قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 22 تشرين1/أكتوير 2017 17:32

ليس جنّي .. بل حركي

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لما يقرب من عشر سنوات خبرة مع الأطفال و أوليائهم و أربعين سنة تجربة في دنيا الناس، من أكثر الكلمات التي تقرع مسمعي و لا أجد لها مستساغا ، هي وصف الطفل ب " الجني " إذا كان كثير الحركة كثير المشاغبات، فلا أكاد ألتقي بأم إلا و اشتكت من أطفالها خاصة الذكور منهم و تسارع إلى فمها هذا اللفظ و هذا الوصف .. و مسلم واحد من هؤلاء الذين يوصفون بهذا الوصف من كثرة مشاغباتها و حركاته داخل قسمه و لا يكاد يمر يوما إلى و تشتكي منه معلمته و يشتكي منه زملاؤه، فاستدعيت وليه لأخبره، و تفاجأت أنّ وليه يستجدي بنا لنعينه على ابنه لأنه " جني " حتى في الحي هو و من معه من المشاغبين من نفس الحي ..ثمّ خطر لي أن أتفق مع والده على التمثيل بأن أفصله بسبب مشاغباته داخل القسم، و فعلا انصرف و هو يعتقد أنه مفصول و أنّه لن يعود لفوجه و أنّه لن يحفظ القرآن مع زملائه. و في الغد جاء مع زملائه و دخل معه وليه مبتسما ليخبرني أن الطفل لم يتوقف عن البكاء منذ أن فصلته، و خرج الطفل من خلف والده مطأطأ رأسه تغسل وجنتيه دموعه المنهمرة و عيونه ترمقني مستعطفة بأن أعفو عنه و أتركه يتم حفظ القرآن مع زملائه و في صوته المبحوح الممتزج ببراءة الطفولة يعدني مرارا و تكرارا ألا يعود و أنه سيكون مؤدبا و هادئا ..

و الصراحة أن صدق دموعه يكاد ينطق من بريق عيونه فوجدتني أحتضنه و أمسح عن وجنتيه دموعه قابلة اعتذاره الطفولي البريء و متظاهرة بتصديق وعوده البريئة و أنا أقول في نفسي : سبحان الله .. أي حب بريء للقرآن الكريم انغرس في هذه النفس النقية البريئة التي لم تلوثها بعد تفاهات الدنيا و غرورها .. و هل يعقل أن مثل هذه النفس الشفافة المحبة للقرآن الكريم تسكن بين جوانحها " جنّي " كما يدّعون .. كلاّ و الذي جعل فطرتهم نقية. بل هي مجرد مشاغبات عادية مغلفة باحتياجاتهم الطفولية للعب و اللهو، و هي قبل ذلك مجرد حركية قد تبدو لنا زائدة عن حدها لكنّها في جوهرها طبيعية جدا و لا تعدو أن تكون رغبة فطرية من الطفل في الحركة و اللعب و فقط لا أكثر و لا أقل ..  و ليت قومي يعلمون !!

و لنكن صرحاء قليلا مع أنفسنا .. هذا الطفل المفعم بالحيوية فطريا، و المملوء رغبة في اللعب و اللهو فطريا، و المجبول على الحركية يومه كله فطريا، يستيقظ صباحا على صراخ أمه بأن يسرع لأن وقت الدراسة قد حان و أنه لا بد ألا ينشغل بأي شيء حتى لا يضيع الوقت، ثمّ يدخل قسمه الذي لا بد أن لا يجرأ على مجرد الحركة لساعات فوق كرسي خشبي في روتين قاتل، و ذلك يومه كله حرام عليه أن يتحرك أبدا .. ثمّ يعود للبيت و يرغب في اللعب خارجا فتأتي مخاوف الاختطافات و حوادث السيارات في الشارع و في الحي و طبعا الوالد مشغول بالعمل أو برفقة أصحابه في المقاهي فلا يستطيع إخراجه و مراقبته ليلعب على عينه في أمان .. فإذا مكث في البيت يجد سيلا من النواهي و المحرمات، لا تجري في البيت لا تقفز كي لا تزعج الجيران، لا تلعب بالكرة كي لا تكسر المزهريات و الأدهى لا تحدث صوتا و لا تتحرك لأن الوالد يسمع الأخبار أو يشاهد مباراة كرة القدم و الأم منهكة من عمل يومها و مع العشاء و رأسها سينفجر فتريد من طفلها أن يكون في هدوء تام لا يتحرك.. و حتى في عطلة نهاية الأسبوع يأتي موال دروس التقوية و الرياضة و حلقات حفظ القرآن و كلها تريد منه أن يكون هادئا لا يتحرك فإذا تحرك فهو "جني".. بربكم أين و كيف سيفرغ هذا المسكين طاقته و رغبته الفطرية في اللعب ؟؟ ..الطفل ليس "جني" .. الطفل فقط حركي إما حركة طبيعية مكبوتة أو زائدة قليلا تحتاج لمعالجة عادية بأنشطة موازية مدروسة .. أعتقد أن الرسالة واضحة ..

                                              

قراءة 1844 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 تشرين2/نوفمبر 2017 17:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث