قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 19 نيسان/أبريل 2021 09:21

أنجـــــــز و لو كنت عابـــــــرا

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قبل ما يقرب العام و النصف كنت بحاجة لمعلمة تحضيري فدلوني على فتاة متخرجة حديثا كنت قد حضرت عن قريب مناقشتها لمذكرة تخرجها.. و شهدت حينها تفوقها و تميزها الواضح في دراستها و جديتها البارزة في تعاملها مع العلم أخذا و تعليما.. فكانت جديرة بلقب دكتورة الذي تحصلت عليه بعد جد و اجتهاد السنين.. لا أحد كان يصدق حينها كيف تحمل دكتورة في الكيماء ملفها و شهادتها المعتبرة و تضعها في طلب عمل كمعلمة لأطفال التحضيري أصحاب الخمس سنوات و هي بصدد تعليم الشباب الذي جاوز العشرين كمساعدة في الجامعة..

لكن لا شيء يبدو لك من هذا الكلام حين أتت و وضعت طلبها، لم أكن أتبين يومها هل هو تواضع جميل منها أم أنها الحاجة الملحة للعمل التي تدفع بالشباب أمثالها للارتماء في أحضان أي بصيص عمل مهما كان و مهما كانت ظروفه و مردوده المادي.
لم يمر وقت طويل حتى لمحت جليا كثيرا من الجدية في عملها و الانضباط و محاولتها بكل ما تستطيع تعلم تفاصيل ما تحتاجه ليكون عملها متقنا و ثماره مرجوة. فكانت منضبطة في التوقيت ملتزمة بكل قوانين المدرسة تتعامل بكل عفوية و حيوية و انشراح صدر و احترام مع الأطفال و أوليائهم، و استطاعت في وقت وجيز أن تملك قلوب أطفالها فيحبونها و يتعلقون بها و يتعلمون منها الكثير، فلا تسأم أن تعيد الأمر لكل الأطفال يوميا حين كانت تغرس فيهم بعض الآداب لدى دخولهم إلى المدرسة و خروجهم منها، فتستطيع أن تلحظ جليا كيف يخرج أطفالها كزملائهم في الفوج الآخر و يتركون أماكنهم منظمة و ألسنتهم تردد تحية السلام و دعاء الخروج و غيرها من الآداب..

كان عليها أيضا أن تتعلم كثيرا من المهارات في التعامل مع أمزجة الأطفال و تصرفاتهم المختلفة خاصة في بداية اعتيادهم على المدرسة و أبجدياتها، مهارات مختلفة تماما عن تلك التي تتعامل بها مع الكبار الذين تدرسهم في سويعات الجامعة.. فكثيرا ما كنت أتعجب في توفيقها في تغيير نمط التعامل سريعا بين فئة صغيرة جدا صباحا و بعدهم مساء مباشرة فئة الشباب القريبين نسبيا إلى سنها.. لكنها كانت موفقة في التعامل مع هؤلاء و مع أولئك بالقدر الذي تحظى فيه بحب و احترام و استيعاب الفريقين.
كل هذا كان يدهش من حولها ربما و كنت أجده شيئا جيدا لشابة مثلها متقنة لعملها متفانية في تعلم تفاصيله و مهاراته و هذا الذي نرجو أن يتحلى به شبابنا جميعهم من أجل انطلاقات مميزة في أعمالهم وحياتهم العملية.. لكن الذي كان يدهشني شخصيا و ينال إعجابي و يستوقفني كثيرا.. هو الروح الرائعة التي كانت تعمل بها في كل الأيام على مدار العام  و نصف العام.. كانت مبتسمة دوما منشرحة دوما لا تتذمر و لا يبدو عليها أبدا امتعاضها من عملها هذا الذي كانت تعلم يقينا أنه مؤقت، لكنها كانت تعيشه بتفاصيله و تنهمك فيه بحب و تجتهد في التميز فيه و تبذل ما في وسعها لتكون له ثمار طيبة، بينما يتصرف كثير من الشباب مع أعمالهم التي يحصلون عليها و يظنون أنها مؤقتة كأنها شيء عابر لا يستحق بذل الجهد و لا إتعاب النفس و لا الانهماك في تعلم و إتقان التفاصيل، فتمر الأيام و الأشهر و السنوات ربما و هم في نفس المزاج و بنفس الروتين القاتل و التذمر المدمر لكل الطاقة و المحطم لكل المعنويات.. و تمر التجربة و قد يتحصلون على عمل في مجال تخصصهم أو في مكان مستقر لكنهم يغادرون و لم يستفيدوا من تجربتهم شيئا و لم يطوروا في مهاراتهم قيد أنملة.. هي تعاملت معها كتجربة فريدة من نوعها أتيحت لها فأحبتها و أرادت أن تخرج منها بفوائد جمة تجدها في حياتها مرة أخرى ربما كأم تربي أبناءها على القيم و الآداب التي غرستها في أطفال التحضيري، و التجربة فعلا كانت غنية بالنسبة لها بما قد لا تجدها في غيرها من التجارب فكانت ذكية بالقدر الذي لم تتركها تمر دون فائدة.. و قد تحصلت على عمل في مجال تخصصها و تزوجت دكتورا مثلها و ستبقى التجربة بالنسبة لها ذكرى جميلة و رصيدا جيدا تزودت به في فترة ما من حياتها و أثرا طيبا تركته وراءها.
و رجائي في الأخير من كل الشباب أن يمعنوا النظر في هذه التجربة و يجعلوا كل محطات حياتهم تجارب يعيشونها بتفاصيلها و يستفيدون منها قدر ما يستطيعون، و الأهم من ذلك ينجزون فيها و يتركون الأثر الطيب مهما بدت لهم أنها قصيرة و عابرة.. و كذلك الحياة كلها شجرة نستظل بظلها و نمضي و الكيس فينا من ينجز فيها و يترك أثرا طيبا يذكر به و ينتفع به.

قراءة 734 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 نيسان/أبريل 2021 05:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث