قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 22 أيار 2022 08:23

شيرين أبو عاقلة… الدماء التي أزهرت

كتبه  الأستاذة إحسان الفقيه من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لله درّ صاحب الشوارد في حديثه عن النفس البشرية: «إن فيها لجمرة يغطيها الرماد، و شرارة يقدحها الزناد، فإن وجدت نافخا في جمرها و قادحا لشرارها: استيقظت و تحفزت، و عملت و صعدت».

و كم من جمرات علاها الرماد، و ظن الظانُّ بها اندثارا و انطفاءً، فإذا هي بمن ينعش اتقادها بأنفاسه، ليثبت للمتوهمين أنها ما زالت حية تتنفس.

لم يحتكر الأحياء فضل إيقاظ الفكرة، فما أكثرهم في التاريخ، أولئك الذين كان موتهم مادة حياة للأفكار، و دليلاً على أنها مزهرة لم ينل منها الذبول.

شيرين أبو عاقلة ابنة القدس، الصوت الحر، و شاشة عرض الحقائق عن قضية فلسطين وسط الدخان و النار و أجراس الخطر و طلقات الرصاص، أيقظت بعد رحيلها عن عالمنا برصاص الغدر في الناس جمرة، و جددت دماءً ظنها الكثيرون راكدة في العروق.

ففي ظل طوفان التطبيع الذي وصل إلى أبشع مستوياته، و بينما يجري التسابق المحموم بين المطبعين لنيل الرضا الأمريكي الصهيوني الضامن لبقاء العروش، وفق أوهامهم، و بينما يركن الاحتلال إلى مظاهر التطبيع التي تشير إلى أن كل شيء على ما يرام، كشفت شيرين أبو عاقلة مع أول دفقة من دمائها، أن القضية الفلسطينية ما زالت حية نابضة في وجدان الشعوب، و لعمري هذا أعظم ما أنجزته فقيدتنا المناضلة، نعم… عاشت عقوداً بين الأخطار، و تربَّى جيل حي على نبرة صوتها و هي تذيل تقريرها من قلب الأحداث بعبارة حفظناها عن ظهر قلب «شيرين أبو عاقلة، الجزيرة» تؤدي عملها بمهارة و إتقان و شجاعة، ليغدو صوتها مدفعاً يصم آذان الاحتلال، لكنها لم تدرك أن أعظم إنجازاتها التي خدمت بها القضية الفلسطينية، هو تلك الدماء التي سالت منها على الأرض الطيبة، و هي تغطي الجرائم الصهيونية، و التي كانت إشارة قوية و برهانا جليّاً على أن قضية فلسطين خالدة في وجدان الشعوب، مهما بذلت الأنظمة جهودها لتسطيح القضية الفلسطينية و تهميشها لدى الجماهير، عن طريق الآلة الإعلامية و الدعايات الكاذبة و التزييف المتعمد لحقائق التاريخ و الواقع.

و بيان ذلك، أن هناك العديد من الإعلاميين و الصحافيين و مراسلي الحروب قضوا نحبهم أثناء عملهم في غير بقعة ليست من بينها فلسطين، و بكاهم الناس، و نددوا بالجريمة، لكنهم رغم ذلك لما ينالوا هذا الحظ الوافر من التفاعل، الذي رافق اغتيال شيرين أثناء تغطيتها لجرائم الاحتلال في جنين، ذلك لأن القضية الفلسطينية كانت و لا تزال، هي القضية المركزية لدى الشعوب الإسلامية و العربية، كل ما ـ و من – يتعلق بها له وهج خاص و ألْقٌ متفرّد، فكان اغتيال شيرين هو حدث الساعة في الأمة، اقترن بتفاعل غير عادي من الجماهير في المشارق و المغارب، و أضحى المادة الأساسية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، و وسائل الإعلام في شتى الأقطار، ذكّرنا جميعا باغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي ألهب مرآه القلوب و أدماها. رأيت أن من مظاهر تلك المركزية على إثر اغتيال أبو عاقلة، أن الحدث قد أحرج وسائل إعلام المطبعين، و أجبرها على التنديد و الشجب، و تناول الحدث بما يتناغم مع المزاج الجماهيري العام، و هي التي دأبت على الترويج لبرامج التطبيع. سالت دماء شيرين أبو عاقلة، لتكشف عن إفلاس الاحتلال، و أنه استنفد جميع أوراقه، و لم يعد لديه المزيد ليواجه به راية التحرير، و من ثَمّ أقدم على هذه الحماقة و قام بخرق القوانين الدولية بهذا الشكل الفج، و استفز الإنسانية بأسرها و أحرج أنظمة التطبيع و ضيق عليها الخناق، فقط ليمنع وصول الحقائق إلى العالم، لأنه بات عاجزا، لم يعد في جعبته شيء.

و لا يمكن تفسير ما حدث على أنه جريمة فردية و تصرف غير مسؤول لأحد العناصر الأمنية الصهيونية، لأن مثل هذه الانتهاكات لها خطورتها و تبعاتها، و لا يمكن أن تصدر إلا عن أوامر من القيادة الإسرائيلية، أضف إلى ذلك أن شيرين لم تكن الوحيدة التي تم استهدافها بالرصاص، حيث تم استهداف زملائها من الطاقم الصحافي، و أصيب الإعلامي على السمودي برصاصة في الظهر، و وضعه الصحي إلى حين كتابة هذه السطور غير مستقر، كما لم تستطع زميلتها شذا حنايشة إسعافها بسبب طلقات الرصاص التي انهمرت و حالت بينها و بين وصولها إليها. و أظهر الاحتلال مزيدا من إفلاسه و حماقته و همجيته، خوفاً من تداعيات الاغتيال و تأثيره، إذ أقدمت قواته الغاشمة على مهاجمة المشيعين لدى إخراج نعش الفقيدة من المستشفى في القدس،  قامت بتفريق حشود ترفع الأعلام الفلسطينية، حتى كاد النعش يسقط أرضا، منعا لإقامة جنازة حاشدة للصحافية المغدورة، ما يعبر عن إصابة الاحتلال بحالة من الذعر، عبّر عنها الناشط المقدسي أمير مراغة من أمام المستشفى بقوله، إن القدس أصبحت ثكنة عسكرية، و جنود الاحتلال يقمعون من يهتف باسم شيرين.

تحية للمناضلة شيرين التي أزهرت دماؤها لنا، و تحية لكل حر يبذل من أجل القضية، و أما الاحتلال فإننا على يقين من قرب زواله ليصبح أثراً بعد عين، و الله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون.

الرابط : http://www.odabasham.net/126657-%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A9%E2%80%A6-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%AA

قراءة 817 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 25 أيار 2022 08:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث