قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 06 نيسان/أبريل 2016 07:04

مستقبل الأبناء بين طموح الآباء و تحقيق الذات "رؤية جديدة"

كتبه  الأستاذ محمد عبد الرحمان الفاتح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لطالما تمنّى الآباء أن يسير أبناؤهم على ذات الدرب الذي ساروا فيه، أو يسلكوا ذات الطريق التي سلكوها؛ لاعتقادهم الجازم أنّها الموصلة للمجد و المستقبل المشرق لهم، غافلين أو متغافلين أنّ البيئة التي صنعتهم غير التي يُصنع فيها أبناؤهم اليوم، و أنّ الظروف التي أُتيحت لهم غير التي تُتاح اليوم لأبنائهم، و أنّ أدوات عصرهم تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك التي في أيدي أبنائهم، و هنا يحدث الاختلاف و التنافر بينهم، فلا الآباء يثقون في اختيارات أبنائهم المستقبلية، و لا الأبناء يرون في اختيارات آبائهم لهم ما يرضيهم، و يروق لهم، و يشبع حاجاتهم و تطلعاتهم، و يروي ظمأهم و تعطّشهم للمعرفة، و شغفهم للانطلاق و التحرّر في فضاءاتهم الواسعة التي يرون فيها المستقبل الذي ينشدون.

 و لكن ثمة تساؤل و استدراك في هذا الأمر قبل الخوض في تفاصيله و حيثياته؛ أليس من حق الأب الطبيب، أو المهندس، أو رجل الأعمال، أو الصحافي، أو الكاتب المشهور، أو الأستاذ الجامعي أو غيرها من الوظائف المرموقة أو الدرجات العلمية المميّزة؛ أليس من حق هؤلاء أن يكون أبناؤهم مثلهم تماماً أو على الأقل أن يحملون ذات التطلعات، و يحافظون على ذات الصفات التي اكتسبها الآباء بعد جدّ و مثابرة، و يرون أنّ من الخسران أن تضيع سُدىً رغم وجود الأبناء الذين في استطاعتهم المحافظة عليها بما لديهم من مواهب و صفات موروثة تؤهلهم للقيام بذلك على الوجه الأكمل، لأنّ (ابن الوز عوّام) كما يُقال في المثل العربي المشهور ؟ و خوفاً كذلك من ضياع هذه الثروات المالية (و إن كانت قليلة) و لكنّها جاءت بعد كدٍّ و تعبٍ و سهرٍ و مثابرةٍ، و من غير المعقول أن تضيع فقط لأنّ الابن لا يريد أن يسلك ذات الطريق، أو لا يريد أن يكون نسخة مكررة من والده !!! فمَنْ للشركات، و المستشفيات، و مكاتب الاستثمار، و دور النشر و الطباعة و غيرها من المصالح، إن لم يقم الأبناء برعايتها و الاهتمام بأمرها؛ ليستمر عطاؤها في المجتمع، و يتواصل رفدها لأصحابها بالمال الذي تستمر به حياتهم؟

التربية بالقدوة و التأثير الإيجابي:

يرى المتخصصون من التربويين في هذا المجال أنّه ليس على الآباء إرغام أبنائهم على سلوك ذات المسلك المستقبلي الذي سلكوه قبلاً، و الذي قد لا تشوبه شائبة، بل هو الأفضل و الأصلح لهم إن وُضع في ميزان خاص بذلك، و لكنّهم (أي التربويون) يرون في ذلك إلغاءً لشخصيات هؤلاء الأبناء الذين -غالباً- ما يفكّرون بطريقة تختلف عن تلك التي يفكّر بها آباؤهم، و يرون أنّه بدلاً من إرغامهم على انتهاج نهجٍ مستقبليٍّ معيّن؛ عليهم التمهيد لهم بما يسمّى بـ (التربية بالقدوة) و التأثير الإيجابي، دون الضغط عليهم بأية وسيلة من وسائل الضغط، فالابن الذي يرى والده مخلصاً في عمله، محبّاً له، متفانياً فيه، باذلاً وقته و جهده له (دون إفراط أو تفريط)، و فوق هذا و ذاك مؤدّياً لحقوق الآخرين دون هضم لها، يرى فيه القدوة التي يجب أن تُحتذى، و المثال الذي يجب أن يُتشبّه به، فيشبّ طائعاً مختاراً على ذات النهج الذي يريده أبوه.

و لكن هذا أيضاً لا يعني أنّ من الأبناء من قد لا تروق له كل هذه الأشياء، فهو يسعى لبناء ذاته و شخصيته الخاصة و البعيدة كل البعد عن شخصية والده رغم امتلاكه للأدوات و المؤهلات التي تمكّنه من ذلك، فهذا النوع يجب التعامل معه بكل شفافية و حذر، و يُترك له الاختيار الحر في توجيه دفّة مستقبله مع بعض التوجيه و الإرشاد في بعض الحالات و المنعطفات الحساسة؛ التي تتطلب التدخّل الأسري الواعي و المتفهّم لمتطلبات المرحلة أو المنعطف الذي يمر به هذا الابن و هو بصدد التخطيط لمستقبله.

المستقبل بعيون الأبناء:

في إحدى جلسات الحوار المفتوح و العصف الذهني مع بعض طلبة المخيمات الصيفية في السُّـودان خلال العطلة الصيفية الماضية، حاولنا معرفة الطريقة التي يفكّر بها هؤلاء الطلبة فيما يتعلّق بالتخطيط لمستقبلهم، و كان السؤال المطروح عليهم هو: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ و للأمانة كانت معظم الإجابات مخيّبة للآمال؛ حيث لم يُفصح عدد كبير منهم عن وجهته المستقبلية؛ لجهله بذلك، أو لعدم وجود رؤية محدّدة له، أو كما ذكر بعضهم تحديداً أنّه لم يفكّر في هذا الأمر من قبل!!! و كثيرون  منهم ذكروا أنّ ما يريده له أهله من رؤية مستقبلية محدّدة، هي التي سيسير عليها دون أدنى تردّد!!! أمّا القلة القليلة منهم فذكروا بعض الوجهات المستقبلية التي يريدون، و التي تراوحت بين دراسة الطب أو الهندسة أو إدارة الأعمال أو الاقتصاد أو الدخول للكليات المؤهلة للعمل الشرطي أو العسكري.

و كان هناك شبه إجماع من هؤلاء الطلبة خلال تلك الجلسة على أنّ أهلهم هم الذين يخطّطون لهم، و يوجّهون دفّة مستقبلهم حتى دون مشاورتهم أو أخذ رأيهم، و من الطرائف أيضاً خلال تلك الجلسة الحوارية عندما أتحنا لهم فرصة إبداء رأيهم بصراحة حول نظرتهم لما يريده لهم أهلهم من توجُّه معيّن في المستقبل؛ ذكر أحدهم أنّ معظم الآباء الذين يريدون من أبنائهم أن يصيروا أطباء أو مهندسين أو إداريين مميّزين؛ هم في حقيقة الأمر ليسوا بأطباء أو مهندسين أو إداريين، فكيف يطلبون من أبنائهم تحقيق ما عجزوا هم عن تحقيقه؟ و قد مضت الجهة المسؤولة إلى توضيح أنّه ليس من العيب أن يتمنى الآباء من أبنائهم تحقيق ما عجزوا هم عن تحقيقه خلال حياتهم، فتلك أماني مشروعة لهم، تتحقق بها بعض أحلامهم، و لا يؤثّر انتفاؤها في مكانة هؤلاء الأبناء لديهم، و فوق هذا و ذاك، هي من المكرمات([2]).

الإعاقة ليست عائقاً:

في مجتمعاتنا الشرقية هنالك تساهل، أو إن شئت تغافلاً عن محاولة معرفة الميول الفطرية و السلوكية و المهارية للأبناء، و التي غالباً ما تعطي إشارات واضحة جداً لما يمكن أن يصير إليه هؤلاء الأبناء مستقبلاً، بعكس ما يحدث في المجتمعات الغربية التي ينصب اهتمامها بشكل كبير على اكتشاف المواهب و المهارات لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، و العمل على تنميتها و توجيهها؛ للاستفادة منها في المستقبل، فَمِن الأطفال عندهم مَنْ تتحدّد وجهته المستقبلية فقط من خلال اللعبة أو الدمية التي يلهو بها، أو طريقة تعامله مع نوعٍ معيّنٍ من الألعاب تفكيكاً و تركيباً، أو من خلال مهارته و براعته في استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة رغم صغر سنه، أو من خلال أفكاره التي يجسّدها الرسم و التلوين و استخدام الطين (الصلصال) نحتاً و تشكيلاً، أو عن طريق ولعه و شغفه بحل المسائل الحسابية و الرياضية بسرعة فائقة، و غير ذلك من الأدوات. و ربما قعدت ببعضهم الإعاقة عن التخطيط لطموحاتهم في الحياة، و أعلنوا استسلامهم و عجزهم، و لكن التاريخ زاخر بالأمثلة التي تجاوزت عقبة الإعاقة و انطلقت في آفاق الإبداع الإنساني، من ذلك مثلاً المخترع الأمريكي توماس أديسون [1847ـ1931م]، الذي كان يعاني ضعفاً في السمع منذ سن مبكّرة، بسبب إصابته بالحمى القرمزية في مرحلة الطفولة، و لم يحظَ بتلقي علاج لالتهاب الأذن الوسطى، و لكنه رغماً عن ذلك لم يعقه المرض، فاستطاع اكتشاف كثير من الاختراعات التي ينعم بها العالم اليوم، و التي من أبرزها جهاز الفوتوغراف، و آلة التصوير السينمائي، و المصباح الكهربائي المتوهّج الذي أحال ظلامنا إلى ضياء و دُجانا إلى نور، و يُعدّ أديسون رابع المخترعين الأكثر إنتاجاً في تاريخ البشرية، حيث يمتلك وحده (243) براءة اختراع([3]).

كذلك الأديب العربي المشهور/ مصطفى صادق الرافعي [1880ـ1937م] الذي لُقّب بـ(معجزة الأدب العربي) رغماً عن عدم حصوله على أكثر من الشهادة الابتدائية المصرية آنذاك، بسبب إصابته بـ(حمّى التيفوئيد) منذ طفولته، و التي أقعدته عن مواصلة تعليمه، إلى أن فقد سمعه نتيجة لذلك بشكلٍ نهائيٍ و هو في الثلاثين من عمره، و لكنه رغم ذلك كان من أصحاب الإرادة الحازمة، فإصابته بالصمم لم تجعله يعبأ بالعقبات، و إنما اشتد عزمه و أخذ نفسه بالجد و الاجتهاد، و تعلم على يد والده، فكتب الشعر و النثر، فمن أبرز مؤلفاته:"ديوان النظرات"، و"حديث القمر"، و"المساكين" و غيرها. و قال عنه الزعيم مصطفى كامل باشا([4]): "سيأتي يوم إذا ذُكر فيه الرافعي قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان"([5]).

كذلك العالم و الداعية الإسلامي المصري كفيف البصر "عبد الحميد كشك"، الذي وُلد بمحافظة البحيرة بمصر، و لُقّب بـ "فارس المنابر"، بل يُعدُّ من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي و الإسلامي، و له أكثر من (2000) خطبة منبرية مسجلة، و خطب مدة أربعين سنة دون أن يخطئ مرة واحدة في اللغة العربية، و حفظ القرآن و هو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، و في الشهادة الثانوية الأزهرية كان ترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بالأزهر، و كان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، و كان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة في شرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب، خاصة علوم النحو و الصرف. له عدة كتابات أشهرها في "رحاب التفسير"([6]). و الأمثلة تطول في هذا المجال، و يجمعها أنّ الإعاقة لم تمثّل عائقاً أبداً أمام من ابتلاهم الله بها، بل كانت دافعاً قوياً لهم لإحراز النجاح و التميّز و تحقيق الأهداف.

فكل ذلك يحتّم علينا تغيير نظرتنا و رؤيتنا لتعاملنا مع أبنائنا إذا كانوا من ذوي الإعاقة، و الأوْلَى بنا الأخذ على أيديهم بالتشجيع و المؤازرة حتى يضعوا (أقدامهم)، و (يبصروا) باستشرافٍ و قوةٍ للمستقبل الذي ليس منهم ببعيد، و الذي هو ليس حكراً على الأسوياء المبصرين.

أحياناً يرى الآباء أنّ في اختيار أبنائهم لتخصُّص أكاديمي معيّن، يرون فيه استخفافاً و قلة تجربة في الحياة و مضيعةً للوقت، و فوق ذلك كله يرونه غير منتج، و لن يجد رواجاً أو قبولاً في (سوق العمل) مستقبلاً، بل و يستكثرون إضاعة (دولار) واحد فقط على نفقات تعلّمه، في حين يرى فيه الأبناء المستقبل الزاهر، و قبل ذلك هو المعبِّر عن شخصياتهم و ميولهم، و هنا تحدث المفارقة، و يكثر الشد و الجذب، و في الحقيقة نجد أنّ طرفي النزاع (إن صح التعبير) الآباء و الأبناء، يملكون بعضاً من الحق و المخاوف المشروعة، فحق الأبناء في اختيار التخصُّص الذين يريدون، لا يمنع مخاوف الآباء المشروعة من جدوى هذا التخصُّص و نجاحه في بناء مستقبل هؤلاء الأبناء بالصورة المطلوبة، أو التي تجعلهم أصحاب مكانة مرموقة في المستقبل، و يحتاج الطرفان لجلسات من الحوار الهادئ لتفهُّم الآخر لمراميه و الاطمئنان على سلامة مخاوفه و انتفائها من التحقُّق.

سلام دانك ... من الفشل إلى النجاح!

سلام دانك (Suramu Danku) هي عبارة عن سلسلة رياضية يابانية كتبها (تاكيهيكو إينوي)، و تدور حول فريق لعبة كرة السلة بمدرسة (شوهوكو) الثانوية بالعاصمة طوكيو، و تم نشره أول مرة في مجلة (شونين جمب) الأسبوعية في الفترة من 1990م إلى 1996م، و دُبلج للغة العربية في أواخر التسعينيات، و تدور أحداث المسلسل حول طالب فاشل يدعى حسان (هاناميتشي ساكوراجي) و كيفيه تحوله من طالب مبتدئ بلا أهداف، إلى لاعب جيد في فريق الصقور (شوهوكو) بطريقة طريفة و جميلة و مشّوقة؛ حيث أثار إعجاب الكثيرين مع أنه في أول مبارياته كان يُطرد بخمسة أخطاء، و لكن الجمهور لا يهتم لذلك؛ لأنه يقدم عرضاً رائعاً([7])، و بمرور الزمن أصبحت معظم الفرق الرياضية في المدينة تتبارى لكسب توقيعه للعب في صفوفها؛ ليقينهم أنه صاحب قوة و مهارة، بحيث تتحقق معه الانتصارات، و يكون سبباً في التتويج بالبطولات. و مثل (سلام دانك) هذا نجد الآن كثيرا من أبنائنا اليوم لديهم ميول رياضية في بعض الألعاب ككرة القدم أو السباحة أو الرماية أو ركوب الخيل،....إلخ، و بقليل من العناية و الاهتمام يمكنهم التميُّز فيها، ثم ما تلبث الشركات الراعية و الأندية الرياضية أن تتنافس لكسب توقيعاتهم، و تدفع من أجل ذلك آلاف الدولارات!

التخصُّص مهم، و متطلب مرحلي:

الاتجاه للتخصُّص الواحد، و محاولة تجويده بصورة ممتازة، و التميُّز فيه، و أخذ دورات و ورش عمل متقنة، من شأنه أن يمنحنا رُوّاداً متخصصين في هذه المجالات، بل و يتوافق ذلك مع الاتجاه العام للتخصص في مجال واحد، و الذي انتظم جميع مجالات العلوم الإنسانية و التجريبية على السواء، بعكس ما كنا نسمع عنه في السابق من الطبيب و المهندس و الفلكي و الكيميائي و غير ذلك من العلوم، و التي كانت تجتمع في قلب و عقل رجلٍ واحدٍ فقط، فتلك مقدرات لا أقول خارقة للعادة، و لكنّها هبة و منحة ربانية، حفظ بها المولى (عزّ و جلّ) هذه العلوم؛ لتصلنا خالصة نقيّة من جميع الشوائب، لتسهم بشكلٍ أساسي في النهضة العلمية و الصناعية و الزراعية و غيرها، و ما الطفرات الهائلة التي انتظمت هذه العلوم مؤخّراً، إلاَّ امتداداً للبنة الأولى التي وضعها هؤلاء العلماء الأجلاّء من المسلمين، و هي اليوم لا يستحيل وجودها، و لكنّها شحيحة عزيزة، نتمنّى عودتها للنهوض بهذه الأمة من جديد؛ لتلحق بركب الأمم التي سبقتنا قروناً من الزمان.

خلاصة الأمر أنّ مستقبل الأبناء هو مسألة مشتركة بينهم و بين آبائهم، و يمكن بقليل من الجهد و التفاهم و النقاش الهادئ، يمكن الخروج بنتائج طيبة و محفّزة للأبناء لسلوك مسلك طيب يحققون به ذواتهم و شخصياتهم؛ دون إهمال لمخاوف الآباء المشروعة على أبنائهم من المستقبل الذي لن يكون مشرقاً إن لم يتم التخطيط له بطريقة سليمة.


([1]) كاتب و تربوي و باحث بمجمع الفقه الإسلامي السُّـوداني.

([2]) من مقال للكاتب بصحيفة الصيحة السُّـودانية بعنوان "دور المخيّمات الصيفية في تربية النشء، جمعية النور الثقافية أنموذجاً"، منشور بتاريخ: 29/5/2015م.

([3]) ويكبيديا الموسوعة الحرة.

([4]) مصطفى كامل باشا (1874ـ1908م)، زعيم سياسي و كاتبمصري،أسس الحزب الوطني و جريدة اللواء، كان من المنادين بإعادة إنشاء (الجامعة الإسلامية)، و من أكبر المناهضين للاستعمار، و عرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم، و إنشاء الجامعة الوطنية، و كان حزبه ينادي برابطة أوثق بالدولة العثمانية، أدت مجهوداته إلى فضح جرائم الاحتلال، و التنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي التي أدت إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر.

([5]) من مقال بعنوان "عظماء و مشاهير تحدّوا الإعاقة على مرّ التاريخ"، للكاتبة هبة أبو كويك، منشور عبر موقع (أراجيك الإلكتروني) بتاريخ: 17/2/2015م.

([6]) المرجع السابق.

([7]) ويكبيديا الموسوعة الحرة.

الرابط: http://wefaqdev.net/st_ch592.html

قراءة 3674 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 16:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث