قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 30 كانون1/ديسمبر 2015 12:35

لا تكن كالضبع في زواجك!!

كتبه  الدكتور جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الضبع حيوان معروف (بالمباغتة)، فهو يفاجئ فريسته دائما. و الأصل في العلاقة الزوجية أن تبنى على الصراحة و الوضوح و الثقة؛ حتى يعيش الزوجان بأمان و استقرار. و مع كثرة انتشار الهواتف النقالة و انتشار الشبكات الاجتماعية؛ صارت أكثر البيوت تعيش على سياسة (الضبع). أعرف امرأة حاولت تأخذ أصبع زوجها و هو نائم؛ لتضع بصمته على هاتفه النقال؛ حتى تفتحه و تراقب رسائله، فلما اكتشف الأمر وضع بعد ذلك بصمة أصابع قدمه. و أعرف رجلا يخرج من عمله وقت الضحى؛ من أجل أن يفاجئ زوجته في بيتها؛ ليعرف ماذا تفعل. و زوجة تضع جهاز التنصت في سيارة زوجها. و زوجا يضع كاميرات خفية في بيته؛ ليراقب زوجته. قصص كثيرة نعيشها كل يوم و نسمعها من خلال إدارة الحياة الزوجية على سياسة (الضبع) في المباغتة.

و منذ يومين دخلت عليّ امرأة تقول لي إنها من كثرة مراقبة زوجها تركت المراقبة و المباغتة؛ لأن نفسيتها تعبت و مزاجها تعكر و صارت عصبية على أبنائها. و رجل آخر كذلك صار غير منجز في عمله و حياته؛ بسبب كثرة تجسسه على زوجته و الهجوم عليها في وقت لا تتوقعه. فإن كانت سياسة (الضبع) في المباغتة تنفع معه حتى يصطاد فريسة ليأكلها، إلا أننا باستخدام هذه السياسة نتعب أنفسنا أكثر، و لهذا كان من وصايا الجدات قديما عندما تتزوج الفتاة يقولن لها: «يا بنية إذا خرج زوجك من البيت فهو ليس بزوجك»، و يقصدون ألا تلاحق زوجها و هو خارج بيته؛ لأنها ستتعب و يكون ذلك سببا في دمار بيتها و قد حفظوا البيوت بهذه الحكمة.

و من يتأمل سيرة الصحابة و الصالحين فقد كانوا يراعون خصوصية الزوجات، فقد أورد ابن كثير عن زينب زوجة عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قالت: «كَانَ عَبْدُاللهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ». فكان ابن مسعود إذا وصل لباب بيته يتنحنح؛ كي يخبر زوجته بقرب وصوله فلا يفاجئها إذا دخل، و تبين لنا زينب سبب تنبيهها و هو: «يَتَنَحْنَحُ كَرَاهَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ»، و ذلك حتى يحافظ على خصوصيتها و يعطيها حريتها، فانظر إلى هذه الأخلاق الراقية، و إلى هذا الأدب العالي، و البعيد عن سياسة (الضبع) في التعامل مع الزوجة، فهو يتعامل مع زوجته على أساس الثقة و الوضوح و الصراحة، فيتحقق الأمن و الأمان في العلاقة الزوجية، و لذلك كان من توجيهات نبينا -صلى الله عليه و سلم- لحفظ البيوت أنه: «نَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً يَتَخَوَّنُهُمْ وَ يَطْلُبُ عَثَرَاتِهِمْ»، فهذا توجيه نبوي لحفظ البيوت من الهجوم المباغت على الزوجة.

و أذكر أن رجلا كان يبرر لفعله باتباع سياسة (الضبع) بمباغتة زوجته دائما بدافع الغيرة، فقلت له معلقا: إن ما ذكرته عذر أقبح من ذنب، فالغيرة لا تبرر لك الفعل الخاطئ. و زوجة أخرى أعرفها من كثرة مباغتة زوجها صارت تعاني من مرض الوسواس القهري ثم صارت تتخيل أشياء لم يفعلها زوجها.

فهذه أولى صفات (الضبع)، و الصفة الثانية فيه أنه حيوان ليلي، يعنى يخرج بعد المغرب للافتراس و لا يخرج بالنهار، فإذا وجد جيفة حملها لصغاره أو أكلها و لهذا يسمى (الضبع) منظف للبيئة، و كذلك (الضبع) مولع بنبش القبور لأكل ما فيها، و العرب تضرب به المثل في فساده و إذا وقع في الغنم عاث فيها فسادا، أما لو اجتمع الضبع و الذئب على الغنم سلمت؛ لأن كل واحد منهما يمنع الآخر من الاعتداء على الغنم، و لهذا العرب كانت تقول في دعائها (اللهم ضبعا و ذئبا) يعنى على الغنم حتى تسلم.

(فلا تكن كالضبع في زواجك) أي مباغتا و ليليا و مؤذيا و مفسدا، لأن الأصل في العلاقة الزوجية أن تبنى على الثقة و الصراحة و الأمان و الاحترام و التعاون، فهذا هو أساس العلاقة الزوجية، و إلا تحولت إلى جحيم و عذاب، و لعل الإيجابية الوحيدة التي يتميز بها الضبع هي أنه صياد ماهر، فنوصيك بألا يكون زواجك (كالضبع) فتكن مباغتا و مؤذيا و ليس لديك إلا حسنة واحدة.

http://www.alyaum.com/article/4109733

قراءة 2028 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون2/يناير 2016 06:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث