قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 شباط/فبراير 2020 07:57

كيف نحفز أبناءنا على الدراسة؟

كتبه  الأستاذة حشايشي غنية
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في ظل زمننا الصعب المليء بالتحديات تضاعفت مسؤولية الآباء في تربية الأبناء، و صار من الضروري البحث و التقصي عن أفضل و أنجع السبل التي تتبع للحفاظ عليهم و حمايتهم من أخطار و فتن العصر، و الوصول بهم إلى هدف أو رؤية استشرافية  يمكن أن نلخصها في إعداد ابن متعلم و صالح صاحب شخصية ناجحة، قادر على تحمل المسؤولية و على تأسيس أسرة مستقبلا و أداء مهنة شريفة تضمن له حياة كريمة، و قد يكون طموح الاولياء أكبر من ذلك كتنشئة الابن ليكون عالما أو قائدا، و مهما اختلفت الأهداف فإنه يمكن القول أن من الأولويات التي يحرص عليها كل أب و أم هي تعليم أبنائهم، لما في ذلك من شرف، و لكونه بات ضرورة ملحّة في عصر المعرفة ، و لا يخفى على أحد كون العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة، غير أن التعليم في حد ذاته أصبح يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للأولياء رغم حرصهم الكبير على اغتراف أبنائهم من هذا النبع المبارك، بل يشكل تحديات و من بينها سنتحدث عن عزوف الكثير من الأبناء عن التعلم و ما يجدون فيه من ملل و انعدام الرغبة و صعوبة في الاستيعاب و التركيز، و عدم وجود الدافع إليه فتجدهم مكرهين على الذهاب إلى المدرسة مدفوعين إليها دفعا، و لو كان الأمر بأيديهم لما وطأتها أقدامهم، فكل سعادتهم حين تحل العطل و الإجازات وحين يتغيب معلموهم، و هذا ما يجعل الآباء في قلق و حيرة و تعب.

سؤالنا اليوم كيف يمكن أن نحول الدراسة إلى شيء محبب للأبناء؟ كيف نخلق فيهم الدافع و الحافز حتى يقبلوا عليها ذاتيا دون انتظار في كل مرة الدافع الخارجي؟ ما هي مهمة الأولياء بالتحديد اتجاه الطفل المتمدرس؟

طبعا الموضوع شائك و له الكثير من الجوانب التي يمكن إثراؤها و من الصعب حصرها في مقال واحد، لذلك سنقدم لكم أعزاءنا القراء خمس مهام تقع على عاتق الأولياء اتجاه أبنائهم المتمدرسين باختصار، و نتمنى أن تكون مفيدة و بمثابة مفاتيح تربوية عميقة الأثر.

و أول ما نفتتح به للحديث عن هذه المهام، توضيح نقطة أساسية و هي أن مهمة الأولياء ليست جعل أبنائهم يأخذون المراتب الأولى و أعلى المعدلات، بل الأولى من ذلك، تكمن مهمتهم في توفير و خلق بيئة مثالية تفجر طاقات الأبناء و تساعدهم على التعلم، فالدراسة فن و إبداع، و قبل الاشتغال و العمل و بذل الجهود و صرف الأموال على الدروس الخصوصية من أجل تفوق الأبناء، حري بهم أولا أن يجعلوهم يستمتعون بالدراسة، و ذلك عن طريق تقديم المساعدة في شرح الدروس لهم و إيصال المعلومات بطريقة يحبها الطفل، و الإبداع في ذلك عن طريق القصة و الصورة و النكتة و التجريب العملي و مشاهدة أشرطة فيديو تعليمية ممتعة مع الطفل و مناقشة محتواها بطريقة تثير الذهن و تبعث على التشويق، و كذلك الخروج أيام العطل في رحلات تثقيفية يتعلم خلالها الطفل و تتوسع مداركه، و غيرها من استراتيجيات التعليم الحديثة يمكن لأي مربي الاطلاع عليها و تجريبها و الأمر كما ترون يتطلب بذل جهد و اهتمام واسعين و توفير وقت للأبناء، أما من لا يريد أن يكلف نفسه عناء البحث و التقصي و الاجتهاد في سبيل إعداد أبنائه الإعداد الأمثل و تفضيل الخروج مع الأصدقاء و تضييع الساعات خلف أجهزة التواصل الاجتماعي، فنقول له هذا المقال لن يفيدك في شيء.

ثاني مهمة سنتحدث عنها هي قضية استغلال العطل و الإجازات في تقوية نقائص الابن، فالعطلة ليست للعب الذي لا طائل وراءه و نقصد خاصة الألعاب الإلكترونية المضرة للذهن و للجسم، و أما اللعب مع الرفاق  فلا بأس به، إذا كان في بيئة آمنة و تحت رقابة الأهل لما فيه من اكتساب لروح الفريق و مهارات التواصل و كونه رياضة جسمية و حتى قد يتضمن قيما مختلفة، على أن لا تمضي العطلة كلها في اللعب، فلا بد من الحرص على تشجيعه على المطالعة وعلى تعلم اللغات و حفظ القرآن و حتى ممارسة هوايات كالرسم أو الإنشاد و المشاركة في أنشطة جمعوية تهتم بمواهب الطفل، و بذلك نكون قد دعمنا قدرات و معارف الطفل و أسهمنا في خلق توجهات إيجابية لديه و حتى زيادة ثقته في نفسه التي تزيد كلما زادت معارفه و مهاراته.

ثالث مهمة هي الحرص على تعريف الطفل بقدوات المتفوقين و المخترعين و العلماء و المتميزين، و هناك طريقتان لتحقيق ذلك، الطريقة المباشرة و الطريقة غير المباشرة و تتمثل الطريقة غير المباشرة في نقل سيرة هؤلاء للطفل عن طريق القصة و الحكاية أو عن طريق مشاهدة فيلم عنهم، و كلما كان الأسلوب مشوقا كلما انجذب الطفل و تأثر بهم و بقيت سيرتهم ماثلة في ذهنه و وجدانه، أما الطريقة المباشرة وهي الأفضل في رأيي تكون عن طريق جعل الطفل يلتقي بالناجحين الأحياء وجها لوجه، و من الأفضل أن تكون جنسيتهم جزائرية أو عربية و ذلك باغتنام فرص حضورهم إما لإلقاء درس أو محاضرة أو أي مناسبة فذلك يكون أثره أوقع في النفس، كما أنه يزيل فكرة موجودة في أذهان الكثير من الأطفال، أن الناجحين هم من الغرب فقط أو أنهم من العرب الذين عاشوا قديما و ماتوا، و أن أمتنا ليس فيها شخصيات مميزة، فمهمة الآباء هنا زرع القدوات المؤثرة في نفوس الناشئة من أبنائهم و إبهارهم بما أنجزوه و بما نالوه من جوائز و من حظوة و مكانة، فيخلق لديهم دوافع اقتفاء الأثر و الإنجاز و النجاح.

المهمة الرابعة العمل باستمرار على تهيئة الأبناء نفسيا و عقليا و زمنيا و مكانيا و جسديا و حتى روحيا، و نقصد بالتهيئة النفسية شحذ همة الطفل و توفير الجو النفسي الآمن البعيد عن القلق و المشاحنات و المليء بالإيجابية و التشجيع و المديح بعبارات تسعده، أي باختصار التفنن في بناء علاقات إيجابية مع الأبناء، أما التهيئة العقلية فيمكن أن تتم عن طريق إطلاعه على استراتيجيات عمل الدماغ و قدراته، و تتمثل التهيئة الزمانية بمساعدته على معرفة ساعة النشاط البيولوجية فالعلماء يقولون أن هناك أهل النهار، أي ذروة نشاطهم تكون نهارا، و هناك أهل الليل عكس الفئة الأولى، التهيئة المكانية و نقصد بها الحرص على وجود مكان مريح للدراسة يتمتع بالإضاءة و يمكن تزويده بالألون المريحة خاصة الأخضر المحفز على الإبداع، و يمكن اقتناء نبات أخضر في غرفة الدراسة على أن يخرجه ليلا، التهيئة الجسدية نقصد بها التغذية الصحية، و ننصح -كغذاء مفيد- لتنشيط الدماغ بالتمر أو الزبيب أوالجوز و طبعا الماء النقي، و هي تعد من الأغذية الأساسية للطفل و يقول العلماء أن (21) حبة زبيب صباحا تغني عن وجبة كاملة، أما التهيئة الروحية فتتمثل في تعويد الأبناء على قراءة الأدعية و ذكر الله و الاستعانة به دوما و في كل خطوة.

المهمة الخامسة هي العمل على معرفة ميول الأبناء و تشجيعها  و تحفيزها  وتوجيهها توجيها سليما، و أن لا نفرض عليهم ميولاتنا نحن، فالكثير من الآباء لديهم فكرة خاطئة عن التفوق و النجاح فيربطونه بتحصيل العلامات الكاملة في المواد الدراسية، كما يربطونه بتخصص معين، و الصحيح أن المواد الدراسية تعبر عن نوع واحد من الذكاء و هو العقلي فقط، بينما قد يتمتع الأبناء بأنواع أخرى من الذكاء تؤهلهم للنجاح في مجال آخر غير الذي يتوقعه الآباء، فهناك الذكاء الاجتماعي الذي يؤهل الابن للنجاح في مهن قائمة على التواصل و الذكاء البيئي الذي يؤهل للنجاح في مهن كالزراعة و الذكاء الحركي الذي يؤهل للحرف وغيره من الذكاء الذي حدده العالم الأمريكي “هوارد جاردنر” بثمانية أنواع و ننصح الآباء بالاطلاع عليها.

و في الأخير يحضرني نماذج تطبيقية واقعية لشخصيات ناجحة هي: شخصية العالم المصري “أحمد زويل” و العالم الجزائري “عبد الحميد ابن باديس ” والمخترع الجزائري “محمد دومير” و يمكن لسيرتهم و عوامل نشأتهم والعوامل المفجرة لطاقاتهم أن تكون قدوة للآباء و الأبناء في مسيرتهم، و يمكن للقراء الاطلاع عليها و هناك غيرها الكثير من النماذج التي تستحق إلقاء الضوء عليها.

و أشير فقط أن ما جاء من توجيهات قد يصلح لتطبيقه على الأطفال الصغار في الابتدائي  و حتى للطلبة في المتوسط و الثانوي و لأي طالب علم، و يبقى التطبيق هو الفيصل و الذي يحتاج إلى قناعة الشخص و إيمانه بأن التفنن في التربية هو منهج حياة نعيشه بكل استمتاع مع أبنائنا و يحتاج إلى إبداع و تجديد و استفادة من التجارب الموجودة في الدراسات الحديثة عن الدماغ و الإنسان، دون إهمال ما يحويه تراثنا من درر تربوية زاخرة صالحة لزماننا، و كلما كان المربي يفتقد لهذه القناعة بضرورة تبني منهج جديد كلما وجد المهمة صعبة و ثقيلة و مرهقة؛ و كما يقول المثل:

“فاقد الشيء لا يعطيه” و هذا ما لا نأمله.

مع تمنياتي بالتوفيق لجميع الآباء في مهمتهم الشريفة و النبيلة و المقدسة.

الرابط : http://elbassair.org/2464/

قراءة 1564 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 أيار 2020 06:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث