قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 30 حزيران/يونيو 2019 16:01

اختيار التخصص الجامعي

كتبه  الدكتور عبد الكريم بكار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

معظم الدارسين للطب والهندسة و إدارة الأعمال يحصلون على وظائف جيدة، و الحقيقة أن أي إنسان يبرع في أي تخصص، و يصبح من الأوائل فيه، فإنه يحصل على وظيفة جيدة، كما أن هناك من درس الطب .. و عاش حياته كلها فقيراً و مغموراً، لأنه لم يكن أكثر من طبيب عام و عادي جداً. | ص١٦٦

* في بعض الأحيان يكون مطلوباً أن نتخذ القرار بسرعة حتى لا تفوت علينا فرصة نادرة، و تكون المعلومات موجودة، لكن الوقت المتاح للحصول عليها غير كافٍ، كما لو فرضنا أن القرار هو عبارة عن تسجيل في قسم من الأقسام الدراسية في إحدى الكليات، حيث يجد كثير من الشباب أنفسهم مخيَّرين بين كليتين أو ثلاث، و كثيراً ما يكون وقت التسجيل محدوداً، و من الطبيعي أن الطالب اليوم يدرس ليتخرج، و يتوظف، و لهذا فإنه في حاجة إلى معلومات عن الجامعة التي سيدرس فيها، و عن طبيعة التخصص الذي سيدرسه و عن سوق العمل المتاح لذلك التخصص، و أمور أخرى من هذا القبيل … فما الذي على الطالب القيام به في ظل شح المعلومات حول كل ما ذكرناه ؟ أعتقد أن عليه القيام بالآتي :

 تأخير اتخاذ القرار إلى آخر لحظة ممكنة من أجل التمكن من جمع أكبر قدر من المعلومات.

 بمجرد أن نتخذ قراراً من أجل الانطلاق في تخصص أو عمل من الأعمال … نكون قد وضعنا أنفسنا في سياق المستقبل، أي في دائرة المظنون و الموهوم، و ذلك لأن الله – وحده – هو الذي يعرف بالضبط ما ستؤول إليه الأمور بعد سنة أو خمس سنوات، و من هنا فإن الواحد منا يجمع المعلومات، و يفكر و يتأمل و يسأل …. ليس من أجل الحصول على قرار صائب، و إنما من أجل الحصول على أفضل قرار ممكن في تقديره. 

 سؤال الطلاب الذين يدرسون في الكليات التي وجدتَ نفسك ملزماً بالدراسة في واحدة منها، سؤالهم عن مدى شعورهم بالفائدة و عن قوة المناهج و الجو العام ….، و سؤال بعض الخريجين عن مجالات العمل لتلك التخصصات و مدى توفر الفرص فيها. المهم أن يعرف المرء كيف يتعامل مع كلام أولئك الذين يستشيرهم، لأنه قد لا يخلو كلامهم من شيء من التضارب و التناقض.

 استخارة الله – تعالى – و الإلحاح عليه بأن يرشد إلى الصواب و الخير …

 لكل قرار يتخذه الإنسان ميزات و حسنات، و له بعض المخاطر و التحديات، و المهم فصل ما هو حقيقي و متوقَّع فعلاً من كل ذلك عما هو وهمي أو مضخَّم، و الفصل بين ما هو معقول، و ما هو غير معقول …

 ستأتيك معلومات كثيرة لا علاقة لها بموضوعك، أولا تؤثر قي قرارك، حاول حذفها و التخلص منها لأن كثرة المعلومات تُربك العقل في التعامل معها، و مما يُذكر في هذا السياق أن أحد القضاة نظر في قضية شائكة و طلب وثائق تتعلق بها، فأُحضر له مليون وثيقة، فطوي ملف القضية، و سجَّل القضية ضد مجهول !

 استخدام الحدس و الفراسة و طمأنينة القلب، و يروى عن عمر – رضي الله عنه – أنه قال : ” من لم ينفعه ظنه – أي حدسه – لم تنفعه عينه ” و الحدس ذو طبيعة غامضة، إنه يشبه أن يكون معرفة الإنسان بشيء دون أن يعرف كيف عرفه، و قد يكون الحدس نتيجة لتجمع الخبرات و المعلومات السابقة و تفاعلها مع بعضها، مما ينتج عنه نوع من الانفجار في الوعي أو الإدراك.

 لا تكمن فائدة الفلسفة و فهم طبائع الأشياء و السنن الربانية في الخلق في سد الفجوات المعرفية و التعويض عن نقص المعلومات، بل إنها تتجاوز ذلك إلى الحكم على المعلومات و تقويمها، و كشف ما يمكن أن يكون فيها من زغل، و في سياق ما نحن فيه من مسألة اختيار التخصص، قد يأتي من يقول لك : إن الطلب على تخصص الطب سيظل مستمراً، و لن تجد طبيباً عاطلاً عن العمل ؛ لأن الناس يزيدون و الأمراض و الأوبئة تزداد، لهذا فهو تخصص ممتاز دائماً، و حين ينظر المرء في هذا الكلام من أفق القوانين العامة التي تحكم مسيرة الحياة، فإنه سيستحضر المؤشرات و المعاني التالية :

١ – من يتحدث إليَّ يتحدث عن الطلب على مهنة الطب بعد ست أو سبع سنوات، و هي فترة طويلة نسبياً، و لا أحد يدري كيف ستكون الأوضاع وقتئذ.

٢- الطب تخصص مرموق جداً، و ستظل له أهمية، لكن عليَّ أن لا أنسى أن موقعي في ذلك التخصص أعظم أهمية، فهناك طبيب مغمور، يكسب رزقه بصعوبة، و هناك طبيب بارز يشار إليه بالبنان و رزقه يفيض عن حاجته مرات عديدة.

٣- الإقبال على العلاج و التردد على الأطباء مرتبط بالحالة الاقتصادية للبلد، فإذا كانت سيئة فإن إقبال الناس على الأطباء سيكون ضعيفاً، و بذلك يكون العرْض أكثر من الطلب.

٤- الطب ليس هو التخصص الممتاز لكل الناس، و لهذا فلابد للمرء حتى ينبغ فيه من امتلاك الرغبة القوية و القدرة الظاهرة.

* تساءل عن اتخاذ القرار، عن أسوأ ما يمكن أن يتمخض عنه ذلك القرار، و تأمل في نفسك هل تستطيع تحمل هذا القرار ؟ و كيف يمكن أن تتصرف ؟ 

* أن تتخذ قراراً يعني أن تخاطر، و مهما كانت النتائج، فإن ذلك أفضل من العيش من غير قرار و من غير مخاطرة، فالحياة الجيدة هي الحياة التي نعطي فيها للحياة، و نأخذ منها بما يُصلحنا، و يُصلحها. | ص ١٩٥ – ١٩٨

من كتاب ( تَكْوين المُفٓكِّر ) للدكتور عبدالكريم بكّار

الرابطhttp://www.drbakkar.com/2018/03/28/%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ae%d8%b5%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d9%8a/

قراءة 1063 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 تموز/يوليو 2019 09:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث