قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 23 آذار/مارس 2016 06:20

في الطريق الى قرطبة...

كتبه  الأستاذة ناريمان عواد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تكن  خطواتي تجاه شبة الجزيرة الايبيرية عفوية ...انما خلاصة لسنوات طويلة من الانتظار  لشهر عسل لم يكتمل في تاريخه و مكانه، حيث تزوجت في الا نتفاضة الاولى في العام 1989 ، و لم يكن بالامكان ان احظى بشهر عسل مؤكد رغم وعود الزوج بان اسبانيا ستكون مكان شهر العسل الموعود ....دخلت الانتفاضة بعد اشهر من الخطبة ، فلم يكن بالامكان الحديث عن مراسيم زواج طبيعية ، حيث كان الشهداء يرتقون واحدا تلو اخر و كافة الاراضي الفلسطينية تشهد انتفاضة عارمة يشارك فيها الصغير قبل الكبير في انتفاضة  الحجارة و المولوتوف ، جمعتها وحدة موقف جماهيري للدفاع عن الارض الفلسطينية من قبل المحتل الغاصب.

مرت مراسيم الزواج المختصرة ، نلبس الثوب الابيض ، ثم نغطيه بعباءة سوداء ، ثم تنتقل العروس بمدعوين محدودين من بيتها الى بيت الزوج دون موسيقى و دون مراسيم رسمية و دون اية زينة.

استذكر الان هذه التفاصيل انتظارا للرحلة التي تحققت مع زوجي بعد 25 سنة ،و ان كنا قد سافرنا الى امكنة اخرى الا ان شهر  العسل الموعود كان ينتظر ...

القرار بالذهاب الى اسبانيا في زحمة المشاغل جاء بعد تفوق ابنتي رندة و قبولها في برنامج تبادل تعليمي بين جامعة بير زيت و جامعة دويستوا في اسبانيا ، و كان من الضروري مرافقتها الى وجهتها التعليمية . و تحقق الحلم.

وصلنا الى مدينة بيل باو التي تقع في شمال اسبانيا ، مدينة جميلة وادعة في اقليم الباسك ، بيئة طبيعية ذات جودة عالية ، بالاضافة الى معايير جيدة جدا لجودة الحياة ، سواء فيما يتعلق بالصحة و التعليم او الاسكان او الترفيه او الرياضة و لديها الكثير من المؤسسات الاكاديمية ذات الجودة العالية ، قضينا يومين في هذه المدينة الجميلة بعد ان رافقنا ابنتنا في تحضيراتها الجامعية و التحقاها و سكنها.

ثم انتقلنا الى مدينة مدريد بمراكزها الاثرية . كانت الرحلة الى مدريد ساحرة ، الانتقال بالقطار لمدة اربع ساعات  و الاستماع لموسيقى ساحرة  و مشاهدة المناظر الخلابة التي اغدقت عليها الطبيعة مدن اسبانيا.

وصلنا في المساء الى مدريد و انتقلنا سريعا للاقامة في الفندق و سريعا ذهبنا للتذود  باجمل الذكريات عن هذه المدينة.

اخترنا ان نزور اولا الساحة العامة و هي موقع مركزي كبير في مدريد ، عبارة عن ساحة كبيرة في وسط المدينة يلتقي بها السياح و السكان المحليين ، مليئة بالمقاهي الاسبانية و المطاعم المحلية ، كان المكان  يعج بالمتنزهين ، شاهدنا العديد من الفرق الغجرية و البرامج الترفيهية للصغار و الكبار ، كما تنزهنا في شوارعها العريقة و اخترنا مطعم اسباني لتناول اكلة البقية و هي اكلة شعبية اسبانية ، كما زرنا القصر الملكي و هو قصر ضخم يضم عدة حدائق خضراء ، و يحوي 2800 غرفة ملكية ، كانت تسكنه العائلة المالكة الاسبانية حتى منتصف القرن العشرين.

لكن المغامرة الاكبر كانت عندما انتقلنا الى مدينة قرطبة ، في الطريق اسهب زوجي في اطلاعي على عظمة التاريخ الاسلامي في مدن اسبانيا خاصة  قرطبة ، غرناطة ، اشبيلية ، طليطلة ...كان  زوجي يحفظ تاريخ الحضارة الاسلامية عن ظهر قلب ، اخترنا ان نذهب باتجاه قرطبة لنصلها كاول مدينة في الجنوب  لان الوقت لن يتسع لزيارة كافة هذه الاماكن. اول ما وطات قدماي مدينة  قرطبة ...عشقت المكان فالفندق الذي وقع اختيارنا عليه هو اثر اسلامي واضح ، بنقوشه و اثاثه و ديكوراته و رسومة. استقبلتنا في الفندق مسؤولة الاستقبال ، وجه بشوش ناجح في استقطاب السائحين الى هذا المكان الجميل ....شرحت لنا اهم الاماكن التي يجب زيارتها اولها  مسجد قرطبة  و هو أحد اشهر المعالم الاثرية للعمارة الاسلامية في اسبانيا ، مسجد اموي حوله الاسبان بعد سقوط الاندلس في عهد الملك كارلوس الاول الى كاتدرائية دون هدم المسجد ، للمكان قيمة ثقافية و تراثية. ارتياد امكنة  سياحية اخرى مثل قلعة الكازار ، متحف قرطبة الاثري ، برج كالاهور و الذهاب  لمشاهدة رقصة الفلامنغوا ،  كما ارتياد الحمامات الاسلامية القديمة ...لم احس بنفسي عندما  بدات امشي  بلا وعي في المكان ... . و اشجار البرتقال و ازاهيره تعبق بسحر خاص ..احسست بارواح من كان يسكنه من ارواج اجدادنا ...و الابنية الرائعة التي تركوها خلفهم . مشيت طويلا  و انا اشاهد القناطر التي نصبت في مركز المدينة واشعة الشمس و هي تنكسر على الاثار الاسلامية الجميلة و بدات التقط الصور لاترك بعضا من السحر الروحي الذي خلفه المكان في داخلي.

قضينا يومين في قرطبة ...سلبت روحي عندما قررنا المغادرة الى وجهة اخرة الى غرناطة.

وصلنا الى مدينة غرناطة بالقطار ايضا ، اخترنا فندقا جميلا ايضا يشع بسحر التاريخ ، و كان لزاما ان نحجز قبل وصولنا للمدينة لمشاهدة قصر  الحمرا  و هو من اشهر الاماكن  الاثرية في العالم ، من اجل ان تحظى بدور كان علينا ان تنتظر ساعات طويلة ، حجزنا قبل وصولنا الى  غرناطة و بلغنا ان علينا التواجد في تمام الساعة الثامنة و النصف صباحا.

تجولنا بالقصر لمشاهدة هذا الصرح المعماري الذي يعتبر اشهر صرح معماري حي للهندسة الاسلامية في العالم الغربي ، حيث يزدان مبناه بالنقوش الزخرفية و الايات القرآنية و الادعية . ذهلنا من جمال الابنية و النقوش و فن العمارة الاسلامية و الحدائق الغناء المجاورة للقصر ....و بدا زوجي بالاسهاب في تذكر بعض المفاصل الرئيسية في التاريخ عندما بكى عبد الله الصغير عند  تسليم غرناطة كان مشهدا  دراميا و حزينا جدا، كما تقول روايات التاريخ ؟ إذ سار السلطان المنكسر أبو عبدالله الصغير مع نفر من أتباعه الى خارج المدينة ، و وقف على جسر نهرشنيل لملاقاة الموكب الملكي القشتالي المنتصر.. ثم ما لبث لدى وصول الملك الكاثوليكي أن تقدم منه ، و قبل ذراعه و أمر وزيره يوسف بن كماشة بتسليم مفتاح المدينة التي قاومت لأكثر من مئتي عام ، مطيلة بذلك الوجود العربي و الاسلامي في الأندلس بعدما سقطت في منتصف القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي كل ولايات الأندلس الشرقية و الوسطى و الغربية ثم تابع أبو عبد الله الصغير سيره الوئيد حتى وصل تل البذول (بادول) المشرف على غرناطة .. و استدار نحو المدينة العربية الآفلة مرددا عبارة:.

«الله أكبر .. الله أكبر .. انه قدرك يارب العالمين ».. و اذا بالدموع الساخنة تطفر من عينيه في الحال .
إزاء هذا المشهد الصعب ، تقدمت منه أمه بجسارة و بسالة قائلة: «ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال ».

خرجنا من القصر متاثرين و حزينين و تمشينا في الاحياء القديمة في المدينة.

في غرناطة تشاهد العديد من الاحياء منهم الحي العربي و تجد العديد من المقاهي و المطاعم التي يديرها عرب من دول متعددة سوريا ، العراق و غيرها ولكن اغلبهم من دولة المغرب الشقيق حيث التقينا بالعديد منهم الذين اعطوا للمكان نكهة جميلة و دفئ انساني لا ينسى، التقينا  وجه سمير الشاب المغربي الوسيم الذي تمنى علينا  ان نرسل له زعترا اخضرا من فلسطين. يدير سمير مقهى لرجل اعمال عراقي  يسمح بتدخين النارجيلة في المكان بينما يمنع تدخين السجائر.

غادرنا الى مدينة برشلونة التي يعشقها السائحون لجمالها و لارتباطها بالفريق الرياضي الشهير و قمنا بالتجول في اسواقها و اقتربنا من ملعبها المركزي خلال مباراة برشلونة مع فريق بلباو.

عدنا الى مدينة " بيل باو " قبل مغادرتنا  الى ارض الوطن شاهدنا في طريق العودة اشجار الزيتون المترامية على جنبات الطريق ....و اصابنا الحزن  لاننا بعد يومين سنغادر مدن اسبانيا ...

كانت رحلة  رائعة بكل معنى الكلمة ، أحسسنا  بالتصاق غريب بالمكان ربما لان ارواح اجدادنا تطوف حولنا ...تحرسنا وتقودنا الى خطواتهم الثابتة  التي خطوها في الماضي و اصابتنا الحسرة على ايام عز  كانت لنا  ...وداعا اسبانيا و امل بلقاء قريب.

قراءة 1547 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 آذار/مارس 2016 05:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث