قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 18 آب/أغسطس 2016 09:54

المتابعة التربوية

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المتابعة و المثابرة ضرورة تربوية يرى كثير من الآباء و الأمهات أن الجهد الذي يبذلونه في تربية أبنائهم لا يؤتي ثماره المرجوة و لا حتى جزء مقبول مما يتمنونه لهم من تلك المنظومة السامية من المثل و الأخلاقيات التي طالما تربينا عليها أو تلك الاهتمامات و الأولويات التي شكلت بالنسبة لنا ميدانا للمنافسة و النجاح.

بل و يرى الكثير من هؤلاء الآباء أنه لا جدوى من متابعة الجهود التي تضيع هباء في مواجهة التغيرات الفكرية و الثقافية و الاجتماعية السلبية في الغالب و التي ساهمت و بشكل كبير في توسيع الهوة بين مثلهم و قيمهم و سلوكياتهم و بين ما يراه الأبناء قدوة و مثالاً فيستسلمون لليأس و الإحباط و يتركون أولادهم للظروف المحيطة بدعوى أنهم ملّوا و تعبوا دون طائل.

و الحقيقة أن هذا تفكير و عمل خاطئ و تقصير لا يغتفر من أمّ وهبت حياتها لأبنائها و سهرت من أجلهم و هو كذلك غير مقبول من أب أفنى حياته في سبيل سعادة أولاده و بيته و حمايتهم من العوز و الحاجة و الانحراف ابتغاء أداء أمانة الله حتى استحقا أن يأمر الله تعالى بطاعتهما في الآية ذاتها التي أمرنا الله سبحانه و تعالى أن نوحده و نعبده و لا نشرك به شيئاً.

أن نترك أبناءنا لواقع ثقافي و اجتماعي متهالك منحرف ظناً منا أن الإصلاح غير ممكن في ظل ظروف اجتماعية و مؤثرات حضارية وافدة مؤثرة تكاد تستغرق كل جوانب حياة و أفكار أبنائنا و هو هروب من مسؤولياتنا أمام الله.

ثمّ أولادنا الذين سيكبرون ضمن إطار خاطئ من المؤثرات المدمرة و سيجدون أنفسهم في شرك مآزق أليمة ثمّ يلقون باللوم علينا لأننا لم نأخذهم بالحزم و لم نحاول أن نؤثر عليهم بالحب أو الحنو أو بالقدوة و السلوك الإيجابي.

إن سنوات التربية طويلة ممتدة من لحظة الولادة إلى اكتمال الرشد بل ربما احتاج بعض الأبناء إلى متابعة مدى الحياة.

فإن بضعة و عشرين عاماً من التعب المتواصل و العناية المتتابعة بالمأكل و المشرب و الملبس و التوجيه و التعليم و غرس القوى الإيمانية في الأبناء لهي رحلة متعبة دون شك و لكنها إن شاء الله جزيلة الأجر و الثواب.

و لعل أصعب ما في مرحلة التربية الطويلة هذه وجوب بقاء الوالدين مثالاً و قدوة حسنة يستقي منها الأبناء أخلاقياتهم و بناءهم العقدي و السلوكي فتصبح الرقابة مزدوجة موزعة ما بين الذات مخافة الوقوع في ما يهز الصورة المثالية للوالدين في وجدان الأبناء و بين الرقابة الحانية الحازمة المشفقة على أبنائنا.

و هم يعيشون ضمن مجتمع يعج بالمتناقضات و المخاطر السلوكية و الدعوات التي يختلط فيها الغث بالسمين و الطيب بالخبيث.

و هنا لا نجد أمامنا إلا ذلك النبع الصافي و المعين الذي لا ينضب من التوجيهات الربانية الحكيمة الرحيمة في هذا المجال و بالتأكيد في كل مجال حياتي آخر.

و لقد حرص الإسلام على أن يكون سخياً في التوجيهات الكريمة لكي يتمكن الوالدان من أداء رسالتهما وفق منهج الله و تعاليم دينه الحكيم.

فبدءاً من لحظات الصراخ الأولى المعانقة للحياة حيث يسكب قلب الأبوة الحاني كلمات الله في أذن وليدة فتنساب إلى قلبه المولود على فطرة الله إلى لحظة اختيار اسم حسن له إلى كل مظهر من مظاهر الاحتفاء بهذه الفلذة الثمينة إلى لحظة إسلامه للحياة من أول مراحلها المبكرة إلى رحابتها و معركتها الحياتية المتمثلة في بدئه هو بتكوين بيت و أسرة.

يظل الوالدان يمارسان حق التربية و تعب التوجيه و لهفة الإشفاق و أمل السداد و الهداية بين الخوف و الرجاء و القسوة و اللين و الانتباه و الغفلة لمسيرة الولد و الإفراط و التفريط في أساليب التربية بين ضعفنا الوالدي و حكمتنا التربوية.

و بين كل هذه التجاذبات تتمثل لنا كلمات الله الواضحة الجلية المحذرة المذكرة بدورنا و مسؤوليتنا: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة ".

إنها نار أو جنة إذن و مجال الاختيار بينهما معدوم إلا عند من سفه نفسه و جردها من كل شعور إنساني بالمسؤولية مكتفياً بالأداء الفطري الذي يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات غير العاقلة و غير المكلفة.

فكيف بعد يمكننا التخلي عن مسؤولية وضعنا أمامها و وضعت أمامنا و نحن نعلم أن الله مطلع علينا ناظر كيف يكون أداؤنا كيف يكون رضى قلوبنا بهذا التكليف الرباني، و كيف يكون قيامنا على هذا الأمر الذي أمرنا به.

فهل هنالك من سبيل إلا الصبر و المثابرة و المتابعة لكل ما بدأناه من بذل بذرة الخير في قلوب صغارنا حتى يبلغوا رشدهم دون تفريط بالأمانة و لا تضييع لها آملين المثوبة و الأجر من الله تعالى راجيين أن يغفر لنا تقصيرنا و نسياننا و خطئنا إنه أهل التقوى و أهل المغفرة.

الرابط: http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=13302

قراءة 2046 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 16:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث