عندما بلغت سميرة سن الخامسة من عمرها وجب على والديها تهيئتها للدخول في رياض الأطفال، المشكلة أن سميرة عنيدة تبكي، تصرخ، ترفض الدخول إلى باب الروضة، تشعر و كأنها ستنتزع من أمها بالقوة، و في كل يوم تذهب بها أمها إلى الروضة تعيدها إلى البيت ثانية، نفذ صبر الأم فتارة تضربها و تصرخ في وجهها و تارة تخاصمها و الأب يعنفها بشدة بينما الطفلة تمضي في عنادها دون خوف و رادع.
هنا لجأت الأم إلى الأخصائية النفسية في الروضة فنصحتها أن تتبع أسلوب آخر لجذب الطفلة، قالت لها ماذا تحب سميرة ؟ ما هي أجمل هواياتها ؟ قالت الأم و هي تتذكر: الرسم، أحياناً تأخذ أقلام أخيها و ترسم على الأوراق المبعثرة أو على جدران البيت و كنت أنهرها لأنها أتلفت البيت فمنعت عنها الألوان، المهم نصحتها الأخصائية بإتباع أسلوب جديد و تم العمل به.
في أحد الأيام جلس الأب و الأم على طاولة المطبخ يرسمان و يلونان و سميرة تراقبهما عن كثب قائلة (ما أ جمل ما ترسم أبي! كيف تعلمت كل هذا؟)
قال لها: تعلمت ذلك في الروضة لأنهم يمنحون الأطفال أحلى الألوان و يعلمون الواحد منهم كيف يرسم هذه اللوحات الجميلة، اقتربت الأم من سميرة تحدثها في حب و لين: أتدرين يا حبيبتي في الروضة ستتعلمين الرسم و هناك الألعاب الجميلة و الطين الذي ستصنعين منه أشكالاً جميلة، كل شيء جميل سترينه هناك، أنتِ في كل مرة تخافين دخول الفصل، سأريك غداً ماذا يوجد هناك؟ عالم مدهش من الأحلام. اقتنعت الفتاة و سرحت في خيالها ثم مضت الأم في حديثها و هي مدركة أن كلامها قد وقع في نفس الطفلة موقع استحباب و قبول (ستكبرين كما كبرت و يكون لديكِ القدرة على رسم صور جميلة يحبها كل الناس، المعلمة ستعلمك الرسم لأنها ستحبك مثل ماما).
في صبيحة اليوم التالي استيقظت الأم و دلفت إلى غرفة سميرة لكنها لم تكن نائمة في فراشها، تساءلت في دهشة أين ذهبت في مثل هذا الوقت؟ نزلت إلى الصالون لتنادي عليها، ابتسمت الأم في شفقة و هي تلمح ابنتها راقدة على الكنبة و هي ترتدي ثياب الروضة استعداداً للذهاب، اقتربت منها أمها و هي تقبلها: سميرة هل استيقظتِ باكراَ؟
تهمس الطفلة و هي في شبه إغفاءة: ماما خذيني إلى الروضة.
كانت سميرة متحمسة تماماً، فأسلوب الحب و الود لهو الأجدى في تحريك دوافعها و رغباتها.
عزيزتي الأم تعلمي من هذه القصة كيف تجذبين طفلك الى الروضة فهي المحطة التي ينفصل عنك لتنمو شخصيته في عالم جديد.
الرابط: http://www.khawlaalqazwini.com/ImmortalDetails.aspx?aid=117