قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 11 أيار 2016 17:21

الذاكرة والتاريخ أية علاقة؟

كتبه  الأستاذ عبد الفتاح ايت ادرى
قيم الموضوع
(1 تصويت)
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الذاكرة و علاقتها بالتاريخ بين من يرى وجود اتحاد بينهما فالذاكرة حسب هؤلاء " تمون التاريخ " و هذا الأخير أصبح يكتب اليوم تحت ضغط الذاكرة ، و بين من يرى أن الذاكرة و التاريخ لا يمكن أن يلتقيا أبدا فلكل واحد منهما حقل اشتغال خاص به . فما المقصود بالذاكرة ؟ و ما علاقتها بالتاريخ ؟ و هل هناك فرق بين الاثنين ؟ 
الذاكرة هي تراكم ذهني لذكريات متنوعة تغذي التصورات و التخيلات المختلفة ، و تلعب دور الاسمنت الذي يجمع بين الأفراد في مجموعة بشرية قد تتسع إلى درجة تحدث هذا التماسك دون التعارف أو الاحتكاك المباشر ، و تساهم هذه التراكمات في توجيه النشاط البشري فرديا كان أم جماعيا .
إن موضوع الذاكرة درس أول ما درس من طرف علماء النفس و الفلاسفة ، فعلماء النفس يقولون أن للذاكرة وظيفة نفسية تقوم على استعادة حالة شعورية ماضية من حيث هي كذلك ، و بالتالي فالذاكرة هي وظيفة و قدرة عقلية تسترجع صور الماضي في الحاضر . أما الفلاسفة فقد تناولوا الذاكرة و درسوها من زاوية اجتماعية ، لكون الفرد عضوا داخل مجتمع له تاريخ مشترك و عادات و تقاليد مشتركة ، أو كما يقول دوركايم في كتابه " الأطر الاجتماعية للذاكرة " : " عندما أتذكر فان الغير هو الذي يدفعني إلى ذلك فذاكرتي تعتمد على ذاكرته ، و ذاكرته تعتمد على ذاكرتي " .
إذن فوظيفة الذاكرة وظيفة شعورية مرتبطة بالحاضر و توظف الماضي من أجل الحاضر و المستقبل أيضا .
بناء على ما سبق يتضح أن الذاكرة انتقائية و مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمشاعر و الأحاسيس ، فالذاكرة من حيث لا تدري تؤثر و تتأثر، لذلك فانها تعمل حسب الطلب، و تستحضر أحداثا لا يريد أصحابها نسيانها، بل و تقنع الأفراد بأن هذه الأحداث جزء من ذاكرتهم الفردية و بالتالي الجماعية ، و منه تساهم الذاكرة بشكل أو بآخر في خلق جو من الفخر و الاعتزاز ، و كذلك التكريم و التخليد بل و حمل الأجيال اللاحقة على تقدير جهود الأجيال السابقة، مما يؤدي إلى تخدير المجتمع، و بالتالي إلى نبذ التاريخ.
إن قضية الموضوعية تبقى اذن أكبر عائق أمام اتحاد الذاكرة بالتاريخ فالذاكرة تكبح العلم و تخلق حقيقة إن لم تكن حقائق خاصة بها، أما التاريخ فرأسماله الموضوعية و هدفه الحقيقة، إن الذاكرة تحتفظ فقط بما يريد الأفراد سماعه و تقصي ذاكرة الآخر بل و تبني أمجادها على حساب ذاكرته، فهي تنشأ و تتكون من خلال التصادم و الاحتكاك مع ذاكرة أخرى.
إن التاريخ على عكس الذاكرة يخضع الحدث للدراسة و النقد تحث وصاية العلم، أما الذاكرة فغالبا ما تخضع لوصاية سياسية أو دينية.
إن وظيفة المؤرخ هي المجاهرة بالحقيقة، و هو بذلك ليس سجينا للذاكرة ، فكما يقول Le Goff " الموضوعية هي أولا للنزاهة و الحياد و الحقيقة ".
التاريخ و الذاكرة إذن يعملان في مستويان مختلفان، لكن التاريخ و ان كان يتجاوز الذاكرة، فانه لا يقصيها دون مبرر ، بل يتعامل معها قبولا أو رفضا، فهو يحتاج للذاكرة، لكنه يخضعها لشروط صناعته.
الذاكرة تشتت لأنها تصدر الأحكام، أما التاريخ فلا يهمه إصدار الأحكام، أو كما قال Lucien Febvre :
« l’historien n’est pas un juge , pas un juge d’instruction , l’histoire ce n’est pas juger , c’est comprendre et faire comprendre « 
التاريخ إذن ليس الذاكرة، نعم المؤرخ يستفيد من ذكريات الناس لكنه يجمعها و يقارن بينها، و يضعها على المحك بمواجهتها بالوثائق و الأشياء المادية و الآثار ليبني الوقائع ، التاريخ يضع في حسبانه الذاكرة لكنه لا يحبس نفسه في حدودها الضيقة.
التاريخ باعتباره ممارسة علمية و عملية ليس عبدا لأحداث الساعة، فالمؤرخ يفترض فيه ألا يسقط على الماضي النظريات الإيديولوجية المعاصرة، و ألا يدخل في أحداث الماضي حساسية اليوم.
إن الذاكرة التاريخية كما يقول بيير نورا تمتاز بالوحدة، فهي ثمرة تقليد معرفي و علمي، إنها أيضا الذاكرة الجماعية لجماعة المؤرخين، لكن الذاكرة التاريخية لا تقنع أحدا وهنا مكمن ضعفها بالمقارنة مع الذاكرة الجماعية أو لنقل الشعبية، فخزانات بأكملها - كما يقول دائما بيير نورا – حول ظاهرة الشيوعية أو بطلان العنصرية لن تتمكن أبدا من التغلب على الاستمالة الثورية أو الأحكام العنصرية المسبقة.
إن العولمة و ما تطرحه اليوم من ضرورة تجاوز كل الهويات دفع عددا كبيرا من الشعوب إلى إعادة صوغ علاقتها بالماضي فيما يبدو أنه " موجة مد كبيرة للاهتمام بالذكريات " على حد تعبير المؤرخ الفرنسي بيير نورا ، مما أدى إلى وجود ذاكرات عديدة و هو ما يمكن أن يؤدي إلى تفتت التاريخ.
إن الذاكرة تستعمل من جهتها التاريخ لكي تخلق نوعا من الوئام المصطنع و هنا نستحضر حالة الجزائر فقد اتخذت من الذاكرة أساسا لإضفاء الشرعية السياسية على الحكم، فقد استغل حكامها حكاية المليون شهيد لخلق نوع من الشرعية السياسية لهم، و الذاكرة الفرنسية من جهتها تلغي مأساة الجزائر لتحتفظ فقط بالدور الايجابي لفرنسا ( إن كان هناك حقا دور ايجابي ) فهي تستحضر تلك المهمة الحضارية التي قام بها الرجل الأبيض لتمدين شعب بأكمله و إخراجه من همجيته، و قدم في سبيل هذه المهمة " النبيلة " أرواح أبناءه.
أما الذاكرة اليهودية فكثيرا ما تحسن اللعب على مسألة إحراق هتلر لملايين اليهود لتستدر عطف الأمم و الدول بل و تدفعها لاستصدار قوانين تجرم معاداة السامية و تنجح في خلق نوع من الستار لحجب فظاعة الجرائم التي تقوم بها في فلسطين.
أما في المغرب فكثيرا ما استعملت الذاكرة لتخدر الناس عن طريق صناعة تاريخ على مقاس الدولة يجيش المشاعر و يخلق نوعا من القبول الجماهيري مثل قضية ظهير 16 ماي الذي يتكلم عنه الجميع بمناسبة أو دون مناسبة لكن كم عدد الأشخاص الذين اطلعوا على تلك الوثيقة ؟ 
أما بعد الاستقلال أصبح كل شخص يتحدث عن دوره هو أو دور أجداده أو قبيلته في مقاومة الاستعمار حتى أصبحنا نشك في وجود عملاء للاستعمار من المغاربة.
و خلال سنوات الرصاص وجدنا أنفسنا أمام ذاكرات من نوع آخر ذاكرة المعتقل السياسي ذاكرة الجلاد ذاكرة الدولة ذاكرة الريف ...... مما خلق نوعا من الشتات في التاريخ المغربي و لا سبيل إلى معالجة هذا الشتات إلا بكتابة تاريخ حقيقي يميط اللثام عن دور كل الأشخاص و الهيئات دون البحت عن اتهام أحد أو تبرئة آخر لأن هذا لا يدخل أبدا في حقل اشتغال التاريخ.
المراجع المعتمد عليها : 
- من أجل تاريخ إشكالي، ترجمات مختارة قام بها الأستاذ محمد حبيدة
- التاريخ الحاضر و مهام المؤرخ تنسيق الأستاذ محمد كنبيب
- الكتابات التاريخية في المغارب الهوية الذاكرة و الاستغرافية تنسيق عبد الرحمن المودن ، عبد الحميد هنية ، عبد الرحيم بنحادة
- مقال على شبكة الانترنت : الذاكرة والتاريخ بين فرنسا و الجزائر لمسعود ديلمي
قراءة 6167 مرات آخر تعديل على الجمعة, 13 أيار 2016 12:51

أضف تعليق


كود امني
تحديث