قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 14 تشرين1/أكتوير 2023 16:25

أيها المربي أتحتويهم أم تخسرهم...!!

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أعجبني الحوار الذي دار بين أستاذة و تلميذها، و نقلته على موقع تواصل اجتماعي، لأنه عبر بصدق عما يعانيه شباب اليوم من تفكك و اهدار للوقت، و كثرة تبرير للفشل ...و هي معاناة أردنا أن نسلط عليها الضوء لتوضيح بعض الجوانب التي تستحق التوقف عندها...

تقول الأستاذة الفاضلة و هي مع تلاميذها في قسمها تؤدي واجبها:" كنت البارحة في حوار مع بعض تلاميذ الأقسام النهائية الذين ابتلوا ( بالزطلة و...(المخدرات)  و قد تولى النقاش أحدهم... كان متقدا مقتنعا أشد الاقتناع بآرائه... والده رجل محترم أديب... له وزنه الاجتماعي... ناقشني بحرارة...
و لما أفرغ ما في جعبته و أنهى حديثه عقبت على كلامه قائلة: (كي يكويك الزمان... تعرف قيمة واش راني نقول) فقام من مكانه و اقترب مني أكثر و قال: الكية راهي هنا... مشيرا إلى صدره...كيف تحكمين علي...؟؟ هل عشت همومي... ؟؟ نعم أنت أكبر مني سنا و ربما قدرا...لكن هذا لا ينفي... أنني عرفت من الآلام الكثير، و قست علي الحياة... كما لم تقس عليك ...ربما... الحياة لا تقاس بالسنين سيدتي... بل بالهموم التي عشناها..."
و تضيف قائلة الأستاذة الفاضلة:" أنا أعرف أنه يتيم الأم... و أعرف جيدا مكانة الأم في نفس شاب مراهق... و أعرف...و أعرف... (عن زوجة الأب...و عن الأب في غياب الأم) و ما لبث أنتوقف عن الكلام حينما لاحظ أنني أغالب الدموع... فرق لي و أشفق عليّ...و اعتذر مني... و انصرفت متمنية له الخير..."

و هكذا انتهى الحوار بينها و بين التلميذ أو بالأحرى بين القسم الذي تدرِّس فيه...

صدقوني أنني تألمت لحاله، و حال كل من هو على شاكلته، غارق في مشاكله، يتجرع ألامه، و يكابد و همومه، و لعلنا نجد عند شبابنا و شابّاتنا قصصا أخرى تكون أكثر إيلاما و اشد وقعا ... و لكن إلى متى تبقى هذه السلبية...

إن ما شد انتباهي في هذ الموضوع، هو أنني أعلم علم اليقين، أن الناجحين هم أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها، و حينما لم يجدوها صنعوها ...و اجتهدوا أيما اجتهاد في صناعتها و خرجوا من الوحل الذي هم فيه...و ما كانوا أشخاصا لا يحسنون إلا التبرير...فكثرة التبرير هو مؤشر للفشل ...و بكل صراحة هذا ما يجري مع شبابنا و شابّاتنا...

و من زاوية أخرى لا أنكر الحاجة الماسة لإيجاد آليات تنتشلهم مما هم فيه...إننا نرى الكثير و الكثير من المؤسسات التربوية، و الجمعيات، و مراكز التدريب و التطوير، التي تقوم بدورما في هذ المجال، لكن تدخلها فيه يبدو مناسبتيا و هي لم تأخذ كثيرا بعين الاعتبار ضرورة وضع جدول تحسيسي يتكفل على مدار السنة بهذه الفئة ...

ثم أين هو دور الأستاذ البيداغوجي و التربوي في التكفل بهذا النوع من التلاميذ ؟ و لماذا لا يتم تخصيص حصص في الأوساط التربوية بين فترة و أخرى لتشكل فضاء واسعا يسمح بمناقشة هذه الظاهرة و يمكّن التلاميذ من التعرف على ما يترتب عليها من أخطار تدمر مستقبلهم و تهدد حياتهم...؟

لماذا لا تخصص ساعة أو ساعتان في الأسبوع في المتوسطة و الثانوية لتتم مناقشة هذه المواضيع مناقشة جادة، بحضور أساتذة مختصين لإعادة تأهيل هؤلاء التلاميذ، حتى يتسنى لهم العودة إلى مباشرة الحياة الطبيعية، و ليضخوا فيهم الأمل في الحياة من جديد...و يجعلون نصب أعينهم أن الهروب من المشاكل بدل مواجهتها هو تحطيم للذات البشرية...؟

و لعل أفضل ما أختم به حديثي هذا هو هذه القصة، و هي قصة أقتبسها من واقع شاب عايش ظروف تقريبا ممثالة لشباب اليوم، بل لعلها أقسى، و لكنه لم يهرب من مشاكله بل واجهها بشجاعة، و لم يستسلم لها، و لم يهرب منها بتعاطي المسكرات أو المخدرات....

كان سنه أربع سنوات ...طلقت والدته من والده ...أمه أعادت الزواج مع آخر و انجبت أطفالا بمعنى أصبحوا إخوة له، في أول سنة له في الابتدائية كانت المدرسة بعيدة عنه و كانت والدته يتعذر عليها مرافقته إلى المدرسة، فكانت تعرفه كيف يذهب و كيف يعود آخر المساء، و هو في هذه السن الحرجة، و في أيام عطلته كان زوج أمه يوقظه بركلات في جنبيه حتى يأخذه معه للعمل و لا يبقى يتمتع مثل كل الأطفال باللعب و شراء الحلوى...أو البقاء في حضن والدته مثل إخوته...عندما نجح بامتياز في السنة السادسة من التعليم الابتدائي ...سخر منه زوج أمه. و هكذا شبّ هذا الطفل مع آلامه و أخذ شهادته العليا للإعلام الآلي، و أضاف إليها شهادة مهندس دولة في علم الالكترونيك ...

إذن الناجحون هم أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها و حينما لم يجدوها صنعوها...و هذا بالضبط هو ما يجب أن يعرفه شبابنا و شباتنا و أنه لا مبرر لأحد في تبرير تعاطيه للمخدرات بكثرة المشاكل و تراكم الهموم... و أن المخدرات هي بذاتها مسببة للمشاكل، جالبة للهموم فالذي يهرب إليها يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار... فهل يعقل ذلك؟ و أي عاقل يقول به...؟

قراءة 246 مرات آخر تعديل على السبت, 14 تشرين1/أكتوير 2023 16:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث