(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 06 آب/أغسطس 2017 16:11

هكذا كانت تربيتهم لنا

كتبه  الأستاذ محمد بن ابراهيم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

    أيام مضت كوميض البرق كلما تذكرناها تنتابنا قشعريرة في كامل جسدنا تنتهي في العيون لتدرف الدمع و كأنه قطرات المطر التي تبعث الطهر و الحياة في الأرض لتكسب كل كائن القوة لينهض من جديد، انها وصايا و توجيهات و الدينا خلال تربيتهم لنا، انها التربية الصالحة من جيل لم يكن يعرف لا الكتابة و لا القراءة لأن كدر العيش جعلهم بعيدين على العلم و العلماء و حلقات الذكر التي كان يلاحقها الإستدمار(الفرنسي للجزائر ) الذي ظن مدعميه و أتباعه من بني جلدتنا أنه جاء بالثقافة و التحضر.

إن الفترة ما قبل اجتياحه لبلدنا كان الجميع من ذكور و إناث يعرفون القراءة و الكتابة و هذا بشهادة الرحالة الألماني فلهام شيمبرا  حين زار الجزائر في ديسمبر 1831 م، يقول:" لقد بحثتُ قصدًا عن عربي واحد في الجزائر يجهل القراءة و الكتابة، غير أنّي لم أعثر عليه، في حين أنّي وجدت ذلك في بلدان جنوب أوروبا، فقلّما يصادف المرء هناك من يستطيع القراءة من بين أفراد الشعب".

على الرغم من اضطهاد المستدمر لأفراد مجتمعنا الا أنهم كانت لديهم مبادئ و أفكار نيرة في التربية كانو لا:

  • يرضون بممارسة الرذيلة .
  • يقبلون السطو على حق الغير.
  • يقبلون التدابر و الفرقة .
  • شرب الخمور و المسكرات.
  • يقبلون خيانة العهد و الأمانة .
  • يسفكون الدماء كما نراه اليوم هين بل كانوا يرونه عظيما.

    و كم هي كثيرة تلك الخصال و السمات الحميدة التي كانت تميز و تصبغ جيلهم بصبغة  فطرة الإسلام التي فطر الناس عليها .
    حتى من كان منهم مجبول على ممارسة الرذيلة كان  يمارسها و هو بعيد عن عيون أفراد المجتمع عكس ما نراه و نسمعه اليوم حيث فسدت الأخلاق و انتشرت في كل حدب و صوب فأصابهم الله بما كسبت أيديهم فسلط عليهم أنواع الأمراض و الابتلاءات ما ظهر منها و ما بطن .
    و في اطار تربية والدينا لنا أتذكر أربع نقاط ،اثنتين منهما  لأمي يرحمها الله و آخرتين لأبي يرحمه الله .

*ذات يوم و نحن في مستثمرة  فلاحية وجدنا بعض ثمار الثوم متناثرة على الأرض بعدما أخذ مالكيها الغلة كاملة، بدأنا نجمع أنا و زملاء لي بعضا منها فأخذناه الى منازلنا و حينما  وصلت به  قدمته لأمي، قلت لها خذي هذا الثوم لقد جمعته من بقايا أرض فلاحية، قالت لي أنا لا أريد أن تأتيني به ارجعه من حيث أتيت به...... و أقسمت لي بالله العلي العظيم أنك لن تدخل المنزل ما لم ترجعه الى مكانه فأرجعته تلبية لطلب أمي  و عدت الى البيت.

*أمي يرحمها الله كانت تجبرنا على الاستحمام على الرغم من قلة الإمكانيات حيث  تتفقد أجسامنا دون أن تشعرنا بنيتها الهادفة الى الرغبة في المحافظة علينا.

*أما ابي يرحمه الله فكان حذر منا بصفتنا أطفال غير بالغيين فكان يتتبعنا في سلوكياتنا، ذات يوم أعطاني بعض النقود لأشتري بعض الحاجيات و مستلزمات المنزل، ذهبت الى الدكان فاقتنيت الأشياء، و بعد أن غادرت الدكان تبين لي أن صاحب الدكان قد أعطاني دينار زيادة  سهوا، عندما وصلت الى البيت قلت لأبي إن صاحب الدكان صديقك فلان قد أخطأ و أضاف لي دينار، قلت له يا أبتي أرجعه له غدا عندما تذهب اليه في الصباح، فتبسم و بدت الطمأنينة و السكينة على محياه، منذ ذلك الحين أصبح لا يخفي علي أشياء كثيرة من بينها صندوق المال ..

*ذات يوم جاءنا ابن عمي الذي كان معتادا على  شرب الدخان ثم خرج على التو،  و اذا بأبي يأتى متخفيا ليعرف من يشرب الدخان بعدما أشتم الرائحة، فوجدني و الحمد لله أصلي صلاة  المغرب و لم يدلي بأية كلمة ......منذ تلك اللحظة انا و ابي أصدقاء الى أن  ألتحق بالرفيق الأعلى في شهر ماي من سنة 1989. رحم الله والدينا و أجدادنا و جداتنا.

قراءة 1741 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 آب/أغسطس 2017 07:26