قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 10 أيلول/سبتمبر 2017 08:13

أغلق مكتبة و افتح…

كتبه  الدكتور عبد الكريم بكار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول أحد الباحثين: أسكن في عاصمة من أرقى العواصم العربية، و في حي من أفضل أحيائها، و قد رأيت بعيني أمراً محزناً، حيث تم إغلاق أربع مكتبات في ذلك الحي خلال أربع سنوات، و بالطبع فإنني لا أستطيع أن أحصي عدد المطاعم و المقاهي و محلات الملابس و مواد البناء… التي تم افتتاحها في تلك المدة!!

مسألة القراءة و اقتناء الكتاب و المساهمة في تطوير المعرفة من المسائل التي تشكل موضوعاً مقلقاً لكل غيور على مستقبل هذه الأمة، و ذلك لأن القراءة و المزيد من التعلم و المعرفة صارت هي البوابة الوحيدة للتخلص من التخلف و التبعية، و لهذا فإن إعراض الناس لدينا عن القراءة هو عبارة عن أزمة طاحنة، هي أكبر بكثير مما نعانيه من مشكلات مثل: البطالة، و إدمان المخدرات، و ارتفاع نسب الطلاق… و ما ذلك إلاّ لأن الجهل هو السبب الكامن وراء معظم المشكلات التي تعاني منها الأمة.

أنا لا أريد هنا أن أقلِّب المواجع، لكن سيظل من واجب الباحثين و المتخصصين تجلية الواقع أمام الناس بأفضل صورة ممكنة، و إن مما يجب توضيحه حقيقةَ أننا اليوم نقع في ذيل الأمم على مستوى شغفنا بالعلم، و على مستوى إنتاجه و تطويره و نشره.

و قد أشار أحد الباحثين في آخر مؤتمر عقده اتحاد الناشرين العرب إلى أن متوسط ما يقرؤه الأوروبي هو خمسة و ثلاثون كتاباً في السنة، على حين أن الإسرائيلي يقرأ ما متوسطه أربعون كتاباً في السنة، أما الشاب الهندي فإنه يقرأ ما يقارب عشر ساعات أسبوعياً، أما العربي فقد ذكر الباحث أن كل ثلاثة آلاف و مئتي عربي يقرؤون كتاباً واحداً في السنة! و هذا شيء مخجل و محزن، و يمكن أن نجعله مضحكاً أيضاً إذا أحببنا أن نتصور صفاً مكوناً من ثلاثة آلاف شخص يمرون من جانب كتاب ليلقي كل واحد منهم نظرة عليه، و يقرأ ثلاثة أسطر أو أربعة، ثم يمضي في سبيله ليعود في عام آخر، و يفعل نحواً من ذلك!!

ليس الفقر هو السبب في هذا، فما تنفقه النساء العربيات على الزينة و الحلي و الملابس يتجاوز ما تنفقه المرأة الأوروبية و الأمريكية خمسة أو ستة أضعاف  على ذلك، و ما ينفقه الشباب العربي على التدخين، و على مكالمات الجوال يكفي ـ من غير مبالغة ـ  لشراء مئات الملايين من الكتب سنوياً.

الأسرة غير المتعلمة و غير المهتمة و غير الواعية هي التي تؤسس في عقلية الطفل، و ترسخ في نفسه الاستهانة بالعلم و الزهد في الكتاب، و ذلك من خلال إعراض الأبوين عن القراءة و عدم القيام بتأسيس مكتبة منزلية ملائمة للصغار، و من خلال عدم تحفيزهم لأبنائهم على القراءة و البحث، ثم تأتي المدرسة لتكمل المشوار، و ذلك حين تختصر المناهج، و تخفف أعباء الواجبات المنزلية، مع تسهيل الانتقال من مستوى دراسي إلى آخر، و حين تخفق في تحبيب الكتاب إلى نفوس الطلاب، و يأتي بعد ذلك دور الحكومات حين تضخ أموالاً طائلة في استثمارات، و في إيجاد فرص عمل و وظائف لا يتطلب إشغالها إلاّ القليل من التأهيل العلمي و القليل من المعرفة الراقية.

و لعلنا جميعاً نلاحظ الأرقام الفلكية للأموال التي تنفق على بناء الفنادق و المطاعم و الملاهي و باقي متطلبات تنشيط  السياحة و الترفيه!

قد يقول قائل: الوضع فعلاً مأساوي، فما الذي في مقدورنا أن نفعله ؟

و أقول: إن الذي في إمكاننا أن نفعله كثير للغاية، بل هو أكثر مما نتخيل و نتوقع، و لعل منه الآتي:
1-
أن يعتقد كل واحد منا أن إعراضه عن القراءة و قد صار شاباً أو رجلاً ليس بسبب مؤامرة كبرى حيكت بليل، و ليس بسبب توجيه أي حكومة، كما أنه ليس بسبب تقصير أبويه.. و إنما بسببٍ يعود إليه شخصياً.

2- الإصرار بعزيمة على أن يقرأ كل واحد منا نصف ساعة على الأقل في كتاب جيد قراءة مثمرة و مركَِّزة.

3- تخصيص 2% من مصروف الأسرة لشراء الكتب و الروايات و قصص الأطفال.

4- العمل على تكوين مكتبة منزلية بالتدريج و بمشورة كل من في الأسرة.

5- إن المدرسة الجيدة ليست هي التي تدلل طلابها، و الجامعة الجيدة ليست هي التي ينجح طلابها بمجرد الدراسة أيام الاختبارات، و إنما المدرسة الجيدة و الجامعة الجيدة هي التي يشعر الطالب خلال دراسته فيها أنه مضغوط، و أنه لا يشبع النوم، و يشعر أن الوقت غير كافٍ لأداء ما يُطلب منه.. هذه المؤسسة التعليمية هي التي تجعل المنتسب إليها يعرف قدر العلم و أهمية الكتاب.

6- لابد لكل قطر إسلامي من تبني مشروع وطني عملاق يساهم فيه المثقفون و رجال الأعمال و كل محبي المعرفة، و ذلك من أجل ترسيخ عادة القراءة في المجتمع، و تشجيع نشر الكتب الجيدة، و توفير أماكن جيدة و كثيرة لممارسة نشاط القراءة.

إن مشكلة الإعراض عن القراءة لو كانت من صنع عدو لوجب علينا أن نخوض معه حرباً مفتوحة حتى نتخلص منه و منها، أمَا و المشكلة من صنع أيدينا، فإنها تتطلب منا وقفة صادقة مع النفس، و حرقة على الأجيال الجديدة تشبه حرقة الأمهات.

http://www.drbakkar.com/2017/01/17/% /

قراءة 1570 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:33

أضف تعليق


كود امني
تحديث