قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 أيار 2021 09:55

ماذا يشاهد طفلك المسلم؟

كتبه  الأستاذ معتصم علي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نعيش اليوم في ظل حياة تكنولوجية من الطراز الأول، تملأها الشاشات الإلكترونية الكبيرة والصغيرة، التي أصبحت ملاصقة لنا ليل نهار، فكيف تبدو التربية أو ما هي موقعها في ظل تلك الحياة التي أصبحت تتسم بالسرعة والتطور، والافتراضية، والقدرة المعلوماتية الهائلة التي تحويها الشبكة العنكبوتية؟

لقد تأثرت التربية تأثرًا بالغ الأثر بهذا التقدم التقني الهائل، وذلك التطور التكنولوجي الآخذ في النمو والتسارع بشكل يفوق قدرة المُرّبين والمُعلّيمن على الاستجابة له بالقدر المكافئ له، ولذلك ظهرت مفاهيم جديدة لتساير تلك الحداثة فنجد مفهوم “التربية الحديثة” على سبيل المثال يضع تصورات جديدة، ويُعيد صياغة وسائل وأدوات التربية من جديد، لتلائم هذه الحداثة، بما لا يخل من المبادئ والقيم الأساسية، فهل نجحت التربية الحديثة حقًا في ذلك؟!

دعنا نلقى نظرة على تنشئة الطفل المسلم في ظل هذه التربية الحديثة، وتحديدًا في البيت المسلم، كم هو عدد الساعات التي يقضيها طفلك أمام شاشات الفضائيات أو أمام تطبيقات أحد الهواتف الذكية؟
ربما خمس أو ست ساعات في اليوم، وربما أكثر من ذلك، بل إن هناك العديد من الأمهات اللاتي يلجأن لهذه الوسيلة عمدًا كي تحصلن على قسطٍ من الراحة، أو إتمام بعض مهامهن المنزلية دون إزعاج، ومنهن من تعمل نهارًا فلا تجد ما تُرضي به أبنائها تعويضًا لغيابها عنهم سوى تلك الشاشات التي عزلتهم اجتماعيًا، وسرقت أرواحهم، وأفسدت عقولهم، وسلبت الطمأنينة والسلام من حياتهم!

وفي هذا السياق تقول الدكتورة أروى عبد الحق -أخصائية تطوير السلوك وتنمية الصحة النفسية والعقلية للطفل-: “عندما نلجأ الى الأجهزة الإلكترونية لإلهاء الطفل وتحويل انتباهه فإننا نحرمه من فرصة التفاعل البنّاء مع محيطه الاجتماعي ومن تعلّم طرق التعامل والتواصل السليم مع الناس!”

وهذا بالفعل ما نراه واقعًا في بيوتنا، تقول إحدى الأمهات: “إن أبنائي في أيام العطلة الأسبوعية يمكثون اليوم بأكمله أمام شاشة التلفاز، يحدقون فيها، مستمتعين بمشاهدة كرتون يتلوه كرتون، أو على قنوات اليوتيوب، دون ملل أو سأم، وهم في حالة غياب تام عما يدور حولهم!”.

هل فكرت تلك الأم، هي وغيرها من الأمهات اللاتي، لا تخلو بيوتهن من نموذج مشابه -يومًا ما- في ماذا يشاهد ابنها على هذه الشاشات وتلك القنوات على اليوتيوب؟! ما طبيعة تلك المواد التي تعرض عليهم ليل نهار، وما هي محتواها؟ هل تتفق مع عقيدتنا وأفكارنا وقيمنا وأخلاقنا الإسلامية القويمة؟ هل تصلح حقًا مع بيوتنا وأطفالنا، الذين نبتغي أن ننشئهم نشأة دينية خالصة، ونُعدّهم لأن يكونوا جيل التمكين، الذي يعيد لهذه الأمة مجدها وعزها؟!

بالتأكيد ستصاب بالذهول لما ستشاهده، وسوف تكتشف حجم الكارثة، وعمق الوحل، الذي أوقعنا فيه أبنائنا بأنفسنا، وتركناهم لعبث تلك الآلة الغربية الممنهجة لتعبث بعقولهم وقلوبهم وعقيدتهم كيفما تشاء!

عقيدة مهزوزة مشوهة

وتلك هي لمن أخطر الجُرم الذي ترتكبه هذه الأفلام التي تُعرض على قنواتنا الفضائية بعد ترجمتها أو دبلجتها باللغة العربية، أو على قنوات اليوتيوب. في بحث ودراسة حول أثر أفلام الرسوم المتحركة الأجنبية على قيم وسلوك الطفل المسلم في المملكة العربية السعودية والذي قامت به الباحثة فاطمة أحمد خليل، كانت النتائج صادمة، حيث وجدت بعد تحليل مضمون العينة المختارة من أفلام الرسوم المتحركة الأجنبية للأطفال، أنها قد اشتملت على عقائد غريبة، تعمل بدورها على تشكيك الطفل بإيمانه بالله عز وجل، وزعزعة مفهوم الحلال والحرام لديه، وقد رصدت نسبة مخالفات دينية وعقائدية 92.7% في هذه العينة، بينما كانت نسبة الموافقات 7.3% فحسب!.

ومن أمثلة تلك المخالفات على سبيل المثال لا الحصر، في إحدى حلقات مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي المشهور “السنافر”، تجد واحد منهم يقول: “إنه الإله سنفور”!، وفي مسلسل الرسوم المتحركة الياباني “سالي” والمحبب إلى كثير من الفتيات، تظهر صورة الراهبة وهي تبتهل إلى السيد المسيح، في أكثر من مشهد، وتدعوه أن يبارك طعامها وشرابها، وأن يحل عليها البركات دائمًا! أيضًا في كرتون “السوبرمان” الشهير تجد إيحاءات بقدراته الخارقة في اجتياز حاجز الزمان والمكان، ومد يده لإغاثة المظلوم حيثما كان، ووصوله إليه في لمح البصر!

ناهيك عن الكثير من مسلسلات الرسوم المتحركة التي تقدم السحرة والكهنة على أنَّ لديهم القدرة على تغيير الأشكال وإحياء الموتى، ونفع الناس أو ضرهم، ومنحهم السعادة أو إلحاق التعاسة بهم، والقدرة على إنزال المطر، وتسخير الصواعق لتحقيق أهدافهم، وأفكارًا أخرى من قبيل أن الطبيعة هي القوى الخارقة والمُسيرة لهذا العالم، أو مشاهد التبتل إلى النجوم والاعتراف بفضلها في هداية البطل إلى مرامه وإنارة طريقه وحياته، والمشاهد المتكررة من ظهور الصليب في مواطن الرحمة وإنقاذ البطل من الهلاك، إلى إبراز نجمة داوود في سلسلة ترتديها إحدى بطلات تلك المسلسلات، وغيرها الكثير من الأفكار التى تشكك في العقيدة، وتمحق الإيمان، وتصيب الهوية الإسلامية في مقتل، ثم نتساءل اليوم بغرابة عن تفشي ظاهرة الإلحاد، وكيف وصل شبابنا إلى تلك الهوة السحيقة بهذه السهولة؟!

والحقيقة تقال، في هذا الموطن أن تلك الأفلام والمسلسلات من الرسوم المتحركة، قد صُنعت خصيصًا، وتم صناعتها لأطفال البلد المنتجة من بلاد الغرب، بما يتوافق مع أفكارهم وعقائدهم، فالعيب ليس فيهم، ولكن فينا نحن عندما قمنا بتعريبها لغة دون أن نُعرّب أفكارها وقيمها بما يتناسب مع أفكارنا وقيمنا وعقيدتنا الإسلامية.

طمس اللغة والهوية العربية

كنا فيما مضى عندما نتطرق إلى أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة للأطفال، لنفنِّد سلبياتها وإيجابياتها، تأتي على رأس الإيجابيات، تعليم الأطفال اللغة العربية الصحيحة، حيث كانت تترجم جميع الأعمال باللغة العربية الفصحى، مما يصقل اللغة لدى الأطفال، ويُثري مخزونهم اللغوي، ويساعد على جعل ألسنتهم طلقة فصيحة، أما اليوم فنجد اتجاهًا جديدًا لهذه الأفلام وتلك المسلسلات، من ترجمتها أو دبلجتها باللهجة العامية المحلية، مما نتج عنه تشوه متعمد في اللغة، ومحق لهويتها وأبعادها التاريخية، وإفراز جيل ذو لغة مشوهة ركيكة، بلهجات هجينة غريبة، ولكنات ملتوية مائعة، لغة تافهة سطحية، لا تحمل بعدًا أو تاريخًا أو هُوية، وأصبحت تروق لهم ويتمسكون بها  للحد الذي جعل بعض الشباب المصري يطلق حملة “ديزني لازم ترجع مصري!” ويقصدون أن تعود باللغة المصرية العامية بدلًا من الفصحى، لتستجيب لهم ديزني وتحقق لهم رغبتهم بالنهاية!

أخلاق فاسدة وقيم مستوردة

لا يكاد يخلو عمل واحد من تلك الأعمال الوافدة من تحريض على العنف والقتل والتخريب، والحض على استخدام القوة بدلًا من العقل والحوار لحل الخلافات والصراعات، واللجوء إلى السرقة وخطف الأشخاص وحبسهم والاعتداء عليهم لفظيًا أو جسميًا، كما هو الحال في مسلسل الرسوم المتحركة “سلاحف النينجا” على سبيل المثال لا الحصر.

ناهيك عن حث الطفل لارتكاب الجرائم، من خلال تقديم أفكار مبتكرة ومتنوعة له، لشحذ عقله وتهيئته نفسيًا لقبول حدوثها في المجتمع، واستقبالها بتبلدٍ ولا مبالاة، ويتم تغليف ذلك بغطاء محبة الخير للناس، وكشف الحقائق لمساعدة أولئك الضحايا، كما هو الحال في مسلسل الأطفال الشهير “المحقق كونان” والمحبوب لدى الكثير منهم.

تبرير الجشع والاستغلال، والحث على الاستهلاك، والاعتمادية والتخلي عن المسؤولية، الذي يظهر في كثير من الأعمال بما يخدم أفكار أصحاب الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية في تحقيق أهدافهم وأغراضهم، فالطفل يشاهد العشرات من الإعلانات يوميًا حول منتجات لشخصياتهم الكرتونية المفضلة، وهذا ليس في تقديرنا فحسب، بل تلك هي نظرة المنصفين من الغرب ذاتهم فقد ذكرت وكالة أنباء America In Arabic في تقرير سابق لها، أن بعض من المؤسسات الأهلية والدينية، والمنظمات المجتمعية، والعلمية قد شنوا هجومًا حادًا نحو ما تنتجه السينما الأمريكية من أفلام للأطفال تساعدهم على الإنحراف، وفساد الأخلاق، بسبب ما تتضمنه من إيحاءات جنسية، وما تروجه من إعلانات موجهة بعناية للأطفال تحثهم على المزيد من الجشع والطمع والاستهلاك!

وهو ما أكده باحثان أمريكيان أيضًا بدراستهما لبرامج ديزني، وتحليل مضمونها، حيث قالوا بأن تلك الأعمال لا تقوم إلا على تشجيع قيم العنصرية والجشع والاستغلال، بما يخدم مفهوم الإمبريالية الأمريكية الحديثة!

تقديم الحقد والغيظ من الآخرين، وتدبير المكائد لهم، والاجتهاد في النيل منهم بكافة الوسائل والطرق، والسعي للانتقام منهم، فى صورة مضحكة ومسلية، والذي تراه جليًا فى أشهر مسلسل رسوم متحركة للأطفال “توم وجيري”.

ماذا عن تقليد المشاهير من الممثلين والمغنين وتمجيد لاعبي الكرة، وترسيخ فكرة أن الغني وتحقيق الثراء يأتي من خلف هذه الشهرة الواسعة، وتقديمهم كقدوة ونموذج للتفوق والنجاح، بدلًا من نماذج رجال العلم والمؤثرين أخلاقيًا وتربويًا، حتى باتت تطالعنا قصات شعر غريبة وأزياء ماجنة، وتبرج وسفور تجاوز كل الحدود.

كل هذه القيم هي مستوردة ودخيلة على مجتمعنا المسلم، لا تتوافق مع هويتنا وقيمنا وأخلاقنا الإسلامية العربية القويمة، وهي ما تفسر لك بوضوح، ظاهرة السلوك المشكل لدى الأطفال، فتراهم يأتون بسلوكيات سيئة، ناتجة عن تلقيهم كل تلك السموم والآثام!

علاقات عاطفية و إغراءات جنسية

في دراسة إحصائية حول نوع المحتوى الذي تتضمنه أفلام الأطفال عالميًا، وُجِد أن: 29.6% يحتوى على موضوعات جنسية، سواء تم تقديمها بشكل مباشر أو غير مباشر، و 27.4% منها يحث على العنف وارتكاب الجرائم، و 15% يتناول الحب العاطفي بمعناه الشهواني، المثير والمؤجج للنزوات العاطفية القميئة!

تبرز قصص الحب الغير مشروع والعلاقات العاطفية، بين أبطال معظم هذه الأعمال من الأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة للأطفال، بشكل مباشر أو غير مباشر، وتمرير مفهوم الصداقة البريئة بين الصبيان والفتيات، اهتمام خاص، وغيرة، ومشاركة في الحياة الخاصة وتفاصيلها، والتعبير عن المشاعر والعواطف الجياشة تجاه الجنس الآخر، كما في مسلسل “الرجل العنكبوت”، وتقديم الفتاة في صورة الأنثى الفاتنة التي تجذب الصبيان إليها بمفاتنها المُغرية، والأدهى من ذلك، حثها على استغلال هذه المزايا في تحقيق أهدافها والوصول إلى رغباتها، كما يبرز ذلك بوضوح في مسلسل “الجاسوسات” الأكثر رواجًا وانتشارًا بين الأطفال ولا سيما الفتيات منهم، حيث يظهرن الثلاث فتيات بملابس قصيرة ضيقة طوال المسلسل، ويقمن بالإيقاع بالرجال باستخدام أنوثتهن من أجل الحصول على معلومات تفيدهن في عملهن، حيث يعملن في المخابرات، ويحاربن قوى الشر في العالم على حسب وصف كاتب العمل ومنتجه!
فضلًا عن تعمد إفساد صورة العلاقة بين الرجل والمرأة، ففي إحدى حلقات المسلسل ذاته تكتشف الجاسوسات الثلاث سر ترك الرجال لصديقاتهن، وهو أن عطرًا ما تضعه تلك الفتيات، عندما يشمه الرجال فإنهم يهجرونهن باحثين عن الحب في بلدٍ أخر!

وفي فيلم الكرتون الشهير “باباي” تدور القصة حول صراع بين رجلين على امرأة لإمتلاك حبها وقلبها! هذا بخلاف الإيحاءات الجنسية المتكررة في تلك الأعمال، ففي مسلسل الرسوم المتحركة “عدنان ولينا” مثلًا، تجد هذا باديًا منذ الحلقة الأولى، حيث يطلب والد عدنان منه أن يخرج من الغرفة كي يساعد لينا الطفلة الصغيرة التي وجدوها مغشي عليها وقد تاهت عن أهلها، على تغيير ملابسها، فيخرج عدنان ثم يتسلق حائط الغرفة كي يتجسس عليها ويراها وهي تغير ملابسها، فينتبه الأب لذلك ويكتفي بقوله، “انزل يا عدنان”! ثم بعد ذلك يعطيه ملابسها ويأمره بغسلها، فيفرح الصبي ويقفز سريعًا ممسكًا بها وهو يشتم رائحتها، ويعبر بوجهه عن حظه الرائع للقيام بتلك المهمة! لك أن تتخيل أن هذا هو بداية القصة، فماذا عن نهايتها؟! وأي قيم وأفكار سوف يستقيها الطفل من ورائها؟!

توحد واكتئاب واضطرابات نفسية

في دراسة مثيرة هامة للاطلاع أشرفت عليها مستشفى الرازي في تونس مؤخرًا، حول تأثير القنوات الفضائية التي تركز على الأغاني والموسيقى مثل قناة “طيور الجنة” على الأطفال، فوجدت أن لها تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على حاسة السمع، والنمو العقلي والقدرات الذهنية للأطفال الذين تم فحصهم، ولا سيما الذين تعرضوا لعدد ساعات أطول لمشاهدتها، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي تم رصدها عليهم، مثل القلق والاكتئاب، ومظاهر فصامية بسبب الإفراط في الخيال والانفصال عن الواقع وأسبابه، وأعراض أخرى تتلاقى إلى حد كبير مع أعراض مرض التوحد، مثل الميل للعزلة والانطوائية واللعب منفردًا، وتشتت الانتباه، وعدم سماع النداء، ونشاط حركي زائد أو خمول تام، والتغير المزاجي المفاجئ، وصاحب ذلك نوبات بكائية ليلية وهلع أصاب أولئك الأطفال، ويفسر الدكتور مصطفى أبو سعد الخبير التربوي ذلك في دراسة مشابهة أجراها، بأن عرض تلك الأناشيد في إيقاع سريع، مع موسيقى مصاحبة، ولهجات مختلفة عمّا يسمعها الطفل من والديه، صرفه إلى التركيز الشديد في الشاشة والتحديق فيها، في محاولة حثيثة منه لفهم ما يقال، أو فك رموز تلك الصور المتسارعة التي تعرض أمامه، وهو يبذل بذلك مجهود ذهني وعصبي كبير، وعند فشله في ذلك فهو يحفظها ويعتاد عليها، ولا يريد لأحدٍ أن يقطعها عنه، فتأثير الموسيقى والمؤثرات عليه ساعدت على تغلغل تلك الأعمال في وجدانه، ويظل الطفل محتفظًا بتلك العصبية التي تنمو بداخله شيئًا فشيئًا حتى نراها تتجلى في سلوكياته الحادة والعنيفة.

كما أن كثير من أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، تثير في نفوس الأطفال الخوف والفزع، فيتخيل ما يشاهده من أشباح ويعيش قلق وخوف ما يواجهه أبطال تلك الأعمال! أضف إلى ذلك الأضرار الصحية الوخيمة من ضعف النظر، والسمنة، وتلف الأعصاب، التي تصيبهم جرّاء السهر الطويل وإدمانهم لتلك الشاشات، واضطرابات اللغة والتخاطب، التي ازدادت بكثرة في الآونة الأخيرة بسبب تسمر هؤلاء الأطفال أمام الشاشات بالساعات.

فطرة منتكسة وحقائق مزيفة

يقول الله تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، يولد المولود على الفطرة كما أخبرنا بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: “يولد المولود على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، هذه الفطرة هي التي تدعو الإنسان إلى الخير وتذوِّقِ كل ما هو جميل في هذا الكون والاقتراب منه، وتُنّفر من كل ما هو قبيح، وتنأ بالنفس بعيدًا عنه، وهي فطرة أودعها الله فينا، لا اجتهاد فيها، فهي مغروسة في قلوبنا غرسًا، فكيف عندما نعمد إلى تشويهها، وندعوا إلى كل ما يؤدى لانتكاسها؟!

في فيلم الأطفال الشهير “تيمون وبومبا” تجد شخصية الخنزير وهو أحد بطلي الفيلم الأساسيين، يبدو كشخصية مرحة لطيفة يتمتع بالفكاهة والنباهة والذكاء، وهو يخالف بشكل مباشر فطرة الإنسان السوية في الاشمئزاز منه والنفور عنه، فضلًا عن تحريم أكله في شريعتنا الإسلامية لما يحمله من وساخات وأمراض، فكيف أحبه أطفالنا بعد هذا الفيلم؟!

وبالعودة إلى مسلسل الرسوم المتحركة “توم وجيري” أيضًا تلحظ نفس الفكرة في إبراز الفأر وهو حيوان مقزز تنفر منه النفس ذات الطباع السوية، والفطرة السليمة، في صورة الشخصية الذكية التي تتمتع بالشجاعة والدهاء والفطنة، وصناعة المكائد والمقالب الناجحة في غريمه القط، بينما القط يظهر كشخصية حمقاء غبية، وهو من الحيوانات الأليفة والنظيفة التي يستأنس الإنسان بها، وقد حثنا الإسلام على الرفق والرحمة والاهتمام بها.

أما عن تزييف الحقائق وتشويهها، فتجده جليًا في جميع الأعمال الفنية التي تروج للسحر والشعوذة والكهانة، وتصوير السحر على أنه شيء نافع، يُمكّن صاحبه من اختراق الحواجز، والسيطرة على البشر، وإحيائهم بعد موتهم، كما يبدو ذلك بوضوح في “هاري بوتر” على سبيل المثال لا الحصر، وتصوير السحرة والشياطين على أنهم طيبون يساعدون الناس في تحقيق أمنياتهم ورغباتهم كما هو الحال في “سندريلا” مثلًا، وأن الملائكة أشرار ينقمون على الناس حياتهم ويكيدون لهم المكائد! ناهيك عن تشويه المخلوقات الطيبة التي خلقها الله وتصوريها ممسوخة أو بعين واحدة، أو تحولها إلى ثعبان أو ذئب، أو أنها تمتك قدرة نارية وقواطع حادة تقطع من أمامها، في إصرارٍ تام على تشويه وتغيير خلق الله! 

والحقيقة تخبرنا بوضوح أنَّ هذه النماذج ما هي إلا فيض من غيض، وما خفي كان أعظم، وكلّما دققت النظر فيما يطرح على الشاشات وجدت أهوالًا تعلوها أهوال! فكيف بنا نُسلّم أطفالنا بأيدينا ونرمي بهم في هذا المستنقع المظلم من الفحش والرذيلة، وضياع القيم، وفساد الأخلاق، وانعدام الضمير، وانتكاس الفطرة، ثم نحسب أنفسنا أننا قد أدينا ما علينا نحوهم أمام الله؟! وكيف ستبدو شخصياتهم بعد تجرع هذا الكم الهائل من الانحراف والتشويه الفكري والنفسي الذي أدى إلى زعزعة منظومة القيم الإنسانية واختلال موازين الخير والشر لديهم.

ما الحل إذًا؟!

وأول الحلول هو الوعي بخطورة تركهم أمام هذه الشاشات، فهو ما سيدفعك دفعًا إلى إيجاد حلول مبتكرة دائمًا ومتجددة لإبعادهم عنها، وتجنيبهم مساوئها، ونحن إذ نذكر سلبيات وخطورة تلك الشاشات، إلا أننا في الوقت ذاته لا ننكر أبدًا إيجابيات بعض ما يعرض عليها من مواد، تنمي الخيال، وتُعمل العقل، وتفتح المدارك، وتثقف عقولهم، وتثري معارفهم بتجارب وثقافات متنوعة، ولذلك لا ننصحك بالمنع المطلق، ولأن المنع أيضًا يجعل الأبناء أكثر حبًا وتطلعًا لما يُعرض على تلك الأجهزة، فالممنوع مرغوب، وأنتِ أن أحكمتي سيطرتك عليهم في المنزل، فليس بإمكانك أن تفعلي خارجه، لذا فأنتِ في حاجة إلى غرس قناعات جديدة لديهم كما يقول الأستاذ والخبير التربوي جاسم المطوع في ذات السياق: “المعركة الآن ليست معركة أجهزة تنزع وإنما معركة قناعات تزرع”، وإليكِ بعض الحلول العملية المفيدة:

كوني قدوة

رسالتي الأولى لكِ أيتها الأم المربية، أن تكوني أنتِ القدوة في أي شئ تريدين أن تربي عليه أبنائك، ابدئي بنفسك أولًا ففي هذا القدر الأكبر من الحل، والنصيب الأوفر من الاستجابة، وإلّا فكيف بكِ تطلبين من طفلك أن يترك هاتفه الذكي، وأنتِ لا تفتأين منكبةً عليه ليل نهار؟!

عدد محدد من الساعات

ما هو عدد الساعات المسموح به، لمشاهدة تلك القنوات يوميًا؟
لقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الكندية لطب الأطفال، وكذا جميع الدراسات والأبحاث العلمية، الواردة في هذا الشأن، بأنه لا ينبغي تعريض الأطفال دون السنة الثانية، على أي من الشاشات الإلكترونية، لما يسببه ذلك من خلل في النمو العقلي ووظائفه، وتأثر قدراته الذهنية سلبًا، أما الأطفال من عامين وحتى خمس سنوات فلا تزيد مشاهدتهم عن ساعة واحدة يوميًا كحد أقصى وتحت رعاية الوالدين، ومن خمس سنوات فأكثر وحتى بلوغهم سن المراهقة لا تزيد مشاهدتهم لها عن ساعتين يوميًا بحالٍ من الأحوال.

وبالطبع فإنه يوجد كثيرٌ من أبنائنا قد تجاوز هذه الحدود من الساعات يوميًا، ومنهم من وصل لحالة من الإدمان، بسبب اعتماد أمهاتهم بالكامل عليها في شغل أوقاتهن، لذا وجب عليكِ من الآن أن تبدأي في وضع خطة مدروسة وحازمة لتقليل عدد تلك الساعات تدريجيًا، مستعينة بالله، وبالبدائل التي سنطرحها عليكِ في السطور التالية.

المراقبة والمتابعة

لا بد من فرض رقابة عالية على ما يشاهده ابنك على تلك الأجهزة، ويمكنك أن تفعلي ذلك بذكاء، دون أن تزعجيه بتلك الأداة السلطوية وتخنقيه بها، وأكثر ما يساعدك في ذلك هو الطفل ذاته، بأن تشاركيه وضع قوانين خاصة تضبط الأمر، مثل تحديد عدد ساعات معينة يوميًا متفق عليها، ومتي يقضيها تحديدًا، وأين يمكنه أن يشاهدها، بحيث لا تجعليه يختلي بأجهزته في غرفته الخاصة، لأن ذلك يُزيد الأمر خطورة وتعقيدًا، وأن تتفقا على اختيار ما تشاهدونه من مواد وبرامج معًا بعد مناقشتك إياه فيه، حول أهميتها، ومقدار الفائدة التي سوف يتحصل من ورائها.

أمّا بالنسبة ليوتيوب، فمن أفضل الحلول الممكنة، التي تساعدك على متابعة ما يشاهده طفلك على القنوات، بل وتحديده أيضًا والتحكم الكامل في عرضه، هو أن تقومي بإنشاء حساب بريد إلكتروني مستقل خاص بطفلك، ثم تقومين بإضافته لحساب العائلة المرتبط بحسابك، فيتسنى لكِ إدارة الأمر برمته، كما يمكنك أيضًا تحميل تطبيق “يوتيوب كيدز” إن كان متاحًأ في بلدك، فهو أكثر أمانًا فيما يعرض للأطفال إلى حد ما، أيضًا عليكِ أنتِ من يقوم بالإشتراك في القنوات المفيدة والنافعة لطفلك فحسب، حتى تكون مقترحات يوتيوب للمشاهدة في إطار محتوى تلك القنوات وما شابهها من مواد مماثلة.

بالنهاية هناك العديد من الطرق، التي يمكنك من خلالها المتابعة أولًا بأول، والسيطرة الحكيمة الراشدة، فقط استعيني بالله واصبري، فإن فلذات كبدك يستحقون هذا العناء، وتلك المسؤولية.

المشاركة والحوار

وهو لعمرك من أنجع الحلول وأنفعها، ليس فقط في تحجيم الأمر، ولكن في منحك للطفل مزايا تربوية، وفوائد نفسية عظيمة، فمشاركة طفلك في اهتماماته بدءًا من اختياركما معًا ما يحب أن يشاهده، إلى الجلوس معه أثناء مشاهدته، ثم مناقشته فيه، ونسج حوار حوله، لهو من أكبر المعاني التي تقع في نفسه موطن الإشباع، وتسد احتياجه النفسي من الحب والاهتمام والتقدير، فينشأ بذلك شابًا فتيًا، ورجلًا شامخًا سويًا نفسيًا، امتلأت حياته بالحب والاحتواء، والتقدير والاحترام لآرائه وأفكاره واختياراته.

أضيفي إلى ذلك، أنه بابٌ جديد فُتح أمامك، يسمح لك بفهم ابنك وميولاته، وإدراك مشاعره، ومعرفة ما يحب وما يكره، ومما يخاف ويحذر، وما هي تطلعاته وأحلامه المستقبلية، مما يعينك على سائر أمور التربية، واستخدام أفضل الأدوات وأنجع الوسائل المناسبة في القيام بتلك المهمة العظيمة.

فضلًا عن وجود فائدة أخرى لحوارك مع طفلك ومناقشتك إياه تلك المواد، وهو تنمية الحس النقدي التحليلي لديه، وتكوين حاسة الذوق، ومعايير قبول الأعمال أو رفضها، فتعزّزين بذلك جهاز المراقبة الذاتية بداخله، وتنمين لديه ذائقة النقد التحليلى للأشياء من حوله، فلا تخافين عليه بعد ذلك حتى وإن لم تكوني بجانبه عند تعرضه لتلك الشاشات، فدرجة وعيه وإدراكه لما هو مقبول أو غير مقبول، وما هو طيب أو خبيث، تزداد يومًا بعد يوم.

كما عليك أن تحرصين على تحديد جلسة خاصة للحوار معه بشكل عام، ولتكن يومية أو أسبوعية، تتبادلان فيها اطراف الحديث، وتسمحين له أن يعبر عن مشاعره وأفكاره بحرية تامة، ومن ثم تقومي بتوجيهه بذكاء، كما يمكنك أن تقصين عليه بعض القصص التاريخية والتراثية، وتبرزين له دور الشخصيات الإسلامية وعظماء التاريخ الإسلامي الذين صنعوا البطولات والأمجاد، بدءًا من القصص القرآنية مروراً بالصحابة الكرام، وانتهاءً بالفاتحين وعلماء المسلمين الذين نشروا العلم في كل مكان.

تقديم البدائل

لا تربي ابنك على جعل تلك الشاشات وهذه القنوات هدف وغاية في حياته، وإنما أخبريه بأنها وسيلة تسهل علينا كثيرًا من أداء المهام، وتُيسر علينا شؤون حياتنا، وتساعدنا في الوصول لأهدافنا، من خلال المعلومات التي تقدمها لنا، ولكي تحققي ذلك ينبغي عليكِ أولًا أن تساعديه في وضع أهداف صغيرة متجددة دائمًا يسعى إلى تحقيقها، تستطعين أن تقومي  بذلك من خلال مشاركته في وضع خطة وجدول أسبوعي للمهام والأنشطة التي يريد القيام بها، وبالطبع أنتِ هنا في حاجة لإيجاد بدائل مختلفة ومتنوعة من المهام والأنشطة المفيدة والنافعة له التي يمكنك أن تشغلين بها وقته، بعيدًا عن مشاهدة التلفاز وتعقب قنوات اليوتيوب، وسوف نطرح عليكِ بعضًا منها في نهاية المقال. 

مقترحات للمشاهدة

أما عن مقترحات المشاهدة الطيبة النافعة، التي تصلح للمشاهدة مما يعرض، فهي كثيرة إلى حد ما، فقط تحتاجين إلي بعض الصبر للبحث الجيد وتفحصها وتقييمها، وإليكِ بعضًا منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولًا: مسلسلات كرتون كاملة

1- صدق رسول الله “للإمام البخاري”: مسلسل كرتوني رائع يتحدث عن حياة الإمام البخاري وهو في سن الرابعة والخمسين، وجمعه لأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك بصحبة الطفل عمر الذي ابتلعه جهاز الحاسوب إلى حيث عصره ومدينته بخارى في سنة 250 هجرية.

2- رجال حول الرسول: بجزئيه الأول والثاني، وهو مسلسل كرتون بحريني، ثلاثي الأبعاد، والذي تم إنتاجه وبثه منذ عامين، ولاقى قبولًا ورواجًا كبيرًا بين الأسر والمربين، لما فيه من عرض مبسط شائق وممتع لنماذج بعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

3- حبيب الله: وهو مسلسل من ثلاثة أجزاء يتحدث عن أخلاقيات رسول الله سيدنا محمد، وحياته، وتطبيقه لتعاليم ربه وشريعة الإسلام، بشكل ثري وممتع يحبب الأطفال إليه.

4- حكايات الفوانيس: مسلسل يعرض مجموعة من الحكايات التي يقصها العم مصباح على باقي الفوانيس، في مغامرات وأحداث مثيرة وممتعة، ويهدف إلى غرس مكارم الأخلاق في الطفل، ويتضمن العديد من المفاهيم والمعاني التربوية الجيدة.

أيضًا يمكنك أن تتضمن قائمة المشاهدات بعض أفلام الأطفال الجيدة والنافعة لهم ولا سيما السن الأكبر منهم مثل: فيلم الرسالة وعمر المختار، وأفلام الكارتون: محمد الفاتح، وصلاح الدين الأيوبي، وقصة سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، وقصة أصحاب الأخدود، ونساء عظيمات في عهد النبوة، وغيرها.

ثانيًا: قنوات على اليوتيوب

1- قناة أمة تون: يوجد فيها مجموعة متميزة من الفيديوهات الكرتونية وبرامج الأطفال، التي تغرس فيهم العقيدة الإسلامية السليمة، وتصحح المفاهيم الخاطئة، وتعرض نماذج من علماء المسلمين، ودورهم في نشر تعاليم الإسلام، مثل: علماء في مواجهة السلاطين، ورحلة الباقلاني إلى بلاد الروم.   

2- قناة أشكال وألوان: قناة هادفة تضم مجموعة مميزة من برامج ومسلسلات الرسوم المتحركة للأطفال، والتي تغرس فيهم أخلاق الإسلام، والقيم الدينية والإنسانية الحميدة، ومنها:

  • اللؤلؤ والمرجان: يتحدث عن الآداب الإسلامية، بشكل بسيط وممتع، مصحوبًا بالأحاديث النبوية الشريفة.
  • كرتون علماء المسلمين: يعرض علماء المسلمين، ومساهماتهم البارزة في العلوم وتقدم العلم وخدمة البشرية.
  • من قصص التابعين: مسلسل يحكي عن التابعين، وحياتهم، وفضلهم في نشر الإسلام بين الناس، من خلال تطبيقهم سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • حكيمان والأصدقاء: يأخذ المعلم حكيمان أصدقاؤه في رحلة كل يوم إلى مدينة حول العالم ليعرّفهم على معالمها وحضارتها وتدور أحداث ومغامرات مثيرة وشيقة.
  • هايدي: كرتون يحكي قصة الفتاة هايدي الصغيرة، التي تفاجئنا في كل يوم بمغامرة وبقصة من قصصها الجميلة والشيقة.

وغيرها من البرامج القيمة والنافعة، والتي تناسب مراحل عمرية متعددة للأطفال، مثل: مدرسة ج للخط العربي، وبيوت الله، وأصل الكلمة، وفنون إسلامية، وأفلام إسلامية وعربية

3- قناة للطفولة عنوان: وهي عبارة عن قناة تربوية تستهدف الأم والطفل معًا، تعرض مجموعة مميزة من البرامج والحلقات التربوية، ومنها سلسلة السيرة النبوية للأطفال، بلغة عامية بسيطة شيقة وممتعة، وتعتمد القناة بشكل كبير على التفاعل المباشر مع الطفل، مما تثيره للمتابعة وتحثه على الاستجابة الفعالة.

4- قناة سراج: وهو عبارة عن مسلسل تربوي ترفيهي ثلاثي الأبعاد يغرس في الأطفال حب اللغة والقيم العربية، حسب وصف القناة، وهو من إنتاج مؤسسة قطر.

5- قناة مغامرات نوروهو برنامج يقدم الفتاة نور التي تقوم بعمل مغامرات شقية وممتعة، يمكنها من خلالها حل كثيرًا من المشكلات التي تواجهها، وتجاوز الصعاب والعقبات بمزيد من التفكير والذكاء، ويتضمن هذا البرنامج دروسًا ومعانٍ تربوية للطفل، يشاركها مع الطفل بالتفاعل معه.

6- قناة أطفال عربي للجميع: وهي عبارة عن مسلسل ثلاثي الأبعاد، للنحلة زينة وأصدقائها، ويعزز قيم المشاركة والتعاون والعمل والاجتهاد، في مغامرات شيقة في عالم النحل تتسم بالمتعة والخيال.

7- قناة حديقة المرحعبارة عن برنامج يضم مجموعة من الشخصيات الكرتونية المرحة التي تحب اللعب واللهو، في حديقة مليئة بالنغمات، والألوان التي تخاطب خيال الطفل في فترة ما قبل النوم، ويتميّز إيقاع البرنامج بتكرار الكلمات والنغمات، مما يخلق الشعور بالراحة والاستمتاع لدى الأطفال، وفقًا لوصف القناة، وهو مناسب للأطفال من 3 إلى 6 سنوات أيضًا.

8- قناة الدنيا روزي: عبارة عن مسلسل رسوم متحركة، تقوم فيه روزي وأصدقائها المرحين، بالعديد من المغامرات، التي يتعلمون فيها أشياء جديدة، ويكتسبون مهارات حياتية متنوعة، وهو مناسب للأطفال من 3 إلى 6 سنوات.

ثالثًا: تطبيقات الهواتف الذكية

1- تطبيق عصافير: وهو منصة قصصية رائعة وممتعة، تحتوي على الكثير من القصص العلمية والأدبية المصورة للأطفال بمختلف أعمارهم، ويشرف عليها نخبة من التربويين ومتخصصي مناهج الأطفال، وهو مشروع إماراتي يهدف إلى تحويل المواد العلمية إلى قصص مثيرة وممتعة للطلاب.

3- تطبيق لمسة: وهو عبارة عن عالم ترفيهي متكامل يحتوي على العديد من القصص التربوية الممتعة، والألعاب والأنشطة والفيديوهات التي تنمي قدرات الطفل الإبداعية، وتجعله يتفاعل معها بجاذبيتها وتقديمها في أسلوب شائق وممتع، ويشرف عليه نخبة من أخصائي التربية.

4- تطبيق جيل: وهو عالم كامل من الترفيه والمرح أيضًا، يأتي  في إطار تربوي آمن وهادف وقد عنيت به كوكبة من الأخصائيين النفسيين والتربويين.

5- بنين وبنات: وهو منصة تربوية تعليمية وترفيهية شاملة للطفل، تابعة لشبكة إسلام ويب، فيها العديد من التصنيفات الممتعة، ذات الرسوم والتصميمات الجذابة والمثيرة للأطفال، مثل: القرآن، وحياة النبي، وقصص الانبياء، وعظماء الإسلام، ومكارم الأخلاق، وبوابة الترفيه والمرح، وبيت العلوم، وركن البنات، وغيرها.

6- تطبيق رواة: منصة للإبداع الصوتي العربي، تنشد الشعر، وتحكي الأدب، وتُذيع المقالات، وتقرأ اقتباسات الكتب. تتحرى إتقان اللغة، وحُسن الصوت، ودقة الأداء. تبتغي إطراب الأسماع وتهذيب الألسن وإثراء المحتوى العربي الصوتي الراقي، ولها أعمال مميزة للأطفال وغيرهم مثل حكايات مريم، و المسلسل الدرامي مسير العزم.

ما هو البديل؟

بداية لا بد لكِ أولًا ان تتعرفين على طفلك جيدًا، فتفهمينه عن قرب، وتعرفين ما يحب وما يكره، وما هي مواهبه التي منحه إياها المولى عز وجل، وما هي مهاراته وهواياته التي يحب أن يمارسها، وما هي حدود معرفته وقدراته، ومواطن الضعف لديه، واهتماماته، والأمور التي تحوز القدر الأكبر من تفكيره وفضوله في اكتشافها والتعرف عليها، فإن هذا هو السبيل الوحيد لتوفير بدائل تناسبه خصيصًا دون غيره من الأطفال، فشخصيات الأطفال متفردة متمايزة، ولا توجد شخصية، تطابق أختها، ونحن هنا نذكر لكِ بعض هذه البدائل كمقترحات لكِ كي تستعيني بها، ويمكنك بالطبع إيجاد المزيد منها، وتوفيرها لطفلك كيفما يناسبه.

حفظ القرآن: حدّدي ورد يوميًا للحفظ والمراجعة مع ابنك، أو من الممكن أن تجعليه بعض الأيام من الأسبوع، المهم هو المداومة عليه، وشجعيه باستمرار، ومكافأته كلما أحرز تقدمًا في الحفظ من الأجزاء.

دروس السيرة: عليك بتعليم ابنك دروس السيرة النبوية ومدارسته إياها، كي ينشأ محبًا لها وتستقيم حياته، باتخاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام قدوة له، قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، ولكي يترعرع على قصص الأبطال الأفذاذ أمثال خالد وعمر وأبو بكر، وعثمان، وعلي، والزبير بن العوام، وسعد بن الوقاص، وغيرهم الكثير من نماذج الشجعان الأبطال، الذين قامت راية الإسلام على أكتافهم، وتحقق مجد الأمة من خلالهم، فينشأ بذلك غيورًا على دينه، حاملًا هم أمته، يعرف أين طريقه، وإلى أين تصير أهدافه وغاياته.   

القراءة: وهي من أكثر البدائل منفعة ومتعة للأطفال في ذات الوقت، بل إنَّ لها القدر الأكبر من تكوين شخصيتهم، وثراء معرفتهم، وتحسين لغتهم، ويتفاعل الأطفال معها بشكل كبير، وبالطبع فإن لكل سن ما يناسبه من القصص والحكايات، كما أنه يتوجب عليكِ حسن الاختيار، وحتى لا تحملين هَمّ هذا الأمر إليك، اقترح مجموعة مختصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بهذا الشأن: زغلول يقرأ – قصص و حكايات والتي يشرف عليها مجموعة متخصصة، ونخبة متميزة من التربويين، وسوف تجدين هناك ضالتك، من اختيار ما يناسب طفلك من كتب وقصص، فضلًا عن وجود مراجعات تفصيلية ودقيقة حولها، بالإضافة إلى كل ما تحتاجين إليه من أفكار وأنشطة ومواد تعليمية وترفيهية متنوعة لطفلك.

أنشطة فنية: يحب كثير من الأطفال ممارسة الرسم والتلوين، وصنع أشياء فنية، من الأدوات البسيطة وإعادة تدويرها، ومنها: (تلوين مانديلا، فن طي الورق (أورجامي)، إعادة تدوير البلاستيك، والكرتون، والصفيح، صنع نماذج محاكاة…وغيرها) اكتشفي ما يحبه طفلك ويميل إليه، ثم اجعلي لها مواعيد محددة بجدوله الأسبوعي لممارسته إياها.

ألعاب الذكاء والعقل: التي تنمي قدراتهم الفكرية والعقلية، وهي مسلية وممتعة لهم في ذات الوقت، مثل ألعاب البازل، والمكعبات، والأحجيات والألغاز، وألعاب الفك والتركيب، وغيرها.

المساعدة المنزلية: من الأمور التي يسعد بها أطفالنا كثيرًا على اختلاف مراحلهم، هو مساعدتهم إيانا في شؤون المنزل المختلفة، فإن ذلك يُشعرهم بأهمية دورهم ووجودهم، ويعزز مفاهيم كثيرة لديهم مثل: المسؤولية، والمشاركة، والتعاون، والعطاء، ويشبع حاجتهم من المشاركة الاجتماعية، فلا بأس أن تصحبينه معكِ في المطبخ أثناء إعدادك الطعام، وجعله يشاركك في صنعه على سبيل المثال.

كما أن هناك أيضًا بعض البدائل الهامة لطفلك، والتي تزيد من نموه الاجتماعي، واستغلال طاقاته ولا سيما الحركية منها في شيء مفيد ونافع، ولكن ليكن استغلالك لها والاستفادة منها، بعد انتهاء تلك الأزمة، وانتهاء هذا الوباء من انتشار فيروس كورونا، الذي تفشى بين البلاد والعباد، ومنها:

الجلوس مع الأصدقاء: والتزاور معهم، فيجلسون في منزلكم أو منزل أصدقائه، يستمتعون بالحكايات واللعب سويًا، ويشاركون بعضهما البعض أجمل اللحظات، وهذه من الوسائل الهامة لتنمية الطفل اجتماعيًا.

زيارة الأقارب: بإمكانك وضع بعض هذه الزيارات في جدوله، وهي من الأمور التي تساعده على التفاعل الاجتماعي مع غيره من البشر، كما ترسخ فيه مفهوم صلة الرحم وأهميتها وعظيم ثوابها.

الخروج إلى أماكن الطبيعة المفتوحة: من أراضٍ خضراء، ومنتزهات واسعة، وزيارة الشواطئ، أو زيارة الأماكن الصحراوية، والريفية ما أمكن ذلك، فالطبيعة لها أهمية كبيرة في نمو أطفالنا نموًا سليمًا، حيث تنمي ملكاتهم من الحفظ والذكاء، وقدراتهم الذهنية والعقلية، وتكسبهم نعمة التأمل والتفكر في الكون وفي خلق الله، فيستشعرون عظمته سبحانه، فتصلح تلك الطبيعة في أنفسهم ما لا يصلحه مئات من الجلسات النفسية مع الأطباء النفسيين، مقدمي خدمات العلاج والمشورة والدعم النفسي!

ممارسة الرياضة: الطفل بفطرته يحب الحركة، والقفز واللعب، فقد وضح الكثير من خبراء الصحة النفسية أن الطفل في حاجة ضرورية لقضاء ما يقرب من 75% من وقته في أنشطة حركية، و 25% في الأنشطة الأخرى غير الحركية، لذا عليك بتنمية ذلك لديه وتفريغ طاقته الحركية هذه في ممارسة إحدى الرياضات التي يحبها مثل: كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، التنس، السباحة، الكونغ فو، الجري، الرماية، ركوب الخيل…الخ.

رحلات ترفيهية: والترفيه واللعب من الأمور المهمة التي يحتاجها طفلك لنموه نموًا سليمًا، سواء في رحلات عائلية قصيرة للتنزه واللعب والترفيه، أو في رحلات مع أقرانه من خلال بعض المؤسسات والمراكز التربوية التي تقوم بذلك، ولكن لا بد من الاطلاع عليها والسؤال والبحث عنها وعن موثوقيتها تربويًا بشكل جيد، حتى تتجنبي مغبة الوقوع في عواقب سيئة لطفلك تربويًا.

 كانت هذه فقط هي أهم الأفكار والبدائل التي يمكنك الاستفادة منها، كي تسترشدي بها في تحديد واختيار المزيد مما يلائم طفلك ويناسبه، بإمكانك أنتِ أيضًا مشاركتنا ببعض الأفكار الجديدة، التي من شأنها أن تفيد غيرك من الأمهات والمُربين.

خلاصة القول

أيها الوالدان كلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته، فأنتما مسؤولان أمام الله عمن ترعيان، وسوف تحاسبان عليهم، فلا تتركوهم أمام هذا الوحش الفتاك، ولا ترميان بهم في مصارع النيران، ولا تُسلّموهم إلى حافة الهاوية، قُومَا بمصاحبتهم ومشاركتهم اهتماماتهم، وتوجيههم بالرفق واللين تارة، وبالحزم والشدة تارةً أخرى، حتى تستقيم حياتهم، وتُقوَّما بذلك اعوجاجهم، فيصبحوا رجالًا بحق، وفتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً، ومن يدري لعّله يخرج من بينهم عمر أو صلاح أو محمد الفاتح مجددًا، ولعلّكما تعذران عند ربكما، علامَ قدمتما، وأختتم حديثي بقول الشاعر أبو العلاء المُعرّي الذي يحضرني الآن:

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا … عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن … يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ

الرابط : https://tipyan.com/what-does-your-muslim-child-watch

قراءة 782 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث