قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 تشرين2/نوفمبر 2015 08:00

الحقوني .. ابني مدخن..

كتبه  مجلة الزهور
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سألت إحدى الأمهات و هي منهارة: ابني في الثالثة عشرة من عمره، و اكتشفت أنه يدخن منذ فترة.. فكيف أتصرف معه?

-  أقول لهذه الأم السائلة: إن التدخين عادة خبيثة، و عدو شرس، تدور بينه و بين أفراد المجتمع معركة شرسة، سلاحها السيجارة و الشيشة، و يكون المجتمع كله بشبابه و رجاله و نسائه أهم ضحاياها.

و من ثم، فإن وقاية المجتمع و علاج ضحايا المعركة تحتاج إلى الإحاطة بأسباب المعركة، ثم وضع الخطط، و الإستراتيجيات، و تضافر كل الجهود في مواجهة آثارها.

و في هذا العدد، نلقي الضوء على أهم أسباب التدخين، و في الحلقة القادمة نلتمس سبل العلاج.

أسباب المشكلة

ثمة عدد من الأسباب التي تؤدي إلى التدخين، و من الضروري بشأن أية مشكلة - إن أردت علاجها - أن تضطلع بأسبابها حتى تستطيع إزالتها، أو الحد منها، أو على الأقل تستطيع أن تبطل عمل هذه الأسباب، و فيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى المشكلة التي نحن بصددها:

- سهولة التدخين: و يضاف إلى سهولة التدخين كثرة المدخنين من جميع الفئات و الثقافات، و ذلك الثنائي (سهولة التدخين كثرة المدخنين) من شأنه أن يجعل صغار السن و المراهقين بالذات يظنون أن ممارسة التدخين ليس به أي سوء، فالمراهق يرى أباه، و يرى الممثلين و الممثلات الذين قد يحبهم و هم يدخنون، و قد يرى معلمه يدخن، و قد يرى بعض الأفراد الذين يظنهم قدوة في بيئته يدخنون، و قد يجد من ييسر له التدخين في البداية، و هذا ما يؤدي إلى انتشار التدخين بشكل سريع.

- مصاحبة المدخنين، أو وجود بعضًا منهم في حياة الفرد: فقد يتعامل الفرد - خصوصًا المراهقين - مع أصدقاء و قرناء من المدخنين، و يزين له المدخنون قضية التدخين، و يوهمونه بمشاعر و أحاسيس رائعة تتولد عن تدخين سيجارة واحدة، و ليس من المستبعد أن يوفر له أصدقاؤه السجائر التي تعينه على البداية مجانًا، فهم يعرفون أنه بمجرد أن يعتادها سيوفر لهم أكثر مما أنفقوا عليه، و الأيام بينهم دول.

- ارتباط التدخين بالمناسبات بأنواعها: و من المحزن أن التدخين يرتبط في أذهان الشباب بالمناسبات الخاصة، مثل: مناسبات الخطوبة و الزواج، و مناسبة الأعياد، و مناسبة النجاح، أما المناسبات الأكثر ارتباطًا به، فهي مناسبة المآتم و مراسم العزاء، خصوصًا في مصر، فهي في حد ذاتها و لأنها خطأ؛ فلابد أن تؤدي بدورها إلى خطأ أكبر، و حبذا لو يتواصى العقلاء بالقضاء على مظاهر العزاء التي لا فائدة منها إلا الإسراف على المظهرية و المباهاة، و إشاعة سلوك التدخين بين الشباب.

سلوكيات خاطئة

- الاستهانة بالمشكلة، و بأضرارها: فالشباب يسمع عن أضرار المشكلة، نعم، و لكنه لم يلمس من أضرارها في الواقع شيئًا، فلم يضره مما يسمع شيء؛ ذلك لأن جسمه مازال قويًا يتحمل، فلم تظهر عليه أعراض مشكلة التدخين بعد، و يقول أحدهم: أنا أدخن منذ سنوات، و لم يصبني و الحمد لله شيء، فهل رأيت جهلاً و حمقًا أكثر من هذا? أما ما يساعد على هذه الاستهانة، فهو تداول التدخين بين بعض فئات الأطباء، و فئات المدرسين، فقد يرى المراهق الطبيب نفسه يدخن، فيكون سلوك الطبيب الخاطئ، و سلوك المدرس الخاطئ له تأثيره السيء على فئات الأطفال و الشباب، فإن تدخين الطبيب يبرر للمراهق ذلك السلوك من وجهة النظر الطبية، و سلوك المدرس يبرره له من وجهة النظر التربوية، و تكامل الفكرتين يجعل الطفل و المراهق لا يتردد في التدخين.

و أنا أقترح أن يُسَنّ تشريع يجعل التدخين ليس حرية شخصية بين فئة الأطباء و فئة المدرسين بالذات، و حبذا لو تبوأت نقابة الأطباء و كذلك نقابة المعلمين دورًا في سَنّ هذا القانون، و القضاء على التدخين بين الأطباء و المدرسين، حتى يصبحوا قادة للفئات الأخرى في القضاء على التدخين، و يصبحوا قدوة فعلية لشباب مجتمعاتهم.

- ضغوط شلة الرفاق السيئة: و سواء كانت الضغوط التي تمارس من شلة الرفاق هي السيئة، أم كانت شلة الرفاق نفسها هي السيئة، فإن رفاق السوء يظلون يحاصرون المراهق الساذج بضغوطهم عليه حتى يرضخ لهم و يمارس التدخين معهم، فينعتونه بأنه ليس رجلاً، أو أنه يخشى أن يعرف أبوه سره فيوبخه و يحرمه من المصروف، أو أنه يخاف من (ماما) لربما تضربه، و لا يزالون هكذا مع المراهق حتى تنهار مقاومته و يرضخ، فيحاول أن يثبت لهم أنه رجل، فيمارس التدخين معهم، بل قد يحاول أن يسبقهم في ذلك.

- ضعف الثقة بالنفس: فإن الفرد غير الواثق في نفسه قد يقبل على بعض الممارسات التي قد تكون شاذة، و لكنها تلفت إليه الأنظار، لأجل ذلك فإن صغار السن ينجرفون سريعًا للتدخين لفتًا للأنظار، و ظنًا منهم أن ذلك يمثل تحولاً سريعًا من الطفولة إلى الرجولة في زعمهم، و تجد أن المراهق غير الواثق في نفسه، يجد متعة في طريقة إمساكه بالسيجارة أمام الناس، و يستشعر لذة من جراء نظر الناس إليه، حتى لو كانوا ينظرون إليه شزرًا، و قد لا يجد تلك المتعة في التدخين نفسه، و يظل كذلك إلى أن يعتاد التدخين و لا يستطيع منه خلاصًا.

الفراغ

- شعور المراهقين بالفراغ: و يعتبر الفراغ  و عدم شغل الوقت بالعمل المفيد من أعدى أعداء المراهقين، فإذا وجد المراهق نفسه فارغًا من العمل و لديه وقت لا يعرف كيف يستثمره؛ فإن أول قرار سيتخذه سيكون مدمرًا، و من أسهل القرارات هو التدخين، فإن التخفي أثناء ممارسته من الكبار سهل، و الحصول عليه كما سبق و ذكرنا أسهل، و قد تخرج أفواج المراهقين للتنزه - أو قل للتسكع - في الشوارع، و هم يدخنون، و حيث لا رقيب؛ فهم يقضون وقتًا طيبًا مع التدخين، من وجهة نظرهم.

- الاعتقاد الخطأ في ضرورة التجريب: إن قضية تجريب الجديد مهمة و ضرورية، فلا يصح أن أمتنع عن فعل شيء لم أجربه طالما أنه صواب، أو مفيد، أو مقبول اجتماعيًا، و لكن الخطأ و الخطر في الوقت نفسه يكمن في أن يعرف المراهق أن السلوك الذي يقوم بتجريبه سلوك خطأ ثم يقبل على تجريبه، و يتعلق المراهق بمفهوم الغربيين عن تجريب الجديد من السلوكيات و التصرفات، فيقول أحدهم، لا بد أن أجرب كل شيء حتى أحكم بنفسي، و الخطر هنا يكمن في أن بعض المواد التي تسبب الإدمان قد يكفي تجريبها مرة واحدة حتى يقع المرء في فخها، فلا يصح تجريب إلا ما هو صواب، أو ما لم يجربه أحد من قبل، من قبيل الاستكشاف، أما الثابت ضرره بين الناس فلا يصح تجريبه بحال.

- تجنب الصراحة مع الأهل والكبار: ذلك لأن بعض الكبار قد يقهر الصغار في أثناء تربيتهم، فلا يجد الأبناء طريقة صريحة للتفاهم مع الآباء، و لا يستطيع الآباء مناقشة الأبناء في مشكلاتهم الخاصة بصراحة، أو قد لا يتحملون صراحة الأبناء، و يكون الآباء بذلك قد قطعوا الطريق أمام الأبناء ليعرضوا مشكلاتهم عليهم، و ليتفاهموا معهم بشأنها، و يشعر الأبناء أن الوضوح و الصراحة مع الوالدين قد يجرّ عليهم ويلات العقاب، أو الحرمان مما يحبون، أو التحقيقات معهم فيما يقترفون، و لأن الأبناء أصبحوا لا يشعرون أن الصراحة مفيدة مع الآباء؛ فإنهم يحاولون حل مشكلاتهم بعيدًا عنهم، و يعني ذلك الاستعانة ببعض أقرانهم ممن قد يوردونهم موارد الهلكة، سواء لقلة خبراتهم، أو لنيتهم السيئة معهم، ثم بعد ذلك يلوم الآباء الأبناء.

- الخوف من الكبار: فإن ذلك الخوف يؤدي إلى التخفي من الوالدين خصوصًا في بدايات المشكلة، و تكمن خطورة أية مشكلة دائمًا في بداياتها، ففي البداية تكون مقاومتها سهلة، و يكون التخلص منها ممكنًا، و تتم العودة عن السلوك السيء بيسر، خصوصًا و أن الكلام ينصب على العادات، فإن التخلص من العادات في بداياتها يكون سهلاً، و تجنب العادات السيئة قبل تكوينها يكون بسيطًا، و قد يتم ذلك بالتفاهم مع المحيطين، ليذكّروا الفرد و يساعدونه على التخلص الكريم من العادات المرذولة، و طبيعي أن ذلك غير ممكن إلا إذا توفر الشعور بالأمن في التعامل مع الكبار، فيؤدي ذلك الشعور بالأمن إلى أن يصارح الأبناء آباءهم بما يعن لهم من أفكار و بما يقعون فيه من مشكلات.

- ضعف المتابعة من المربين: و هنا يكمن الخلل في سلوك المربين أنفسهم، فبعضهم يثق في أبنائه ثقة كاملة، و بالطبع لا بأس في ذلك، إلا أن البأس يكون في عدم المتابعة أو ضعفها نتيجة تلك الثقة، و يكون الأفضل أن يتميز المربون بسمات خمس، و هي:

أولاً: الحب الكامل للأبناء، و التعبير عنه قولاً و عملاً.

ثانيًا: الثقة في الأبناء، و عدم التشكيك في تصرفاتهم.

ثالثًا: ضرورة المتابعة السليمة، رغم ذلك الحب و تلك الثقة.

رابعًا: يكون ذلك كله مقرونًا بالصراحة و الوضوح.

خامسًا: يلازم ذلك كله عدم الضغط النفسي، أو عدم إجبار الأبناء على ما لا يريدون.

و من الملاحظ أن المتابعة السليمة تتوسط هذه السمات الخمس، و لا تعني المتابعة فتح التحقيقات، أو السلوك البوليسي مع الأبناء، فإذا ما تمت بشكل صحيح فإنها تسهم دائمًا في حل المشكلات قبل التوغل فيها، و وجود مثل هذه السمات الخمس تجعل الأبناء لا يستغلون ثقة الآباء استغلالاً سيئًا.

- كثرة الضغوط النفسية على الأبناء: مما يعرضهم لحالات التوتر و القلق و الاكتئاب: و من المعروف أن المراهقين و الصغار يربطون بين التخلص من التوتر و التدخين ربطًا إيجابيًا، و يحاولون الهرب من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها بالتدخين، فإذا كان الوالدان هما اللذان يمارسان تلك الضغوط، و هما اللذان يعرضان الأبناء لمشاعر القلق و الإحباط؛ فيكون الوالدان بذلك هما اللذان يدفعان الأبناء نحو التدخين، خصوصًا إذا كانت متابعتهما لأبنائهما ضعيفة.

http://alzhour.com/essaydetails.asp?EssayId=1180&CatId=93

قراءة 2078 مرات آخر تعديل على الجمعة, 27 تشرين2/نوفمبر 2015 07:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث