

وللقدس وأهلها جولة رباط قريبة صباح الإثنين 28 رمضان، هذا اليوم الذي يتداعى الصهاينة ليكون يوم اقتحام مشهود للمسجد الأقصى ولكن بفضل الله ثم بحضور العزيمة المقدسية الفتيّة لن يتمكن الصهاينة المتطرفون من اقتحام الأقصى وأداء الطقوس التوراتية الجماعية كما يخططون، وسيكون يوماً جديداً من أيام عز القدس وأهلها، وهذا يجب أن يكون الهدف التالي بعد فتح ساحة باب العامود.

قراءة 609 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث