قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 22 شباط/فبراير 2022 12:03

الطّالـب الجـامعي بين جيــل الأمــــس و جيــل اليــــوم

كتبه  د . بوزيد شتوح
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تحيي الجزائر كلّ سنة مناسبة «عيد الطالب» الموافق لـــ: 19 ماي 1956 و التي سجلتها أقلام التاريخ بأحرف من ذهب، حيث برهن فيها الشعب الجزائري بكلّ أطيافه التفافَه مع قضيته المتعلقة بتحرير الوطن و استعادة الجزائر من براثن الاستعمار المستبدّ، و يظهر ذلك جليّا في انخراط طلبة الجامعات و الثانويات – على وجه الخصوص – في مسيرة الكفاح المسلّح، مُضحّين بمُستقبلهم الدّراسي و تفوّقهم العلمي، و محوّلين أقلامهم و دفاترهم و محافظهم إلى مدافع و رشّاشات و رصاص ضد الاستعمار الغاشم، و لسان حالهم يقول: إنّ نسمات الحرّية أولى من كلّ مستوى علمي، و إنّ الوطن الجزائري أغلى من كلّ مقعد بيداغوجي في ظلّ الاحتلال..
نعم، إنها لذكرى جليلة تستحق التأمّل و تكشف عن الاعتزاز الوطني الذي كان يملأ قلوب الطلبة و جوارحَهم، و بالنّخوة الشامخة التي كانوا يتميّزون بها تُجاهه، ممّا جعلهم يتخلّون عن مسيرتهم العلمية تضحيةً للوطن الـمُفدَّى، و يلتحقون بإخوانهم الـمُجاهدين الأبطال اقتداءً ببطولاتهم، و سندًا قويّا نحو الـمُضيّ قُدُما إلى تحقيق الحرّية و الاستقلال..
هذا عن طلبة الأمس، أمّا طلبة اليوم: فيُصنّفون – في تقديري – إلى ثلاثة أصناف و هي:
1/ صنف نافع: يتميّز هذا الصّنف من الطلبة بجدّه و اجتهاده الحثيث في طلب العلم، و وعيه العميق و إدراكه الدقيق بكلّ ما يحيط بوطنه و أمّته و احتكاكه المستمرّ مع أهل العلم و الفكر، كما أنّه يحمل مسؤولية و أمانة على عاتقه تكلّفه عملية البحث لجواب عن سؤال يراوده آناء اللّيل و أطراف النّهار: ماذا أقدّم لوطني و أمتي أثناء و بعد مسيرتي العلمية؟
و لكن هذا الصّنف من الطلبة هو عُملة نادرة في الـمُحيط التربوي؛ لأنها تحتاج من صاحبها إلى شدّة تحمّل و صبر و ثبات على أسسٍ و مبادئَ استلهمها من الأبطال السّابقين من جهة، و تحتاج إلى مواجهةٍ لهذا الواقع الذي يُكرّس – في أغلبه – الإقصاء و التّهميش للنّخب و الكفاءات من جهة أخرى، فهذا الصّنف ينبغي أن يُهَّمَّ به في الجانبيْن المادّي و المعنوي، حتى يواصل في دربه النّافع و يسعى دوما لتحقيق طموحاته و تلبية رغباته التي تعود عليه و على وطنه بالخير و المنفعة.
2/ صنف ضائع: هذا الصنف من الطلبة مُضيّعٌ لواجباته، غافلٌ عن تحقيق أولوياته، جاهلٌ بكلّ من يحيط به و ما يُنتظَر منه، فهو ينظر في مساره الدّراسي بمنظور اللّعب و اللّهو و اللامبالاة، همّه الوحيد الخروج بتسريحة شَعْرٍ جديدة تجلب الأنظار، و بلباسٍ فاضحٍ مُمزّقٍ يهتك الحياء، و مِشيةٍ مُـمِيلة تُنبِئ عن تخنّث مقيت. و من مميزات هذا الصّنف أنّه يتلاعب بالكلمات المعسولة و الأساليب المؤثّرة حتى يتصيّد بها نُقطةً من أستاذ، أو يقيم بها علاقة مُحرّمة تفتح أمامه أبواب الشيطان و تُؤدّي به إلى طريق الخسران. هذا هو همّه وَ تِلْكُمْ هي طموحاته الرّديئة التي يسعى إلى تحقيقها، فإذا حدّثته عن الوطنية قليلا أعرض و نأى بجانبه لأنه بعيد كلّ البُعد عن الشّعور بالانتماء لوطنه، و موقعٌ بنفسه في أَوْحَالِ التّفكير من قِبَلِ أصدقائه و خلاّنه و من يحيطون به و يشجّعونه دوما نحو المواصلة في هذا الطريق الـمُضلّ.
3/ صنف مائع: و هذا الصّنف يحمل شخصيةً مُذبذَبةً لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء، تارة يجالس الطبة الجادّين فتحسبه كذلك، و لكن سُرعان ما يزيغ عن ذلك بمجالسته أيضا مع الطلبة الضائعين، هو صنف تائه الفكر، لم يحدّد بالضبط بَوْصَلَةَ حياته التي يسير وفقها، لا يُفكّر كثيرا في قضايا وطنه و أمّته، و لا يدرك جيّدا ما هو الواجب منه تُجاه ذلك، فهو جادٌّ مع الطلبة الجادّين، و ضائع مع الطّلبة الضائعين.
هذا – باختصار شديد – عن وصف حال الطلبة اليوم.
و لذلك: فالواجب من كلّ المربّين و الـمُرشدين و المعلّمين و الباحثين و الأولياء و أهل الرأي و ولاّة الأمور أن يلتفّوا حول هذا الصّنف من الشّباب بعين الرّقابة و التوجيه و الإصلاح و التّشجيع؛ لأنّ هذا المشروع التربوي يُشكّل في مضمونه أبعادًا حضارية تتطلّع نحو التقدّم و الازدهار، و يجعل هذه النّخبةَ مؤهّلةً في تسيير شؤون الوطن و الأمة حاضرِها و مستقبلِها، فما يتمّ زرعه في هذه النخبة مما ذُكر سابقا سيعود بالخير حتى في أحلك الظروف كما فعل ذلك الجيل الذهبي إبّان الاحتلال الفرنسي؛ لأنّ واقع طلبتنا – للأسف الشديد – يتخبّط في غياهب الإقصاء و التّهميش، فلم يجد الرّفقة الصّالحة – من كلّ شرائح المجتمع- التي تُوجّهه و تُرشده و تنصحه و تُعلي من قدره و تُنبّهه إلى ما يُحاك ضدّ وطنه من مؤامرات حتى يستفيق من سباته و يبني تخطيطا علميا عمليّا جماعيّا عميقًا مستفيدا ممّا تعلّمه و آخذا ممّا نقله من تجارب أساتذته. فكما أعلن الطالب الجزائري من جيل الأمس عن تأييده للثّورة الجزائرية، فكذلك ينبغي على طلبة جيل اليوم أن يسعَوا لنُصرة دينهم و وطنهم و قضايا أمّتهم ليرفعوا من شأنها نحو العُلاَ و التميّز.
فهذا هو الهدف المنشود الذي ينبغي أن يُجسِّده طلبة اليوم لكي يكونوا بذلك خيرَ خلفٍ لخيرِ سلفٍ. و الله الموفق لذلك.

الرابط : https://elbassair.dz/18174/

قراءة 800 مرات آخر تعديل على الخميس, 24 شباط/فبراير 2022 09:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث