قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 11 تموز/يوليو 2022 10:04

من مقاصد الأعياد و دلالاتها التربوية

كتبه  الأستاذ يوسف عكراش
قيم الموضوع
(0 أصوات)

العـيد هو يوم عظيم من أيام السنة و يتضمن حدثًا بارزًا أو مناسبة هامة، كما أنه اسم لكل ما يُعتاد و يعود و يتكرر، و قد أمرنا الله عز و جل بواسطة نبيه صلى الله عليه و سلم بإحيائه بالعبادة و التقرب إلى الله بالطاعات و الأعمال الصالحة، و قد شرح أئمتنا و علماؤنا قاطبة في الكثير من الروايات الواردة عنه صلى الله عليه و سلم في بيان فضل يوم العيد على سائر أيام السنة التي لا تحمل محطات و مناسبات ذات شأن عظيم.

كمـا أن العيد في الإسلام هو شعيرة من الشعائر و له طابعه الديني و الاجتماعي الخاص به و المميز له، و الذي يكون في إحيائه ترسيخ للإيمان في النفوس و القلوب الممزوج بالفرح والبهجة و السرور، و قد قال تعالى: (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج 32) و قوله أيضا (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمّـــَا يَجْمَعُونَ) (يونس 58).

والأعـياد الإسلامية المعتبرة عندنا و التي وردت فيها الروايات الصحيحة و الصريحة عن النبي صلى الله عليه و سلم، يوم الفطر، يوم الأضحى، و يوم الجمعة، و إن كان هناك على مدار العام أيام مهمة إلا أن الإسلام لم يعتبرها من الأعياد مع ما لها من المعاني و الدلالات كيوم عرفة و ليلة القدر و غيرهما من الأيام التي تحمل في طياها معاني و دلالات و لم تعتبر عيدا. و تأتي هذه الكلمات اليسيرات ضمن هذا الطرح إظهارا لحقيقة فلسفة العيد و بعض دلالاته التي أضحت تندثر في وقتنا الحالي و خاصة بعد أن اختل توازن العلاقات الاجتماعية في عصرنا، إذ باعدت تكاليف الحياة و شؤونها بين الأب و ابنه و بين الزوج و زوجته، و بين الفرد و أقاربه ، إذ يمكن إجمالها فيما يلي:

– العيد في الإسلام له فلسفة سامية و دلالات راقية، تتمثل في كون فرحة المسلمين به تنطلق من شعورهم بتوفيق الله تعالى لهم لأداء ما فرضه الله تعالى عليهم و استبشارهم بقبول الرحمن لأعمالهم و رضاه عنها، فإذا ما وفق المسلم لأداء فريضة الصوم كان من حقه أن يفرح يوم عيد العيد المبارك حق له.

– العيد نداء للمسلمين أجل اغتنام هذه المناسبة العظيمة بالصلاة و الدعاء و التضرع، و تلاوة القرآن و التكبير و التهليل و التحميد و كثرة الذكر و الشكر لله رب العالمين في الطرقات و في المساجد و البيوت و خاصة لما ورد في ذلك من فضل، كما يعد ذلك إظهارًا و إعلان لشعار العيد و قوة المسلمين وحدة ترابطهم.

– العـيد تربية المسلم على مبدأ عظيم و هو مبدأ التوحيد الذي يربط المسلم بينه و بين إخوانه المسلمين في كل مكان حينما يعيشون هذه المناسبة المباركة في زمان واحد  و شعور واحد و فرحة واحدة.

– العيـد هو تعليم للأمة كيف تتسـع روح الجوار و تمتدُّ بين ذويها، حتى يرجع البلد العظيم و كأنه أهل بيت واحد، و يعلوا فيه مبدأ الأخوة الإيمانية بمفهومه الحسي و المعنوي، و تظهر فضيلة الإخلاص علنًا للجميع دون رياء أو سمعة، كما يُهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة و المحبة، و كأنَّما العيد هو إطلاق لروح الأسرة الواحدة في الأمة كلِّها.

– العيد تآزر أفراد المجتمعات الإسلامية كبيرهم و صغيرهم، فقيرهم و غنيهم، الأمر الذي يربي أفراد هذا المجتمع على التعاون و التراحم، و يقوي شعور الفرد بالفخر و الاعتزاز بالانتماء لهذه الأمة المباركة و الانطواء تحت لوائها لما يشترك فيه أبناء الإسلام في كل مكان في سرائهم كما يشتركون في ضرائهم.

– و مـن دلالات العيد الأساسية: التذكير بحق الضعفاء  و العاجزين من -ذوي الاحتياجات-، و مواساة أهل الفاقة و المحتاجين، و إغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم، حتى تشمل الفرحةُ و البهجة و السرور كلَّ بيتٍ، و تعمَّ كل أسرة، صدقة الفطر.

– و من دلالات العيد إظهار الكتلة الاجتماعية للأمة متميزة بطابعها الديني، بعيدة كل البعد عما يراد بها من تلبس بطابع غيرها، لابسة من عمل أيديها، معلنة بعيدها استقلالين في وجودها و صناعتها، ظاهرة بقوتين في إيمانها و طبيعتها، مبتهجة بفرحين في دورها و أسواقها، فكأنَّ العيد يوم يفرح الشعب كلُّه بخصائصه.

– و من دلالاته العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، و كسر رتابتها الثابتة، ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها و تطلعها إلى تغيير ما اعتادت عليه من أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، و فرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، و تفرح بعد الجد و النصب، و تأخذ حظها من الاستجمام و ما أباح الله، فتعود أكثر عملاً و نشاطاً، و لهذا -و الله أعلم- جاء النهي عن صيام يوم العيد.

– العيد هو إشعار لهذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأنَّ الأيام تتغيَّر، و ليس العيد للأُمَّة إلا يومًا تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، و الكلمة الواحدة في ألسنة الجميع، يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب.. كأنما العيد هو استراحة الأسلحة يومًا في شعبها الحربي.

– العيد وقت لمباسطة الأهل و مداعبتهم و التوسعة عليهم، و خاصة بعد أن اختل توازن العلاقات الاجتماعية في عصرنا الحالي، إذ باعدت تكاليف و شؤونها بين الأب و ابنه و بين الزوج و زوجته، و بين الفرد و أقاربه، فيأتي العيد ليعيد شيئا من هذا التوازن المسلوب.

– العيد إلا التقاء الكبار و الصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، و ترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح و البهجة، و يعلِّمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها، و يبصرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه، لا عمل المنابذ لمنابذه، فالعيد يوم تسلط العنصر الحي على نفسية الشعب.

– و مـن دلالات العيد التكافل الاجتماعي و السخاء و المودة في القربى و البشاشة و الفرح في وجه من نلقاه من المسلمين و ذلك بذل الصدقات و تبادل الهدايا، و التوسعة على الأهل و الأولاد و الجيران، و بث الوئام، و البدء بالصلح، و نبذ الخلافات، و تنقية القلوب من الضغائن و الأحقاد، و العفو عن المسيء، و إفشاء السلام على مَن نعرف و مَن لا نعرف، و إطعام الطعام.

– العـيد هو تربية على نشر القيم السامية و الأخلاق الراقية كالمودة و المحبة و التسامح و الإخاء بين أفراد المجتمع الإسلامي، و ذلك بصلة الأرحام و تجديد أواصر المحبة و التواد بينهم.

– العيد هو تذكير لجمع لصف الأمة، و مكافحة لشتاتها، و تذكير بوحدتها و تماسكها، و قوتها، و ذلك من خلال المظاهر الجماهيريَّة العامّة للاحتفال به، في الأماكن و الساحات العامَّة، حيث يلتقي معظم أفراد المجتمع.

– العـيد تربية على الجمالية الإسلامية التي تتمثل في الزينة و لبس أحسن الثياب، و التطيب بأجود الطيب و التجمل لله سبحانه، و هذا التزين المشروع في إظهار و شكر لنعم الله سبحانه، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “إن الله يحب إذا أنعم على عبد نعمة أن يرى أثر نعمته عليه”.

– العـيد وقفة مع ضمير النفس لتتفكر و تتأمل في مصيرها المحتوم، و ذلك لما يستحضره المسلم صبيحة يوم العيد فيمن صلى معه الأعياد الماضية من الآباء و الأجداد و الأصحاب و الإخوان، و أنهم قدموا على الله تعالى، و قد أفضو إلى ما قدموا فمنهم شقي و منهم سعيد. و هذا فيه تربية ذاتية للإنسان المسلم لمحاسبة النفس بين الحين و الآخر فتكون النتيجة أن يحمد الله سبحانه على ما قدم من خير و إحسان و يستغفره لما كان من غفلة و نسيان.

– و من المقاصد و التي ترتبط بعيد الأضحى، التربية على الإحسان في كل شيء و تتجلى في طريقة ذبح الأضحية و معاملتها برفق و رحمة، كما علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم، بأن نحد شفرتنا، و نُرِيح ذبيحتنا، و لا نُرِيها المُدْيَة أي السكين حيث قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحسان عَلَى كُلِّ شيء، فإذا قَتَلْتُمْ فأحسنوا الْقِتْلَةَ، و إذا ذَبَحْتُمْ فأحسنوا الذِّبْحَةَ، وَ لْيُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَهُ، وَ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).

و ختامًا

هذه بعض مقاصد العيد و دلالاته التربوية، و التي من أجلها فرض العيد و جُعل ميراثًا مستمرا يبن أجيال المسلمين؛ ليستخرج أهل كلِّ عصر من دلالات و معاني زمنهم، فيضيفوا إلى بيان ما يوحد الأمة، و يحققه عزها، و يقوي وحدتها، و تقتضيه مصالحها. كما أنه حقيقة لنشكر المنعم سبحانه على توفيقه للعبادة و إعانته على تمامها.

و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال، و أعاده علينا و عليكم باليمن و الخير و البركات.

الرابط : https://hiragate.com/25248/

قراءة 555 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 10:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث