قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2020 17:01

الطَّالِبُ و التوكل

كتبه  الأستاذ عبد العزيز بن سايب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المؤمنُ مُتوكِّلٌ على الله تعالى.. هذه عقيدةُ جميعِ المؤمنين..

بيدَ أنَّ المشتغلَ بالعلمِ الشرعيِّ يكون هذا الإيمان أَرْسَخَ عنده.. هكذا يَنبغي ..

فالرَّزَّاقُ هو ربُّهُ، و الرِّزقُ كُلُّ الرِّزقِ بيد مولاه، و قد سُطِرَ رزقُهُ و هو جنين في أحشاء أمه..

فهو يرتل هذه الحقائق في القرآن العظيم، و يقرأها في الحديث النبوي الشريف، و يُطالعها في سير العلماء، و يجدها في تراجم الصالحين، و يَسمعها من شيوخه، و يَلمسها في حياتهم.

و من ثمة قَبيحٌ به أن يَجعلَ طَلَبَهُ للعلمِ طَمَعًا في جَاهٍ، أو سُلَّمًا لوظيفةٍ، أو تَزَلُّفًا لصاحبِ فُلوس..فقَمِنٌ به أن يَطلبَ العلمَ لله جل جلاله، مُفَوِّضًا مستقبلَه لمن بيده ملكوت كل شيء..و أرزاقَه القادمةَ بيد من له خزائن السماوات و الأرض .. و مَنْ يَدري هل سيعيش إلى تلك الأيام أم لا ..؟

فيجعل تركيزَه الآن على التحصيلِ و التكوينِ..جاعلا زادَه الصبرَ و التحملَ و الاحتسابَ..كما هي حياةُ و سِيرةُ مَنْ سَبَقَهُ، و"صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم و التحصيل" خيرُ دليل ..

إنَّ نجاحَ الكثيرِ من أصحاب النهضات العِلمية نَابِعٌ من هذا اليقين الراسخ، و القناعة الجلِيَّة..

و إليكم هذه الكلام المعبِّرَ.. التي سمعتُه من سيدي الشيخ الحاج محمد المكي حفظه الله تعالى، لما وفقني الله تعالى لزيارة مدينة أدرار العريقة ..

و الحديثُ يَدورُ حول مَكْرُمَةٍ من مكارم الشيخ محمد بلكبير رحمه الله تعالى، الذي حَبَاه ربُّه بخِصالٍ نفيسة ..فمِنْ جملةِ هذه المزايا الحميدةِ التي كان يَتحلى بها الشيخ بلكبير توكُلُّهُ على ربِّهِ جل جلاله ..هاته الشُّعبة الإيمانية التي اجتهد في غرسها في طلابه..

قال الشيخ المكي عن شيخه بلكبير: .. تماما.. ما كان الشيخ يفكر في شيء، حتى قوت الطلبة.. كان متوكلا على الله ..

..أَعْقِلُ في السَّبْعينات .. قبل أن يَفْتَتِحَ الدرسَ جَلَسَ في الحلقة، و أخذ يَحُضُّ الطلبةَ على طلب العلم، و كما في الحديث "تكفل الله برزق طالب العلم" ..

قال الشيخُ لهم: لا تَهْتَمُّوا بالرزق، لا تهتموا بالوظيفة، لا تقرؤوا من أجل الوظيفة ..

ثم قال: ..في النهاية أنا و أنتم عَايشين بفضل الله، لا أعرف كيف نحن عايشين، و إذا تُرِيدُونَ التَّجريبَ ـ أي التأكد ـ ..هذه المفاتيح ..و ادخلوا البيوتَ ـ أي المخازن ـ ، وانظروا ما يُوجد .. فلن تُلاقوا شيئا يكفيكم مُدَّةَ أسبوعٍ ..و رانا عايشين..

إنه اليقين و التوكل على الله ..

«لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ..» .

مَنْ كان للهِ ..كان اللهُ لَهُ..اهـ .

هذا ما قيَّدتُه من كلام سيدي الشيخ الحاج محمد المكي، حفظه الله تعالى.

إن الدراسة و جعل الوظيفة نصب العينين يُقَصِّرُ من عمر الدراسة، و يُفقد صفاءَها و نصاعةَ نيتِها و الحماسَ في التحصيل..

يصير الهمُّ ..متى أنتهي من هذه الدراسة..و هل هذا الجهد سيُثمر وظيفةً كريمةً..و راتبًا كافيًا..و عيشا محترمًا..
و يدخلُ الإنسانَ الحسدُ لغيره ممن حَظَوْا بما لم يَحْظَ به..و ضيقُ العين لما فَاقُوه به و نالوه مما لم يَنَلْهُ..و يبدأ اللسانُ يَطولُ و يَقصرُ..و ينسى ما دَرَسَه، و تَذوبُ الأخلاقُ التي تعلمها..و تَضيعُ حقائقُ العقيدة التي بُشِّرَ بها..و تتبخر الآفاق الدينية التي يعيش لها..

و يشرع في الندم على السنوات التي أَفنى فيها شبابه..و تتداول عبارات الغفلة و النية..و مشتقاتها..التي كان مُغَفَّلًا بها..

و يُنسيهِ الشيطانُ أن الرزقَ بيد الله ..و لا يأخذ أحدٌ نصيبَ آخر..

و يَتِيهُ عن سِيَرِ أولئك الأعلام الذين تركوا بصماتٍ في الحياةِ العامةِ و الخاصةِ مثل الشيخ بلكبير..مما لم يُحَقِّقْ عُشرَ مِعشارها أصحابُ الشهاداتِ لذات الشهادات، و لم يصلها أربابُ الوظائف الفخمةِ ذاتِ الوجاهةِ الاجتماعيةِ و الرواتبِ المجزيةِ و العيشة الرغيدة..

هذا الشيخ بلكبير دُرَّةُ صحرائِنا.. الذي لم ينقطع نفعُه و لم يَنحصرْ في منطقته..فها هم تلاميذه ينتشرون في كل مَرَابِعِ البلاد..و ذِكرُهُ العاطر يَفُوحُ في المحافل..

أليس كلامُهُ و سلوكُهُ و آثارُهُ كفيلةً بإذابةِ تلك الوَساوس التي تُرَاوِدُ بعضَ الطلاب حولَ رزقهم و همِّهم نحو مستقبلهم..

خصوصا إذا غَرَسْنَا في أفئدتنا و حَوَّطْنَا بقناعةِ العقلِ أنَّ كُلَّ أموالِ الدنيا و زينتِها سنتركه وراءنا ظِهريا..
و أنَّ العلمَ النافعَ من الصدقات الجارية التي يَلحقنا نَيْلُها بعد رحيلنا عن هذه الدار.. «..و إن الأنبياءَ لم يُوَرِّثُوا دِيناراً و لا دِرْهماً، وَرَّثوا العلم، فمن أَخَذَهُ أخذ بِحظٍّ وَافِر» . كما قال الصادِقُ الْمَصْدُوقُ صلى الله عليه و سلم في حديث أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ الطويل في فضل العلم، الذي أخرجه الأئمة أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و الدارمي و ابن حبان ..

و لا يُفهم من هذا أن الشيخ بلكبير كان مُهْمِلًا للأسباب..فقد بيَّنتُ تَوَازُنَهُ في هذا الخَطْبِ في مقالةٍ سابقة تحت عنوان "الخزانة الكبيرة" ..

لكن أُلْمِعُ هنا فقط للقاعدة الذَّهبية التي قَرَّرَها علماءُ العقيدة أنَّ الأخذَ بالأسباب واجبٌ، و الاعتقاد فيها شرك .

رحمةُ الله عليكَ و رضوانُهُ يا شيخ بلكبير.. ها هي تأتي علينا عشرون سنة منذ رحيلكَ.. الذي كان في مثل هذا اليوم من التأريخ الهجري في: 16 جمادي الآخر، سنة 1421هـ، الموافق 15 سبتمبر 2000م.

الرابط : https://binbadis.net/archives/10295

قراءة 1092 مرات آخر تعديل على السبت, 19 أيلول/سبتمبر 2020 07:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث