قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 14 تموز/يوليو 2016 13:04

الحياة الذكريات

كتبه  الأستاذ محمد عماد نوفل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحياة هي الذكريات، بل إنما الإنسان ذكريات؛ برهان ذلك - كما ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله -: أن أحدنا لو جُرِّد من ذكرياته، لأصبح و ما لحياته معنًى، و لا لوجوده اعتبار!

و حين أعود بذاكرتي إلى سِنِي عمري التي مضت - بخيرها و شرها، بفرحها و ترحها، بسرائها و ضرائها - أحسُّ و كأنني بنيان شيدتْه الليالي و الأيام، و كلُّ لَبِنة في هذا البنيان إنما هي لحظة أو موقف أو مشهد أو أي ذكرى من هذه الذكريات، التي عملت في نفوسنا و مشاعرنا عملها في وقتها، لكنها صارت من بعد شيئًا منا و فينا، نعود إليه فنذكره: نندم عليه آسفين، أو نَحِنُّ إليه ممتنِّين، أو يعود هو إلينا فيهيج علينا الأحزان، أو يبعث فينا المسرَّات، فنأسى أو نبتسم في هدوء!

و حين أفكر في هذا الأمر جليًّا، أخلُصُ إلى القول: بأن هذا الأمر داعٍ من أكبر الدواعي إلى إتقان العمل، و الصبر على الواجبات، و تحمل المسؤوليات؛ كي نستطيع بذلك تكثير صفحات النجاح و الفلاح و السعادة في كتاب حياتنا، و نقلل ما استطعنا - و لا مفرَّ- تلك الصفحات التي عنوانها الفشل و الحزن، و تفاصيلها التقصير و التفريط، أو الطيش و الغفلة، أو أي شأن نحن الملومون فيه، و التهمة ثابتةٌ!

ثم لو كانت فصول هذا الكتاب متناثرة لا يربط بينها رابط، و لا يؤثِّر في لاحق منها سابقٌ، إذًا لهان الأمر جدًّا و لقلَّ شأنُه، لكن الأمر ليس كذلك.

لننظر إلى الحزن مثلاً؛ فإن الإنسان - كما يقول الرافعي -: إذا حزن استدعى كلَّ أحزانه، و كأن حزنًا واحدًا لا يكفيه! لهذا صرتُ أعوذ بالله من حزن جديد يضاف إلى أحزاني و يأبى على النسيان، يزيد في وجعي مع كل حزن يأتيني، مع أني أعوذ بالله من كل حزن؛ لأنَّ أحب شيء إلى الشيطان - كما يقول ابن القيم -: أن يحزن العبد المؤمن؛ ليقطعه عن سيره، و يوقفه عن سلوكه، و الحزن يضعف القلب، و يوهن العزم، و يضر الإرادة.

ثم إني لا أظن أن الأمر مقتصر على هذه الذكريات؛ لأن الذاكرة - كما يقول العقاد -: ذاكرة مستبدة، تحفظ و تنسى على غير قانون ثابت؛ إذًا فتفاصيل حياتنا تغير فينا و تبدل من حيث أدركنا ذلك أم لم ندرك، و من ذا الذي يصفو له حال؟!

أخيرًا، و حتى يكون القول تامًّا لا مدخل لأحد عليه، و لا موضع غمز و لا همز - أقول: من الناس من لا يلتفت إلى ماضٍ و لا ينظر إلى وراء، تراه مشغولاً بحاضره و حاضره فقط! لا يقف طويلاً عند فشل و لا يعوِّلُ على نجاح، يقبل على كل أمر بنفس جديدة، لا تقلقه خيبة مضتْ، و لا تخوفه عثرة انقضت، كأنما هو متفائل كل حين و على كل حال.

و في تقديري: لعل هؤلاء في راحة و اطمئنان، و ربما كانوا هم أجدر و أقوى على السعي و العمل و المثابرة، و لعل هذا ما جعل ابن حزم يقول: "و إن حنيني إلى كل عهد لي ليغصني بالطعام و يشرقني بالماء (و قد استراح من لم تكن هذه صِفته)".

و مع ذلك أقول ما قال رب العزة سبحانه: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]؛ فهنيئًا لأناس الروحانية الفياضة التي تملأ عليهم نفوسهم فيحيون حياة غير الحياة، تملك عليهم أحاسيسهم بألوان و معانٍ، لكلٍّ عَبَقُه، و لكلٍّ لذَّتُه، و هنيئًا لأناس عزيمتهم و جَلَدُهم و ما يوفقهم الله إليه من إنجاز ربما عجز عنه سواهم و ما استطاعوا معه صبرًا.

لماذا أقول ذلك؟!

تسألني؟!

إذًا تسألني عن السعادة!

لأن السعادة هي جنة الرضا في قلب المؤمن، و لأن الناس جميعًا - و إن تفاوتت بهم الطبائع و الصفات - ساعون في طلب غرضٍ واحد و استحسانه - على رأي ابن حزم - و هو: طرد الهمِّ.

ثم أختم بقوله رحمه الله - و راجعه؛ فإنه نفيس، و فيه مزيد إيضاح -: "بحثتُ عن سبيل موصلة على الحقيقة إلى طرد الهم الذي هو المطلوب للنفس... فلم أجدْها إلا التوجه إلى الله عز وجل بالعمل للآخرة...، و وجدت العمل للآخرة سالـمًا من كل عيب، خالصًا من كل كدر، موصلاً إلى طرد الهم على الحقيقة".

قراءة 1738 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 تموز/يوليو 2016 07:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث